إلى جانب «أفق 16» قمر التجسس الاصطناعي الذي تشغّله دولة الاحتلال الإسرائيلي، هنالك مشروع مستقل تعكف على إنجازه مؤسسة «سبيس آي إل» الإسرائيلية الخاصة، ويستهدف تطوير مركبة الإنزال الفضائية «بيريشيت» «سفر التكوين» في التسمية التوراتية؛ التي سبق أن أُطلقت بالفعل في أيار (مايو) 2019 وتحطمت في الفضاء بعد أن أخفقت في الهبوط على سطح القمر. وكان رجل الأعمال والملياردير الإسرائيلي موريس كان هو الرائد في توفير التبرعات، من حسابه أوّلاً ثمّ عبر عدد من أصدقائه وشركائه. وهو يفاخر بأنه كان وراء مشروع طموح فشل في المحاولة الأولى، لكنه وضع دولة الاحتلال في المرتبة الرابعة ضمن لائحة الدول التي حاولت الهبوط على القمر، بعد الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين.
غير أنّ هذا ليس الوجه الوحيد للحكاية، وثمة ما هو أدعى إلى العجب والطرافة في آن؛ أي استخلاص علاقة خاصة بين اليهودية، واليهودي، والفضاء والأكوان. ففي نيويورك يشترك «مركز التاريخ اليهودي» و»معهد إيفو للأبحاث اليهودية» في إقامة معرض مفتوح متجوّل عنوانه «يهود في الفضاء» يعلن النصّ التالي في التعريف بالحدث: «منذ زمن مبكر يعود إلى التكوين، تأمل اليهود في السماوات المحيطة بالمجرّة، وكذلك مكانهم فيها. وإذْ استعاروا غالباً من ثقافات أخرى، فإنهم استخدموا علم الفلك لإعانتهم في حياتهم اليومية، ومع تقدّم العلوم والتكنولوجيا باتوا مهتمين باكتشافات جديدة، وسعوا غالباً إلى توحيد العلم بالتراث اليهودي. فالفلك والرياضيات والعلوم الأخرى ظهرت باستمرار في كتب الحاخامات والعلماء باللغة العبرية ولغات أخرى خلال القرون من السابع عشر وحتى التاسع عشر».
الحاخامات وفقهاء التلمود، قبل العلماء والمختصين والباحثين، كانوا أشدّ المنشغلين بالاكتشاف، فطرحوا حوله أسئلة كبرى مثل هذه: هل يتناقض مع التوراة؟ وكيف ينسجم، أو يتعارض، مع الوصايا العشر؟ وماذا عن أرض الميعاد، هل يدخل كوكب المريخ في جغرافيتها أم لا؟
حسناً، الآتي هو الأدهى في الواقع: مطلع القرن العشرين ابتكر المخترع اليهودي هوغو غيرنسباك تعبير «قصص الخيال العلمي» وأسس مجموعة مجلات اختصت بأدب الفضاء. وفي عقود لاحقة من القرن، شارك روّاد فضاء يهود في رحلات مدارية، في أمريكا والاتحاد السوفييتي، حيث استخدم البلدان منجزات العلماء والمهندسين اليهود، وهذا يفسّر ظهور شخصيات يهودية في مسلسلات وعروض تلفزيونية مثل «ستار تريك» و»سبيسبول» عمل ميل بروكس الشهير. والمعرض، بذلك، «يروي حكاية علاقة اليهود مع النظام الشمسي، ويعرض طائفة متنوعة من الموادّ» بينها مجلد فلكي حاخامي يعود إلى القرن الثامن عشر باللغات العبرية والألمانية والإيديشية، اصطحبه إلى الفضاء الرائد الفضائي جيفري هوفمان.
