مدير قناة سكاي نيوز عربية نارت بوران: اخبار القضية الفلسطينية لم تتراجع ولكن أحداثا كبيرة غطّت عليها

حجم الخط
0

التقته فاطمة عطفة: كثير من الإعلاميين أخذوا شهرتهم من المحطات التي عملوا فيها، كما أن بعض المؤسسات امتازت بأسماء كبار العاملين فيها. وقناة سكاي نيوز عربية بأسرتها الإعلامية الشابة والمتميزة، أين تقف من هذه القنوات، وهي على وشك أن تحتفل بعيدها الأول، وقد حققت تميزا لم تستطع محطات أخرى أن تحققه في سنوات. وكانت ‘القدس العربي’ على موعد بلقاء مدير القناة نارت بوران الذي درس القانون الدولي في الولايات المتحدة، لا للمرافعة في المحاكم المغلقة، ولكن ليسهم في نقل الحدث الإعلامي إلى ملايين المشاهدين من خلال شغفه بمهنة المتاعب. الشعور المريح الذي أحسست به من الخطوة الأولى داخل مبنى القناة في أبوظبي سرني حينما رأيت باب مكتب الأستاذ بوران مشرعا أمام الجميع بلا حاجب ولا سكرتيريا كما تعودنا أن نرى المؤسسات الإعلامية الأخرى في البلاد العربية. ولا أنكر أن شدة إعجابي وتقديري لهذه الميزة الفريدة التي تتمتع بها سكاي نيوز عربية جعلت هذا اللقاء مع الأستاذ بوران جرى بمهنية عالية وعفوية لطيفة، بعيدا عن المجاملة والتكلف. ويمكن أن أضيف هنا أن هذه القناة تنفرد بفريق عمل متميز، والتوازن الذي أشار إليه السيد بوران في هذا الحوار في سياسة المحطة وعرض أخبارها، ولا شك أن العمل الإعلامي الناجح يحتاج إلى كفاءة عالية في الإدارة واستيعاب للرسالة الإعلامية ومتابعة دقيقة للأحداث والسبق في تقديمها، وهذا مما يبين العلاقة المتميزة بين الإدارة وجميع العاملين في المؤسسة.ـ مع الاقتراب من نهاية السنة الأولى لقناة سكاي نيوز عربية، وضمن المنافسة بين القنوات الفضائية التي يحيطونها بهالة كبيرة وتحظى بلقب إمبرطورية، كما يعلم الأستاذ نارت بوران، ماذا حققت قناتكم؟ وبماذا تميزت عن غيرها ضمن هذا التنافس غير المسبوق، وفي ظروف أيضا غير مسبوقة تمر بها المنطقة؟* ‘سكاي من يوم ما بدأت كان الناس يحكون عنها، وكأن لها سنين على الهواء. طبعا هناك دائما صعوبات لأي قناة لا بد أن تواجهها من أول ما تطلع على الهواء، وخاصة أننا طلعنا مباشرة لـ 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع، دون أن نقوم بالبث التجريبي الذي تجريه القنوات عادة قبل الافتتاح. طبعا في البداية لا بد من أن توجد بعض القضايا، ولا أقول صعوبات، وكان علينا أن نتخطاها. لكن الأهم من هذا أننا حصلنا من الشهور الأولى على إطراء من المشاهدين، وكأن القناة لها سنين على الهواء، وتجلى ذلك في نوع من النضوج الذي ظهر على القناة من البداية. لذلك أقول إن التجربة من البداية لحد الآن، حيث نقترب من السنة، إيجابية جدا. ردود الفعل جيدة، الإحساس عند المشاهد أنها تختلف، فيها شيء جديد، فيها طريقة عرض جيدة، فيها تركيز مختلف على الأخبار، والأخبار المباشرة أكثر مما على القنوات الثانية. ردود الفعل إيجابية، لكن نحن لم نظل واقفين في مكاننا، إننا نعمل دائما على التطور، ونحاول أن نغير ونسمع للجمهور وردود الفعل والآراء التي نتلقاها. وعلى هذا الأساس، أجرينا بعض التغيرات في الفترة المسائية. أعتقد أن وجودنا على الساحة الإعلامية العربية واضح، ونحن بحاجة للناس تتعرف علينا أكثر، وتشاهدنا أكثر، لكن هذا أيضا بحاجة إلى الوقت الكافي لكي نكسب المزيد من ثقة المشاهد حتى يصير يطلع على القناة بانتظام أكثر. لكن بشكل عام ردود الفعل إيجابية’.ـ أستاذ، أنت ذكرت بأن الناس في البداية كانت تنتظر انطلاقة سكاي نيوز عربية، حتى نحن في ‘صحيفة القدس العربي’، نشرنا عدة مواضيع عن القناة. لكننا نشعر بأن شيئا من التغير، ولو في حدود، طرأ على سياسة سكاي نيوز بحيث كانت تبدو حيادية أكثر في نقل الأخبار وبثها، بينما صارت أخبارها قريبة مما تبثه القنوات العالمية الأخرى السؤال: هل حصل هذا نتيجة سياسة وتوجيهات معينة، أم أن ما يجري على الأرض فرض هذا التغير؟* ‘لا أبدا، لم يحدث أي تغير. لكن هناك دائما بعض الانطباعات التي يمكن أن تتشكل بسبب معين أو لسبب معين، أو لمقابلة معينة، فيتبلور انطباع معين لذلك. وأنا أؤكد أننا نعمل في سكاي من ناحية التوازن في تقديم الآراء المختلفة، ولا أعتقد أن هناك أي قناة موجودة حاليا تتعامل مع هذه المواضيع بحيادية كما نتعامل نحن معها. ممكن في بعض المرات أن يكون هناك نشرة معينة أو وجهة نظر، لكن دائما نعادلها في وجهة نظر ثانية تأتي بعدها. ولا أعتقد أن هناك آراء ثانية مختلفة عن ذلك. أنا بكل أمانة غير موافق على هذا التحليل أو الفكرة، لأننا حريصون جدا على موضوع التوازن، حتى في المواضيع الكبيرة الضخمة سواء التي حدثت في تونس أيام اغتيال شكري بلعيد، أو ما يجري في مصر، أو الحدث السوري والعراقي، كل الأطياف موجودة عندنا ونحن فعلا حريصون على أن تكون كل الأصوات موجودة على الشاشة، حتى في في مكاتبنا سواء من سوريا أو من مصر، لكن هناك ناس عندها انطباعات، أو عندها مواقف. ومع أن سكاي متوازنة، لكن تجدين من يقول: هذه القناة أخذت الوجهة الثانية لأنه عنده موقف، لذلك نحن لا نقدر أن نسيطر على مواقف المشاهدين’.ـ هل اختياركم للمراسلين من المكان ليكون أقرب للناس بحيث يأخذ الخبر مباشرة وأكثر دقة ومصداقية في نقله وإرساله، وكذلك الأمر بالنسبة للصور التي قد تكون أحيانا مركبة وليست حقيقية، كيف يتم اختيار مراسليكم؟ * ‘طبعا كل المراسلين لدينا يمرون في مرحلة الاختيار والتدريب، لكن كمؤسسة إعلامية موثوقة الأخبار التي تقدم منها دائما المراسل هو المصدر الرئيسي، ونحن نثق في مراسليننا، وإذا كان في بعض الأحيان مرسلنا أخطأ بشيء يجب أن نكون نحن على قدر من المسؤولية، ونطلع نحن ومراسلنا ونقول أنه تغير الخبر أو كان غير صحيح. والمراسلون نحن نختارهم كل واحد من دولته، لأنه يعرف المنطقة ويعرف السياسة فيها والتاريخ والجغرفيا. في بعض الأحيان أو المناطق، مثلا في مالي صعب أن يكون بالضرورة المراسل من مالي، لكن اختيارنا للشخص المناسب على تغطية أي خبر لا بد أن يكون عنده خبرة حتى لو هو من دولة مجاورة لتفادي أي أخطاء. لكن المهم بالمراسل الجيد أن تكون تغطيته مبنية على مبادئ إعلامية محددة من القناة، ومر بفترة التدريب المطلوبة، إضافة إلى أن طريقته في التعامل مع الأخبار هي نفس سياسة القناة، حتى لو كان من دولة غير دولته، المراسل الجيد يكون جيدا من أي مكان جاء’.