مدير الاستخبارات العسكرية العراقية سعد العلاق لـ«القدس العربي»: مسلحو «الدولة» ينتمون لـ41 بلدا عربيا وأجنبيا

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن مدير الاستخبارات العسكرية العراقية، رئيس مركز تبادل المعلومات الرباعي، اللواء الركن، سعد مزهر العلاق، إن مسلحي تنظيم «الدولة» (داعش) ينتمون لـ41 بلدا عربيا وأجنبيا. وفيما كشف عن تسلّم العراق أكثر من ألف و100 عنصر من التنظيم، من قوات «سوريا الديمقراطية» أشار إلى أن زعيم «الدولة» أبو بكر البغدادي يتنقل برفقة سائق ومرافق واحد فقط.
وفي أواسط 2015، قرر كل من العراق وسوريا وروسيا وإيران، تشكيل المركز الرباعي للمعلومات، بهدف محاربة تنظيم «الدولة»، في العراق وسوريا، على غرار تجربة «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، وكان من المفترض أن يتطور المركز مستقبلاً ليضم دولاً أخرى تشترك مع الدول الأعضاء في المركز بهدف محاربة الإرهاب.
العلاق، قال، في لقاء موسّع مع «القدس العربي»: «كان هناك مقترح لتطوير المركز، من مركز تبادل معلومات إلى مركز تنسيقي موسّع وخاصة في مجال الاستخبارات والتدريب والدعم اللوجستي»، مبيناً أن «من خلال الاجتماع الأول لمعاوني رؤساء أركان الجيش للدول الأعضاء في المركز المنعقد في بغداد، كان هناك قبول من قبل السادة المعاونين، وتم إعداد مسودة لمقترح التوسيع، كما إن هناك رغبة حقيقية لبعض الدول، منها الصين، للانضمام إلى المركز الرباعي، وهم الآن في طور جمع المعلومات عن آلية عمل المركز، من خلال الملحق العسكري الصيني في بغداد».
وأشار إلى «سعي الحكومة العراقية لانضمام الدول الأخرى، بما يعزز نظرية الأمن الإقليمي في المنطقة التي تنعكس إيجاباً على أمن المنطقة».
وعن النتائج التي حققها المركز الرباعي سواء في العراق أو سوريا، أكد أن «أبرز إنجازات مركز تبادل المعلومات الرباعي للفترة (من الأول تشرين الأول/ أكتوبر 2015 إلى نهاية آذار/ مارس 2019)، تتمثل بعقد ألف و157 اجتماعاً ثنائياً وثلاثياً، وعرض أكثر من ألف و51 تقريراً عملياتياً واستخباراتياً وإعلامياً»، لافتاً إلى «تزويد الجيشين العراقي والسوري بأكثر من 3 آلاف و151 معلومة استخبارية عن تحركات عصابات داعش في العراق وسوريا».
وردّاً على سؤال بشأن موقف «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن من المركز، ومدى التعاون مع قوات التحالف، أوضح قائلاً: «العراق يضع نصب عينيه كل ما من شأنه القضاء على عصابات داعش الإرهابية، وكان هناك دور لدول التحالف في ذلك، فضلاً عن الدول المشاركة في المركز، لأداء هذه المهمة»، مؤكداً أن «المركز الرباعي يعمل باستقلالية، وتمر معلوماته إلى قيادة العمليات المشتركة».

موقف سلبي

وأضاف: «لم يؤشر لدينا وجود موقف سلبي سواء من التحالف الدولي أو من الأعضاء في مركز تبادل المعلومات الرباعي، طالما هناك هدف ومهمة واحدة هي القضاء على الإرهاب».
وطبقاً لمدير الاستخبارات العسكرية، فإن عناصر تنظيم «الدولة»، ينتمون إلى 41 جنسية عربية وغربية، وتختلف أعدادهم بين دولة وأخرى، كاشفاً عن أسماء الدول التي ينتمون إليها وهي (سوريا، والمملكة العربية السعودية، وتونس، والمغرب، والأردن، وليبيا، والبحرين، وفلسطين، ومصر، ولبنان، والجزائر، واليمن، والكويت، والإمارات، والسودان، والصين، وروسيا، وفرنسا، وبلجيكا، وبريطانيا، وهولندا، وألبانيا، واندونيسيا، وأذربيجان، ومقدونيا، وتركيا، وداغستان، وتركمانستان، وطاجكستان، والشيشان، و كازخستان، وكاراتشييفو، وجمهورية أوزبكستان، و كاباردينو، وأستراليا، وألمانيا، وتشاد، وأفغانستان، وباكستان، وكوسوفو، و أنغوشيتيا).