وذات يوم غير بعيد أعلنت وكالة «ناسا» الأمريكية، الأبرز في أبحاث الفضاء على نطاق العالم، العزم على إعداد مركبة فضاء «كوشير» أي تلك التي تكون جميع تجهيزاتها متلائمة مع استقبال روّاد فضاء يهود. ونقل إيتامار آيخنر، في موقع Ynet الإسرائيلي الإلكتروني، أنّ الوكالة تتشاور مع عدد من الحاخامات حول كيفية تطبيق الوصايا التوراتية في الفضاء، وخاصة تحديد الموقع الجغرافي لمدينة القدس في كلّ مرحلة من مراحل تحليق المركبة، بحيث يعرف الروّاد اليهود أين يتوجّهون عند الصلاة. كذلك بحثت الوكالة مسائل حفظ الطعام اليهودي، والالتزام بفرائض أيّام السبوت. ولكي لا يبدو الأمر انحيازاً إلى الديانة اليهودية وحدها، أوضح آيخنر أنّ «ناسا» قد تعمد إلى تصميم مركبة إسلامية أيضاً، بالنظر إلى احتمال مشاركة روّاد فضاء مسلمين في برامج أبحاثها ذات الطابع الأممي. ولكنه تجاهل أنّ السعودي سلطان بن سلمان، أوّل رائد فضاء عربي مسلم، كان قد شارك في بعثة «ديسكوفري» منذ سنة 1985 ولم يبلغ أسماع أحد أنه أوصى الوكالة بأن تعتمد أيّ إجراءات إسلامية في تصميم مراكبها، آنذاك أو في المستقبل.
هنا أيضاً، ليست هذه أطرف وقائع «ناسا» مع التعاليم اليهودية، أو استكشاف اليهود طبائع علاقتهم مع المجرّة، وثمة ما كان أدهى، وما تجاوز الفقه المحض إلى السياسة اليومية. ففي سنة 1996 أعلنت الوكالة الأمريكية ذاتها اكتشاف مستحاثات عضوية أحادية الخلية على كوكب المريخ، الأمر الذي رجّح وجود دلائل على حياة بشرية من نوع ما. غير أنّ الحاخامات وفقهاء التلمود، قبل العلماء والمختصين والباحثين، كانوا أشدّ المنشغلين بالاكتشاف، فطرحوا حوله أسئلة كبرى مثل هذه: هل يتناقض مع التوراة؟ وكيف ينسجم، أو يتعارض، مع الوصايا العشر؟ وماذا عن أرض الميعاد، هل يدخل كوكب المريخ في جغرافيتها أم لا؟ وكي لا يظنّ البعض أنّ الأمر اقتصر على الحاخامات، نظمت مجلة «جيروزاليم ريبورت» استفتاء واسع النطاق حول الأسئلة السابقة، شارك فيه يهود من فئات شتى تبدأ من الحاخام، ولا تنتهي عند المدير العام لوكالة «ناسا نفسه!
المفضّل عندي كان ردّ فعل الحاخام هارولد شولفايس، من كنيس وادي بيت شالوم في كاليفورنيا، الذي وضع هويته الأمريكية في مقام ذاته الإسرائيلية، فأعطى الرأي التالي: «نحن الأمريكيين لا نحبّ الأغراب أصلاً، ولا نحبّ المهاجرين والأجانب. وإذا كان هناك أحياء على سطح المريخ، فالأفضل لهم أن يمكثوا حيث هم». وحين سألته صحافية عن ردّ فعله إذا قابل مريخياً ما في مناسبة ما، ردّ الحاخام بغضب: «وماذا تريدين أن أعلّمه؟ إتقان أفانين رشق الحجارة على جنودنا، وإحياء الانتفاضة من جديد؟»…
أو، ما دامت هويته الأمريكية قد اختلطت بتلك الإسرائيلية، ماذا عن سؤال أهل المريخ بذل النصح حول واجبات الحاخام في انتخابات الكنيست الرابعة؟
في فيلم يوم الإستقلال، بطولة ويل سميث، لا ينقد العالم بعد أن فشل في مقاومة الغزاة القادمين من كوكب آخر، سوى يهودي بناء على ملاحظة عابرة من والده اليهودي، مرتديا اللاسة( الكيبا) و بناء على ملاحظة عابرة لقنينة كوكاكولا!
