لندن-“القدس العربي”: انشغل النشطاء في مصر مجدداً على شبكات التواصل الاجتماعي بمجزرة “رابعة” وذلك في ذكرى مرور ست سنوات على ارتكابها، حيث كان الجيش وقوات الأمن قد بدأوا يوم الرابع عشر من آب/أغسطس 2013 بفض اعتصامين كان الإخوان المسلمون قد أقاموهما ضد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، حيث كان الاعتصام الأول في ميدان “رابعة العدوية” بينما الثاني في ميدان “النهضة”.
وتتباين التقديرات حول ضحايا عملية فض الاعتصامين، حيث يقول الإخوان المسلمون إن أعداد الضحايا تتراوح بين ألفين وأربعة آلاف شخص وإن السلطات أجبرت بعض العائلات على القبول بوضع أسباب وفاة مختلفة للضحايا مقابل الافراج عن جثثهم، وذلك لتقليل عدد الضحايا، فيما تُقدر منظمات دولية وبينها “امنستي انترناشيونال” أعداد الضحايا بنحو 900 شخص.
وانشغل العديد من النشطاء المصريين باستذكار ما أسموه “مجزرة رابعة” في ذكرى مرور ست سنوات على ارتكابها، حيث تحدث العديد من النشطاء عن الضحايا ونشروا صوراً لهم ولعمليات فض الاعتصامين، فيما تحدث آخرون عن المعتقلين وأسر القتلى والمآسي التي نتجت عن عملية فض الاعتصامين.
وتأتي هذه الذكرى بعد فترة قصيرة من وفاة الرئيس محمد مرسي الذي كان قد أطيح به من الحكم في العام 2013 واتجه أنصاره إلى الميدانين من أجل الاعتصام مطالبين بعودته والتراجع عن تدخل الجيش في الحياة السياسية. حيث استذكر العديد من النشطاء أيضاً الرئيس مرسي ووفاته التي حدثت داخل قاعة المحكمة.
ووضع الناشط عبد الفتاح ماضي صورة سوداء كإشارة على الحداد بدلاً من صورته الشخصية على “فيسبوك” وكتب معلقاً في ذكرى المجزرة بالقول: “القاتل سينال عقابه ولو بعد حين، أما الشهداء فعند ربهم يرزقون” وأضاف في تدوينة أخرى: “بعيداً عن أي خلاف فكري أو سياسي، سيظل 14 آب/أغسطس من كل عام شاهدا على أكبر مذبحة جماعية في التاريخ الحديث للمصريين. وكغيرها من المذابح في أي مكان وزمان، سيأتي يوم وتكشف فيه المغالطات التي روجت، ويُحاسب كل من ساهم في كل المجازر التي تمت قبل وأثناء وبعد رابعة والنهضة، ويلحق العار بكل من تورط فيها بالفعل أو القول أو التحريض. وسيكون في كل مدينة ميدان اسمه رابعة تُخلد فيه أسماء الشهداء والمصابين والمعتقلين”.
وكتبت سارة ناصر تقول: “سلاماً رابعة على شهدائك الأبرار، لن ننساكم، رابعة الصمود، رابعة النقاء، رابعة الأمل”.
أما الإعلامي ومنتج الأفلام الوثائقية أسعد طه فغرد على “تويتر” قائلاً: “وكيف كنّا نتوقع شكل مرحلة بدأت بمذبحة؟!” في إشارة إلى أن الأوضاع الحالية في مصر ليست سوى نتيجة لمرحلة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي التي بدأها بمجزرة “رابعة”.
وكتب إبراهيم هلال مخاطباً صانع الوثائقيات أسعد طه بالقول: “أقترح عليك صديقي أن تفكر في سيناريو فيلم وثائقي عن مصر قبل وبعد رابعة. كيف نجحت أدوات الحرب النفسية التي استخدمها العسكر في تقسيم المجتمع المصري؟ كيف وافقت شريحة من المصريين على قتل المئات باعتبارهم أعداء الوطن؟ وكيف يشعر هؤلاء اليوم بعد 6 سنوات من الخداع والكذب؟؟”.
وعلقت مغردة تطلق على نفسها اسم “ريمي” على ذكرى مجزرة “رابعة” بالقول: “يوم تغير لون السماء ورائحة النسيم وطعم الطعام، يوم أطل علينا شؤم الرضى بالدم من أجل لقمة عيش مغموسة بالذل… رابعة”.
وكتب أحد المعلقين: “عدالة غائبة ودماء وآلام لا تنسى وأحلام قتلت وكيانات فككت وعسكر وشبيحة وأمن دولة وسجون وبيع وتشريد” فيما قال آخر: “ست سنوات مرت على ذكرى أحداث فض اعتصام رابعة، القتل كان أبرز الانتهاكات الصارخة الواقعة بحق المعتصمين جميعاً. لم يُرحم منه حتى الأطفال، ولم يرحموا من القبض والسجن”.
وغرد الناشط المعروف الدكتور أسامة رشدي: “ستة أعوام تمر على أكبر وأبشع مجزرة في التاريخ ضد معتصمين مدنيين سلميين في رابعة والنهضة قتل فيها أكثر من 1100 مصري من خيرة الشباب، وأصيب آلاف آخرون بعضهم لا يُعرف مصيرهم. سيظل هذا اليوم شاهداً على إجرام السفاح السيسي وطغمته العسكرية الذين استباحوا الدماء والكذب والافتراء من أجل الكرسي”.
ونشر المحامي هيثم أبو خليل صوراً لعدد من السيدات اللواتي قضين في فض اعتصام “رابعة” وكتب معلقاً على الصور: “نساء قتلهن العسكر في مجزرة رابعة، من بينهن الشهيدة أسماء هشام صقر وهي محفظة للقرآن وخريجة كلية علوم من جامعة عين شمس، وأم لطفلين، استشهدت وهي حامل بالطفل الثالث بطلق ناري في الرأس في مجزرة رابعة يوم 14 آب/أغسطس 2013 أصيب زوجها عصام فؤاد في بداية الفض ووقفت بجواره لتضمد جراحه ومالبثت أن استشهدت بعدها بقليل”.
وغرد ناشط مصري يُدعى حسام يحيى قائلاً: “توقفتُ عن الفخر بمصريتي يوم 14 آب/أغسطس 2013 يوم العار على الدولة المصرية، العار على مؤسساتها، العار على جيشها، العار على نخبتها”.
يشار إلى أن العديد من النشطاء أيضاً تداولوا تقريراً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” حددت فيه المتهمين والمتورطين في تنفيذ المذبحة، ومنهم رئيس الأركان آنذاك صدقي صبحي، ورئيس المخابرات الحربية محمود حجازي، ومدير المخابرات العامة محمد فريد التهامي، ومساعدي وزير الداخلية والأمن المركزي.