رأي القدس عندما زارت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية المنطقة العربية، وتوقفت في كل من مصر والقدس المحتلة، كان همها الاول هو كيفية تأمين المصالح الامنية الاسرائيلية بالدرجة الاولى، ولذلك ركزت في محادثاتها مع الرئيس المصري محمد مرسي حول كيفية احكام اغلاق معبر رفح وتشديد الحصار المفروض على مليوني فلسطيني.السيدة كلينتون التي تدعم، او هكذا تقول، ثورات الربيع العربي المطالبة بالحرية والعدالة واحترام حقوق الانسان، لا تريد ان يتمتع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، او المجوع في الضفة الغربية (تأخر دفع الرواتب نتيجة افلاس السلطة) باي من هذه الحقوق للاسف الشديد.لماذا تريد السيدة كلينتون مثلما افادت الصحف الاسرائيلية اغلاق معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية وتعكير حياة المسافرين الفلسطينيين، خاصة في موسم الاجازات هذه؟ثم لماذا تقبل السيدة كلينتون الجلوس مع رئيس مصري منتخب ويمثل حركة الاخوان المسلمين، ثم ترفض ان تعترف او تلتقي باي مسؤول فلسطيني من حركة حماس التي هي ايضا حركة اخوانية اسلامية ومنتخبة من الشعب الفلسطيني في انتخابات حرة ونزيهة؟هذا التناقض الفاضح في السياسات الامريكية تجاه الشعب الفلسطيني يؤكد ان هذه السياسات لم تتغير ولن تتغير وان ما يهم السيدة كلينتون هو اسرائيل ومصالح اسرائيل وما يخدم هذه المصالح.لا نعرف ماذا كان رد الرئيس مرسي على هذه الطلبات الامريكية الوقحة التي تشكل تدخلا سافرا ومهينا في الشؤون الداخلية المصرية، ونحن على ثقة انه لن يقبل بمثل هذه الاملاءات التي كانت تعطي ثمارها مع الرئيس السابق حسني مبارك.السيدة كلينتون لا تريد ان تعترف بان مصر تتغير وتستعيد كرامتها وعزتها واستقلالية قرارها، ولذلك تتصرف وكأن الثورة المصرية لم تنطلق وتطح بنظام الفساد الذي جثم على صدر الشعب المصري لاكثر من اربعين عاما.نتمنى ان يكون الرد الرسمي المصري على السيدة كلينتون باعطاء المزيد من التسهيلات للعابرين الفلسطينيين من ابناء القطاع وزواره، من حيث زيادة ساعات العمل في معبر رفح والتسريع في انجاز معاملات الدخول والخروج.المسافرون عبر معبر رفح يتحدثون عن مضايقات وتعطيلات غير مبررة، ويستغربون استمرار المعاملة السيئة نفسها في مرحلة ما بعد الثورة، ويتمنون على الرئيس الجديد ان يبذل مساعيه في هذا الصدد لوضع حد لهذه المضايقات وفي اسرع وقت ممكن.لا نريد ان نثقل كاهل الرئيس المصري الجديد ونحن نقدر حجم الصعوبات والتحديات التي يواجهها وهو ما زال في بداية عهده ويواجه مؤامرات عديدة من الداخل والخارج لعرقلة مسيرته، ولكننا نتمنى عليه ان لا يستمع الى املاءات السيدة كلينتون هذه ليس من اجل الشعب الفلسطيني وانما حفاظا على كرامة مصر وثورتها.Twitter: @abdelbariatwan