قال إن البغدادي يتنقل برفقة سائق ومرافق واحد… ورجّح تواجده غرب نينوى

وأكد أن «لا توجد إحصائية رسمية دقيقة لأعداد قتلى عصابات داعش الإرهابية من الجنسيات الأجنبية»، عازياً السبب في ذلك إلى «عدم حملهم لهويات تعريفية أو جوازات سفر عند العثور على جثثهم أثناء معارك التحرير، ولكن هناك أعداد كبيرة لقتلاهم، فضلاً عن الملقى القبض عليهم».
وكشف عن الآليات (ثلاثة) التي يتم اتباعها، في حال القبض على أحد قادة أو عناصر التنظيم، مبيناً أنها تبدأ بـ«التحقيق الابتدائي مع المتهم لغرض الحصول على المعلومات، والذي يقوم به أشخاص لديهم الخبرة في مجال التحقيق واستدراج المتهم للحصول على أكبر عدد من المعلومات المهمة، والتي تستدل على الخلايا الإرهابية وأكداس العتاد، وبمنتهى الشفافية».
وفيما تتضمن المرحلة الثانية «الاستفادة من المتهم في عملية كشف عناصر المجموعة الإرهابية التي ينتمي إليها، وأهم أماكن تواجد العناصر الإرهابية ونواياهم المستقبلية، لإجراء العملية الاستباقية ضد العناصر الإرهابية»، تكون المرحلة الأخيرة «تسليم المتهم إلى جهة الطلب، وحسب مذكرة القبض الأصولية الصادرة من المحاكم المختصة، بعد تفريغ المعلومات التي بحوزته».

استلام الإرهابيين

وعن دور الاستخبارات العسكرية في عملية استقبال عناصر التنظيم من الجانب السوري، أوضح أن مديريته «تتابع وتشترك في عملية استلام الإرهابيين من سوريا، بالتنسيق مع (قوات سوريا الديمقراطية)»، مشيراً إلى أن عدد المسلحين الذين تم تسلمهم حتى أوآخر أيار/ مارس الماضي، من المحليين والأجانب، بلغ «(1143) إرهابياً. أغلبهم محليون».
ووفقاً لمدير الاستخبارات العسكرية فإن مديريته شاركت في «العديد من العمليات في العمّق السوري، من خلال المعلومات القيّمة والدقيقة التي مررتها المجموعة السورية والجانب الروسي ضمن مركز تبادل المعلومات الرباعي، عن أماكن تواجد مقرات ومخازن أسلحة عصابات داعش الإرهابية، وعلى ذلك تمت معالجة تلك الأهداف من خلال الضربات الجوية الدقيقة بطائرات (إف 16) العراقية، بعد أخذ موافقة الحكومة السورية».
وبشأن تقييم الاستخبارات العسكرية العراقية للتسجيل الأخير الذي ظهر فيه زعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي، والمكان المحتمل لوجوده. قال: «يُحتمل أن مقطع الفيديو سُجل في منزل وتم إخفاء الجدران بقماش أبيض، لإخفاء معالمه، مع العرض إن بيئة المكان والإنارة لا توحي بأنه كان (البغدادي) في خيمة. الشخصيات التي كانت معه قليلة العدد، خصوصاً إن المعلومات تشير إلى إن من يرافقه باستمرار سائق ومرافق واحد فقط».
وأكمل: «ظهور بندقية الكلاشنيكوف خلف البغدادي هي بمثابة تذكير واسترجاع بالصورة التي كان يظهر فيها زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، فيما يشبه التحية للرجل الإرهابي الذي اعتبر يوماً ما المطلوب الأول عالمياً».
وتابع: «ظهر البغدادي برفقة ثلاثة أشخاص تم إخفاء معالم وجوههم، لكنهم كانوا يرتدون نوع (شماغ) يستخدم في شرق سوريا وغرب العراق بشكل واسع».
ورجّح أن يكون مقطع الفيديو قد تم تصويره في الفترة بين (12 ـ 22 نيسان/أبريل 2019)، عازياً السبب في ذلك إلى «حديث البغدادي عن سقوط نظام السودان وهجمات سريلانكا».
وواصل القائد العسكري في تحليل الفيديو قائلاً: «ظهر المجرم البغدادي وهو يرتدي ملابس شتوية، مما يدل على برودة الطقس أثناء فترة التصوير»، مرجّحاً أن «تكون المنطقة التي كان يتواجد فيها بين تلعفر وجبال سنجار (غرب نينوى)».
وأضاف: «نعتقد أن المجموعة التي التقى بها (البغدادي) هم من إعلام عصابات داعش الإرهابية، بالمقارنة بالإصدارات التي تم تسجيلها له ومن خلال التسجيل يتضح إن الشخص الذي قام بتسليمه البريد والوثائق الورقية يعيش في مدينة وليس في بيوت أو معسكرات، مما يدل على إن هذه المطبوعات تُطبع في داخل المدن».
وختم حديثه بالقول: «أكد البغدادي على مفردة حرب الاستنزاف، في إشارة إلى عجز التنظيم عن التفكير بالسيطرة على أي منطقة من مناطق صراعه، ولكنه لا يزال مصرّ على إعادة التنظيم».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية