مرسي تعهد بالسير على سياسة عبدالناصر .. وسلفي يتهمه والإخوان بالتحالف مع أمريكا ضد الثورة السورية

حجم الخط
2

القاهرة ـ ‘القدس العربي’أبرز ما تناولته الصحف في اليومين الماضيين، كان استئناف محكمة الجنايات محاكمة مبارك وابنيه ووزير الداخلية الاسبق وستة من معاونيه في قضية قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ، ونشرت ‘الوطن’ امس حديثا فريدا من مبارك داخل طائرة الهليكوبتر التي أقلته الى المحكمة، عندما نجح زميلنا محمد الشيخ بالتسلل اليها، وكان مبارك مبتسماً وعبر عن حزنه لعمليات التخريب التي يراها في المشروعات التي أقامها من مصانع ومدن جديدة، وخوفه من آثار اتفاق صندوق النقد من مصانع ومدن جديدة، وخوفه من آثار اتفاق صندوق النقد الدولي على البسطاء الذين كان يحميهم. ونشرت الصحف عن الاحتفال الذي أقامه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بمناسبة عملية التفتيش على الفرقة التاسعة المدرعة وتحديث دباباتها، ولأول مرة دعا أعدادا كبيرة من الكتاب والصحافيين والفنانين لحضور هذه العملية، وألقى كلمة غمز فيها صديقنا الشيخ حازم أبو إسماعيل، وأكد للذين يطالبون الجيش بالنزول بأن الجيش لن يفعلها وطالبهم بالعمل السياسي، وحذر الذين يستفزون الجيش، ورغم ذلك فان جريدة حزب الإخوان ‘الحرية والعدالة’ رفضت الإشارة الى الاحتفال أو الكلمة، بما يكشف استياء الإخوان من السياسي.
كما أكد السيسي أن تدمير الأنفاق مع غزة مستمر، والسيطرة على سيناء كاملة، ولم يتم التوصل إلى معرفة الذين قتلوا الجنود الستة عشر في رفح، وعندما نعرفهم لن نتركهم، هذا وقد أخبرنا كل من زميلنا في ‘أخبار اليوم’ وإمام الساخرين أحمد رجب والرسام الموهوب مصطفى حسين، انهما شاهدا حذاء جندي مصري يدوس مجموعة عقارب تنتمي إلى التهريب والجماعات الجهادية المتطرفة، ومن قتل الجنود والانفلات الأمني، وسمع الاثنان من يقول:
أنا باتشاءم من الجزم مقاس 47 فما فوق
وإذا كان السيسي وجه تحذيراًَ مبطناً لمن يتطاولون على الجيش وقيادته، فقد لوحظ انه في نفس اليوم، السبت، عقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مؤتمرا صحافياً ليزف فيه بشرى القبض على ثلاثة مصريين جهاديين على صلة بتنظيم القاعدة، كانوا يجهزون لنسف السفارة الفرنسية وعدد من المنشآت، وعلى صلة بخلية حي مدينة نصر بالقاهرة، وذلك في رد لجميع الجهاديين الذين حاصروا مقر الأمن الوطني يوم الجمعة قبل الماضي ورفعوا عليه علم القاعدة، وكل المؤشرات توحي بأن هناك شيئا ما يتم إعداده للرد على تهديدات الجهاديين، وإهانتهم للجيش والأمن الوطني وللتقارب أيضاً مع أمريكا ونفي رعاية مصر للإرهاب أو صمتها عنه.
وإلى شيء من أشياء لدينا:

