خطوة… بخطوة تسير المنطقة نحو الانفجار الذي يريده رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وحلفاؤه الجدد بحثاً عن الذريعة الكاملة التي يريدونها للبدء بعملية عسكرية موسعة، يقضي فيها وبشكل كامل كما يعتقد، على آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، بعد أن لاحت له فرصة جديدة عبر عودته إلى السلطة إثر الانتخابات الأخيرة، وبعد أن اطمأن إلى الانبطاح العربي الكامل، ونوم بقية دول العالم عن أفعاله، ودخولها في سبات أعمق، إثر انشغالها بحرب أوكرانيا المتواصلة، وعجز الأمم المتحدة عن تطبيق قراراتها، وتساوق الإدارة الأمريكية مع رغبات إسرائيل، وانشغال أوروبا بهمومها وأزمات الطاقة المتوقعة لهذا الشتاء.
ولعل مناورة نتنياهو الأخيرة مع شريكه المتطرف بن غفير حول اقتحام المسجد الأقصى، والمراوغة الفعلية عبر الادعاء بمنع ذلك الاقتحام، قبيل الذهاب في زيارته المزمعة لأبوظبي، من ثم قيام الأخير بعد ساعات بذلك الاقتحام إنما تشكل إهانة لكل من يدعون مسؤوليتهم الوقفية والدينية والمالية والأخلاقية على القدس ومقدساتها، واستفزازاً صريحاً وفاقعاً لمشاعر الفلسطينيين، وجر المنطقة إلى أتون مرحلة جديدة انتقل فيها بن غفير من كونه «الولد الشقي» إلى كونه «الوزير الشقي» الذي يمثل حكومة منفلتة في حقدها ومتفّلتة من كل الالتزامات الدولية، بما فيها التزام إسرائيل بالحفاظ على أوراق التوت التي تغطي عورات الأبطال قولاً والمنبطحين فعلاً وعملاً.
حرب نتنياهو على خصومه التاريخيين ستواجهها حرب مضادة تتحدى سقف توقعاته مع قوة الجيل الجديد وإصراره وانتمائه لأفكاره وتفانيه في خدمة رسالته
أهلا وسهلا بكم إلى عهد جديد من الصراع العربي الإسرائيلي، الذي انكشفت معه كل الحقائق، وبانت بوضوح معالم التواطؤ والانبطاح، التي رآها أجدادنا ذات يوم في حرب النكبة عام 48. عنتريات بالمجان دونما فعل، ومرجلات واهية بلا أثر وبيانات استنكارية جوفاء، ومواقف استعراضية بالية، وإدانات لرفع العتب، وخصم يستفرد ولا يلقى لا حاجباً ولا مانعاً. نتنياهو المتعطش للدماء ومعه أدواته الجديدة مثل سموتريتش وبن غفير ودرعي، الذين شرعنوا دورهم الحكومي عبر قوانين مقيفة على مزاجاتهم، تتجاوز عن جرائمهم وتمنع مساءلتهم، إنما يعد العدة لحرب يجر الفلسطينيين إليها باستفزازات مستفحلة ليلعب معها دور الضحية عندما يردون على بطشه، وصولاً إلى ساعة الصفر التي يعلن فيها حربه المقدسة التي أرداها لعقود. المفارقة أن ما تراه في شوارع جنين ومخيمها ونابلس ومخيماتها وغزة ومخيماتها وطوباس وأغوارها ويطا ومسافرها والقدس ومقدساتها ومخيماتها وقراها ومحيطها وبقية المحافظات لم يعد يوازي المزاج ذاته الذي واجهه الاحتلال في انتفاضتين سابقتين، خاصة مع ولادة ونشوء جيل جديد من الفلسطينيين الذين تفوق توقعاتهم الكثير من الحدود والضوابط والمواثيق والاتفاقيات، جيل لن يعرف حدوداً ولا موانع، جيل متسلح بإرادة حديدية لا تعرف سقوفاً ولا محددات، عندها سيرى الاحتلال الزحف من كل مكان وعلى كل شيء مهما علا الثمن وبلغ. هذا ليس خطاباً عاطفياً وإنما هو خطاب واقعي ابتلعت معه نصف ما أردت قوله، لأقوله في محطات أخرى تناسب الحدث والتطورات. المهم أن يعرف نتنياهو أن حربه على خصومه التاريخيين ستواجهها حرب مضادة تتحدى سقف توقعاته مع قوة الجيل الجديد وإصراره وانتمائه لأفكاره وتفانيه في خدمة رسالته. فقتل فلسطيني واحد من حيث الوقع والنقمة يساوي أضعاف الأثر الذي يتوقعه نتنياهو وحلفاؤه وهو ما يخلق حالة النقمة المتصاعدة بانتظار البركان الذي سينفجر.. انفجاره مسألة وقت ليس إلا! ننتظر ونرى!
كاتب فلسطيني
[email protected]
كانت القرم حل أفضل ليهود روسيا وأوروبا الشرقية لكن تراجع ستالين عن ذلك فقسم قرار أممي 1947 فلسطين لدولتين يهودية وعربية وأساء ليهود عرب (نصف سكان إسرائيل) وحشرهم بعداء المسلمين ولو بقي خيار القرم لقسم قرار أممي 1947 فلسطين لدولتين واحدة أصغر ليهود عرب وثانية أكبر لمسلمين عرب فتنضمان معاً لجامعة دول عربية ولاستحال قبول دولة يهود عرب تهجير روسيا وأوروبا الشرقية ملايين يهودهم لفلسطين بعد ذبح نصفهم ولتم تفادي حروب مع المسلمين ولانتفت حاجة إسرائيل لتوسع لاستيعاب يهود غير عرب أو لتدخل دول الغرب المغرض