دمشق – «القدس العربي»: شنّت الطائرات الحربية الروسية، أمس، أكثر من 35 ضربة جوية، على ارياف إدلب وحماة، شمال غربي سوريا، تركّز معظمها على التجمعات السكنية والمنشآت الخدمية والطبية، من ضمنها 19 برميلاً متفجراً على المنطقة.
وأثناء مواصلة الهجمات، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تصاعد العنف في إدلب وشمال حماة، مبدية عدم رغبتها بشن هجمة عسكرية شاملة ضد المنطقة، وقالت الخارجية الأمريكية إن غارات روسيا والنظام الجوية والهجمات من قبل هيئة التحرير وغيرها من الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا لا تزال تزعزع الاستقرار وتفاقم الوضع الإنساني المؤلم عبر مقتل وإصابة العشرات من المدنيين أغلبهم أطفال.
200 صاروخ على تجمعات المدنيين
وقالت الخارجية «تواصل روسيا والنظام أيضاً بشكل صارخ استهداف المنظمات الإنسانية مثل متطوعي الخوذ البيضاء أثناء محاولتهم إنقاذ الضحايا في العديد من هذه المجتمعات المتأثرة» ودعت جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا والنظام السوري إلى الوفاء بالتزاماتهم بتجنب الهجمات العسكرية واسعة النطاق وعدم العودة إلى تصعيد العنف في المنطقة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لمواجهة الكارثة الإنسانية التي تسبب بها العنف المستمر.
الدفاع المدني السوري قال ان حصيلة استهدافات الطيران الحربي والمروحي الثلاثاء على أرياف ادلب بلغت أكثر من 200 صاروخ، حيث استهدفت القوات المهاجمة ريف إدلب الجنوبي بثلاث حاويات متفجرة، وخمسة ألغام بحرية، كما استهدف الطيران الحربي الرشاش المنطقة بسبع غارات، والحربي الروسي بأربع غارات. واستهدف النظام قرى خان شيخون بغارتين من الطيران المروحي ألقى خلالهما البراميل المتفجرة على منازل المدنيين إضافة إلى القصف الصاروخي بـ60 صاروخاً.
ووثق الدفاع المدني مقتل سيدتين، وإصابة العشرات بينهم نساء وطفلة، مؤكداً اندلاع حرائق بمنازل وسيارات الأهالي في بلدة الهبيط إثر قصف قوات الأسد للبلدة بـ150 صاروخاً و89 قذيفة مدفعية وثماني غارات.
كما شنت المقاتلات الحربية غارة جوية استهدفت الأطراف الجنوبية لبلدة ترملا، وشن الطيران الحربي الرشاش التابع لقوات الأسد غارتين جويتين استهدفت حرش القصابية، وغارتين استهدفت بلدة كفرعويد.
مدير الخوذ البيضاء في ادلب مصطفى الحاج يوسف قال لـ»القدس العربي» ان الهجمة التي يشنها النظام السوري، مستخدماً انواع الاسلحة سواء المدفعية او راجمات الصواريخ او الرشاش الحربي هي الاعنف منذ نهاية الحملة الأخيرة على المنطقة المحررة، في شهر شباط الماضي، مضيفاً «هذه الحملة وحدها أسفرت عن نزوح أكثر من مئة الف نسمة من الأهالي، حيث فاق العدد الكلي للنازحين 300 ألف نازح».
واضاف الحاج يوسف، اليوم شن الطيران المروحي العديد من الغارات بالبراميل المتفجرة على مناطق تابعة لمعرة النعمان في كفرنبل وغيرها، ولا يزال القصف العشوائي متواصل، في ظل استمرار حركة النزوح، نظرًا لما خلفته الحملة من شهداء ومصابين نتيجة هذه الغارات.
شبكة أخبار إدلب، وثقت مقتل 114 مدنياً في محافظة إدلب وريفها خلال شهر نيسان الفائت، بسبب عمليات القصف الذي نفذه النظامان السوري والروسي بمختلف أنواع الأسلحة، وذكرت الشبكة ان من بين القتلى 30 طفلاً و19 سيدة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان عمليات القصف الجوي المكثف من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية والطائرات الروسية نفذت أكثر من 35 ضربة جوية بين غارة وبرميل متفجر، حيث استهدفت مقاتلات الروس والنظام خلال ساعات صباح الأربعاء ريفي حماة وإدلب بأكثر من 11 غارة جوية على المنطقة، من جهتها ادانت الأمم المتحدة، خروج مستشفيين عن الخدمة وإلحاق الضرر بمركز طبي أخر، جراء قصف استهدف مناطق في شمال غرب سوريا، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال ديفيد سوانسون من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن «الأمم المتحدة تشعر بالاستياء البالغ من ثلاث هجمات على مستشفيات ومنشآت صحية في شمال غربي سوريا ما حرم الآلاف من حقهم الأساسي في الرعاية الصحية» مشددًا على أن «هذا العنف غير مقبول بتاتاً».
وقال سوانسون إن مركزاً طبياً في مدينة الهبيط جنوب محافظة إدلب التي يسيطر عليها الجهاديون أصيب بـ»أضرار جسيمة» في قصف مدفعي.
وقال إن غارة جوية استهدفت مستشفى في بلدة اللطامنة في محافظة حماة المجاورة مما أدى إلى إخراجها من الخدمة، حيث كان يخدم نحو 8 آلاف شخص شهرياً، كما توقف العمل في منشأة ثالثة هي مستشفى مدينة قلعة المضيق بعد إصابتها بغارة جوية قبل يومين أوقعت أضراراً جسيمة في العيادة الخارجية والصيدلية والمختبر التابعة للمستشفى.
ولفت إلى أن الحوادث الثلاثة تحد من قدرة المدنيين على الحصول على الرعاية الصحية الأساسية في شمال غربي سوريا، مؤكداً ان الأمم المتحدة تواصل دعوة جميع أطراف النزاع إلى إنهاء تدمير المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية الضرورية للسكان المدنيين».