مجازر غزة… أين العروبة؟ أين الدين؟ أين الانسانية؟

حجم الخط
48

وسط صمت اقرب الى التواطؤ، وللمرة الرابعة قصفت اسرائيل الخميس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لجأ اليها نازحون في بيت حانون (شمال غزة) ما اسفر عن مقتل حوالي 15 فلسطينيا واصابة 200 آخرين.
واكتفى الاتحاد الاوروبي بالدعوة الى «تحقيق سريع»، وليس واضحا اي تحقيق يريدون خاصة بعد التصريحات الواضحة لمدير الاونروا بيتر كراهنبول التي قال فيها «ان هذه المأساة تظهر مجددا انه ليس هناك اي انسان في امان في غزة». اي ان ما يحصل في غزة اصبح نوعا من الابادة الجماعية. بالاضافة الى ان القانون الدولي يجرم اي قصف لمناطق مدنية حتى وان ثبت وجود اسلحة فيها، وهو ما تنفيه المقاومة، ولم يتوفر اي دليل عليه.
فيما اعلنت السعودية عن مساعدة قيمتها 100 مليون ريال (25,7 مليون دولار) مخصصة لمواجهة اعباء نقص الادوية والمستلزمات الطبية العاجلة لعلاج الجرحى والمصابين في قطاع غزة، لكنها لم توضح كيف سيتم توصيل هذه المساعدة في ظل العدوان واغلاق البنوك والحدود معا.
اما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فالقى خطابا مرتجلا استغرق عشرين دقيقة بمناسبة ليلة القدر بعد ساعات قليلة من المجزرة، الا انه لم يتسع لبضع كلمات يدين فيها ذبح ابناء غزة، بالرغم من ان شيخ الازهر الذي سبقه في الحديث كان ادان المجازر بوضوح وقال: «الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا عليهم، وإنما الهم الأول للعرب والمسلمين».
اما الرئيس الفلسطيني الذي «عدل خطابه السياسي» ليتفق مع نهج المقاومة قبل يومين، ونجح في توحيد المطالب الفلسطينية في ورقة واحدة، فمازال مطلوبا منه اتخاذ اجراء لمحاسبة اسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.
وحسب خبراء قانونيين فان المطلوب من عباس هو ان يوجه خطابا رسميا الى المحكمة الجنائية الدولية يمنحها فيه حق الولاية القانونية على ما يحدث في غزة. وحينئذ يستطيع الشعب الفلسطيني بما يملك من كوادر قانونية وحقوقية كفوءة ان يفتح ابواب الجحيم القضائية على المسؤولين الاسرائيليين، بفضل ما يملك من توثيق قانوني للجرائم والمجازر الاسرائيلية.
للأسف لقد فشل العالم، في اتخاذ موقف قانوني او اخلاقي انصافا لأهل غزة الذين قدموا اكثر من ثمانمئة شهيد وخمسة الاف جريح حتى الآن واغلبهم من الاطفال والنساء والمسنين. اما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فلم يكتفيا بسقوطهما الاخلاقي، بل جعلا الضحية في مكان الجاني، وأدانا الصواريخ الفلسطينية بينما مازالا يغضان الطرف عن نتائج هذا «الهولوكوست الاسرائيلي» في غزة.
لكن هل يجب ان نلوم العالم او الغرب حقا بينما بعض العرب والمسلمين، كادوا ان يكونوا متورطين في هذه المجازر، إما بالصمت والتعتيم الاعلامي والسياسي، أو المواقف السياسية السلبية التي تمنح اسرائيل غطاء اخلاقيا لجرائمها؟
لن نتحدث هنا عن قيام عباس بحل السلطة والغاء مسار أوسلو العقيم الذي منح اسرائيل رخصة للقتل، أو سحب السفيرين المصري والاردني من تل ابيب، او طرد سفيري اسرائيل من القاهرة وعمان او حتى «ازعاجهما» بمجرد استدعاء بروتوكولي لابلاغهما بالاحتجاج على قصف البيوت ومدارس الاونروا في غزة، ولن نتحدث عن موقف عربي موحد أو شبه موحد بمطالبة أو حتى مناشدة حلفاء اسرائيل للضغط عليها. لكن فقط نسأل ما الذي ينتظره العرب لاقامة جسر اغاثة جوي لاغاثة غزة وقد اصبحت منطقة منكوبة، خاصة بعد ان طالبت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة باقامة ممر انساني لاجلاء الجرحى وتقديم الادوية والعلاج اللازم.
أي أمة عربية أو اسلامية هذه التي تتفرج على بعض ابنائها يذبحون في هذه «الأيام المباركة» التي من الواجب فيها على كل مسلم ان يهتم بالضعفاء والمظلومين والمحتاجين. اي «ليلة القدر» يحتفل بها بعض القادة العرب، فيما يصمون آذانهم عن المذبحة القريبة في غزة، بل وماذا بقي من الدين نفسه و«الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو..» ؟ واذا لم يبق لدينا دين ولا عروبة، فهل جفت الانسانية والنخوة في العروق الى هذا الحد؟

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نجم كندا:

    هل سنسمع وزير الخارجية السعودي يصرح أن “تسليح الفلسطينيين فكرة جيدة”؟ هل سنرى المجاهدين يتقاطرون من كل ارجاء المعمورة لنصرة اخوانهم في غزة؟ هل سنسمع فتاوى رجال الدين و هي تلعلع بدعوة المسلمين للجهاد في فلسطين؟ هل سنسمع عن تشكيل “مجموعة اصدقاء فلسطين” ؟ هل سيعلن مجلس الجامعة العربية انه في حالة انعقاد دائم لدعم المقاومة في غزة؟

  2. يقول رامي مجدي:

    اهل غزه معهم الله وهذا يكفيهم ,, لا يوجد عروبه ولا انسانيه فقد ولا زمانها منذ زمن بعيد

  3. يقول غادة الشاويش:

    الاخ شادي : افضل التعليقات بس مع الانتباه الى اننا نعتقد ان الممانعة تمارس تجارة الدماء وستكشف الايام عن صحة ما اقوله لك اما الجهد الاكبر المفقود من المعادلة فجهد الشتات الفلسطيني وعلى قيادة المقاومة الفلسطينية ان لا تعيد اخطاءها بالثقة باحد لا طهران ولا العربية السعودية لان هؤلاء اثبتوا جميعا انهم يسعون الى شق ساحتنا واستثمار دمائنا في ملفاتهم الاقليمية واذاقلنا لا نصبح الابن الضال اخ شادي تحمس ولكن لا تفقد ذاكرتك لان الدروس لا تعاد مرتين في التاريخ الا على الحمقى
    وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي وصفتنا بالابن الضال واليومتهلل لنا علنا وتحاول شق صفنا والتدخل في ساحتنا من الضفة الى غزة سرا وتحاول استعادتنا بعد ان اكتشفت انها وحدها من ضل الطريق لان وجهتنا فلسطين وفلسطين فقط

  4. يقول Saadoon:

    كل من ادعى العروبه اسقط. وكل من يخلفهم الامر فترى علماء الفتواي تلو الواحده بعد الاخرى. اما عن غزه وكل فلسطين والعراق وليبيا وسوريه فلهم رب يحميهم. لان حكام اخر زمالا دخل فيهم لان هذا ضد مصلحتهم. مصلحتهم يقى الشعب ضعيف حتى لا يحرك عروشهم. ام الدق وبكي على سوريه والعراق فهذه لها اهداف سياسيه خاص بهم.

  5. يقول Saadoon:

    كل من ادعى العروبه اسقط. وكل من يخلفهم الامر فترى علماء الفتواي تلو الواحده بعد الاخرى. اما عن غزه وكل فلسطين والعراق وليبيا وسوريه فلهم رب يحميهم. لان حكام اخر زمان لا دخل فيهم في ذلك لان هذا ضد مصلحتهم. مصلحتهم يقى الشعب ضعيف حتى لا يحرك عروشهم. ام الدق والبكاء على سوريه والعراق فهذه لها اهداف سياسيه خاص بهم ومعروفه للكل.

