القاهرة – ‘القدس العربي’: أبرز ما في صحف يومي السبت والأحد، كان عن التحسن النسبي الذي طرأ على الكهرباء بعد ضخ كميات من الغاز والسولار لمحطات التوليد وكانت قطاعات كبيرة من الناس قد أعلنت انها لن تدفع قيمة فواتير الكهرباء، والإعلان عن أن موسى أبو مرزوق من حركة حماس أخبر عدداً من الجهات منهم نقيب الصحافيين ضياء رشوان وسياسيين ووزير الداخلية أن معلومات حماس عن ضباط الشرطة الثلاثة وأمين الشرطة الذين اختطفوا عام 2011 قتلوا، ولا يعرف أحد مكان دفنهم، وهو الأمر الذي سيخلق أمام الرئيس محمد مرسي معركة جديدة، كما واصل مجلس الشورى تحديه للقضاة بأن أحال مشروع قانون السلطة القضائية المرفوض الى اللجنة التشريعية لمناقشته مستفزا، بذلك القضاة وأظهر الرئيس في صورة صعبة جداً أمام القضاة بسبب تعهداته لهم، كما زدت الهجمات ضده نتيجة استقبال وزيرة التعدين الاثيوبية له في مطار اديس ابابا لحضور قمة الاتحاد الافريقي الاستثنائية واجتماع وزير الداخلية مع مشايخ قبائل سيناء وعرضه عليهم تسليم الأسلحة الثقيلة ودفع ثمنها إليهم، وأخبار عن استمرار عمليات البحث عن الذين اختطفوا الجنود السبعة، وأحاديث عديدة مع الشيخ السلفي محمد عدلي الذي توسط بين الجيش والخاطفين، وقوله انه لا يعرفهم وأن من أوصلهم به شخص آخر، قال ذلك في أحاديث صحافية وبرامج تليفزيونية مما زاد الأمر غموضاً رغم ان زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم توصل إلى الجناة وأنا أصدقه وقال ورسم امس في ‘الشروق’ عن اثنين من كوكب المريخ يقول احدهما للثاني: أما مفتي الإخوان الدكتور الشيخ عبدالرحمن البر، فقد أراد التغطية على اختطاف كاكا ما كاساكا وزميله لجنودنا، وأعلن في مؤتمر عام ان تحرير القدس سيتم على يد الرئيس مرسي بناء على نبوءة عراف يهودي – قال انه سيتوالى على حكم مصر بعد عبدالناصر ثلاثة اسماء كل منهم، محمد، والثالث سيقوم بتحرير بيت المقدس، وقال الأول محمد أنور السادات والثاني محمد حسني مبارك، والثالث محمد مرسي، أي أن اقصى مدة لتحرير القدس ستكون بعد سبع سنوات، إذا افترضنا ان مرسي سيفوز بفترة رئاسية ثانية، لأن الدستور يمنع الترشح لمدة ثالثة.
ونشرت الصحف عن إحالة صديقنا والمحامي والكاتب الكبير وعضو مكتب الارشاد السابق مختار نوح الى النيابة لسماع أقواله في كلامه عن وجود تعذيب في السجون بينما مختار أكد ان السبب الحقيقي هو انه محامي جمعة تمرد وتوقيعه على الاستمارة لسحب الثقة من مرسي.
