القاهرة – ‘القدس العربي’- من : عكست الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والاحد الاخبار والاحداث التي تتوالى بشكل محموم وتنذر بحدوث تحولات حاسمة، فقد ادت التهديدات التي وجهها الاخوان وحلفاؤهم من المؤلفة قلوبهم من اصحاب خمس الغنائم الى رفع درجة الغليان لدى المعارضة التي توعدتهم في مظاهرات آخر الشهر اذا اعتدواعليها والقاء الرئيس خطابا في احتفال اتحاد المهندسين العرب بمناسبة مرور خمسين سنة على انشائه، اشاد فيه بالمليونية في رابعة العدوية وانها للدفاع عن الثورة.. وفي نفس اليوم السبت وقع حادث مدو اثناء نظر محكمة استئناف الاسماعيلية قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، وهو قيام رئيس النيابة هيثم فاروق بتوجيه الاتهامات للاخوان وحماس وحزب الله باقتحام السجون بقوله بالنص:’الشعب سيعلم من خلال القضية ما حاق به من مكائد ومؤامرات بأيدي من يدعون انهم من ابناء هذا الوطن وعملاء من خارجه والدواعي المحركة لتلك المؤامرة لا تنبعث عن مجالات عقائدية بقدر ما تنطلق من قلوب مريضة، ان هؤلاء الذين يدعون الاسلام قتلوا وسفكوا الدماء لتولي سلطة البلاد وعلى اتصال مسبق مع عناصر لاقتحام السجن والتخطيط للقيام بتلك الجرائم لاخراجهم، أي أخوة يدعون ولاي دين ينتمون وأي حق يبغون، ودين الاسلام وكافة الاديان السماوية لا تعرف منطق الغاية تبرر الوسيلة’!؟
والاهمية هنا ان مرافعة النيابة تتناقض تماما مع النائب العام الاخواني، المستشار طلعت ابراهيم، ومع مطلب سابق لممثل النيابة في القضية بغلقها.. فما السبب في هذا التحول؟ الله اعلم، وفي اليوم التالي مباشرة الاحد اصدرت المحكمة برئاسة المستشار خالد محجوب حكمها بالطلب من النيابة باعادة التحقيق في القضية على ضوء معلومات الشهود مع الهاربين ومنهم الرئيس محمد مرسي وقادة الاخوان والطلب من الانتربول الدولي القاء القبض على عناصر حماس وحزب الله، الذين انتهكوا السيادة المصرية وشاركوا في الهجوم على السجون، والاهمية هنا سببها ان تلك ضربة مدوية لمطالبة الرئيس والاسلاميين بارسال مجاهدين الى سورية للتصدي لحزب الله وتدخله.. بينما هو منهم بأن حزب الله شارك في اخراجه من السجن، والثاني ان هذا سوف يسحب عددا من قادة الاخوان بتهمة الخيانة لتعاونهم مع قوى خارجية لانتهاك سيادة مصر وسيحشر حماس في زاوية خطيرة.. ومن الاخبار سحب حزب الجماعة الاسلامية – البناء والتنمية – مرشحه لمنصب محافظ الاقصر وهو ضربة اخرى للرئاسة.
وتوسعت الصحف في النشر عن استعدادات حركة ‘تمرد’ لمظاهرات سحب الثقة من الرئيس والمؤتمر الذي عقده عدد من قادة الانقاذ، خاصة الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي والاصرار على استقالة مرسي وتشكيل حكومة محايدة لمدة ستة اشهر ووقف العمل بالدستور الحالي لحين اعداد دستور يتم التوافق عليه، وان المظاهرات ستستمر الى ان يتم اسقاط حكم الاخوان.. والى بعض مما عندنا:
الحاكم الاسلامي يجب ان يحترم تعاليم الاسلام
ونبدأ بالمعارك الدائرة حول الرئيس لسياساته وقراراته وتصريحاته، وقول زميلنا في ‘اليوم السابع’ عنه محمد صلاح العزب يوم- الاحد – قبل الماضي: ‘الحاكم الاسلامي هو من يحترم تعاليم الاسلام في حكمه ويحكم بما انزل الله وليس بما اخترع مكتب ‘الارشاد’، الحاكم الاسلامي ليس من صفاته اذا حدث كذب ‘قصة ناسا’ على سبيل المثال، ولا اذا وعد اخلف ‘مشروع مائة يوم مثلا’ ولا اذا ائتمن خان ‘الكربون الاسود’، ومقتل وخطف الجنود فرضا، الحاكم الاسلامي ليس بلحيته ولا بالديباجة الركيكة التي حفظها من خطب الجمعة في مساجد الارياف ولا بالتلقين في اذنه ‘القصاص’.