معارك الرئيس

ونبدأ تقريرنا اليوم بالرئيس محمد مرسي والمعارك المشتعلة حوله، بسبب قراراته أو تصريحاته أو سياساته، ونبدأها من يوم السبت مع زميلنا بمجلة ‘روزاليوسف’ أحمد الطاهري وقوله في جريدة ‘الوطن’ رافضاً ما اعتبره محاولة من مرسي للاستفادة من اسم عبدالناصر ـ آسف جداً ـ قصدي خالد الذكر، وقوله:
‘لم استغرب تماحيك الدكتور مرسي في سيرة زعيمنا خالد الذكر جمال عبدالناصر، ولا استغرب هذا السلوك فهو إخواني قطبي بين الإخوان، وسلفي متشدد عندما يجالس السلفيين وليبرالي متمدن إذا حضر مجلس للمرأة، ومتسامح سمح إذا ما تحدث للمسيحيين، ولا ننسى أنه صديق للإسرائيليين، إذا خاطب شيمعون بيريز. كان من الطبيعي أن يكون على خطى عبدالناصر وهو بين العمال، وغرض الدكتور مرسي معروف من التمحك في سيرة عبدالناصر، الذي يكرهه الشعب وكلمة حلوة في حق ناصر تحبب فيك الخلق وتساعد في خلق شعبية لرئيس لا يستحق، كان أولى بالدكتور مرسي ان يعتذر عما بدر منه في حق ناصر عندما وقف في ميدان التحرير يقول، الستينيات وما أدراك ما الستينيات، قبل أن نتمحك في سيرة جمال عبدالناصر، ومن أنت يا دكتور مرسي لكي نضع اسمك في جملة مفيدة بجوار اسم جمال عبدالناصر، ليس كل من جلس وسيجلس على مقعد الرئاسة سيحسب نفسه متساوي الرأي مع عبدالناصر، يا دكتور مرسي اللعبة انتهت طال الوقت أو قصر، المصريون عرفوك وعرفوا شلة الحكم جربوا حكم الطبيب البيطري وتاجر العملة، المصري يعرف رئيسه ومدى قدراته وحدود قوته وعرفوا قدراتك يعني بالعامية، عرفوا تمامك، ولو مش مصدقني اسمع آخر نكتة في مصر’.
وأنهى الطاهري كلامه من دون أن يخبرنا بآخر نكتة، يقترح على الرئيس سماعها، بينما الرئيس كان منشغلاً بما هو أهم، حسبما نشرت جريدة ‘الحرية والعدالة’ في نفس اليوم، السبت، في صفحتها الأولى خبرا لزميلنا عبدالحميد المسلماني، جاء فيه:

لماذا صلى مرسي الجمعة قبل موعدها؟

‘أدى الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة في استراحة الرئاسة بمطار القاهرة فور عودته من البرازيل ظهر أمس، وكان من المقرر أن يؤدي الرئيس الصلاة في مسجد فاطمة الشربتلي بالتجمع الخامس، إلا أنه قرر التبكير بالصلاة في المطار حتى لا تفوته صلاة الجمعة، وعقب الصلة قال الرئيس لحرسه الشخصي، أخشى أن يسألني ربي عنكم يوم القيامة، لماذا لم تصلوا الجمعة’.
والغريب هنا، انه خارج المطار على بعد أمتار فقط يوجد مسجد ضخم، هو مسجد الملك فيصل، كان يمكن التوجه إليه وسماع الخطبة وصلاة الجماعة، في وقتها، لأن المسافة من المطار إلى مسجد فاطمة الشربتلي في التجمع الخامس، حيث مسكن الرئيس، قد تتسبب في إضاعة وقت الصلاة، فلماذا لم يتوجه الرئيس وحرسه ومرافقوه إلى مسجد فيصل، بدلا من التبكير بالموعد؟ هذه تحتاج إلى فتوى بدون شك.
هذا، وكنت قد نسيت وما أنساني الا الشيطان والإخوان، بالإضافة إلى الشيخوخة، الإشارة إلى التحقيق الذي نشرته ‘صوت الأمة’ يوم الأحد قبل الماضي تحقيقاً لزميلنا محمد رجب عن الحالة النفسية للرئيس، وجاء فيه:
‘قال د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، ان الرئيس محمد مرسي شخص مهزوز، وهذا واضح جداً من طريقة أدائه في العمل، ويظهر ذلك في خطاباته الرسمية ولقاءاته مع رؤساء الدول الأخرى وسقطاته الواضحة والمتكررة، من دون التعلم منها، ولا يمتلك الثقة الكافية بنفسه التي تساعده على إصدار قرارات حاسمة وفاصلة في تاريخ الدولة، وأن الشخص غير الواثق في نفسه دائماً ما يؤثر ذلك على حياته اليومية وعلى عدد ساعات نومه وطريقة نومه أيضاً، ودائماً ينام بطريقة معينة، وهي النوم على الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر، مع ثني الركبتين واقترابهما من الصدر، والتي تسمى القرفصاء.
فيما أكد الدكتور جمال عبدالمطلب استاذ علم لاجتماع السياسي انه بالنظر إلى شخصية الرئيس مرسي فان قراراته المترددة تعبر عن فقدانه للثقة بالنفس، الى جانب عدم قدرته على اتخاذ قرارات منفردة واعتماده دائماً على مقربين منه أياً كانت درجة علاقته بهم’.
هذا، وبالنسبة للنوم على الجانب الأيمن فأنا أتذكر نصائح كثيرة لأطباء بالنوم عليه لا على الجانب الأيسر، حتى لا يحدث ضغط على القلب، والبعض ينصح بالنوم على الظهر لسلامة العمود الفقري.

تزوير التاريخ

وإلى تزوير التاريخ الذي احترفه الإخوان المسلمون ومن يشايعهم، وهم من جن جنونهم من اعتراف الرئيس محمد مرسي بإنجازت خالد الذكر في كلمته في مصنع الحديد والصلب، أثناء الاحتفال بعيد العمال، وما أن نطق كلمة جمال ولم يكمل عبدالناصر حتى اندلعت تلقائياً عاصفة التصفيق، وعنها قال يوم الأحد في ‘المصري اليوم’ الطبيب حلمي الجزار مسؤول المكتب الإداري لجماعة الإخوان في محافظة الجيزة، وعضو مجلس شورى الجماعة مفسراً هذه الظاهرة.
‘ولا يخفى على كل متابع ترحيب العمال الحاضرين بهذه اللفتة، إذ صفقوا بحرارة، وأظن أن تحيتهم كانت موجهة للرئيسين كليهما، الرئيس عبدالناصر الذي بدأ بتشييد هذه القلعة الصناعية والرئيس مرسي الذي تعهد بتطويرها، ويكتسب هذا التعهد مصداقية واضحة بعد زيارته لجمهورية روسيا الاتحادية، التي تمت قبل أيام قليلة من احتفال عيد العمال وروسيا الاتحادية، أكبر جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق هي التي ساهمت في إقامة هذا الصرح الصناعي الكبير، وأقول ان الإنصاف يقتضي أن نعطي كل ذي حق حقه، فالرئيس جمال عبدالناصر كانت له انجازاته في مجالات الصناعة والتعليم والصحة، وكانت له إخفاقاته الشديدة في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية والصراع مع المحتل الصهيوني’.
سبحان الله، هل كان التصفيق التلقائي بمجرد ذكر اسم عبدالناصر ـ آسف جداً ـ قصدي خالد الذكر ـ لمرسي ايضاً، المهم، انني أعرف ما في قلب حلمي من مقارنة بين الاثنين، ولا داعي لإحراجه أمام مرشده، ولكن لماذا لا يكتب عن انتقاداته لتاريخ جماعته، على الأقل، قبل ثورة يوليو، واقترح عليه ان يحدثنا عن تحالف حسن البنا مع الملك فاروق ضد حزب الوفد صاحب الأغلبية الشعبية الكاسحة وزعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، وبالذات مع حكومة جزار الشعب إسماعيل صدقي باشا عام 1946، ودفع الإخوان من خلال ميليشياتهم للعدوان على الوفديين داخل جامعة فؤاد الأول ـ القاهرة الآن ـ وفي مدن الصعيد وبورسعيد، ورد الوفد عليهم بالعنف بعد أن شكلوا بدورهم مجموعة القمصان الزرقاء، ووصل الأمر إلى حد استخدام القنابل اليدوية. وبمناسبة جامعة القاهرة لماذا لا يحكي لنا حلمي الجزار عن استقبال الطلاب الإخوان بقيادة زعيمهم مصطفى مؤمن إسماعيل صدقي داخل الجامعة بكلمة ترحيب شبهه فيها بسيدنا إسماعيل عليه السلام، بقوله: واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان نبياً، أو يحكي لنا، مثلا، عن المظاهرات العنيفة لتي اندلعت ضد الحكومة لرفض مشروع الاتفاق بينها وبين بريطانيا، للجلاء، الذي عرف باسم صدقي ـ بيفن، وكان وزير خارجية بريطانيا.

