ايها الرسميون العرب، الا تعلمون ان لكل عقده، الف حل وحل، وان لكل علة شفاء، ولكل داء دواء، الم تقراوا قول رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام (ان لكل داء دواء) فما بالكم لم تبادروا للتصدي، لاخطر وامضى داء يستهدف كل شي في الامة، الانسان والحيوان والشجر والحجر، الامة بكل ما فيها هوية وجودا، اذ لم سيبق على الاطلاق ان واجهة الامة، عدوانا اجراميا وحشيا بشعا، مثل هذا الذي تتعرض له الامة اليوم، لانه يستهدف الامة من داخلها، وباستخدام مواردها وثرواتها، يسانده في ذلك تحالف كل اشرار العالم ومجرميه، نعم انه العدوان الاكثر خطورة والامضى فتكا بالامة، والاعنف حدة وضراوة من نوعه، نعم انها اول مجازر من نوعها تتعرض لها الامة على مدى تاريخها الطويل، ومع كل هذا تقابل بصمت مطبق من قبل قادة العالم كلهم، ولكن والحمد لله طلع علينا من وسط جحيم المجازر هذه وصمت القادة، رجال احرار بواسل، تصدوا لهول هذه المجازر، بصدور عارية تماما، الا بايمانهم وشهامتهم وغيرتهم على الاعراض التي انتهكت والدماء التي سفكت والارواح التي ازهقت، وكل الحرمات التي انتهكت، وحفاظا على استقلال وكرامة وطنهم ومواطنيهم، ان العدوان لا يستهدف سورية المجد وحدها بل الامة كلها، الا تعلموا ايها السادة ان هؤلاء الاعداء هم ذاتهم الذين تصدوا لرسولنا الكريم وصحبه في بداية الرسالة السماوية السمحاء، وانهم عادوا من جديد للثأر والنيل من ابناء الامة. نعم انها مجازر مروعة واخطر هجمة شرسة تتعرض لها الامة، ولكن صمتكم هو الاكثر فتكا بنا والامضى وقعا علينا، لقد كانت له ردود فعل جسيمة علينا، اذ تمادى الاعداء كثيرا كثيرا على الوطن والشعب، ومن المؤلم والموجع ان كل وسائل ردع هذا العدوان متاحة امامكم، انتم اكثر من عشرين دولة تمتلك من الجيوش واحدث الاسلحة المتطورة وبانواعها المختلفة، وبامكانكم ان تجتمعوا وتتخذوا من القرارات الشجاعة والجريئة ما يضع حدا لهذه الهجمة الوحشية البشعة والسافرة، دون الالتفات الى مجلس الامن وجميع منظماته الدولية او اية دولة عظمى اخرى، لانها لم تضع حدا لاحتلال فلسطين والعراق الابي، بل كانت هي وراء كل هذه المحن والمآسي التي حلت بالعرب وغيرهم، وهي التي زرعت الكيان المسخ في قلب الوطن العربي، فلا جدوى من اللجوء اليها مجددا، ثم هذه اعراضنا وفلذات اكبادنا وامهاتنا، في العراء بعد ان شردوا من قبل اعداء امتكم والاسلام والانسانية، هم عوائل الاحرار الذين يدافعون عن العرض العربي والكرامة العربية، هلموا لنجدتهم اغيثوهم فهم احق بذلك واكثر منه. عبد حامد [email protected]