‘القصاص’، الحاكم الاسلامي هو من يحقق لشعبه العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية حتى وان كان حليق اللحية يرتدي شورت روز وتي شيرت مرسوم عليه جمجمة ويربط شعره ‘ديل حصان’!
‘الشروق’: رئيس لطائفة وليس لشعب
وفي اليوم التالي – الاثنين- الماضي اراد زميلنا في ‘الشروق’ عماد الغزالي التعبير عن عظيم تأييده للرئيس، فقال عنه في عموده – صدى: ‘يجب ان يرحل لأنه رئيس لطائفة تضم بضعة آلاف لا رئيس لبلد سكانه اكثر من تسعين مليون نسمه ولأنه على مدى عام كامل رفض ان يكون رئيسا لكل المصريين، وبقي في كنف الجماعة ابنا بارا للمرشد ولمكتب الارشاد وفيا لمبادئ السمع والطاعة التي تربى عليها، لأنه لم يحقق انجازا واحدا طوال اثني عشر شهرا لأنه وجماعته يريدونها خالصة للاهل والعشيرة. ونحن نريدها للمصريين مسلمين واقباطا، يريدونها خلافة يتوارثها مرسي، فالذي يليه ونريدها مدنية ديمقراطية يحكمها من يؤمن انها لكل ابنائها، لأنه وتوابعه فرقوا شعارات الثورة الاصلية.. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية واستبدلوابها بمخططات التمكين وهدم الدولة لحساب اوهام الخلافة والامارة الاسلامية’.
رئيس بالتراضي وليس بالتمثيل
أما زميلنا احمد الصاوي في عموده – عابر سبيل- فأراد منافسته في الانحياز للرئيس بأن قال عن مؤتمر يوم السبت الذي عقده المتطرفون من دعاة الحرب بين الشيعة والسنة العرب: ‘عناصر القوة التي يستند عليها مرسي لا تتعدى معادلة تضم جماعته وتنظيمها الدولي بالمتطرفين دينيا في الداخل والدعم الخارجي، سواء من اطراف خليجية ومن واشنطن او من حركة حماس، هذا هو المربع الذي يقف فيه الرئيس لا انجاز حقيقيا يستند عليه ولا دعم شعبي يستطيع ان يقول انه يمثل جميع المصريين وهي معادلة كسرها ليس صعبا.. هذا رئيس يفتقد كل شيء وبأسرع مما يتصوره عقل’.
مرسي يخطئ بتصديق
هتافات بعض الاهل والعشيرة
أما زميلنا عصام الرين راضي فكان رأيه في الرئيس في ‘المصريون’ يوم الثلاثاء: ‘مرسي يعيش في دور الرئيس ويصدق انه صاحب القرارات التي تخرج من الاتحادية وانه على دراية كاملة بما يدور في الشارع وانه المسؤول عن ادارة شؤون الدولة المصرية، ولكن الاخطر من هذا ان يصدق الدكتور مرسي هتافات الاهل والعشيرة الذين يتم تجميعهم من القرى والمراكز في الريف وشحنهم في اتوبيسات الجماعة والهتاف بحياة الرئيس المؤمن مقابل ‘وجبة باردة’ والعودة مرة اخرى الى الريف بعد انتهاء المهرجان للاستمتاع بانقطاع الكهرباء والمياه واختفاء السولار والبنزين، ورغم غياب هذه الخدمات التي لا يستطيع احد ان يستغني عنها الا ان الاهل والعشيرة يعتبرون هذا نجاحا وأن غياب هذه الخدمات لا يتجاوز أن يكون أمرا نفسيا يشعر به المواطن عندما تشتد عليه درجة حرارة الصيف، وأن مرسي يسير في الطريق الصحيح ولو كره الكارهون.. وخلال خطابه امام الاهل والعشيرة باستاد القاهرة واعجابهم بكل كلمة يقولها ووسط هتافاتهم التي لم تنقطع جدد الدكتور مرسي تأكيده أنه يعيش في الوهم وأنه توجد حالة من الفصام بينه وبين الواقع، وأنه لا يرى ابعد مما تنظر الجماعة وأن كل من يرفضون حكمه ما هم الا نفر من اتباع مبارك والنظام السابق الفاسد المفسد، وأن هؤلاء يعملون لاعادة هذا النظام البائد ودفع البلاد الى دوامة الفوضى والدماء’.