نزول حسن البنا في سيارة
مكشوفة لتهدئة الجماهير

وطلب صدقي من اللواء سليم باشا زكي حكمدار العاصمة أن يتصل بحسن البنا للنزول معه للشوارع في سيارة مكشوفة لتهدئة الجماهير، وفعل، ولكن الجماهير طاردته وكادت تفتك به وأصيب في يده.
وكل ما قلناه منشور في الصحف وقتها ولا داعي لانكاره او تحويره.
ولكن يكفي اعتراف حلمي بجزء مما في عقله وقلبه، كما يكفي ان نقارنه بالمسكين هشام حمامي، الذي ما أن سمع مرسي ينطق باسم خالد الذكر، ويقول ما قال، حتى قذف شاشة التلفزيون بكوب شاي سادة لأنه لا يحب اللبن، وأخذ يصرخ، ليه كده يا مرسي، ليه يا فرحة وشماتة أنصار خالد الذكر فيا، وقال بعد أن جفف دموعه:
‘لم أسترح كثيرا لمقولة السيد رئيس الجمهورية عن إكماله لما بدأه عبدالناصر، فما بدأه عبدالناصر ولم يستطع الطغاة الثلاثة إكماله هو تضييع الوطن وهدم الإنسان’.
ثم دخل في تزوير وقائع تاريخية بنفس الجرأة التي دأب على استخدامها لمهاجمة دعوة الوحدة العربية ولحساب مخازي الخلافة العثمانية وتأييدها لاحتلال بريطانيا مصر والسودان، وتحالفها معها في حربها هي وروسيا القيصرية ضد مصر عام 1840 أيام محمد علي باشا، قال المسكين:
‘حين أنشأ عبدالناصر مصنع الحديد والصلب، أنشأه في حلوان، التي كانت مهيأة لتكون مشفى طبيعياً كبيراً، وكانت كذلك بالفعل، وقل مثل ذلك على مصانع طرة وشبرا الخيمة، وكان من الممكن أن ينشئ هذه الصناعات قرب أماكن انتاج المواد الخام وقرب المناجم وأن ينشئ مدناً صناعية كاملة كتلك التي في أوروبا وأمريكا واليابان والصين، وتختص كل مدينة بصناعة ضخمة، وتنشأ المدارس الصناعية والجامعات التي تغذي هذه الصناعة بالعمالة والعلماء كصناعة الحديد والصلب في ليون بفرنسا وصناعة السيارات في ديترويت بأمريكا، وصناعة الغزل في مدينة شوشينج بالصين، لكن الراحل الكبير أنشأ هذه الصناعات حول القاهرة العاصمة التي كانت من أجمل مدن العالم في الثلاثينيات، لسبب بسيط جدا وغاية في التفاهة وهو استدعاء عمال هذه المصانع إلى الشوارع والميادين في وقت الحاجة إليهم للهتاف بحياة الزعيم، ذلك ان من اليوم الأغبر الذي تسلم فيه عامر قيادة الجيش لمنع أي تحرك ضد ناصر وصديقه عامر، وبدأت الريبة تتحرك في نفس الصديق القديم، فكانت النصيحة الغالية بإقامة تجمعات صناعية حول العاصمة لحمايتها من أي انقلاب عسكري قد يقوم به المشير’.
ثم أخذ المسكين حمام يهاجم السد العالي ومجانية التعليم والإصلاح الزراعي بنفس الطريقة، وقال انها مشروعات أدت إلى ما نحن فيه من خراب، ثم أضاف مهاجماً:
‘هذا ما بدأه الرئيس خالد الذكر يا سيادة الرئيس هو ما أوصلنا إلى كل أنواع الهزائم وهو ما أنهته ثورة يناير وبئس ما بدأ، وإذا كنت تريد أن تكمل سيادة الرئيس فاكمل ما بدأته ثورتنا لا انقلابهم، ولا تخضع لألوان الابتزاز السقيمة وانظر بعين الاعتبار والتأمل الى طلعت حرب، وعلى فكرة ذكرى تأسيس بنك مصر بعد غد الثلاثاء 7 مايو 1920’.
وحتى نوضح أمانته أسرد أحداث التاريخ، فإنه تعمد تجاهل ذكر ان وزارات حزب الوفد برئاسة خالد الذكر مصطفى النحاس باشا هي التي طبقت مجانية التعليم الابتدائي في وزارة 42- 1944، والثانوي في وزارة 50- 1952.
وبحماس من سكرتير الحزب ووزير الداخلية والمالية صديقنا المرحوم فؤاد سراج الدين باشا، لكن كراهيته للوفد ولثورة 1919 بقيادة خالد الذكر سعد زغلول تغلبت عليه، كما شاءت له أمانته ان لا يذكر ان ثورة يوليو احتفلت بذكرى طلعت حرب فأقامت له تمثالاً مكان تمثال سليمان باشا الفرنساوي، وأطلقت اسمه على الميدان وعلى الشارع، فأصبح شارع سليمان هو طلعت حرب وأقامت احتفالا ضخماً بالعيد الذهبي لتأسيس البنك.
ولمعلومات صاحب الأمانة فان مصنع الحديد والصلب ومكانه في التبين، بجنوب حلوان، خضع لمناقشات مكثفة نشرتها الصحف والمجلات وقتها، وكان السؤال هو، هل تتم إقامة المصنع في أسوان، حيث خام الحديد، أم في الإسكندرية حيث ميناءها الذي سوف يستقبل فحم الكوك المستورد، هل سننقل الخام من أسوان مسافة ألف كيلومتر للإسكندرية، أم ننقل فحم الكوك إليها بنفس المسافة، وما هي تكلفة ذلك على اقتصاديات المصنع، ثم كان السؤال الثاني، وهو أين تقع أسواق الاستهلاك الرئيسية للمنتجات وتكلفة نقلها إليها من أسوان أو الإسكندرية، وكانت الإجابة انها القاهرة تليها الإسكندرية، وفي الطرق بينهما مدن الدلتا الكبرى، مثل بنها وطنطا والمنصورة وكفر الدوار وكفر الزيات، وانتهى الأمر إلى اختيار التبين، لسهولة نقل خام الحديد اليها بواسطة السكك لحديدية والصنادل في نهر النيل، وقصر المسافة التي سيقطعها نقل فحم الكوك من الإسكندرية اليها، ووجود السوق الرئيسية للاستهلاك في القاهرة على بعد حوالي ثلاثين كيلو مترا، وأرجو أن يكون حمامي قد استفاد ويعتذر لي، على طريقة من علمني حرفاً صرت له عبداً، وأنا سأعتقه لوجه الله وإكراما لخالد الذكر باعتباره صدقة جارية على روحه.

