مدير مشروع استاد لوسيل يعد جماهير مونديال قطر 2022 بتجربة غير مسبوقة

حجم الخط
0

الدوحة: على قدم وساق… تسير أعمال الإنشاءات في استاد “لوسيل” بوتيرة سريعة ومحكمة، حيث تبدو اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن استعدادات استضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر، في سباق مع الزمن لتجهيز الاستاد الذي يشكل المحطة الأخيرة في تجهيز الملاعب التي تتضمن فعاليات البطولة.

وتهدف اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى الانتهاء من أعمال الاستادات والمنشآت الملحقة في 2020 وقبل عامين على انطلاق منافسات البطولة، وهو ما أكد عليه المهندس تميم العابد مدير مشروع الاستاد لدى اللجنة خلال زيارة وفد كبير من الإعلاميين الأجانب لموقع الاستاد السبت.

وأكد العابد على أهمية المشروع والحرص الدائم على التعامل الأمثل مع التحديات المتعلقة بالاستاد، الذي سيحتضن مباراتي افتتاح ونهائي مونديال، 2022 إلى جانب عدد من مباريات دور المجموعات والأدوار التالية بالبطولة، مشيرا إلى أن سعته تبلغ 80 ألف مقعد لحاملي التذاكر، بينما تبلغ السعة الإجمالية للاستاد نحو 92 ألف مقعد.

ومن أبرز التحديات التي يواجهها المشروع، تأتي عملية تسهيل وصول الجماهير إلى الاستاد وآليات الدخول إلى الملعب وكذلك توفير المساحات المخصصة للاحتفالات ومختلف الأنشطة الترفيهية، وهو ما شدد العابد على الحرص عليه، وأن جماهير المونديال القطري ستشهد تجربة غير مسبوقة في عدد من الأمور.

وقال العابد إن إنشاء محطة مترو (ريل) قريبة للاستاد، سيعمل على تسهيل الوصول إليه بشكل كبير حيث ينتظر أن ينقل نحو 26 ألف مشجع خاصة أنه سيجرى تمديد المترو إلى مدينة الخور، مشيرا إلى أن المحطة ستبعد نحو كيلومتر واحد عن بوابات الاستاد، وسيقطع المشجعون المسافة فوق ممشى مخصص لذلك.

إنشاء محطة مترو (ريل) قريبة لاستاد لوسيل، سيعمل على تسهيل الوصول إليه بشكل كبير

وردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية حول ما إذا كان الريل سيكون كافيا لتسهيل عملية نقل المشجعين إلى استاد لوسيل، قال العابد “لا يمكن الاعتماد على وسيلة واحدة، حيث يجرى تجهيز ساحات انتظار سيارات تبعد عن الملعب بما يتراوح بين اثنين وثلاثة كيلومترات لمنع تدفق السيارات الخاصة، مع توفير وسائل نقل من ساحات الانتظار إلى بوابات الاستاد، بحيث تنقل التجربة والمتعة والأجواء الاحتفالية إلى جميع الحضور”.

وأضاف “هدف المشجع هو الاستمتاع بالمباراة والاحتفال وتشجيع فريقه، ومن أكثر ما نعمل على تفاديه هو الازدحام أو أي أمر يعكر صفو تلك الأجواء”.

وأضاف العابد، في حديثه عن المشروع، “موقع الملعب تم اختياره في شمال مدينة لوسيل التي تقع على بعد نحو 15 كيلومترا شمالي الدوحة لعدة أسباب منها المساحة المتوفرة… فهي بطولة كبيرة والاستاد سيتسع لـ80 ألف متفرج ولابد أن تتوافر حول الملعب مراكز تذاكر ومنشآت أمنية وإسعافات أولية ومراكز للمتطوعين وأماكن طعام”.

وأوضح: “الملعب يحمل العديد من التحديات منها المعمارية، فمساحة الواجهة تصل إلى 60 ألف متر مربع، وسيكون الاستاد وما يحيط به من منشآت أشبه بمدينة عمودية، تحتضن 80 ألف شخص إلى جانب أكثر من عشرة آلاف أخرين من إعلاميين ومتطوعين وإداريين وضيوف من الاتحادات القارية والفيفا وأعضاء اللجنة المنظمة”.

وأضاف: “يأتي على رأس أولوياتنا سلامة وراحة كل من يتواجد بالاستاد والوصول والتجول الآمن الحر، ونعمل على توفير أعلى مستوى من التجهيزات للاتصالات، سواء للمشجعين بمختلف أعمارهم أو للاعلاميين، وهو ما يتطلب بنية أساسية إلكترونية هائلة… نعمل ضمن مشروع متكامل يتضمن إنشاء طرق وأنفاق ومباني ومترو، ويمكن من الآن رصد الطرق والوقوف على مدى سهولة الوصول إلى الملعب دون أي صعوبات”.

وعن سلامة العمال بموقع الاستاد، قال العابد: “العمال هم موظفو شركات خاصة ومقاولين رئيسيين متعاقدين لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ورعايتهم والحفاظ على سلامتهم ومصلحتهم وحقوقهم هي أولويات عالية لدى اللجنة، وتم وضع معايير غير مسبوقة من قبل اللجنة في وثيقة رسمية ملزمة لجميع المقاولين والشركات الخاصة التي تم التعاقد معها، وهو ما يحكم ظروف معيشة العمال وشروط توظيفهم وحقوقهم ورواتبهم وأجازاتهم وسلامتهم، وأي شركة خاصة لا تبدي استعدادا للالتزام بتلك المعايير لا يجرى التعامل معها”.

وأضاف “السلامة في أعمال الإنشاءات الضخمة والتصميمات المبتكرة ليست بالأمر السهل، لكن على رأس أولوياتنا وتحدياتنا تأتي سلامة العمال، حاليا لدينا نحو 3200 عامل ويصل العدد ربما إلى ثمانية آلاف عامل، وأعمالهم وتحركاتهم تحكمها معايير عالية”.

وعن نظام التبريد في الملعب، قال العابد إنه رغم اعتدال درجات الحرارة في قطر خلال فصل الشتاء “سنوفر داخل الملعب نظام تبريد لتكون درجة الحرارة 26 درجة مئوية”.

وعن موعد انتهاء العمل، قال مدير المشروع “سننهي العمل في 2020 وفقا للخطة الموضوعة. بالطبع، يجب اختبار أنظمة التبريد ومختلف الأنظمة التشغيلية من خلال تواجد عدد كبير من المتفرجين، من خلال مباريات ودية بين فرق أوروبية كبيرة أو منتخبات، ليس فقط لتجربة الملعب وإنما منح تلك الفرصة أيضا للسلطات لأن نجاح المباراة لا يتوقف على الاستاد فقط وإنما يعتمد على مختلف أجهزة الدولة”.

موعد انتهاء العمل في استاد لوسيل، سينتهي في 2020 وفقا للخطة الموضوعة

وأشار العابد إلى عدد بوابات الدخول بالاستاد والمساحات المتوفرة للاحتفالات، قائلا “إجمالي المساحات التي يمكن للجماهير الاحتفال بها حول الملعب ، شاملة الملعب نفسه، تبلغ نحو مليون متر مربع، فلا بد من منح الجماهير المساحة للاحتفال… وعدد مداخل الاستاد يبلغ 33 مدخلا، منها ثلاثة أو أربعة مداخل خاصة فقط للإعلاميين والمنظمين وكبار الزوار، وسيجرى تثبيت نحو خمس بوابات إلكترونية لفحص التذاكر عند كل مدخل لتسهيل عملية الدخول”.

وعن التصميم، اكتفى العابد بقوله “تصميم ملعب لوسيل مبتكر ومستوحى من التراث القطري، وينظر للمستقبل بطريقة غير مسبوقة”.

وتحدث العابد عن مستقبل الاستاد بعد انتهاء فعاليات البطولة، قائلا “سيجرى الكشف عن الاستخدامات المستقبلية لملعب لوسيل مع الإعلان عن تصميمه، والتوجه سيكون لاستخدام غير رياضي، ونعمل حاليا على إعادة هندسة المساحت الداخلية لإعادة استخدامه لفعاليات اجتماعية مع الحفاظ على الشكل الخارجي المعماري لأنه سيظل ذكرى للبطولة وذكرى تاريخية للدولة”. (د ب أ)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية