الجدار العازل في جامعة درنة
في الوقت الذي يواجه فيه المتشددون، تصدياً من قوات الجيش والشرطة في مدينة بنغازي، على الرغم من إمكاناتهم الضئيلة، وعمليات الاغتيال التي يتعرضون لها في شكل يومي، وتفجير المراكز الأمنية على امتداد المدينة، تمكن نظراؤهم من السيطرة على إحدى المدن الليبية المهمة في الشرق الليبي وهي مدينة درنة، والقضاء على أي مظهر من مظاهر الدولة في المدينة، فلا وجود لأي شرطي حتى شرطي المرور، لا وجود أيضاً لأي قوة للجيش الليبي. وتقوم هذه الجماعات المتشددة بالاستعراض على الملأ، بعربات كثيرة يمتطيها رجال ملثمون، وفوقها كل أنواع الأسلحة، خفيفها وثقيلها. وقد قامت هذه الجماعات مؤخراً ببناء جدار عازل داخل الحرم الجامعي في مدينة درنة يفصل بين الذكور والإناث.
فتش عن ديبورا جونز
تكثف السفيرة الأمريكية ديبورا جونز جولاتها بين المدن الليبية، ولقاءاتها مع أطياف مختلفة، بمن فيهم قادة الدروع وقادة كانوا ينتمون لجماعات جهادية، إلا أن كثيراً ممن شاركوا في هذه الاجتماعات عبروا عن خيبة أملهم، من مواقف الحكومة الأمريكية المترددة، في المساعدة الفعلية للسلطات الليبية في التصدي لهذه الجماعات المسلحة. وكشف عبد المجيد مليقطة، وهو قيادي بارز في كتلة التحالف الوطني وممن حضروا لقاءات السفيرة الامريكية ديبورا، أنها أكدت للحاضرين أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب كل ما يدور في ليبيا، وأنها بادرت بتصنيف جماعة أنصار الشريعة كجماعة إرهابية، وأضافت السفيرة ديبورا أن أمريكا سوف تتخذ المواقف المناسبة في الأوقات المناسبة.
تفويض وهروب إلى الأمام
وزير العدل الذي عينته الحكومة وزيرا مفوضاً كي يبقى في بنغازي ولا يغادرها حتى يتابع الملف الأمني عن قرب، ويقوم بتوفير الإمكانات المادية، لم يلتزم بمهمته وبالوعود التي قطعها على نفسه، وغادر إلى العاصمة تاركاً المدينة تسبح في دمها. وهذا الوزير نفسه هو الذي هرع إلى بنغازي بعد مقتل الناشط السياسي المعروف المحامي أحد رموز الثورة عبد السلام المسماري. الوزير صلاح المرغني أخذته الحمية وكان ذلك في شهر رمضان الفائت، وأقسم على نفسه أن يستقيل لو لم تظهر نتائج التحقيقات في مقتل المسماري بعد ثلاثة أيام. ونكث المرغني بوعده.
في مدينة بنغازي تم تدمير معظم مراكز الشرطة تدميرا كاملاً، وحرق المؤسسات الأمنية واختطاف مسؤول البحث الجنائي في المدينة لأنه تجرأ وحقق مع أحد المتطرفين وإلى الآن مصيره مجهول.
في مدينة بنغازي تم اغتيال مدير الأمن الذي اشتهر عنه خبرته الواسعة في مجال التحريات والكشف عن الجريمة .
في مدينة بنغازي تم اغتيال الضابط الذي استطاع أن يعد ملفاً كاملاً عن الأعمال الإرهابية فيها. بنغازي مدينة الثورة التي انطلقت منها شرارتها.
مدينة السعادة!
بنغازي مدينة السعادة هكذا كان اسمها عبر التاريخ. ذاكرة من الفرح والبهجة، يسري بها نهر الليثو، الذي يشق جنباتها الضاربة في التاريخ. وتسرد قصتها مع الفنون حاملات التفاح الثلاث، حارسات حلمها القصي من لصوص الليل. بينما يردد الشعراء قصائدهم في حدائقها الغناء. هذه مدينتي تبات على مذبحة وتصحو على مذبحة. تتسلل صور الأشلاء إلى أطفالها فيسكنهم الرعب والفزع . يذهبون إلى أسرتهم محاصرين بالكوابيس ويمضون إلى مدارسهم ملاحقين بأخبار الاغتيالات.