وإلى بعض مما عندنا:
‘الحرية والعدالة’: تحرير
الجنود انتصار كاسح للرئيس
ونبدأ بتوالي ردود الأفعال المتضاربة على عودة الجنود السبعة الذين تم اختطافهم ما بين تهليل الإخوان المسلمين ومن يشايعونهم لها باعتبارها نصراً كاسحاً أحرزه الرئيس وبدأنا نقرأ نفس العبارات التي نقرأها عن مبارك وحكمته، وقد لاحظت أن ما صدر عن الرئاسة في وصف من ارتكبوا الجريمة، هو الخاطفون، ثم تحولت إلى المجرمين، وعدم استخدام كلمة الإرهابيين، كما امتلأت الصحف والمجلات بالحكايات عن الوسطاء، وهل تم تقديم تنازلات من النظام أم لا، مع التأكيد على أن الحملة العسكرية والأمنية مستمرة، حتى يتم القضاء على بؤر المجرمين – أي لم يتم استخدام وصف الإرهابيين – على أساس أن هناك اتجاها أشعر به من جانب الإخوان وأعوانهم من الأحزاب والقوى الإسلامية، بإلصاق التهمة إلى مجموعة منحرفين من لصوص وتجار مخدرات، وأعوان فلسطينيين، لإبعاد الاتهام عن العناصر الجهادية بأنواعها، وعلى كل فالأيام القادمة سوف تكشف الكثير، لكن الذي أؤكده أن الغالبية الساحقة من الأميين والناس العاديين اعتبروها تمثيلية من الإخوان الذين استمروا في التباهي بها وكأنهم حققوا نصراً يوازي نصر أكتوبر، رغم أن هناك إهانة قاسية لحقت بالوطن والجيش والشرطة عندما أظهر الخاطفون الجنود السبعة في شريط فيديو وهم معصوبو الأعين وأياديهم مرفوعة ويستنجدون بالرئيس أن يتدخل بتنفيذ مطالب الخاطفين حتى يرحمهم من التعذيب، وإجبار جندي الجيش الوحيد على مهاجمة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ثم وجدناهم وقد ألقاهم الإرهابيون في الصحراء على بعد كيلو مترين من نقطة تفتيش عسكرية لتحملهم سيرة نقل مارة.
المرشد العام للإخوان
يضفي على الرئيس هالة دينية
هل هذا انتصار يستحق ان يضفي عليه المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع طابعاً دينياً، بأنه تنفيذ لأمر الله لعدم القتال في الأشهر الحرام ونحن في أحداها، وهو رجب، إذ قال يوم الجمعة في مقاله بجريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘هاهو فضل الله ورحمته علينا في رجب بتحرير أبنائنا المخطوفين في جريمة نكراء في الأشهر الحرم ولما علم الله عز وجل من كل الشعب المصري ومن قيادتنا الحرص على دمائنا ورأى الحكمة والصبر في التخطيط والتنفيذ وقنا وأتم علينا النعمة وأنجانا برحمته من إراقة أي دم.
إن الله تعالى – البر الرحيم – يعلم أن هناك من يحرض بيننا ومن يحاول شق صفوفنا وتفريق جمعنا وتشتيت قوانا من شياطين الإنس والجن ولهذا يحذرنا عز وجل من ‘استدراج’ الشياطين ومن ‘خطوات’ الشياطين في الوقيعة وإيقاظ الفتن وإشعال لحروب فيقول جل شأنه ‘يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين’ ‘لبقرة: 208′ فهل نستجيب لدعوة الأمن والأمان، وهل نستروح في ظلال الشهر الحرام؟’.
هل هذا كلام يقوله المرشد؟ كيف علم ان الها عندما علم من كل الشعب ومن القيادة – أي مرسي، الرغبة في عدم إراقة الدماء، وفقه؟ صحيح من أين علم بديع ولا نبي بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلم ينزل عليه الوحي؟ ثم حكاية شياطين الجن والإنس لماذا تركناهم يخفون الإرهايين بعيداً عن الأمن.
لماذا تضيع المعارضة جهود الرئاسة؟
وإذا كان صعباً القبض على الجن، لماذا لا نقبض على الإنس منهم بعد أن أصبحوا معروفين، على الأقل لزميلنا الإخواني وليد شلبي الذي قال عنهم يوم السبت في ‘الحرية والعدالة’: ‘لم يتحل هؤلاء بكل أسف بأبسط قواعد أخلاق الفروسية والرجولة التي يتحلى بها المعارضون السياسيون الشرفاء في الدنيا كلها بل وتحلى بها حتى اللصوص هنا في مصر خلال الحروب وبخاصة حرب أكتوبر 1973 حيث رفضوا السرقة ووحدوا جهودهم نحو هدف واحد وهو الحرب وكيفية الانتصار فيها وبذلك كل فرد اقصى جهده لنصرة بلده. وبدلا من بحث سبل حل الأزمة وتقديم حلول لها أو حتى عرض المساعدة في ذلك اتبعوا نهج بني إسرائيل حين قالوا ‘فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون’ وتسابقوا في إقامة حفلات العزاء والعويل على هيبة مصر وشعبها وهو أمر ليس بمستغرب عليهم حيث أنهم يعتقدون أن أمنياتهم في حرق البلاد تفتحت لها أبواب جديدة من خلال هذا الحادث، وكان من القادة البارزين لتلك الحملة بعض الإعلاميين الذين قادوا عملية الشماتة والتشفي ومحاولة زرع بذور الفتنة بين مؤسسات الدولة المعنية بالأزمة وارتدوا ثوب الاستراتيجية العسكرية والتحليل الاستراتيجي’.