‘الجمهورية’: الفرق بين المؤمن والمسلم
ونظل في يوم الثلاثاء ولكن في جريدة ‘الجمهورية’، التي قال فيها زميلنا علاء معتمد: ‘أصبح المؤمن هو من يؤمن بخطب الرئيس وبلاغته، والمسلم هو من اسلم نفسه وقلبه لأوامر جماعة الاخوان وقادتها وكل من يعارض الرئيس او ينتقده فهو كافر خارج عن الاسلام يستحق القتل في الدنيا ومثواه جهنم وبئس المصير في الآخرة، أما من يتبع الرئيس ويهتف ويصفق له فأولئك لهم الامن وهم مهتدون.. هذه هي الرسالة التي يرددها الكثير من خطباء المساجد حاليا، واصبحت تثير الحزن في القلوب اكثر مما تثير الفزع على مستقبل المصريين، وهكذا أعلنها الشيخ الداعية الاسلامي وجدي غنيم فقال: ‘ان الخروج على الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو حرام شرعا لأنه رئيس مسلم منتخب من الشعب، وأن الخارج عليه كافر وأن التمرد على الرئيس تمرد على الاسلام واجهاض للمشروع الاسلامي، وأن المطالبين بأسقاطه في 30 يونيو يسعون لاسقاط الاسلام، وأن المشاركين في مظاهرات 30 يونيه هم الفلول والمأجورون والخونة والعلمانيون والحاقدون على الاسلام والبلطجية ومتطرفو الاقباط.. ان كان الامر كذلك فلماذا كانت الثورة على الرئيس السابق، ألم يكن مسلما منتخبا من الشعب، ان استغلال منابر المساجد في السياسة واستخدام الدين لتحقيق مصالح شخصية ومكاسب سياسية أخطر على مصر من أي تهديد خارجي’.
الحرية والعدالة’:
رئيس لم يثبت عليه اي تجاوز مالي
لا..لا.. هذا ظلم للرئيس وانكار للكثير من الجوانب الايجابية فيه والتي اوضحها لهم في نفس اليوم- الثلاثاء- زميلنا عادل الانصاري رئيس تحرير جريدة حزب الاخوان ‘الحرية والعدالة’ بقوله: ‘هناك من يريد أن يجعل وجها للمقارنة بين رئيس يسكن في شقة من ثلاث غرف وصالة في التجمع الخامس بالايجار ومن سكن القصور وحول البلاد الى عزبة خاصة، هناك من يريد أن يقارن بين رئيس لا تستعين زوجته بخادمة تساعدها في ترتيب شؤون المنزل وتنظيفه وتتوارى هي وابناؤها عن المشهد السياسي ومن حول الشعب بل كبار المسؤولين خدما لزوجته ورهن اشارة ابنائه.. هناك من يحاول ان يقارن بين رئيس منع ابنه من قبول العمل في احدى مؤسسات الدولة براتب 900 جنيه على الرغم من نجاحه في الاختبارات تجنبا لشبهة المجاملة ورئيس فتح المجال لابنائه ليشاركوا رجال الاعمال ويقتسموا معهم ثرواتهم لتسهيل اعمالهم وضمان بقائهم.
نحن نتكلم عن رئيس يفصل بين اموال الدولة وماله الخاص ولا يزيد مجمل ما يتقاضاه من راتب وبدلات عن 29 الف جنيه دون أن تمتد عينه الى ما سواه من مال وزينة، نحن نتكلم عن رئيس لم يثبت عليه اي تجاوز مالي او تربح من وراء السلطة على الرغم من كثرة معارضيه والمتربصين له والباحثين عن اخطاء محتملة بل الساعين لقلب المنجزات الى اخفاقات، نحن نتكلم عن رئيس قلص من مصروفات مؤسسة الرئاسة ومرتبات وبدلات العاملين في المؤسسة الى اقل قدر ممكن حتى اصبح الكثير من الناس يرفضون العمل في الرئاسة لضعف رواتبها عن مثيلتها في القطاع الخاص، اضافة الى عدم قدرتهم على التربح من وراء عملهم’.
حكاية تدبير الفلول مؤامرة غير معلنة
وكان حديث الرئيس مع زميلنا الاخواني خفيف الظل سليمان قناوي رئيس تحرير ‘اخبار اليوم’ يوم – السبت- عبارة عن اسئلة تمت الاجابات عليها في الرئاسة لأن معظمها عما تحقق من انجازات.. لكن ما يلفت الاهتمام فيها سؤالان: الاول – عن حكاية الاتهامات للفلول بتدبير مؤامرات دون الاعلان عنها مما اثار السخرية منها فقال الرئيس بالنص: ‘عندما اشير الى قليل مما اعلمه يكون ذلك بدافع اعلام المواطن عن حجم التحديات والمقاومة التي القاها وأنا أحاول النهوض بهذا البلد حتى تفهم معي ما يحدث ويتشارك مع الدولة في تحمل المصاعب ولعله لايمر وقت طويل حتى اكشف عن حقائق جديدة عندما يأتي وقت اعلانها’.
وللاسف فان هذا الكلام يدفع الرئيس فورا في تعرضه لمساءلة قانونية وسياسية ان لم تكن محاكمة بتهمة التستر على مؤامرات ضد الشعب والدولة وعدم الكشف عنها وتقديم المتورطين فيها للمحاكمة، فعلى الاقل علم بمؤامرات من اجهزته الامنية ولم يبلغ بها الشعب الذي ائتمنه على مستقبله وانتخبه على اساسه.
أما السؤال الثاني والاخطر فكان عن قرار تعيين محافظ الاقصر من الجماعة الاسلامية ورده عليه وكان نص السؤال هو: ألا ترون ان اجراء حركة المحافظين في هذا الوقت كانت خطأ؟ ألا يمكن اقالة محافظ الاقصر كوسيلة لترضية الشعب؟ فأجاب بالنص: ‘الهدف من حركة المحافظين الاخيرة هو تحقيق صالح الوطن ومصلحة المواطن، ووجهات النظر حول الاختبارات لن ينتهي الخلاف بشأنها، لكن الحركة صدرت طبقا لمسؤوليتي الدستورية.
محافظ الاقصر واغتيال السادات
أما بشأن محافظ الاقصر فلم يصدر ضده حكم قضائي.. كما لم يدن نهائيا في حادث الاقصر، وكان متهما في عملية اغتيال السادات وتمت تبرئته وهو قادم من حزب يسير في اطار الدولة المدنية واختياره تم بناء على الترشيحات التي تقدم بها كل حزب وبعدها تمت المفاضلة بين المرشحين ولا يمكن ان يكون اختيارنا للرجل قد تم بقصد الاضرار بالسياحة لاننا احرص الناس عليها فهي احد المحاور الاساسية للتنمية واقالة مصر من كبوتها المالية’.
وحكاية انه لم تثبت عليه اي تهمة في اغتيال السادات ليست السبب الحقيقي لأنه اثناء احتفالات النصر في السادس من اكتوبر الماضي في استاد ناصر طاف ارض الملعب بسيارة مكشوفة وكأنه صاحب قرار الحرب ودعا عددا من الذين شاركوا في اغتيال السادات وصدرت ضدهم احكام بالسجن لحضور الاحتفال..كما ان قيادات الجماعة الاسلامية التي تؤيده الآن هم من شاركوا في قتل ضباط وجنودالشرطة وصدرت ضدهم احكام بالسجن وعلى رأسهم عاصم عبد الماجد الذي يهدد هو والآخرون بالعودة للارهاب والقتل دفاعا عن الرئيس.
فهمي هويدي ينسف رواية تعيين محافظ الاقصر
اذن فرواية الرئيس هنا غير مقبولة وقد نسفها من الاساس في نفس اليوم- السبت- زميلنا والكاتب الاسلامي الكبير فهمي هويدي في مقاله في جريدة ‘الشروق’ الذي جمع فيه ببراعة بين المقال والتحقيق الصحافي اذ جاء فيه بالنص: ‘قال لي الدكتور صفوت عبد الغني رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية انهم رشحوا المهندس عادل للوظيفة، ولم يكن لديهم علم بالمكان الذي سيعين فيه وحين تسربت معلومات عن الاتجاه الى تعينه محافظا للاقصر فانهم لم يرحبوا بذلك واعترضواعليه على الفور وكانت الحجة الرئيسية ان مجتمع الاقصر لم ينس الذبحة التي وقعت عام 1997 وكان ضحيتها ثمانية وخمسون سائحا، ونسبت الى مجموعة من المتطرفين الاسلاميين الذين قتلوا ولم تعرف هوياتهم.. ورغم ان هؤلاء لم يكونوا من اعضاء الجماعة الاسلامية الا ان التهمة الصقت بالجماعة، وما زالت ذكراها تلاحقهم هناك حتى الآن، وحين يعين لها محافظ له علاقة بالجماعة الاسلامية فان استياء اهلها وغضبهم من تعيينه لا بد ان يكون مضاعفا حين تواترت الاخبار بخصوص احتمال تعيين المهندس عادل لمحافظة الاقصر، سارعت قيادة حزب البناء الى ابلاغ الجهات المعنية باعتراضها اتصلوا برئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل فنفى بشدة الخبر، واتصلوا بالدكتورة باكينام الشرقاوي مساعدة الرئيس فكان ردها انها ستنقل الصورة الى الرئيس، اتصلوا بالسيد احمد عمران احد مستشاري الرئيس: فقال لهم انه سيعين في محافظة بني سويف وكان هذا هو الخيار الوحيد الذي رحبوا به وفوجئ الحزب بأنه عين في الاقصر’.
هذه هي رواية رئيس المكتب السياسي لحزب الجماعة الاسلامية وكان مسجونا بتهمة اغتيال السادات وممارسة- والعياذ بالله- الارهاب وهو نفسه الذي جعله الرئيس مرسي المتحدث باسم الذين حضروا مؤتمر مياه النيل وسد النهضة مما ينفي روايته لسليمان قناوي بأن سبب اختيار عادل الخياط للاقصر انه لم تثبت عليه اي تهمة.
الاخوان يستخدمون
الجماعة الاسلامية لتخويف الغرب
وهذه القضية تعمدت التوقف عندها مطولا لأنها كاشفة عن حقيقة أن الاخوان يستخدمون الجماعة الاسلامية وحزبها لتخويف امريكا والاتحاد الاوروبي بأنه أما نحن في الحكم أة هنولع لكم مصرلمنع اي تحول منهما وابتعادا عن دعم حكم الجماعة على اساس ان هذا التهديد نجح مع المجلس العسكري عندما قالوا له..أما أن تعلنوا نجاح مرسي في الانتخابات او هنحرق مصر والجماعة الاسلامية وكل احزاب المؤلفة قلوبهم من اصحاب خمس الغنائم يعلمون أن الاخوان يستخدمونهم وهم سعداء بهذا الدور لأنه يمنحهم مكانة ونفوذا ويلبي تعطشهم للدم من جديد..لأن صفوت عبد الغني لو كان مقتنعا بما قاله فكان من السهل ان يعلن الحزب والجماعة على الفور انهم لا يوافقون على التعين ويسحبوا مرشحهم خاصة بعد ان ادركوا ان الاخوان يستخدمونهم ضد المعارضين وانهم لن يفلتوا من العقاب اذا مارسوا الارهاب الذي يحرضهم الاخوان عليه.
