مجازر إسرائيلية توقع مئات الشهداء والجرحى في لبنان و«حزب الله» يردّ بصواريخ ثقيلة على وسط حيفا وبن غوريون وصفد

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي» : لم تمض 24 ساعة على رد «حزب الله» بصواريخ «فادي1» و«فادي 2» على ضواحي حيفا مستهدفاً قاعدة «رامات دايفيد» ومجمعات صناعات عسكرية حتى عادت إسرائيل إلى تصعيد غاراتها على أكثر من منطقة لبنانية بشكل همجي ومنهجي وغزارة نارية غير مسبوقة في إطار تبادل الضربات العسكرية وطالت الاعتداءات للمرة الأولى جرود منطقة جبيل حيث سقط صاروخ إسرائيلي في منطقة الورديات بين بلدة علمات الشيعية وبلدة إهمج إضافة إلى قرى وبلدات أقضية صور والنبطية وبنت جبيل وبعلبك والهرمل والبقاع الغربي. وادعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تنفيذ الجيش غارات على 800 هدف في لبنان.
وعاد الاحتلال لتعديل أرقامه مساءً وقال جيشه إنه هاجم خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 1100 هدف في لبنان باستخدام ما يزيد عن 1400 نوع من الذخيرة عبر نحو 650 طلعة جوية.
ومما أشعل الموقف تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد 4 أيام فقط على الغارة التي أودت بحياة قائد «قوة الرضوان» إبراهيم عقيل وعدد من قوة النخبة. وأطلقت طائرات حربية ستة صواريخ على مبنى في حي ماضي في الضاحية الجنوبية مستهدفة بحسب ادعاء صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قائد الجبهة الجنوبية علي كركي. وعلى الفور ضرب عناصر «حزب الله» طوقاً أمنياً في مكان الغارة وهرعت سيارات الإسعاف لنجدة المصابين وتوقع محللون رداً قوياً من الحزب على الاستهداف ولم تنفجر بعض الصواريخ التي أطلقت وسقط 7 جرحى بينهم حالة حرجة جداً.

رد الحزب

وردّ «حزب الله» بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه منطقة إصبع الجليل، وبعد الظهر طالت الصواريخ منطقة وسط حيفا للمرة الأولى وجنوب حيفا، ودوّت صفارات الإنذار في صفد والكرمل وغرب بحيرة طبريا ومنطقة «هشارون» في تل أبيب ومناطق قريبة من مطار بن غوريون. وتحدث الاعلام الإسرائيلي عن توسيع «حزب الله» نطاق اطلاق الصواريخ، وكشف عن «سقوط صاروخ في «كريات طبعون» جنوب حيفا وعن وقوع انفجارات في منطقة طبريا وسقوط صواريخ في «كاديتا» و»بيريا» و»إليكيم» و»طيفون» و«يوكنعام» الصناعية والعفولة. وأعلن الحزب «أن مجاهدي المقاومة الإسلامية قصفوا المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة «نيمرا» بعشرات ‏الصواريخ. كما قصفوا مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة «يوآف» بعشرات الصواريخ».‏ وأعلنت وسائل إعلام العدو «أن السلطات الاسرائيلية قررت إغلاق المجال الجوي في الخضيرة وشمالها حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الحالي».
فقد استفاق أهالي القرى الجنوبية وأهالي منطقتي بعلبك والهرمل على أصوات الانفجارات في ظل هجمات واسعة النطاق ما أدى في حصيلة أولية إلى ارتقاء شهيد وسقوط 6 جرحى. وترافقت هذه الغارات مع تهديدات إسرائيلية للسكان بإخلاء المنازل التي يزعم أن «حزب الله» حوّلها إلى ثكنات عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ.
وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال «شن ضربات واسعة على مواقع «حزب الله» في لبنان»، فيما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بعض الغارات الإسرائيلية وصل عُمقها إلى 125 كيلومتراً داخل حدود لبنان.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى «أن سلاح الجو هاجم منطقة وادي لبنان الشمالي على بعد نحو 130 كيلومتراً عن الحدود الشمالية الإسرائيلية»، كما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى «أن اكثر من مئة غارة شنت على لبنان في وقت قصير جداً هذا الصباح». وإتهم مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حزب الله» بأنه «جعل من لبنان دولة فاشلة»، لافتاً إلى «أن التسوية الدبلوماسية لم تثمر في خلال الفترة الماضية».
ففي تمام الساعة السادسة والنصف صباح الاثنين، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي اكثر من 100 غارة جوية خلال نصف ساعة، استهدفت المناطق والاودية الواقعة بين بلدتي انصار والزرارية، عبا وجبشيت، الشرقية والنميرية، اطراف كفرتبنيت والنبطية الفوقا، دير الزهراني ورومين وعزة، اطراف حومين الفوقا، اطراف النبطية الفوقا وحي الجامعات، محيط أوتوستراد كفررمان والميدنة، اطراف يحمر الشقيف وارنون، مرتفعات اقليم التفاح وجبل الريحان واطراف بلدة سجد، محيط معبر كفرتبنيت سابقاً، اطراف ارنون وكفرتبنيت، والحسانية شرق صيدا.

استهداف بعلبك

وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي مساء، على أطراف مدينة «بعلبك»، وساحة بلدة «ايعات» شرق لبنان. كما أغار على منزل في محلة «التل الأبيض» عند مدخل مدينة بعلبك الشمالي. واستهدفت الغارات الإسرائيلية محيط مدينة « الهرمل» شرق لبنان. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة «سحمر» والمنطقة بين بلدتي «سحمر» و»يحمر» في البقاع الغربي، بحسب « الوكالة الوطنية للإعلام « اللبنانية الرسمية. واستهدفت سلسلة غارات للطيران الحربي الإسرائيلي مساء مناطق البقاع الأوسط وبعلبك والهرمل شرق لبنان، بحسب ما أعلنته قناة « المنار» المحلية التابعة لحزب الله.
واستمرت هذه الغارات المعادية طيلة النهار وشملت أقضية النبطية وصور وبنت جبيل مخلّفة العديد مئات الشهداء والجرحى، حيث كانت غرفة عمليات الطوارئ في وزارة الصحة تصدر تحديثاً لعدد الضحايا الذي وصل بعد الظهر إلى 325 شهيداً و1200 جريح قد يكون بينهم مسؤول للحزب في قضاء صور إضافة إلى أضرار جسيمة في المنازل والسيارات والمحال التجارية واشتعال الحرائق. وتعرضت بلدات الرمادية، البرج الشمالي، الحوش، مجدل زون، الناقورة، والخرايب إلى غارات مكثفة إضافة إلى بلدة عيتا الشعب وطريق يربط بين طورا ومعركة وطريق السكسكية وبنت جبيل وعدلون وكفرحتى وعزة والمصيلح وكوثرية السيّاد وعين قانا والدوير وسحمر حيث استهدفت سيارة اسعاف ل «جمعية الرسالة» ومحيط مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.
وتسببت هذه الغارات بحركة نزوح كثيفة من قرى وبلدات الجنوب حيث شهد الأوتوستراد الساحلي من صور إلى صيدا وصولاً إلى مثلث خلدة وبيروت زحمة سير خانقة.
وإزاء حركة النزوح الكبيرة، أوعز وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بفتح المدارس في عدد من المناطق اللبنانية، وصدر عن مكتبه بيان جاء فيه: «في ضوء متابعته للمستجدات الأمنية، أعطى وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي التوجيهات إلى المحافظين للتعاون بشكل كبير مع عملية النزوح الكثيفة من المناطق الجنوبية، وعقد لهذه الغاية اجتماعاً مع خلية الازمة في الوزارة بحضور مديرة الارشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا خوري، وتقرر في ضوء ذلك وحرصاً على سلامة المواطنين اللبنانيين وأمنهم، فتح المدارس والمعاهد الرسمية التالية كمراكز للإيواء في زحلة وقب الياس والقرعون ودير الأحمر وصور وبيروت والدكوانة والميناء طرابلس فضلاً عن المدارس الرسمية في المناطق الآمنة في الجنوب، فيما بدأت العديد من المدارس والمعاهد الرسمية في مناطق جبل لبنان وتحديداً الشوف وعاليه وبعبدا باستقبال النازحين».
كما طلب مولوي «من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية كافة مواكبة عمليات النزوح والايواء، ومساعدة المواطنين اللبنانيين وحفظ الأمن والنظام والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة».
بدوره، أصدر وزير التربية عباس الحلبي قراراً بإقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدراس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء في كل من محافظات الجنوب والنبطية والبقاع والهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية نظراً للأوضاع الأمنية والعسكرية مما يشكل خطراً على انتقال التلاميذ إلى المدارس. ثم ألحق وزير التربية بيانه الاول بقرار آخر يعلن فيه إقفال المدارس في جبل لبنان وبيروت والشمال وعكار على أن يشمل وقف الدروس ايضاً الجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة في المناطق اللبنانية كافة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية