لأول مرة.. مجلس الأمن يصدر بيانا رئاسيا بالإجماع حول أوكرانيا

عبد الحميد صيام
حجم الخط
7

نيويورك – (الأمم المتحدة) – “القدس العربي”:

أصدر مجلس الأمن الدولي، ولأول مرة، بيانا رئاسيا حول أوكرانيا مساء الجمعة في جلسة استغرقت دقيقتين فقط، أعرب فيه أعضاء المجلس عن القلق البالغ إزاء الحفاظ على السلم والأمن الدوليين في أوكرانيا. كما أكد على دعم جهود السيد أنطونيو غوتيريش من أجل إيجاد حل سلمي “للحرب في أوكرانيا”.

وقد رحب الأمين العام بهذا الدعم مشيرا إلى أن المجلس “يتكلم بصوت واحد” لأول مرة من أجل السلام في أوكرانيا.

وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة مقتضبة اعتمد فيها البيان الرئاسي، الذي صاغته كل من المكسيك والنرويج، والذي يتضمن تذكيرا بتعهد جميع الدول الأعضاء، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بالالتزام بتسوية نزاعاتهم الدولية عبر الوسائل السلمية. كما يشير البيان إلى دعم مجلس الأمن القوي لجهود الأمين العام للأمم المتحدة في البحث عن حل سلمي ثم يطلب البيان من الأمين العام أن يقدم إحاطة إلى مجلس الأمن في الوقت المناسب بعد اعتماد هذا البيان.

وقد تلا البيان ريتشارد ميل، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، لأن بلاده ترأس مجلس الأمن لشهر أيار/مايو الحالي، مشيرا إلى التفاهمات التي توصل إليها أعضاء المجلس الذين وافقوا على هذا البيان الرئاسي “والذي سيكون بصيغة وثيقة صادرة عن مجلس الأمن”.

الأمين العام يرحب

وفور صدور بيان مجلس الأمن رحب الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، في بيان صدر عن المتحدث الرسمي باسمه قائلا: “اليوم، ولأول مرة، تكلّم مجلس الأمن بصوت واحد من أجل السلام في أوكرانيا”. كما رحب السيد غوتيريش بهذا الدعم الذي منحه إياه المجلس وأكد أنه سيواصل قصارى جهده لإنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة وإيجاد طريق السلام. وأضاف: “كما قلت مرارا، يجب على العالم أن يتحد لإسكات البنادق، ودعم قيم ميثاق الأمم المتحدة”.

وللعلم فالبيان الرئاسي يحمل أهمية خاصة كونه لا يصدر إلا بإجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن إضافة إلى اعتباره وثيقة رسمية مثله مثل القرارات تضاف إلى وثائق مجلس الأمن.

 غوتيريش: “اليوم،  وللمرة الأولى، تكلّم مجلس الأمن بصوت واحد من أجل السلام في أوكرانيا”

ولدى سؤاله عمّا دفع روسيا التي تمارس عرقلة منذ شباط/فبراير في مجلس الأمن، إلى الموافقة على النص، قال دبلوماسي في تصريح لفرانس برس إن “أهم ما في النص تم سحبه”.

ويعكس البيان الذي تمت الموافقة عليه موقفا موحدا للمرة الأولى لمجلس الأمن منذ 24 شباط/فبراير. وبعيد اندلاع الحرب، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدينها ويطالبها بسحب جيشها نحو الأراضي الروسية.

واعتبر سفير المكسيك لدى الأمم المتحدة خوان رامون دي لا فوينتي أن صدور القرار هو “خطوة أولى (…) في الاتّجاه الصحيح”، مضيفا “من المشجع أن نرى الدبلوماسية تأخذ مكانها في مجلس الأمن”.

من جهتها قالت نظيرته النروجية مونا يول “إنه أول قرار يتّخذه المجلس بالإجماع منذ بداية هذه الحرب الرهيبة في أوكرانيا”.

وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن غوتيريش سيعود إلى المنطقة يومي الإثنين والثلاثاء وسيزور مولدافيا التي تستقبل نحو نصف مليون لاجئ أوكراني.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك الجمعة “نواصل استكشاف الوسائل لجمع أطراف النزاع ضمن آلية مستدامة ومتّسقة” للبحث في “المسائل الإنسانية من خلال مجموعة اتصال إنسانية”.

وأشار إلى أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البريطاني مارتن غريفيث سيزور الإثنين تركيا “للبحث في هذه المسألة مع السلطات التركية”.

يأتي ذلك في وقت أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، مساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا تشمل خصوصا ذخائر مدفعية وأجهزة رادار، لكنه حذّر من أن المبالغ المالية المرصودة لتزويد كييف بالأسلحة أشرفت على النفاد داعيا الكونغرس إلى رصد مبالغ إضافية.

ميدانيا أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك إجلاء 50 مدنيًا ضمن قافلة جديدة الجمعة من مصنع آزوفستال، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية.

وقالت فيريشتشوك عبر تلغرام “نجحنا اليوم في إخراج 50 امرأة وطفلًا ومسنًّا من آزوفستال. صباح غد، سنواصل عملية الإجلاء”.

واتّهمت القوات الروسية بأنها “تنتهك بشكل مستمرّ” وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو أثناء عمليات الإجلاء. وأضافت “بالتالي، عملية الإجلاء بطيئة للغاية”.

من جانبها، اتّهمت كتيبة آزوف التي تدافع عن المصنع الجمعة القوات الروسية باستهداف إحدى السيارات التي كانت تشارك في عملية إجلاء مدنيين، “بصاروخ موجّه مضاد للدبابات” ما تسبب بمقتل جندي وجرح ستة آخرين.

وسيسمح الاستيلاء على آزوفستال لموسكو بإعلان السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية.

لكن المعلومات متناقضة في ما يتعلق بالوضع في مصنع الصلب في ماريوبول حيث لجأ مدنيون ومقاتلون إلى أقبية ضخمة.

وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الجمعة أن القوات الروسية تواصل هجومها على مصنع آزوفستال.

وقالت الوزارة في بيان إن القوات الروسية “استأنفت في بعض المناطق بدعم جوي، العمليات الهادفة إلى السيطرة على المصنع” و”حصار وحدات الدفاع (الأوكرانية) مستمرّ”.

– “كل ثانية مهمّة” –

من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الخميس أن “الجيش الروسي لا يزال مستعدا لضمان إجلاء المدنيين” من آزوفستال.

في الوقت نفسه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الجيش الروسي يحترم وقف إطلاق النار حول المصنع مؤكدا أن الممرات الإنسانية حول آزوفستال قائمة.

لكن المقاتلين الأوكرانيين في الموقع نفوا ذلك. وأكد سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف التي تدافع عن هذه المنشآت، في تسجيل فيديو أن “معارك دامية” تدور داخل الموقع نفسه وأن الروس “لم يحترموا وعدهم” بالهدنة.

وكتب أندري بيليتسكي، مؤسس كتبية آزوف التي يشارك عناصرها في الدفاع عن المصنع، عبر تلغرام صباح الجمعة أن “في آزوفستال، كل ثانية مهمّة. تدور معارك في هذه الأثناء، عمليات القصف لا تتوقف. كل دقيقة انتظار (توازي) حياة مدنيين وعسكريين وجرحى. يجب إنقاذهم بمساعدة العالم بأسره”.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن مدينة ماريوبول “دمرت بالكامل” ولم يتبق أمام روسيا سوى مجمع صناعة الصلب لإحكام سيطرتها عليها.

وقال “عليكم أن تفهموا أن ماريوبول لن تسقط أبدا… لقد دمرت بالفعل، ولم يعد هناك أي بناء، فقد دُمّر كل شيء بالكامل”، مضيفًا أنه لا يزال هناك “هذا المبنى الصغير، مجمع مصنع الصلب في آزوفستال، أو ما تبقى منه”.

وسيشكل الاستيلاء على ماريوبول بكاملها انتصارا لروسيا مع اقتراب التاسع من أيار/مايو اليوم الذي تقيم فيه موسكو عرضا عسكريا كبيرا في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في 1945.

ويؤكد الأوكرانيون أن القوات الروسية تستعد أيضًا لتنظيم عرض في ذلك اليوم في ماريوبول.

لكنّ الكرملين أعلن، الجمعة، أن روسيا لا تنوي إقامة احتفالات من هذا القبيل في ماريوبول.

– روسيا في الجنوب “إلى الأبد” –

منذ بدء غزو أوكرانيا، لم تتمكن موسكو من إعلان سيطرتها سوى على مدينة واحدة مهمة هي خيرسون، في الجنوب.

خلال زيارته هذه المدينة، أكد المسؤول البرلماني الروسي أندري تورتشاك أن روسيا ستبقى في جنوب أوكرانيا “الى الأبد”.

في الشرق، أعلن رئيس بلدية سيفيرودونيتسك الجمعة أن هذه المدينة وهي من إحدى المدن الرئيسية في دونباس التي لا تزال تخضع لسيطرة الأوكرانيين، باتت “شبه محاصرة” من القوات الروسية والانفصاليين.

واعترف موسكو الخميس بأن الدعم الغربي أبطأ “العملية العسكرية الخاصة” الروسية. وقال بيسكوف إن “الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي بكامله يتقاسمون باستمرار بيانات استخبارية مع القوات المسلحة الأوكرانية”.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن معلومات استخبارية قدمتها واشنطن إلى كييف أدت إلى استهداف عدد من الجنرالات الروس. لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت الخميس هذه المعلومات.

غير أن بيسكوف قال إن هذه الإجراءات “لا يمكنها منع” روسيا من تحقيق “أهدافها” في أوكرانيا، بعد عشرة أسابيع على بدء عملية عسكرية تسببت في سقوط آلاف القتلى ودفعت أكثر من خمسة ملايين أوكراني إلى المنفى.

وأعلنت ألمانيا الجمعة أنها ستقدّم سبعة مدافع هاوتزر مدرّعة لأوكرانيا، ومدافع بانزرهابيتز 2000.

توازيا، أُفرج عن 41 شخصًا بينهم 11 امرأة، في إطار عملية تبادل سجناء جديدة مع روسيا، وفق ما أعلنت كييف الجمعة، بدون الكشف عن عدد الروس الذين تمّ تسليمهم إلى بلادهم.

– اجتماع لمجموعة السبع –

على صعيد العقوبات الغربية، يعقد قادة مجموعة السبع الأحد عبر الفيديو اجتماعا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبحث في الدعم الغربي لكييف في مواجهة الغزو الروسي لأراضيها، في حين وصف البيت الأبيض اللقاء بأنه دليل على فشل روسيا.

والجمعة لم يعطِ المسؤولون الألمان تفاصيل حول الاجتماع المرتقب الأحد. وترأس ألمانيا المجموعة التي تضم أيضا بريطانيا وكندا وإيطاليا واليابان وفرنسا والولايات المتحدة.

وأعلنت كريستيان هوفمان المتحدثة باسم المستشار الألماني أولاف شولتس الجمعة أن الأخير سيستضيف الاجتماع الذي يشارك فيه زيلينسكي.

وقالت إن الرئيس الأوكراني “سيقدّم تقريرا عن الوضع الحالي في بلاده”.

ويُتوقع البحث في مزيد من العقوبات ضد روسيا أو على الأقل تشديد التدابير الاقتصادية المتّخذة ضدها.

ونشرت روسيا الجمعة لائحة تضمّ نحو مئة فئة من البضائع سُمح باستيرادها بدون موافقة أصحاب الملكية الفكرية، بهدف الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها منذ بدء غزوها لأوكرانيا.

من شأن آلية الاستيراد الموازية هذه أن تسمح بتجنّب النقص في القطاع الصناعي وكذلك في مجال تجارة السلع التي لا تزال روسيا غير قادرة على تصنيعها بنفسها حتى الآن.

وتعهدت أطراف زراعية كبرى بينها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، الجمعة ضمان الأمن الغذائي العالمي رغم تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    ومتى يصدر مجلس الأمن هذا بيانا بالإجماع بحق الشعب الفلسطيني الأعزل المسكين الصامد في وجه ابرتهايد الصهيونية البغيضة لقد انتظر منذ 1948.و لايزال

    1. يقول عبد القادر:

      بارك الله فيك

    2. يقول ميساء:

      وفيك يبارك الرحمان يا عبد القادر

  2. يقول رضوان ابوعيسى:

    هذه السياسة، لا احد يريد ان يظهر انه ضد السلام مع ان بوتين مجرم يظن ان احتلال اوكرانيا يمكنه من اعادة امجاد روسيا على حساب الاخرين وطبعا هو ليس الوحيد في العالم ينهج مثل هذه السياسة!

    1. يقول ميساء:

      بوتن ليس مجرما أمريكا اللعينة الخبيثة هي التي دفعته للحرب دفعا، فإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، والذئاب هنا أمريكا و أوروبا العنصرية المنافقة

  3. يقول حماده الديري:

    استغرب لماذا لم يصدر مجلس الامن الدولي الصليبي هذا البيان بحق فلسطين والعراق

  4. يقول عبدالرحمن فايد:

    وماذا عن فلسطين الجرح النازف أيها الخائن العام الامم المتحدة مجرد دمية بيد اروبا وأمريكا والمفارقة العجيبة ان أسرتنا مؤمنة تطيل من ركوعها وتطيل من سجودها وتطلب النصر على عدوها من هيئة الامم

إشترك في قائمتنا البريدية