انعدام المسؤولية الوطنية لدى المعارضة
وفي نفس العدد كان زميله عبدالحكيم الشامي أشد عنفاً بقوله: ‘منتهى التدني وقلة المروءة وانعدام الأخلاق صفات ظهرت كلها في موقف المعارضة ‘العلمانية’ تجاه أزمة الجنود المختطفين الذين حرروا مؤخراً حيث اتخذوا من الحادث ذريعة للهجوم على الرئيس والحكومة، وبالغوا في المزايدات حتى وصلوا إلى ‘فرية’ مؤداها أن ما حدث كله كان بمنزلة ‘تمثيلية’ من صناعة الإخوان المسلمين كانت تهدف الى التخلص من قيادات عسكرية وتصفية حسابات سياسية، هل رأيتم خسة وإنعداماً للمسؤولية الوطنية أعلى من هذا؟ هل رأيتم معارضة تتخذ من المواقف المأساوية بضاعة رخيصة تتاجر بها لتكيل الاتهامات للقيادة السياسية وتحرجها؟
انها حقارة الطبع وسوء الطويلة وانحطط التفكير، فإظهار الكراهية بهذه الصورة وإلى حد تمنى فشل رئيس الدولة في حماية أرواح أبنائه ومنع إراقة دمائهم يدل على أن هؤلاء الشانئين فقدوا صوابهم وعقولهم بقدر ما فقدوا من رصيدهم المتدني أصلاً في الشارع المصري، وربما كان منه من تمنى في قرارة نفسه أن يذبح الجنود من الوريد إلى الوريد لمجرد إحراج الرئيس مرسي والخصم من رصيد شعبيته.
لقد خسرت المعارضة العلمانية كثيرا بموقفها المخزي من أزمة الجنود المختطفين وسوف تخسر أكثر عندما يعلن القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة لكن هذه المعارضة بما تتسم به من قلة الحياء لن تعترف بخطئها ولن تعتذر للرئيس أو الجيش والأمن عن كم المغالطات والمزايدات التي صدرتها للرأي العام وهذا يحتم ضرورة محاسبتها على جرائم التحريض والكذب والتضليل الذي مارسه في هذه الأزمة غير عابثة بخطورة ما تفعل على الأمن القومي المصري بغض النظر عن المكايدات السياسية’.
انقاذ جنود مصر السبعة
دون إراقة نقطة دم واحدة
ونظل في يوم السبت، ولكن في ‘أخبار اليوم’ مع رئيس تحريرها الإخواني خفيف الظل زميلنا سليمان قناوي وقوله: ‘كنا نبتهل الى الله متضرعين متبتلين بدعوات نتهجد بها، ما بال الزمان يضن علينا بلحظة سعادة يعز فيها الله الأمة المصرية وجيشها لعظيم ورئيسها الصالح، الإصلاحي، المصلح، حتى جاء فجر ليل وضاء استجاب فيه الله لدعاء الملايين في صلاة تنفس فيها الصبح عن انقاذ جنود مصر السبعة من محنة الاختطاف دون إراقة نقطة دم واحدة، الانتصار في هذه المعركة لم يكن فقط بفضل دعاء المخلصين من أبناء هذا البلد الطيب وهم كثر، ولكن سبقهم الى ذلك تخطيط وتنسيق وتكامل وتناغم بين مؤسسة الرئاسة وبين قواتنا المسلحة الذين حاولوا أن يلعبوا معها بالنار، فحذرهم الفريق أول السيسي بأن الجيش نار لا تلعبوا معها أو بها، فراحت كل ترهاتهم وتخرصاتهم عن شقاق بين قوات مسلحة مستعدة لتحرير الرهائن ورئيس متردد، راحت كل هذه الترهات ادراج الرياح بعد ان ثبت أن كل ما ادعوه ما هو إلا أوهام وخيلات مريضة عششت طويلاً في عقولهم، وبنت بيوتاً في اجسادهم أوهن من بيوت العنكبوت’.
واقعة الاختطاف خلقت
أزمة ثقة شاسعة بين المصريين
ولم يكن سليمان المسكين يدري شيئاً عن المقلب لذي يجهزه له في نفس العدد زميله هشام عطية الذي قال عن العملية: ‘بعيداً عن كرنفالات المديح ومواكب التهليل الزائفة لقصص بطولات وهمية نسجت برداءة شديدة في أعقاب الإفراج عن جنودنا المخطوفين في سيناء تتقافز للأذهان تساؤلات تضاهي في عورتها وغموضها وعورة وغموض ما يحدث في سيناء وما يدبر لها! واقعة الاختطاف وما تبعها من تفاصيل شديدة الغرابة يسكنها الشيطان خلقت أزمة ثقة شاسعة بين المصريين وأهل الحل والعقد في هذا الوطن، الصراع المكتوم في النفوس بين الولاء والانتماء وضع الجماعة الحاكمة وأنصارها في موقف بالغ الحرج لدرجة دفعت بعضهم للمساواة بين الخاطف والمخطوف بين الجاني والمجني عليه لم يخجلوا ولم يمنعهم ورعهم الكذب وهم يسوقون الحجج والمزاعم الباطلة حول الدماء والحفاظ على الأرواح متناسين هيبة الدولة لتي يدوسها الإرهابيون بالأحذية وتعاموا عن تعاليم ديننا الحنيف التي تحرم ترويع الآمنين ولو بمجرد النظرة المخيفة – وليس خطفهم تحت تهديد السلاح’.
موقف من يستعين بقوات
أجنبية مسلحة لتهريبه من السجن
وإلى المعارك العنيفة والمتواصلة ضد ومع الرئيس محمد مرسي بسبب سياساته وقراراته وتصريحاته، حيث قامت زميلتنا الجميلة ثناء الكراسي بنشر تحقيق في جريدة ‘المسلمون’ الدينية الاسبوعية التي تصدر كل يوم اثنين ويرأس تحريرها زميلنا صلاح قبضايا، عن آراء علماء الدين في هروب الرئيس محمد مرسي من سجن وادي النطرون مع ثلاثة وثلاثين من الإخوان المسلمين أثناء الثورة، وما نشر عن مساعدة حركة حماس وحزب الله في تهريبهم والتحقيق منشور يوم الاثنين الماضي وجاء فيه: ‘علماء الإسلام والفقهاء لهم موقف ممن يستعين بقوات أجنبية مسلحة لتهريبهم من السجن، ما هو حكم الشرع على من يتورط في ذلك؟
يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش – رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، ان السجن حينما خرج منه نبي الله يوسف كتب على بابه دار البلاء وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء والسجن في هذه الأيام مكتوب على بابه دار الإصلاح والتقويم، حينما يرتكب الإنسان جرماً ويقدم الى القضاء ويحكم عليه الأخير بالتأديب والتهذيب ويحكم عليه بمدة يراها القاضي مناسبة لتهذيبه وإصلاحه فلا يجوز اقتحام السجون بأي حال من الأحوال لإخراج ما بها ولا مانع من أن يكون في السجون أناس أبرياء، ولكن ابتلاء الله لهم لحكمة يعلمها الله عز وجل، ومن يقتحم السجن لإخراج الأبرياء وغير الأبرياء إنما هو إنسان آثم بطبعه يميل الى الفوضى والفساد في الدولة التي ينبغي عليها أن تضرب بيد من حديد على أمثال هؤلاء، فلا يجوز لمسلم مهما كان إذا طلب للإدلاء بالشهادة أن يكتمها، حيث قال الله عز وجل ‘ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه’ وخطورة دخول قوات أجنبية الى الدولة واقتحام السجون دليل على التسيب في الدولة ومن يعلم بهم ويتكتم عليهم فهو مشارك معهم في نفس الجريمة، والمستشار خالد القوش – الخبير القانوني يوضح أن العقوبة القانونية لهروب مسجون صدر عليه حكم – سواء في السجن أو القسم أو النيابة ومن يساعد على هروب السجين يعاقب بالمؤبد، الأجانب الذين دخلوا الدولة بطريقة غير شرعية وقاموا بالتخطيط والمساعدة على هروب المساجين تكون لهم عقوبة أشد وتتراوح ما بين أشغال شاقة مؤبدة إلى مؤقتة.