ـ من يسمع أخبار ‘سكاي نيوز عربية’، أو ‘البي بي سي’، أو فرانس 24، أو ‘سي إن إن’، كأن الجميع يستقون من نبع واحد، هل هناك تنسيق إعلامي بيتكم وبين أي قناة أخرى؟*’ أبدا لا يوجد أي تنسيق مع أي مؤسسات إعلامية من أي توجه إعلامي، لكن نحن و’سكاي نيوز الإنجليزية’ التي لها 50% من الشراكة مع ‘سكاي نيوز عربية’، هناك طريقة معينة لتغطية الأخبار ويمكن نحن أقرب لهم في التوازن، وفي طريقة طرح الأخبار، أما إذا هذا الانطباع عن ‘سكاي نيوز عربية’ في طريقة معينة فهذا ممكن، وخاصة هناك مدارس مختلفة بالتغطية ومتشابهة، وممكن أن نتشابه مع بعض في طريقة التغطية أو المدرسة الإعلامية التي نحاول أن نطبقها. لكن كتنسيق مباشر، لا يوجد أبدا مع هذه المؤسسات. نحن لنا طابعنا، لنا طريقتنا وشكلنا، يمكن أحيانا أن يكون هناك تشابه في المؤسسات الصحفية أو الإعلامية، وخاصة إن أنت أخذت وجهة النظر، ووجهة النظر الثانية والأفكار المختلفة، ممكن إذا هذه السياسة موجودة بمؤسسات أخرى يظهر نوع من التشابه بيننا’.ـ في زمن العولمة هل أصبح الإعلام الاجتماعي، سواء الرسمي أو الخاص، شريكا في السياسة وصنع الرأي؟* ‘بالتأكيد مع الإعلام الاجتماعي صار فيه جديد بطرح الأفكار، أهم تغيير صار في الإعلام أنه صار أقرب للحوار من أنه مؤسسة إعلامية تبث أخبارها، من دون أن يكون في ردود فعل أو تواصل. وأنا برأيي أن الإعلام في المنطقة يتغير بشكل كبير، لأن مواقع التواصل الاجتماعي صار لها دور أكبر، صارت مصدر للأخبار بالإضافة إلى أنها صارت هي أخبارا بنفسها. لذلك دور المؤسسة دائما أن تتأكد من المصادر والأخبار، بغض النظر من أي مصدر كانت، حتى يصير ثقة مع المؤسسة الإعلامية. إن ما تمر فيه المنطقة ليس بغريب، مرت فيه دول أخرى سواء في أمريكا أو أوربا. إن التعامل مع الوسائط الاجتماعية يؤثر ويغير شكل الإعلام. لكني دائما أتساءل: هل دور الصحفي المهني تغير بوجود هذه الوسائل؟ أنا برأيي العكس، صار دوره أهم، لأن المصادر تعددت، المصارد الخطأ بالإضافة للمصادر الصح. لذلك دور الصحفي المفروض أن يزيد من الأهمية أكثر مما كان، والأهم في الإعلام: إلى أي حد داخل في مجاله المهني الحديث القريب إلى الحوار بعيدا عن التلقين’.ـ في هذه الأحوال هل نحتاج أيضا إلى مشاهد يستطيع أن يحلل ويستنتج دون أن يستند إلى مصداقية من مصدر الخبر والهدف المقصود من ورائه؟*’ المشاهد العربي أينما وجد، ونحن كلنا أولاد المنطقة، لنا مواقف ولنا تاريخ، وناس عندهم وجهة نظر عما يصير سواء سلبية أو إيجابية، مع هذا الصف أو مع الصف الآخر. أكيد أن المشاهد العربي أشطر وأذكى من مشاهدين آخرين، ليش؟ لأنه هو عايش الأخبار، عايش مع الأحداث التي تجري من حوله، في ثقافة معينة، في نوع من التعامل مع الأحداث. الخبر الخطأ واضح بالنسبة لهذا المشاهد، ويعرف بالضط ما يجري وما يصير، من هذا المنطلق لا بيصير أن يأخذ وجهة نظر عن هذه أي محطة بأن توجهها بهذا الشكل أو ذاك، وطريقة طرحها للأخبار ووجهة نظره هو. نحن بالنسبة لنا في قناة سكاي ردود الفعل تجاهها إيجابية كبيرة، لكن أيضا هناك ردود كثيرة في الوسط، وهذا بالنسبة لي إيجابي. معنى ذلك أنك تعملين الشيء الصح، وهذا هو الهدف الذي نريد أن نصل له’. ـ ذكرت بأن سكاي متوازنة، لكن سأعطيك مثلا: اليوم ربما لأول مرة أسمع في قراءة الصحف على سكاي ما كتبته ‘القدس العربي’ في عرض أقوال الصحف، ولكن لا أتذكر أنكم استضفتم رئيس التحرير السيد عبد الباري عطوان مع أن له حضورا لافتا على أكثر القنوات، وسؤالي: أين التوازن أو الحيادية من هذا الموقف بالذات إلا إذا كان هناك فعلا توجيه معين؟*’ لا أبدا ما فيه أي توجيه. لكن أحيانا يكون هناك خبر معين، وهذا الخبر له طابع أو توجه معين وأنت تحاولين أن تأتي بطرف يعطيك وجهة نظر ثانية، بالإضافة لوجهة النظر التي تكون ماشية في الخبر نفسه. بالعكس، نحن أخبار ‘القدس العربي’ مهمة بالنسبة لنا، سواء في أقوال الصحف، أو إذا فيها مقابلة مهمة نأخذ منها مقتطفات طبعا مع ذكر من عمل المقابلة أو الجهة التي أجرتها، كذلك بالنسبة للاستضافة، نحن أخذنا استضافة ولا أذكر اليوم والوقت، لكني متأكد من ذلك’.ـ في الأخبار التي تبث عن سوريا يكون التركيز على المعارضة، سواء من حيث الصور التي تقدم أو الضيوف الذين يدعون إلى الاستديو أو عبر الأقمار، السؤال: هل فعلا أغلب مؤسسات الإعلام مرتبطة بالسياسات العالمية، ولا تستطيع أن تكون مستقلة؟* ‘ هذا سؤال كبير، ويمكن ان الجواب لا يعطي هذا السؤال حقه. أنا عن الآخرين لا أستطيع أن أتكلم، لكن بالنسبة لنا خاصة في الموضوع السوري وقدر المستطاع في توفر المصادر، هو موضوع صعب ومعقد سياسيا وتغطيته معقدة، ليس بالسهولة أن تكوني في المكان المناسب وفي الوقت المناسب بكل ما يحدث هناك، خاصة في بلد كبير مثل سوريا وأحداث تحدث في مدن مختلفة، فلذلك أنت ممكن أن تعتمدي على مصادر مختلفة. إذا لم تكوني متأكدة من المصدر فيجب أن تذكري أنك غير متأكدة من هذا المصدر، وإن كان الخبر كبيرا لدرجة يفضل أنك لا تذكريه، أو تنسبيه للمصدر الصحيح. يجب أن يكون عندك وجهة نظر ثانية وحل موجود، لأنه فعلا أحيانا نبث خبرا ونأخذ وجهة نظر معينة، بعد ذلك ندعو الشخص المناسب ليجيب إن كان هذا صحيحا أو غير صحيح، وإن كانت وجهة نظرنا تختلف عن المصدر. لكن هل إن الإعلام متوازن؟ السؤال كبير ولا يمكن الجواب عليه صح أو لا، أنا لا أؤمن بالأبيض أو الأسود. هناك دائما بالتأكيد منطقة رمادية، وبياض وسواد وهناك اختلافات كثيرة’.ـ القضية الفلسطينية هي المحور الذي يحرك كل ما يجري بالمنطقة، لماذا الإعلام أصبح يمر على الأخبار الفلسطينية مرور الكرام؟ أين القضية الفلسطينية إعلاميا بين ما يجري على الساحة؟* ‘هذا سؤال ممتاز وأقول فيه إن القضية الفلسطينية دائما مهمة ومحورية، لكن لازم نتذكر ماذا صار آخر مرة بالمنطقة، والتغيير الرئيسي هو الانفتاح الذي صار لبعض الدول التي كانت مغلقة نهائيا. ما كان يمكن أن نصل لأي شيء في أي من تلك الدول، سواء في العراق بفترة معينة كان من الصعب الحصول على الأخبار. سوريا أيضا، تغطية الأخبار في سوريا ما قبل الأحداث هذه كانت صعبة، وكذلك مصر، تونس، ليبيا. قبل عندما كنت تريدين أن تغطي في ليبيا لا بد أن تأخذي تصريحا إعلاميا قبل ستة أشهر، ويمكن أن يرفضوا الطلب. والآن لا يوجد انفتاح إعلامي. فلذلك نقول إن أهمية القضية الفلسطينية أو تغطية أخبار القضية الفلسطينية ليست قليلة الأهمية، هذا ليس صحيحا. إنها ما زالت بنفس الأهمية. لكن الأمور الثانية التي صارت هي فرضت نفسها على الساحة، وصار لديك مجال لكي تغطيها، وتدخلي على هذه الدول التي كانت مغلقة سواء في تونس، أو ليبيا، أحداث مصر الكثيرة، وسوريا أخذت موقعا إخباريا مهما. فلذلك لا أعتقد أن أخبار القضية الفلسطينية تراجعت، لكن صار في أحداث أكبر فرضت نفسها على الساحة الإعلامية’.ـ من عملك رويتروز إلى أول مدير لقناة ‘سكاي نيوز عربية’، هذه التجربة بالنسبة لك التجربة في رويترز في لندن، وماذا أضافت هذه المسؤولية في سكاي عربية؟* ‘موضوع التجربة سؤال فعلا أنا دائما أفكر فيه، عادة الخبرة المختلفة، سواء خبرتي في الإمارات مع تلفزيون أبوظبي، أو في رويتز لندن، أو التلفزيون الأردني، دائما تحاول أن تأخذ الأفضل في كل مكان أشتغل فيه، سواء بالعمل أو في طريقة التعامل. أنت تأخذين الخبرة وتتعلمين من المكان الذي عملت فيه، تتعلمين عن منطقتك والتعامل مع زملائك. وتصرف الإدارة مع الموظفين تحاول أن تأخذ أفضل الخبرات وتضعها في مكان ما. وأنا أعتبر نفسي محظوظا لأني، وخلال الـ 23 سنة التي اشتغلت في مهنة الإعلام، أخذت فيها فرصة أن أطبق الذي تعلمته، سواء من الناحية الصحفية أو الإدارية والتعامل مع الأخبار ومع الناس. هذه الفرصة التي يمكن أن تصل إلى مكان وتعطى لك بحكم أن هذه الشركة أو المؤسسة، هذا النموذج غير موجود في العالم العربي. إن شراكة مثل هذه بين ‘أدميك’، وبين ‘بي سكاي بي’ 50%، هذه فرصة لإدارة المؤسسة، لنأخذ كلنا خبرة أيضا حتى نضعها في المكان اللائق ونجعلها تجربة ناجحة. ولو سألتني بعد سنتين أو خمس سنوات، هذا هو هدفي: أن يصير الإعلامي العربي وجهته سكاي نيوز عربية، أن تصير سمعة القناة وسمعة المكان كمؤسسة إدارية، للموظفين، أو كمكان إعلامي صحيح، يكون مكانه ومصدره كما كانت الناس تتحدث من قبل بأن ‘البي بي سي’، أحسن مؤسسة إعلامية أو مدرسة. طبعا أنا لا أنتقص من المؤسسات الإعلامية الموجودة، لكن هذا سوق مفتوح والسنوات هي التي تحكم. أنا لا أنظر الآن إلى الشهور القليلة التي مرت أو ستمر، لكن لو نظرنا بعد سنوات أن نكون نحن من ضمن المؤسسات الناطقة باللغة العربية في المنطقة، والتي تشير إليها الناس وتثق فيها إعلاميا والموظفين يقصدونها إداريا’. ـ عندما تريد أن ترتاح من الإعلام، ما هي الهوايات التي تشغلك؟* ‘لا أظن أن أحدا يشتغل في الإعلام يمكن أن يرتاح، لا أعتقد حتى لما أطلع على التلفزيون أقول قديش عندي تلفزيونات في البيت، وكيفما انتقلت، الإعلام والأخبار شيء يجري في الدم من يتعلم عليه لا يطيب منه، أنا بحياتي ما اشتغلت بشيء ثان، أول ما تخرجت من الجامعة دخلت للعمل في الإعلام، وأنا دارس قانون دولي. لما تخرجت من أمريكا وعدت إلى الأردن، دخلت في الجامعة لأكمل الماجستير في سنة 89 لكن سنة 90 صارت أحداث العراق وكانت فرصة كبيرة للشباب المهتمين بالإعلام في مجالات كبيرة، لأن كل الإعلام الغربي جاء على المنطقة، والذي لم يكن قد سمع بالأردن وبغداد والدمام في تلك الأيام سمع بها، وصارت جزءا من المنظومة الإعلامية العالمية. انفتح المجال. وفي أول يوم دخلت على الاستديو أخبار لشركة ‘فيزا نيوز’ كانت شراكة بين ‘رويترز’ و’البي بي سي’، و’إن بي سي’ الأمريكية، أول ما دخلت على الاستديو وأنا شاب عمري 21 سنة، وأول ما شفت الكميرات والتعامل مع الضيف وكيف تستقبله وتجلسه، عندها عرفت أن هذا المجال هو الذي أريده، كان فيه الكثير من التحدي، لأننا كإعلامين لم يكن عندنا التجربة الإعلامية والتدريب، لذلك كان علي أن أعرف كيف يجب أن أكتسب أكبر قدر من الخبرة الميدانية في فترة قصيرة، فكان هدفي الرئيسي أن أتطوع لأي خبر ممكن يصير بالمنطقة، خاصة لأني عربي وأتكلم العربية وأشتغل في مؤسسة أجنبية، فكان عندي إحساس أن لي الدور الأول، وأن أكون الشخص الموجود في هذا الخبر. أقمت في بغداد فترة طويلة في 91 وبعدها رحت مباشرة إلى الجزائر، وإلي ليبيا، والسودان، والصومال. الفترة الأولى من عملي كانت كلها تتعلق بتغطية الأخبار الميدانية، بين 91 إلى 95 ما في دولة إلا ورحت إليها حتى كوسفو وغطيت الأخبار فيها. كنت أتطوع بأن أكون في قلب الحدث. بعدها دخلت في مجال الإدارة، انتقلت إلى لندن واستلمت رئيس تحرير في تلفزيون رويتز للشرق الأوسط وأفريقيا. بقي عندي نفس الشعور لما أكسب خبرا معينا وأنا في الإدارة. ولم أشعر بالفرق بين أن أكون إعلاميا ميدانيا أو رئيس تحرير في غرفة الأخبار، بالنسبة لي لقيت التوازن أن أكون مرتاحا ومبسوطا سواء أنا غطيت الخبر أو غطاه أحد من الشباب الصحفيين الذين عندنا’.ـ دراسة القانون، ماذا تضيف للإعلامي من حيث التقيد بالعمل والالتزام باللوائح القانونية؟ * ‘لا أعرف، لكن بالنهاية الإعلامي مثل لاعب كرة القدم، لو تدرب سنين إذا لم تكن عنده هواية ومحبة للعبة لا يمكن أن ينجح، وكل رياضي يدخل الملعب يعرف ذلك. أنا أعتقد أن على الصحافي أن يكون واعيا ودارسا، والالتزام والمثابرة وراء السبق في الخبر ليكون صحفيا ناجحا’. qma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية