أشاهد هذه الأيام حلقات برنامج اسمه شرح Explained على الـ«نت فليكس»، وهو برنامج ذو حلقات قصيرة تشرح كل منها موضوع فكرة علمية أو اجتماعية أو فلسفية معينة بشكل مختصر وميسر. في حلقة حول الفرق المتدينة أو ما يسمى cults دار الحديث حول ما يوعز للناس الانضمام إلى مثل هذه الفرق المريبة بكل عزلتها وعنفها وغرابة طقوسها وتأليهها تقريباً لقادتها. تقول الحلقة إن معظم هذه الفرق لا تعترف بكونها cults طوائف والعديد من الناس المنضمين لها لا يعرفون أنهم أعضاء في فرقة دينية مريبة. وكان السؤال الرئيسي للحلقة: ما الذي يدفع الناس للانضمام إلى مثل هذه الفرق؟ ما الذي يوعز لهم الإتيان بأفعال شنيعة من أجل المجموعة؟
عادة ما تتشكل هذه الفرق، تقول الحلقة، على أسس ثلاثة، أولاً: تتأسس الفرق على أيدي قادة ذوي كاريزما عالية ومعتقدات متطرفة جداً، ليبدأوا بعدها بجمع أتباع أصوليين ويشكلوا رموزاً سلطوية شبه إلهية تمثل الله على الأرض وتتحدث بلسانه. ثانياً: عمل غسيل مخ قوي للأعضاء من خلال إقحام الأفكار الغريبة إلى عقولهم بدس هذه الأفكار في الكتب المقدسة الموجودة أصلاً والتي يحمل لها الناس التقديس المسبق. ثالثاً: استغلال الأعضاء من حيث تعريضهم للخطر من المهمات، حيث يجب على الأعضاء أن يقدموا طلبات القائد على متطلبات واحتياجات أسرهم وأبنائهم. إلا أن الحلقة تعترف بوجود مشكلة في هذا التعريف للفرق المتدينة أو cults التي تتمثل في أن هذا التعريف حكم قيمي، أي أنه يعتمد على قيم وأفكار من يقوم بالتعريف، فقد ينطبق على كل فرقة دينية موجودة على الأرض، لدرجة أن البعض يعطي هذه المعادلةطائفة + وقت = دين cult+time= religion على أنها حقيقية، فهل من المنصف إعطاء هذه الصفات للفرق الدينية التي يحاول البعض، تفادياً للتطرف في التعريف، تسميتها بحركة دينية جديدة؟
يرى البعض أن أمريكا تحديداً أصبحت موطناً لهذه الفرق الدينية بسبب انفتاحها وقبولها لفكرة التنوع الديني، وهي نقطة مهمة جداً تظهر كيف يمكن لأفضل الأفكار الفلسفية على الورق أن تتحول إلى كوارث في حالات التطبيق الإنساني. تقدم الحلقة عوامل سبعة لصنع الفرقة المتدينة ولسقوط الأشخاص في شباكها: 1. مرور الفرد بحالة تحول في حياته، 2. وجود أسئلة فلسفية حول معنى الحياة عند الفرد، 3. صنع «حقيقة» جديدة للأعضاء بعزلهم عن العالم: التلفزيون، والأفلام، والكتب ووسائل التواصل كلها تصبح ممنوعة، حتى يتغلف الإنسان تماماً بهذا النظام العازل الجديد، 4. خلق علاقة منفردة تدريجياً بين الفرد و«القائد المحبب»، فهو الشخص الوحيد الذي يستطيع إنقاذ هذا الفرد، هو من يجب أن يذكره هذا الفرد صباح مساء، ويحبه أكثر من أمه وأبيه، 5. صنع عدو خارجي في العالم خارج حدود الفرقة، حتى يتحول الكل إلى عدو متربص بالفرد، ليفقد هذا الفرد كل قدراته على التحليل العقلاني المنطقي، 6. ضغوط الأنداد أو الآخرين المحيطين، حيث تشكل المجموعة ضغطاً اجتماعياً وأخلاقياً شديداً على الأفراد المنضمين ليطيعوا ويلتزموا بأمر القائد، 7. ينتهي الأمر إلى صناعة إنسان نرجسي سيكوباتي في صورة القائد المخلص الذي يمكن أن يقود المجموعة حتى إلى موتها الجماعي، لأن حياتها لا قيمة لها من دونه.
تقول الحلقة إن الوحدة التي خلفتها وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي قد خلقت كذلك فرقاً متدينة إنترنتية، تجمع الناس في مساحات إلكترونية دون الحاجة إلى مكان أو حتى قائد، كلها لها عوامل الفرق المتدينة التقليدية ذاتها، كما أنها قد تقود للنتائج المفجعة ذاتها، حيث تعطي الحلقة أمثلة عدة على ذلك، أحدها هو حادثة تفجير المسجد في نيوزيلاندا، التي كان منفذها قد أعلن نيته القيام بذلك إلكترونياً، ليلاقي كل التشجيع من جماعته الإلكترونية التي تشكل cult حقيقياً ولو كان إلكترونياً. عادة ما يخرج الناس من هذه الفرق المرعبة حين يكتشفون الحقائق، وحين يفهمون شخصية القائد والطبيعة الاستغلالية للمجموعة، إلا أن الخروج عملية غاية في الصعوبة وتحتاج إلى فترة نقاهة طويلة بعدها، فأحد أصعب تبعات الخروج من هذه الفرق هو الحاجة إلى التفكير الفردي واتخاذ قرارات كان القائد والمجموعة يتخذونها عنه.
إن التطرف في الممارسات الدينية هذا لهو شديد الاحتمال بمعية طبيعتنا البشرية، وهو متكرر الحدوث كما يشهد تاريخنا البشري، لتبدأ مجموعة ما بأفكار إصلاحية ثم تتحول سريعاً إلى فرق متطرفة متشددة. لربما المثال البروتيستانتي الهارب من أوروبا إلى أمريكا في القرن السادس عشر هو أكبر مثال على ذلك، حيث توجه البروتيستانت إلى عالم جديد ليبدأوا حياة مبنية على العدالة والحرية وليتحولوا سريعاً جداً إلى متطرفين أشد تعنتاً من الكاثوليك، مكونين حركات أصولية مخيفة كالبيوريتانية التي تعد أعتى الطوائف الدينية تطرفاً وتزمتاً.
الطبيعة البشرية جميلة في ميلها نحو الانتماء، ومخيفة في تحويلها لهذا الانتماء، إلى عقيدة متطرفة مبررة لكل الموبقات. فهل سنتمكن في يوم من موازنة معادلتنا الإنسانية الصعبة؟
آخر شيء: بالمصادفة قرأت هذا اليوم خبراً عن اكتشاف العلماء لتركيب الجينوم الكامل القديم للبشر، وذلك من مصدر آخر غير العظام البشرية، والقصة الطويلة حول «لولا» كما أسماها العلماء، التي عاشت منذ ثلاثة آلاف وسبعمئة سنة على جزيرة في بحر البلطيق، ومضغت عشبة ذات يوم ولفظتها لتتركها للعلماء ليحللوها ويفهموا أسرارها البشرية، هذه القصة موجودة بالكامل على موقع الـ«ناشيونال جيوغرافيك» لمن يرغب في الاطلاع عليها. قد تكتشف لنا هذه المضغة شيئاً جديداً عن أنفسنا يريحنا من تعقيدنا وبدائيتنا المتلازمين.
تحية للقدس العربي
الإنسان بطبعه يميل إلى الائتلاف في مجموعات وقد تكون دينية او قبلية او عرقية أو إلكترونية او…والتركيز على المجموعات الدينية ووصفها بالتطرف والعنف بعيد عن الإنصاف والأمثلة كثيرة ومتنوعة .
فالنازية مجموعة متطرفة عرقيا وتسببت في قتل عشرات الملايين من البشر في أكبر مجزرة تاريخية وكذلك مجموعات الالتراس المؤيدة لفرق كرة القدم فهي تنتهج في كثير من الأحيان العنف ضد مجموعات أخرى وهناك تجمعات خفية كالماسونية ومجموعات الضغط السياسية كالايباك ومجموعات اتحادات المال والأعمال والتي تنتهج أساليب قذرة للحفاظ على مصالحها وكذلك مجموعات العصابات كالمافيا الإيطالية والياكوزا اليابانية و…وكل هذه المجموعات تنطبق عليها اسم cult او طائفة .
الطوائف الدينية التي تؤله قادتها وتتعرض لغسيل دماغ أفرادها قليلة ونادرة وتتركز في امريكا وغالبا ما ينتهي أمر أفرادها بالانتحار .والنادر لا يقاس عليه .
واما في عالمنا العربي فعندما حكام علمانيون تتبعهم جماعات لابشرية شعارها الأسد او نحرق البلد .
بسم الله الرحمن الرحيم
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات
………..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ …….. الأعراف
الحمد لله على نعمة الإسلام! لا يوجد عندنا يا دكتورة مثل هكذا خزعبلات وخرافات!! ولا حول ولا قوة الا بالله
يا شيخ الكروي حين نفكر بمنطق وعقلانية عن معنى الجملة التي نكررها دائما وهي ( الحمد لله على نعمة الإسلام) تخطر في البال اسئلة محيرة .. من حيث المبدأ حمد الله وشكره على نعمه واجب في كل وقت وحين ..
ولكن هل الإسلام نعمة منَّ بها الله علينا نحن المسلمين أم هو موروث ورثناه وقبلنا به طواعية دون فرض؟
وإذا كان الإسلام منة ونعمة فلماذا حُرم منها الآخرون من أتباع الديانات الأخرى؟
“خلق علاقة منفردة تدريجياً بين الفرد و«القائد المحبب»، فهو الشخص الوحيد الذي يستطيع إنقاذ هذا الفرد، هو من يجب أن يذكره هذا الفرد صباح مساء، ويحبه أكثر من أمه وأبيه،” إهـ
في الصحيحين عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)). وفي رواية لمسلم: ((حتى أكون أحبَّ إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).
نعم يا دكتورة, فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من نفسي وأبي وأمي وولدي! ألا يكفي أن يكون شفيعي يوم القيامة!! ولا حول ولا قوة الا بالله
هناك من شكك في صحة متن هذا الحديث ….
لا أعتقد أن النبي (ص) قال لأصحابه لن تؤمنوا ولن تدخلوا الجنة حتى تحبوني أكثر من حبكم لأنفسكم وآبائكم وأمهاتكم …
هذا الكلام لا يقوله رسول من رب العالمين وقائد عظيم فضلا عن انه لا ينطبق الا على الغلاة والمتشددين
الى المسيو الصفاقسي
كلام السيد الكروي سليم وصحيح . نرى هنا على الارض عبادة الشخص و هو لبعض الناس الآه من أمثال لنين وستالين وماو. وفي امريكا. جونز واورال روبرتس وغيرهم وهذا على الارض اما في السماء فهناك كثير من الناس يعتقدون او يؤمنون بوجود ما هو اهم من ستالين ولنين وامثالهم بملايين المرات ويسمونه الله فيعبدوه ويحبوه ولا حول ولا قوة الا بالله
بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد “.
قال إمام كوموتيني في شمال اليونان
اذا أكثرت من الصلاة والاعمال الخيرية سوف يحبك الله ويشتاق إليك وقد يدعوك اليه لسماع صوتك
اذا اشتاق الله لرؤياك جعلك تقوم بأعمال تقود الى الشهادة ان الله يحب الشهداء وهم عنده في الأمجاد السماوية احياء يرزقون
تحية للدكتورة ابتهال وللجميع
اعتقد ان الامر استعداد شخصي يختلف من شخص لاخر لقبوله تلك الجماعات وتلعب الخلفية الثقافية والدينية والبيئة التي يعيش بها والحالة النفسية وكذلك الحلم او الفكرة التي يتمنى تنفيذها او الوصول اليها دورا كبيرا والمثال الاقرب لنا هم الشباب الذي قدم من اوربا لالالتحاق بداعش فاختلفت اسبابهم فمنهم من اغرته فكرة الخلافة التي هي حلم كل مسلم والبعض اراد ان يمارس القتل كحقيقة وليس فقط بالعاب الالكترونية والفيديو اما الفتيات فالبعض منهن جاءت لتتزوج شرعا بالاضافة لفكرة الخلافة ولن يختلف الشباب الامريكي باسبابه عن الاخرين سوى بالبيئة التي تمنحه حرية اكبر فاما في بلداننا فالامور تتم سرا بسبب الخوف من الاضطهاد الحكومي او الاجتماعي اما شخصية القائد فهذه تكون مؤثرة فقط في بداية تكوين الجماعة الصغيرة لوجوده المباشر بينهم
كل الحركات السياسية والاديان التي انتشرت واصبحت عالمية بدات بفكرة قديمة تم تجديدها ثم تكونت من جماعة صغيرة يقودها شخص بمواصفات معينة مؤثر جدا على من حوله وقد تبدا بنوع من السرية او بعيدا عن مكان وجودهم وهكذا كانت اليهودية والمسيحية والاسلام وكذلك الحركات الشيوعية والاحزاب القومية
تعليقات السادة القراء و المشهورين منهم خاصة يجعلني أجزم أن ” الأمة ” لا تصلح و لا تصلح …..و أكرر و أقول لل” حكيمة ” إبتهال ….” على من تقرأ مزاميرك يا داوود ” …..
الى ابن وسيلة
أوافقك وأزيد ان ينقصنا خفة الدم والمزاح والسخرية واعتقد ان الله اعلم واوافق المسيو الكروي ان لا حول ولا قوة الا بالله
السيد سنتيك
احيطك علما بأن مطربا سوريا من أيام الزمن الجميل اسمه موفق بهجت غنى أغنية جميلة ينتهي الكوبليه الأول منها بجملة ( لا حول و لا قوة الا بالله:
الكون إلى جمالكم مشتاق و العالم كله لكم عشاق
روحي أمست و أصبحت في ذلة لا حول و لا قوة الا بالله
في ابسط توجهاتها ؛تجد الايدولوجيا اقصائية ويحتكر معتنقوها الحقيقة المطلقة المفسّرة للوجود . وخطر ها يتضاعف عندما يؤمن اصحابها بعالميتها فتصبح غير محدودة الزمكان .او عندما تتبناها انظمة سياسية كمثال اليوم الذي كتبه استاذنا الكبير صبحي حديدي من منح الجنسية الهندية لكل اللاجئين من كل الديانات والاثنيات العرقية ماعدا المسلمين ! او كمثال داعش والذي ساهمت السياسة في انتاجه وتوسعه .
موضوع شيق ومادة دسمة للنقاش .
اشكرك د.ابتهال
أعتقد ياسيدتي ان إعطاء المثال بجماعات الاستثناء الفكري والسلوكي للاستدلال على كون الدين محفزا على التطرف هو توجه غير موفق. .باعتبار أن فكرة التدين لم ترتبط بالإنسان كتعبير عن حالات العجز النفسي التي تنتج عن عجز آخر وهو عدم إدراك مختلف الجوانب المتعلقة بقضية أو مسألة بعينها. ..ولكنها تتأسس محوريا على منطلق وجودي معرفي يجعل الكائن العاقل في وضع التساؤل في محيط لايعرف من كنهه سوى أنه موجود فيه. .ولايستطيع حتى مجرد الحدس عن المنطلق والمآل. ..؛ ويرتبط بهذا السياق ماقام به الإنسان من عمل تاملي ضخم في سياق الفلسفة التي لم تكن تعبيرا عن ترف فكري بقدر ماكانت تجسيدا لحاجة ذاخلية ادراكية وجدانية. ..تسعى إلى معرفة بعض الاجوبة في خضم مالايعد أو يحصى من المجاهيل…..؛ الدين ياسيدتي ليس هو ممارسة المتكسبين…أو نزوع القاصرين فكريا. ..أو إستغلال المترصبين والمتاجرين. …ولكنه نطاق معرفي يستغرق الإنسان والكون. …بشكل تفاعلي. ..ليشكل فيه الفرد جانب التلقي فقط فقط. …وهذا هو جوهر الإيمان. …وشكرا.