كل ما صدر له عفو في قضايا سياسية أثناء الثورة وهرب من السجن حينما يتم إلغاء العفو في قضايا سياسية أثناء الثورة وهرب من السجن حينما يتم إلغاء العفو عنه وتضاعف العقوبة ويحكم عليه بالعقوبة الإصلاحية الأصلية وعقوبة الهروب من السجن. أما د. أحمد محمود كريمة – أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر – فيرى أن هروب المساجين إفساد في الأرض ونشر الفوضى وإعانة على الإثم والعدوان ورفض للأحكام القضائية وعدوان عليها، وكلها جرائم تغلظ فيها العقوبات ويستوي في ذلك المتسبب أو المباشر، سواء كان من الداخل أو من الخارج ويتعاظم التجريم في التعدي على دور السجن بجهات دخيلة لما في ذلك من اعتداء على حرمة وسيادة الدولة ولأن في ذلك انتهاكاً لسيادة لوطن ولحرمات أراضيه وهذه في الفقه الإسلامي تقنن تحت عقوبة الخيانة العظمى’.
‘الوفد’ توجه تهمة الخيانة للرئيس
أما زميلنا مجدي سرحان، رئيس التحرير التنفيذي والمشرف العام على ‘الوفد’، فوجه تهمة الخيانة للرئيس، بقوله يوم الأربعاء: ‘المادة ‘152’ من الدستور الحالي وهي بالمناسبة نفس المادة 185 من الدستور السابق تنص على أن يكون ‘اتهام رئيس الجمهورية بارتكاب جناية أو خيانة عظمى بناء على طلب موقع من ثلث أعضاء مجلس النواب على الأقل ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلث أعضاء المجلس، كما تنص المادة على ‘أن يحاكم رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة يرأسها رئيس المحكمة الدستورية العليا’، ويتولى الإدعاء أمامها النائب العام، ‘وإذا حكم بإدانة رئيس الجمهورية أعفى من منصبه’، هنا نحتاج لطرح سؤال آخر: هل ينطبق نص المادة 152 على حالة الرئيس محمد مرسي؟ اعتقادي وفي حدود علمي المتواضع بالقانون أن أركان هذه الجرائم متوافرة بالفعل، فمحمد مرسي – القيادي الإخواني – هو من استعان بعناصر من حماس لتهريبه من السجن، وسهل هو وجماعته تسلل حماس الى داخل البلاد واستباحتهم للحدود المصرية إبان الثورة لاقتحام السجون وأقسام الشرطة وممارسة أعمال القتل والنهب، بينما كان الشعب مشغولا بثورته، ومحمد مرسي – الرئيس، هو من أهدر أحكام القضاء وفرط في حقوق شهداء رفح ووفر مظلة الحماية لتنظيم القاعدة وعناصره لمحاولة اقتطاع سيناء عن جسد الوطن لتحقيق حلمهم المستحيل في إقامة إمارتهم الإسلامية على أرضها وهو من تستر على جرائم ميليشيات الإخوان والسلفيين في ‘موقعة الاتحادية’ وحصار المحكمة الدستورية العليا ودار القضاء العالي ونادي القضاة وهو ايضاً الذي يتقاعس عن منع أجهزة الأمن وميليشيات الإخوان من قتل الثوار واعتقالهم وتعذيبهم كما ترك الحبل على غاربه لقيادات حزبه وعشيرته وجماعته ليحاولوا النيل من المؤسسة العسكرية والتطاول على رموزها وقياداتها ومحاولة إقحامها في الصراع السياسي المتأجج الذي يضع البلاد على كاة حرب أهلية طاحنة!!’.
‘المصري اليوم’ شامتة بالشعب لانتخابه مرسي
أما زميلنا وصديقنا والكاتب الساخر الكبير عاصم حنفي، فقد اختار في نفس اليوم – الأربعاء – إظهار شماتته في الشعب لانتخابه مرسي بقوله في ‘المصري اليوم’: ‘إن أكبر مقلب شربه الشعب المصري اسمه محمد مرسي، بما يؤكد أن الإخوان محترفون في شغل الفهلوة والثلات ورقات، قدموا مرشحهم في الرئاسة على اعتبار، انه استاذ بالجامعة وخبير في ناسا، عاش في أمريكا واختلط بحضارتها، يجيد لغتها ويرتبط بخبراتها ويعرف بروتوكولاتها، قادر على توفير مائتي مليار في التو واللحظة، قادر على حل مشكلات مصر المزمنة في مائة يوم، فإذا به رئيس على ما تفرج، صورة باهتة لرئيس الدولة، ناهيك عن الضعف والترهل والفشل والعجز والسلبية، في اللغات لا يعرف تلت التلاتة كام، في البروتوكولات حدث ولا حرج، والخيبة انه ينام في المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية، أما في الولائم والعزومات فمرسي البريمو، خصوصا في ولائم الكبسة، حيث البساط أحمدي والأكل بالأصابع العشرة!! البهوات هم منا ويتفرجون علينا يطالبون الجيش بالتحرك، ويعيبون على قياداته التأخر في استرداد البلاد، هم واهمون طبعاً، لأن الجيش لن يتحرك أبداً، الجيش جزء من هذا الشعب غاوي فرجة، مدمن أحلام اليقظة، متصور ان الجيش سوف يتحرك نيابة عنه، ولماذا يا سيد يتحرك لجيش ولا تتحرك سعادتك؟!’.
‘الحرية والعدالة’: الرئيس
هذا الفلاح المتعلم المثقف المتواضع
لكن الإخواني حمزة زوبع دافع يوم السبت في ‘الحرية والعدالة’ عن الرئيس بقوله:
‘الصور تحكي عن نفسها عن هذا الفلاح المتعلم والمثقف المتواضع والرئيس القادم من أعماق الريف الى سطح المدنية إلى قمة السلم السياسي في السلطة، رأيت الدموع التي لم تنزل من عينيه ولمست نبضات قلبه الفرح بعودة أبنائه ولمحت التواضع بانتصاره السياسي غير المسبوق بعد أن ظن البعض وصرح بها البعض الآخر أن اختطاف الجنود بداية النهاية، فإذا بهذه الواقعة تخط سطراً جديداً في حياته، السياسية وتؤرخ لمرحلة لها ما بعدها في مسيرة العمل المؤسسي الناجح، محمد مرسي الرئيس أبسط مما يتصوره كثيرون وهو أعمق ما يتخيله المسطحون وهو وإن كان يسمع ويستمع كثيراً إلا ان لديه القدرة العالية على امتصاص الغضب وابتلاع الإهانة حتى إن من يواجهه قد يشعر بقرب نهايته فإذا به يعود بقوة ويضرب بلا عنف، يعلم على وجه الآخر علامة دون إراقة دماء ودون ضجيج ومن بين هؤلاء ساسة يدعون انهم ذوو خبرة وتاريخ وهل تتوقعون ان يكون رئيس مصر بلا عقل ولا رأس أو كما يدعي البعض انه يأخذ رأيه من غيره، ويستشير كما قال أحد المستشارين المستقيلين مكتب الإرشاد في بعض القرارات؟ وهل أخذ مرسي رأي المرشد في قرار إعادة المختطفين السبعة؟’.
وهو يقصد المستشار محمد فؤاد جاد الله الذي استقال من منصبه وقال عن أسباب استقالته ان قرارات الرئيس تأتيه من مكتب الإرشاد، وانتقد مواقفه نحو القضاء والحريات.
‘المصريون’: أين شعارات الإخوان وأشجارهم؟
وإلى المعارك الدائرة بسبب الإخوان وسياساتهم التي أغضب لأبعد الحدود صاحبنا السلفي محمد هجرس، فقال عنها يوم الاثنين الماضي في ‘المصريون’:’تساءلت كيف لمن يدعي الظلم التاريخي أن يتحول لأكبر ظالم في العصور الحديثة عبر كهنوته واستحداثه ملة جديدة تحدث عنها أحد قيادييها صبحي صالح وعقوبة الاعتداء عليه بالإسكندرية بدعائه: ‘اللهم أمتني على ملة الإخوان’! تحسرت على صورة ضاعت وشعارات كاذبة رفعت ذات يوم اتضح باسم الصندوق الأسود وباسم الديمقراطية والحرية تذكرت مشروع المليون شجرة التي زعمت الجماعة أن شبابها سيغرسونها في كافة الميادين ويقضون على مشكلة الزبالة وتأكدت أن ميليشياتها فقط جاهزة للاشتباك والعداء والاعتداء وليس لتنظيف شارع أو غرس شجرة أو لتجميل البلد عبر أي شيء مهم، قارنت بين كتائبهم المزعومة التي أقنعت بسطاء كثر كما اعترف أحدهم مساء الجمعة على قناة القاهرة والناس بالمساعدة في تهريب الأسلحة ومنها 200 صاروخ مضاد للطائرات من ليبيا الى قطاع غزة ومساعدة الجاهدين في حماس لوجه الله لنكتشف بعد ذلك أنها ذهبت إلى الدلنجات بمحافظة البحيرة ولا نعرف هل انتقلت غزة الى الدلنجات أم ماذا بالضبط’.
مفاسد التجربة الديمقراطية المصرية
ومن الدلنجات، الى ‘المصري اليوم’، في اليوم التالي – الثلاثاء ومعركة أخرى لا طعم ولا رائحة ولا لون لها، خاضها استاذ العبرية بجامعة عين شمس الدكتور إبراهيم البحراوي بقوله عن حضوره تفتيش القنال في الفرقة التاسعة المدرعة الذي دعا الفريق أول عبدالفتاح السيسي عددا من الإعلاميين والفنانين والسياسيين لحضوره، فقال: ‘كنت في واقع الأمر أحاول مبكراً قبل الثورة التي بدت لي مؤكدة المجيء أن أنبه القوى المعارضة آنذاك الى مفاسد التجربة الديمقراطية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، ليتلافوها عند الوصول الى الحكم بصندوق الانتخابات، هنا يجب أؤكد أن قلقي تجاه إشغال الجيش المصري بالسياسة الداخلية ينبع من أمرين: أنني أواصل إستنادا الى أقوال الفريق عبدالفتاح السيسي جهودي في النداء على قوى الحكم الإخوانية وقوى المعارضة المدنية بضرورة الالتفاف الى قيمة المشاركة السياسية بين مثلث الحكم والمعارضة والمجتمع المدني في بلورة السياسات والتشريعات والمشروعات الكبرى، إنني أطالب قيادة جماعة الإخوان التي دافعت عنها وعن حقها في الحرية والمشاركة السياسية عندما اعتقلت عام 2005 في مقالات ساخنة هنا بـ’المصري اليوم’- أن تفتح باب الحوار الجاد والمشاركة السياسية والمجتمعية وأن تعيد وحدة الصف التي تبدت جلية في أيام ثورة يناير وإنني أطالب قيادات المعارضة والقيادات الثورية الشابة بأن تحول جهودها من المطالبة بإسقاط رئيس منتخب الى المطالبة بحقها في الحوار والمشاركة السياسية في بناء مصر مع هذا الرئيس وحزبه شريك الثورة’.
تحول بعض مناصري مبارك الى مناصرة الاخوان
يا سبحان الله على هذه الجرأة لمدهشة، البحراوي عضو المجلس الأعلى للسياسات التابع لأمانة السياسات التي كان يرأسها جمال مبارك، والذي كتب في نفس المكان وفي نفس الصفحة والصحيفة مناشدا مبارك ان يترك الحكم لابنه العبقري والمجموعة المحيطة به وتضم افضل عقول مصر، وهو منهم، هو الذي كانت له مواقفه التي يحكى عنها، الحقيقة أن البحراوي وغيره من بعض فلاسفة جمال مبارك، بدأوا بعد الثورة، يقولون، كتبنا وهاجمنا وحذرنا، ولم يستمع إلينا أحد، وكان من الأكرم لهم ان يتماسكوا امام الناس، أما بالاستمرار في الدفاع عن مواقفهم، أو الصمت تجنباًَ لسخرية الناس منهم، وأنا في الحقيقة لا اعرف ما الذي يريده، فمنصبه في الجامعة مضمون ودخله كذلك، فماذا يريد من الإخوان، منصب؟
وإذا توافر فهل يعطونه لأحد عناصرهم أو لمن له قوة ما، أم يطمع في ضمه الى مستحقي الزكاة من اصحاب المؤلفة قلوبهم في جبهة الضمير وغيرها؟
مساكين فلول الشيوعية …بضاعة كاسدة وعقول متحجرة
غريبة و الله كيف يستطيع المرشد لجماعة الاخوان علي تاكيد رضاء الله عن
مرسي ؟؟
لقد انتهي زمن الوحي يا ايها المرشد انت في القرن الحادي و العشرين