شرلوك هولمز يرفض أن يشهد الله على ما يقول

وفي حقيقة الأمر، فأنا سوف استبعد حكاية المهنية وقواعدها، لأنني لا أحب الهزل مكان الجد، لكن المدهش ان يقول ألا بلغت، ولم يكمل، اللهم فاشهد، فلماذا لا يريد شهادة الله عليه يا ألطاف الله؟ مزابل إعلامية وعمالة لإسرائيل وتخريب وتدمير للأمن القومي وخونة؟ هكذا مرة واحدة رغم أن حركة حماس، ردت بالنفي فقط؟ وشرلوك يقصد بالتحديد زميلنا أشرف بدر رئيس تحرير مجلة ‘الأهرام العربي’ التي تصدر كل سبت عن مؤسسة الأهرام، كما يقصد زميلنا وصديقنا ياسر رزق رئيس تحرير ‘المصري اليوم’، أي يقصد الاثنين تحديداً، وسرعان ما جاءه الرد من ‘الأهرام العربي’ التي نشرت حديثا يوم السبت مع الفريق حسام خير الله وكيل أول جهاز المخابرات العامة السابق والمرشح الرئاسي السابق أجراه معه زميلانا هاني بدر الدين ومحمد زكي.
‘الحكومة في غزة تسمي حكومة قطاع غزة المقالة وليس لها صفة معينة، ويجب ان تعلموا ان الأنفاق تدر تسعة مليارات دولار سنويا، وهم لا يريدون معبراً قانونياً لأنه يمثل لهم خسائر فادحة، والكارثة انك ترى سياراتك المسروقة تسير في غزة بنفس الأرقام المصرية وتقف مكتوف اليدين، وما يحدث حالياً أدى لإضعاف القضية الفلسطينية، حيث النظام المصري بثقله مع حركة حماس وترك السلطة الفلسطينية الشرعية وحيدة، لذلك استطاع أوباما ان يقول ان القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل فعلاقة التزاوج بين حماس والإدارة المصرية أسعدت إسرائيل لأنها أراحت إسرائيل من عبء مسؤولية توفير احتياجات قطاع غزة وتمويله بالكهرباء والمواد البترولية’.

معارك الإسلاميين

وإلى الإخوان المسلمين، وباقي الجماعات الإسلامية، ومعاركهم العجيبة، واستمرارهم في الفبركة غير المحتملة، فمثلا جريدة ‘الشعب’ التي يصدرها كل ثلاثاء حزب الشعب الجديد الذي يرأسه زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين، كما يرأس تحرير الجريدة، اتحفتنا في عددها يوم الثلاثاء قبل الماضي باكتشافات أمنية خطيرة، نصها:
‘قالت مصادر سياسية للشعب، ان قوى الثورة المضادة في الداخل والخارج تستعد لتنفيذ مخطط تخريبي جديد بالتعاون مع جبهة الإنقاذ ومجموعات مسلحة منحرفة مثل بلاك بوك.
وقالت ان محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء هشام قنديل مساء الأحد هي جزء من هذا المخطط، رغم نفي الحكومة أن تكون العملية سياسية وإنما جنائية، خصوصاً أن المحاولة جاءت في توقيت سفر الرئيس محمد مرسي للبرازيل، ما يعني إخلاء الساحة سياسياً من مسؤول سياسي يدير البلاد، وقد كشف أحد شباب الثورة للشعب ان هناك عشرة آلاف أوتوبيس يجري تجهيزها الآن في غالبية المحافظات من جانب أعضاء من الحزب الوطني السابق وجبهة الإنقاذ، وما يسمى تحالف القوى الثورية، لسلسلة مظاهرات عنيفة وملء ميدان لتحرير يوم 17 مايو في اول فعاليات موجة العنف الجديدة لإسقاط الرئيس والحكومة، وأنه عرض عليه مع أتباعه من محافظات مختلفة ألفي اوتوبيس لجمع معارضين منها مقابل أموال لينزلوا ميدان التحرير’.
يا سبحان الله على قدرات جبهة الإنقاذ والفلول، عشرة آلاف أوتوبيس مرة واحدة؟ وأين تختبئ بعيدا عن أعين الإخوان؟ ثم تعرض تخصيص الفين منها لأحد شباب الثورة؟
الحقيقة، أن حزب العمل وجريدته ناما من دون غطاء، أو يلعبون أتاري، ما هذا المستوى من انخفاض الكفاءة المهنية في التزوير؟
أما زميلنا ومقدم البرامج في قناة الجزيرة وشرلوك هولمز الصحافة العربية، أحمد منصور الذي قال في عموده اليومي بلا حدود، بجريدة ‘الشرق’ يوم الاثنين المضي، بعد أن رفع عينيه عن التقارير الموجودة أمامه عما تنشره الصحف عن تدخل حماس، في شؤون مصر، وأزاح العدسة المكبرة من يده، وقال:
‘اكتشفت ان هناك ما هو أخطر من كل ذلك ولا يلتفت إليه كثير من الناس، إلا وهو ما تقوم به تلك المزابل الإعلامية من تدمير للأمن القومي المصري وتنفيذ الخطط الإسرائيلية، ان ما يقوم به هؤلاء الذين يدعون انهم إعلاميون بمن فيهم رؤساء تحرير صحف ومجلات حكومية يتقاضون رواتبهم من جيوب الشعب من تدمير وتخريب للأمن القومي المصري، هو جريمة أكبر بكثير من قضايا السب والقذف، وأني أناشد كل مصري غيور على وطنه يحب بلده ان يسعى لتحريك قضايا ضد هؤلاء الصحافيين والإعلاميين المرتزقة بتهم الخيانة والإضرار بالأمن القومي المصري، وسأكون أول من يفعل ذلك، وقد طلبت من أحد كبار المحامين في مصر تحريك قضية إضرار بالأمن القومي ضد أحد رؤساء تحرير المجلات الحكومية الفاشلة، بعدما دأب على نشر موضوعات مفبركة وكاذبة أضرت بالأمن القومي المصري وخدمت إسرائيل وأمنها ومصالحها. وللمهنية قواعد من يخرج عنها يجب أن تتم تعريته وتقديمه على حقيقته للناس، ان حماية الوطن وأمنه مسؤولية الجميع وليس الأجهزة الرسمية قط، ألا هل بلغت’.

لماذا لم تقل كلمة حق في دعم
نظام خالد الذكر لحركات التحرر العربية

ومن مصر وفلسطين وحماس، إلى مصر وسورية والاتهام الذي وجهه يوم الجمعة في جريدة ‘الفتح’ لسان حال جمعية الدعوة السلفية محمد كمال الباز، الذي قارن بين دعم خالد الذكر للثورة الجزائرية وموقف مرسي من ثورة سورية، فقال:
‘حين دعم جمال عبدالناصر الثورة الجزائرية لم يتم تصوير التدريب ولا الأسلحة التي حصل عليها ثوار جبهة التحرير في مصر، فهذا غير معقول ولكن لمس الشعب في الخطاب السياسي الصريح دعماً للثورة الجزائرية، وفي إذاعة صوت العرب وفي اتساق الموقف السياسي المعلن مع المنقول من أرض الجزائر، وبغض النظر عن عداء عبدالناصر للإسلاميين، وأن دعمه للثورة الجزائرية كان قمعاً للثورة الإسلامية هناك وفي غيرها من الدول التي ثار المسلمون فيها، فدعم قامعيهم، ولكن أود أن أشير إلى وقائع تاريخية مجردة عن كيفية دعم الدولة المصرية للكفاح والثورات في الحقبة الناصرية، ووعد الرئيس مرسي بدعم الشعب السوري ومساندة نضاله من أجل التخلص من النظام النصيري الكافر وهنا محل المقارنة بين دعم عبدالناصر للجزائر، والدعم الحالي للثورة السورية، فلا تغطية إعلامية كاشفة عن جرائم الأسد ولا إذاعة صوت العرب نقلت قصص الكفاح والأحاديث المساندة للثوار ولا تغطية فضائية للحدث على الأرض ولو بمراسل واحد، ان اختلاف التقدير السياسي للقضية السورية وتحوله من انه يتعامل مع ثورة شعب حر الى انه يتعامل مع نزاع داخلي لهو إهدار لكل الدماء التي سالت من أجل التحرر وتغليب للنظرة الغريبة الأمريكية التي تتعامل مع القضية هناك، من منظور التعامل مع الإرهاب الإسلامي بما يشي بوجود أجندة خفية، يتم تمريرها لتسوية الوضع السوري، وأن مصر مساهمة في تفعيل هذه الأجندة وهو أمر متروك للأيام لاثبات صحته’.
هذا ما كتبه صاحبنا السلـــفي المتشدد، وكأنه صــــعب عليه ان يقول كلمة حق في دعم نظام خالد الذكر لحركات التحرر العربية، فكــــذب وزور في الوقائع حتى لا يقولوا عنه انه اعترف بإيجابية، وقبل ضميره الديني ومعلوماته ان يدعي ان مساندة الثورة الجزائرية كانت قمعاً للثورة الإسلامية، وكأنه كانت هناك ثورتان في الجزائر، واحدة كافرة دعمناها، والثانية إسلامية قمعناها، أي اشتركنا مع الجزائريين والفرنسيين في محاربتها، ومن يعرف منكم معلومات عنها فليخبر بها الشعب الجزائري أولاً، ولكن الذي يغضب هؤلاء الناس جميعاً، ان مصر تساند ثورات عربية، لا سنية ولا شيعية ولا إسلامية أو مسيحية، وان هذه الرائحة الطائفية الكريهة لتي تفوح من الإسلاميين المتعصبين أياً كانت تنظيماتهم تخدم إسرائيل وأمريكا، ثم أليست أمريكا هي التي دعمت بن لادن في البداية في أفغانستان؟ وأليس الإخوان المسلمون هم الذين دعموا العسكريين وفرنسا في الإطاحة بالجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر بعد فوزها في الانتخابات وادخلوا البلاد في حرب أهلية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Amar:

    لم يشارك الوهابيون التكفيريون في تظاهرة الجمعة الاخيرة في الازهر ضد تهويد القدس. فهؤلاء يختزلون الاسلام فقط في اللحي و تزويج بنت التاسعة و الجهاد على حسب اهواء الناتو كما حدث في افغانستان سابقا و يحدث حاليا في سوريا

  2. يقول djamila djamel:

    اخواننا المصريون يعيشون على الماضي القريب وعلى الايديولوجيا و لم اعد افهم ماذا يريدون بالضبط الاستقرارام الفوضى و الحرية ام الاستبداد و الحكم المدني ام حكم العسكر و حكم الاغلبية ام تعنت الاقلية … انها ماساة حقيقية

إشترك في قائمتنا البريدية