مجموعة السبع ستشدّد الخناق على روسيا.. محاولات لـ “إنقاذ الغرب لا العالم”

علاء جمعة
حجم الخط
1

برلين ـ “القدس العربي”:

مع ختام اليوم الثاني والأخير لدول مجموعة السبع التي عقدت قمة في ألمانيا، بات اتجاه الدول الغربية تشديد الخناق على الاقتصاد الروسي من خلال وضع “آلية تحديد سقف لسعر النفط الروسي على مستوى العالم”. ويريد المجتمعون في جنوب ألمانيا آليات عاجلة من أجل وضع سقف لسعر النفط الروسي على المستوى العالمي، بالإضافة إلى التنسيق لتقليص إمكان حصول روسيا على موارد صناعية حيوية”، ولا سيما في مجال الدفاع الذي استهدفته واشنطن من الآن “بقوة” من خلال فرض عقوبات على كبرى الشركات الروسية العامة. ويعني ذلك عمليا عجز هذه الشركات عن استيراد سلع أميركية، ولا سيما مكونات تكنولوجية.

كما أجرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، مقابلتين تلفزيونيتين على هامش قمة مجموعة السبع في شلوس إلماو في بافاريا، وتحدثت قبل كل شيء عن الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا. وأوضحت في برنامج تاغستيمن  ARD  “أنا مقتنعة تمامًا بأن الرئيس بوتين لم يعد قادرًا على الانتصار في هذه الحرب”.

وقالت فون دير لاين إن بوتين يجب أن يعاني “هزيمة استراتيجية” في أوكرانيا. وكييف باتت تقرر بنفسها ما إذا كانت تريد التفاوض وكيف”. وأضافت: “لكن الحقيقة المجردة عن مدى شجاعة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها تُظهر أن بوتين لم يعد قادرًا على الانتصار في هذه الحرب”. وقالت فون دير لاين  إنه من المهم “إخبار بوتين بوجهه بما نفكر فيه، وما نفكر به في هذا النوع من الإجراءات”.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا تسعى الدول الغربية إلى منع روسيا تدريجيا من الوصول إلى مزودين غربيين تحتاجهم لصناعاتها، ولا سيما مصانع الأسلحة، كما ستفرض الدول المجتمعة عقوبات “على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك جرائم الحرب”.

وكانت الدول الصناعية الكبرى سبق أن اتفقت على فرض ضرائب أكبر على الصادرات الروسية من خلال حرمانها من نظام ضريبي تفضيلي كانت تستفيد منه سابقا.

ماذا بقى للغرب من سلاح؟

بيد أن هذه القرارات، على ما رأت صحف ألمانية، محاولة فزعة من الغرب للإبقاء على تفوقه، وبحسب صحيفة فيلت الألمانية، فإن ما يتناقله الإعلام لا يعني بالضرورة عدم وجود قلق عميق لدى القادة المجتمعين، وذلك لاكتشافهم أن تكتل الدول المعادية للغرب تضخم بشده. وقالت الصحيفة الألمانية إن الحرب الأخيرة كشفت توجه العديد من الدول نحو مصالحها البعيدة عن الغرب، دون إيلاء أي أهمية للتنسيق مع أوروبا والاولايات المتحدة، وينطبق هذا الأمر حتى على دول خارج المجموعة الأوروبية كانت بمثابة صديق تقليدي لنا، وهو ما يعكس تضاؤل النفوذ الغربي بالرغم مما يجري من حديث أمام الكاميرات.

من ناحيتها قالت صحيفة بيلد الألمانية لقد انتهت ذروة مجموعة السبع، أو هكذا بدا الأمر. منذ السبعينيات والثمانينيات، عندما كان الاقتصاد العالمي لا يزال يتكوّن في الغالب من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية واليابان. أما حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا وكندا كمجموعة لا يزال بإمكانها حل المشكلات الكبرى والحادة تبدو سخيفة للعامة. كان من الواضح للجميع أن روسيا ليست من أكبر الاقتصادات، ولا اقتصاد السوق، وهي ليست ديمقراطية راسخة، بيد أن المجموعة لم تستطع إرغام بوتين على التراجع بعد ضم شبه جزيرة القرم

ولا يزال الخصم الأكبر، والشريك السابق بوتين، يسمح لقواته بالتقدم في حرب أوكرانيا، وعلى الرغم من كل المحاولات لاحتوائها، فإنه ليس معزولًا بأي حال من الأحوال في جميع أنحاء العالم. الغرب نفسه يقف على أسس متزعزعة. وقالت الصحيفة الألمانية، شئنا أم أبينا فإن قدرة مجموعة دول السبع بدأت بالتراجع، ولم تعد كالسابق.

 اليوم، لا تزال مجموعة الدول السبع الكبرى تساهم بربع الاقتصاد والتجارة. حتى لو أضفت الاتحاد الأوروبي ككل. لقد نهضت دول أخرى وأصبحت تعد من اللاعبين الأقوياء. بالتأكيد، لا يزال الغرب مهيمنًا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا الفائقة. ولديها العملات الدولية المهمة الوحيدة (الدولار واليورو) والأسواق المالية الكبيرة والمفتوحة. ولهذا السبب بالتحديد تركز العقوبات الغربية بشكل أساسي على هذه المجالات. ولكن هنا، أيضًا، يلحق الآخرون بالركب، وخاصة الصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    مجموعة السبع تخدع العالم بالتضاهر المزيف ان قلبها يتحسر على جوعى العالم وهي من سبب ذلك،. فلنسمها إذن مجموعة اللؤم واللئام ?

إشترك في قائمتنا البريدية