تانيا، كل ما إستطاع كل العالم فعله حتى الآن هو التحليق في المجال الفضائي للأرض و بعض كواكب المجموعة الشمسية، أما مجرة درب التبان فهي في حكم المستحيل على العنجهية البشرية. ذلك أنه حكم على الإنسان ألا يغادر المجموعة الشمسية مطلقا إلى داخل المجرة حيث 400 مليار نجم. وبعضها أكبر ألف مرة من الشمس. وإذا كانت المجموعة تسير بسرعة سبعين ألف كلم في الساعة ولا تكمل دورتها حول المجرة سوى كل 250 مليون سنة، فكم سيتغرق الإنسان للوصول إلى أقرب مجموعة ؟ فلتأخد إسرائيل المريخ وزحل إذن.
شكرا عزيزي صبحي كما وجد اليهود في فلسطين ارض الميعاد الان سيخترعون مجرة ميعاد
وماذا عن ما قاله رئيس أمن الفضاء الإسرائيلي السابق، حاييم إشيد، من أن الكائنات الفضائية موجودة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يعلم ذلك”، حيث قال أيضا أن: “الأجسام الطائرة المجهولة طلبت عدم إفشاء خبر تواجدها على اعتبار أن البشرية ليست جاهزة بعد لهذا الأمر”.
عموما فإن السباق لغزو الفضاء ليس محاولة فقط لسبر أغواره واكتشاف أسراره، لكن هناك إيمانا أيضا أنه إذا حصل وتواجدت حضارات متقدمة أخرى في هذا الكون الفسيح، فالدول تتسابق لاكتشافها ومسالمتها والاستفادة من سبقها العلمي قبل الآخرين
شكرًا أخي صبحي حديدي. في الحقيقة ليك للناس مايعدون به أنفسهم، وهو أمر موجود في معظم الأديان، لكن ليس على حساب الآخرين!
بعد التحية للأخ صبحي حديدي.. تعبير «قصص الخيال العلمي» /والترجمة الأصح هنا هي «القصص العلمي» بالحاف، لأن لفظ «القَصَص» يتضمن معنى الخيال أصلا/ كان شائعا في العشرينيات من القرن الماضي، وهيوغو غيرنسباك قد يكون المسؤول الأول عن هذا الشيوع من خلال مؤسسته النشرية المعروفة.. غير أنه ليس معروفا على وجه الضبط من هو المبتكر الأول لعبارة Sience Fiction، ومن هو المؤسس الأول لها بالتالي في اللغة الإنكليزية كمصطلح يشير إلى جنس أدبي قائم بذاته.. ومن المحتمل جدا أن يكون غيرنسباك قد استمد التعبير بنحو أو بآخر من نصوص إتش جي ويلز الذي يُعتبر «شكسبير القصص العلمي» أو حتى من نصوص ماري شيلي التي تُعتبر «الأم الحقيقية للقصص العلمي» من خلال روايتها الشهيرة «فرانكنشتاين»، وقد كتبتها حين كانت في ربيعها التاسع عشر.. فهل هناك «نبوءة» غير مباشرة أو غير مقصودة تتعلق بالتحوُّرات «الفرانكنشتاينية» لهذا الفيروس المُسمى بالرقم في كوفيد 19.. ؟؟
** لعبارة Sience Fiction،
** لعبارة Science Fiction،
الله لا يحرمنا من هذه الأنامل الجميلة أخ آصال أبسال ؛ رائع بكل معنى الكلمة، نقد أدبي راقي المستوى ينم عن معرفة عميقة وحذق نادر في التقرّي فيما وراء السطور!
كم نفتقد ملاحظاتك البارعة والمنورة التي تطغى على كل شيء في هذا المنبر الجليل ؛ هذه كلها من ثمار الأخ الفذ حي يقظان !!؟
عفوا حصل خطأ مطبعي:
الله لا يحرمنا من هذه الأنامل الجميلة أختنا الكريمة آصال أبسال ؛ رائع بكل معنى الكلمة، نقد أدبي راقي المستوى ينم عن معرفة عميقة وحذق نادر في التقرّي فيما وراء السطور! كم نفتقد ملاحظاتك البارعة والمنورة التي تطغى على كل شيء في هذا المنبر الجليل ؛ هذه كلها من ثمار الأخ الفذ حي يقظان !!؟
السلام عليكم ياعرب اين ما كنتم .اعلموا ان اول عربي واول راءد فضاء على الاطلاق .هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام!واعرج به الى السماوات العلى بتكنلوجيا لن ولم يبلغها البشر ابدا” ابدا” والسلام….