وهو ما يقودنا الى مؤتمرهم يوم الجمعة تحت عنوان-لا للعنف- بينما صيحات القتال والارهاب غطته وامتدت المسخرة الى امور كثيرة وكان رسالة اشد وضوحا من تعيين محافظ الاقصر لامريكا والاتحاد الاوروبي والمعارضة، لكن زميلنا الرسام النابه استوقفني لبرهة على اساس ان لديه معلومة اهم من معلومات صفوت عبد الغني لفهمي هويدي وأنها موجودة في نفس اليوم- السبت- بـ’المصري اليوم’، وهي أنه كان عند احد العرافين لاستشارته في امر ما فشاهد عضوا من الجماعة الاسلامية يسأل العراف: بحلم بخروف اخرس مش عارف يمأمأ .. فرد عليه قائلا: تفسير الحلم ده في يوم هتبقى محافظ.. بس الناس هتمنعك من دخول مكتبك.
مؤتمر رابعة العدوية:
القرضاوي يقف خلف مرسي
حرصت على المتابعة الدقيقة جدا لوقائع المليونية التي دعا اليها الاخوان المسلمون وحلفاؤهم من احزاب وقوى المؤلفة قلوبهم تحت شعار- لا للعنف – وشاركت فيها جماعات دينية هي الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح ورابطة علماء اهل السنة والجبهة الاسلامية، وهم بالاضافة الى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي تسعى كل هيئة منها الى ان ترث دور الازهر وشيخه. قام القرضاوي بدعم مرسي في نفس اليوم- الجمعة- في خطبته في العاصمة القطرية- الدوحه- مهددا ومتوعدا: ‘لا يجوز لاحدان يرفع صوته بخروج مرسي لأنه منتخب شرعا وهو ولي الامر المسلم الذي يجب ان يطاع بأمر الله، هذا مرسي ولي امرنا ولا بد ان نطيعه لا يجوز الخروج عن طاعته والمطالبة بتغييره قبل انتهاء مدته، أقول حرام عليكم دعوة الناس الى هذه الفتنة والمطالبة بخروج محمد مرسي’.
وبكى متشنجا وهو يقول: ‘هل فسق مرسي او عصى الله او زنا او وقف ضد الشعب ومع ذلك ارادوا قتله في قصره وهو لم يفعل شيئا ولم يأمر بقتل احد هناك جهات لا تريد لمصر ان تستقر’.
سر اختيار الاخوان رابعة العدوية للتظاهر
أما الاحزاب التي شاركت فهي الحرية والعدالة والعمل الجديد والوطن والاصلاح والتوحيد العربي والبناء والتنمية والوسط والاصلاح والنهضة ومجلس امناء الثورة واحرار السادس من ابريل وائتلاف شباب الثورة.
وفي حقيقة الامر فقد تعجبت من اصرارهم على عقد مليونياتهم امام مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر، رغم انها معروفة بالصوفية ولقب شهيدة الحب الالهي وهو ما يتناقض مع معتقدات هؤلاء المتطرفين ضد اهل التصوف، بالاضافة الى ان المسجد على بعد امتار في نفس الشارع من قبر الجندي المجهول المدفون فيه السادات الذي قتلوه في نفس المكان في السادس من اكتوبر عام 1981 خاصة وأنا أستمع لتهديدات طارق الزمر من الجماعة الاسلامية التي قتلته بأنهم سوف يسحقون.. والملاحظ ايضا ان الحشد بدا كبيرا بالفعل ولكن من لا يعرفون خريطة المنطقة سيعتقدون انهم ملايين بينما الحشد محصور في مساحة صغيرة تبدأ من بعد نادي الزهور ومحطة البنزين وخط المترو وتبعد حوالي مائة متر عن المسجد الواقع على تقاطع شارعي النصر وامتداده حيث قبر الجندي المجهول وشارع الطيران اي في جزء من شارع النصر والطيران وهو لا يحتمل الا كذا مائة الف بالاضافة الى انهم احضروا اسر كاملة برجالها ونسائها واطفالها من كل المحافظات لدرجة ان المنصة كانت تذيع اسماء اطفال شردوا من اسرهم، وهو ما كشفهم بينما كان يكفيهم سكان القاهرة وعددهم ثمانية عشر مليون ومحافظة الجيزة وعددهم اكثر من ثمانية ملايين والقليوبية وعددها اكثر من ستة ملايين وهي المحافظات المعروفة باسم القاهرة الكبرى، ولو كانت لديهم الشعبية الكبيرة فيها لأحضروا انصارهم منها وتركوا من أتوا من المحافظات الاخرى يتظاهرون فيها لمواجهة مظاهرات المعارضيين وحتى يثبتوا شعبيتهم في كل مكان ومن مظاهر المسخرة ايضا تعمدهم دفع اعداد من شبابهم للتدرب على الكارتيه على يد مدرب حتى يتم تصويرهم لالقاء الرعب في قلوب الذين سينزلون آخر الشهر.. ومن مساخرهم ايضا انهم كانوا يذيعون اغنية سرقوها من صاحبها المطرب محمد سلمان زوج المطربي نجاح سلام وهي ‘لبيك علم العروبة’ ليقلبوها الى لبيك اسلام البطولة ثم باقي الاغنية على هذا المنوال من السرقة وهو ما يذكرنا بقيام كل من الشيخ العريفي ومرشد الاخوان بالسطو على قصيدة حافظ ابراهيم ‘مصر تتحدث عن نفسها’ ونسبة كل منهم النفسه.. ثم قيام الرئيس بنسبة ابيات من قصيدة احمد شوقي عن ‘دمشق’ ونسبتها لنفسه دون اي اشارة للمصدر.
مهازل حصلت في المظاهرة
ومن مظاهر المسخرة ان من كان يقدم فقرات المؤتمر زميلنا خالد الشريف المتحدث الاعلامي باسم الجماعة الاسلامية وكلما قدم شخصية صرخ.. الله اكبر.. فيردوا وراءه.. الله اكبر وكأنه يقدم مقاتلا في غزوة وعندما جاء وقت صلاة المغرب توقف المهرجان وقال المقدم الصلاة بسبب الزحام من يصلي من الممكن ان يركع ويسجد على ظهر من أمامه وغير المتوضئ يتيمم رغم ان الماء بجانبهم في المسجد وفي مطعم اسماك ‘البرج’على اساس اذا حضر الماء بطل التيمم ولم اشاهد احد يتيمم رغم ان غالبيتهم الساحقة كانوا واقفون من بعدصلاة الظهر اي خرج منهم- والعياذبالله من رائحتها- ريحة اي أن صلاتهم باطلة ان شاء الله وقد سمعت في الميكروفون مناقشة بين من دعا للتيمم وبين آخر يسأله: هل يجوز.. فرد: ايوه يجوز.. وبعد فترة انقطعت الكهرباء في المنطقة.. أحسن، وأمهم في الصلاة الاخواني الدكتور صلاح الدين سلطان المنتدب امينا عاما للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بوزارة الاوقاف وفوجئت به بعد الانتهاء من الركعة الثالثة وقبل السجدة الاخيرة يقف ويدعو ادعية والمصلون يرددون وراءه آمين وطبعا ادعيتهم غير مقبولة لأنهم يصلون بدون وضوء وفوجئت بصوته يتهدج ثم يبكي بكاء امرا وهو يقول: ياالله.. وقفنا على بابك ندعوك ان تحفظ رئيسنا واحمي مصر ممن يريدون بها شرا يامن وسعت رحمتك كل شيء ..احفظ بلادنا من كل سوء.. من القتل والهرج والمرج ..انك تعرف ان عندك محمد مرسي لا يريد الا التمكين.
وفجأة توقف عن الدعاء والبكاء بعد ان احس بتسرعه في حكاية التمكين.. ثم استأنف وهو يبكي:- التمكين لمصر .. فمكنه.. الله اكبر.
وبدأ السجدة الثالثة والاخيرة ولم اسمع سبحان ربي الاعلى منه ولكن سمعت صوته وهو مخنوق بالبكاء ولا اعلم على من يبكي على ضياع منصبه ام على نهاية حكم مرسي وجماعته ربكم الاعلم لكن احد ا من الذين صلوا وراءه ودعوا معه لم يبك معه.
تهديد البابا تاوضروس وشيخ الازهر
كما ان كثيرا من كلمات المؤلفة قلوبهم لم اهتم بها ولا صيحة المسكين صفوت حجازي التي قال فيها انه مصر على ما سبق وقاله وهوأن من سيرش مرسي بالماء سيرشه بالدم على اساس انه تلقى تأكيدا من مكتب الارشاد بامداده بكميات كبيرة من الدم انما الذي ركزت عليه الكلام في تحديد مؤشرات سياسية ذلك ان الاخوان دفعوا رشاش الدم الى ان يهدد البابا تاوضروس ويهاجم شيخ الازهر ويسأله ان كان لا يزال عضوا في المكتب السياسي للحزب الوطني ام استقال، رغم ان الحزب محلول، بالاضافة الى ان الدكتور احمد الطيب كان عضوا في المكتب السياسي عندما كان رئيسا لجامعة الازهر وبعد تعينه شيخا للازهر بعد وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي في السعودية قدم استقالته منه لمبارك الذي كان يجري عملية جراحية في المانيا اي انه يكذب علنا وعلى الهواء وامام مسجد شهيدة العشق الالهي.
الرسائل المرسلة لامريكا والاتحاد الاوروبي
أما الاهم فهو الرسائل المرسلة لامريكا والاتحاد الاوروبي لمنعهما من سحب دعمهما للاخوان ورعايتهم بتخويفهما بأنهما سيحولان مصر الى مركز للارهاب والجماعات المتطرفة اذا تخلينا عن الدعم ذلك ان ابرز المتطرفين في مؤتمرات الرئيس وتعيين محافظ الاقصر ثم مليونية رابعة وما سيتلوها من مليونيات تهدد بالقتل، نقول لامريكا واوربا نحن الاخوان او هؤلاء بعد أن اعطوهم عدة مقالب في موضوع سورية، وهو ما برز واضحا في الاستفزاز الذي قام به محمد البلتاجي للجيش وهجومه علنا على كل من الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي بسبب رفضهما عزل اعضاء الحزب الوطني الذين لم تثبت عليهم تهما ثم اتهامات كل من الدكتور محمد محسوب وصديقنا عصام سلطان من حزب الوسط بوجود مؤامرات من كل الاتجاهات على النظام في مصر، وهو ما كرره مفتي الاخوان الدكتور عبد الرحمن البر وكذلك الدكتور جمال عبد الستار وكي وزارة الاوقاف المنتدب لشؤون الدعوة والاتهامات الموجهه للمعارضة بأنها تستعيض بأمريكا والذي قال ان الميدان الآن مملوء بالمؤمنين وأقول نيابة عنكم لحمدين صباحي ومحمد البرادعي، أننا غيرنا القبلة ولن نصلي بعد اليوم نحو دبي او واشنطن.
محمد وهدان: لن نقيم الدولة
الا اذا اقمنا صلاة الفجر
وبعده قام محمد وهدان عضو مكتب الارشاد لجماعة الاخوان ومسؤول قسم التربية وصرخ قائلا:’ خذوها عني لن نقيم الدولة الا اذا اقمنا صلاة الفجر.’ ثم اخذ يهاجم الدول الاوروبية.. هذا ما لفت انتباهي وهو ان ما دار في هذا المؤتمر من الاخوان يشبه انتفاضة الدجاجة في الهواء بعد ذبحها، لأن النهاية تلوح أمامهم وحتى لو افلتوا من آخر الشهر فسيبقون عجزه الى ان يتم كنس قيــادتهم الحالية وابراز قيادة اخرى بعيدة عن خط سيد قطب تتفاهم وتتواءم مع الديمقراطية الحقيقية، لا التلويح بممارسة الارهاب على المصريين وتهديد امريكا واوروبا بتحويل مصر الى وكر للارهابيين اذا تخلوا عن دعمهم.
المجد للمناضل مرسي