  6. يقول Saadoon:

    الغريب لا ارى تصريحات ناريه من قبل حكام الخليج بشأن غزة. وكذلك حكام العرب ومنها السيسي الذي صرح ان مصر قدمت الكثير من اجل فلسطين وهذا معروف للكل والكل يعرف ان الكلام غير موجه لشعب المصري لان موقفه معروف وانما موجه لحكام مصر الجدد.

  7. يقول أحمد - مصر:

    إن العين تدمع ..والقلب يتمزق..والعقل كاد ينفجر..من هول مانرى ما يحدث لإخواننا فى غزة العزة ! ولا يسعنى إلا قول..حسبى الله ونعم الوكيل فى الحكام العرب ..وخاصة فى قائد الإنقلاب فى مصر..عبد الفتاح سعيد السيسى..الذى إستحوذ على السلطة فى مصر وأصبح الحاكم الأوحد…ولا يمثل المصريين من قريب أو بعيد .
    وأصبحنا نضع العديد من علامات االإستفهام على تصرفاته وموقفه تجاه
    المصريين وتجاه ما يحدث لإخواننا فى غزة ونقول له إن الجرائم التى وقعت فى حق إخواننا الفلسطينيين ستتحمل وزرها إلى يوم القيامة .
    تحية لرجال المقاومة البواسل..وألف رحمة ونور على روح الشهداء ..والشفاء للمصابين .

  8. يقول AL NASHASHIBI:

    الشكر لكل من علق ولو بحرف واحد …والشكر لكل من قراً ولو جمله واحده …نعم نحن ابناً هذالوطن الاسلامي. العربي ..في خندق واحد ضد السرطان الاستعماري بدون شك ……وعلينا بالحكمه من اجل تحقيق الوحده ومن تجل التخلص من كل هذه الانظمه الفاسده بانجع الطرق وليس بسفك دناً الشعب او تدمير وترحيل المواطن…النشاشيبي

    …الخير فيي وفي امتي ليوم القيامه
    … نعم للحكمه نعم للعلم ..ومليون لا للعنصريه التي هي منبع الجهل والدمار …
    أخوكم من تراب فلسطين
    AL NASHASHIBI

  9. يقول ربى - فلسطين:

    لن نعتذر اليوم عن قسوة الكلمات ولن نهادن العالم خوفاً على مشاعره ، لقد سقط العالم أخلاقيا ودينيا وإنسانيا بامتياز، أكثر من عشرين يوم والقصف مستمر في غزة الليل مع النهار ولا أحد يفكر من حكام العرب في إنكار العدوان بل أخذ الكثير منهم يباركون ويشمتون وكأن الموت في غزة يصفي حسابات الإختلاف الفكري مع المقاومة ، عدد الشهداء ما يربو على 1000 وربما مثلهم تحت الركام وكل هذا ليس هناك في غزة نكبة إنسانية لو كان هناك تسونامي أو زلزال في أقصى الأرض لأسرع حكام العرب مرهفو المشاعر لتقديم المساعدات الإنسانية ، ولكن الحمد لله أن الله حجب حكام العرب والغرب عن تقديم العون لغزة ليكون المدد من الله سبحانه وينكشف زيف ونفاق الكثير منهم …. غزة أقوى وغزة أجمل بسواعد أبنائها ولتذهبوا أنتم أيها الحكام العرب الى الجحيم أنتم وإنسانيتكم وأخلاقكم العقيمة والمتعفنة .
    ربنا إننا مغلوبون فانتصر، مظلومون فانتقم ، متضرعون فاستجب ، مستغيثون بك فأغث .

  10. يقول طاهر الفلسطيني المانيا:

    بسم الله الرحمان الرحيم.
    انني أذكر اني سمعت مقولة لاحدهم, سئل رئيس وزراء بريطانيه السابق السير
    ونستون تشرشل .ماذا يحصل لو ماتت بريطانيا .فقال له ستموت السياسه.وسئله
    ماذا لو ماتت فرنسا ,فقال له سيموت الفن, وسئله ماذا لو ماتت المانيا,
    فقال له ستموت الصناعة, فسئله وماذا لو مات العرب, فقال له ستموت الخيانه,
    الله أكبر.

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية