واشنطن: ألمح بيتر نافارو، المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن البيت الأبيض ربما يتراجع عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 5 في المئة على جميع البضائع القادمة من المكسيك.
وتأتي تصريحات مستشار ترامب الاقتصادي في الوقت الذي يستعد فيه كبار المسؤولين في البلدين لعقد اجتماع في واشنطن اليوم الأربعاء.
وقال نافارو في تصريحات لشبكة (سي إن إن) الإخبارية معربا عن انتقاده لتدفقات الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الأمريكية-المكسيكية: ” نعتقد أن هذه التعريفات قد لا تدخل حيز التنفيذ لأننا نولي اهتماما للمكسيكيين”.
وسيلتقى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد في البيت الأبيض لمعرفة ما إذا كان بإمكان الجانبين التوصل إلى اتفاق، حيث أنه ما زال من غير الواضح ما الذي سيفكر فيه البيت الأبيض بالتحديد.
وكان ترامب قد أعلن الخميس الماضي عن فرض رسوم بنسبة 5% على البضائع المستوردة من المكسيك للضغط عليها لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين قبل أن يصلوا أمريكا. وقال ترامب إن ” التعاون السلبي ” للمكسيك بشأن تدفق المهاجرين غير الشرعيين يمثل تهديدا للأمن والاقتصاد الأمريكيين .
وقال الرئيس ترامب أثناء زيارته لأيرلندا “أعتقد أنه يتعين على المكسيك أن تكثف جهودها. وإذا لم يفعلوا ذلك، فسنمضي في رفع الرسوم. وإذا ارتفعت الرسوم، ستعود الشركات إلى الولايات المتحدة”. وقد تثير تصريحات ترامب الأخيرة المخاوف من أنه يفضل بالفعل فرض رسوم جمركية أعلى على البضائع المكسيكية.
ويواجه الرئيس الأمريكي ضغوطًا من الكونجرس للتراجع عن فرض الرسوم، بما في ذلك تلك الضغوط التي يمارسها الأعضاء البارزون في حزبه الجمهوري، وسط مخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي سيعاني في ظل تشابك سلاسل الإمداد في أمريكا الشمالية بشكل كبير.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل إنه يأمل في أن تكون المحادثات بين الحكومتين الأمريكية والمكسيكية “مثمرة”.
وأضاف مكونيل في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع بين أعضاء من الحزب الجمهوري وممثلين عن البيت الأبيض أنه ليس هناك دعم كبير لمسألة الرسوم الجمركية، معربا عن أمله في تجنب فرض هذه الرسوم.
وقبيل بدء الاجتماع الرئيسي في البيت الأبيض، أصدرت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بيانات جديدة عن الهجرة، تظهر ارتفاع حصيلة اعتقالات المهاجرين على الحدود المكسيكية الشهر الماضي بمقدار ثلاثة أضعاف، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقالت الهيئة إن حوالي ثلثي الأشخاص البالغ عددهم 144000 والذين تم اعتقالهم أو اعتبارهم غير مقبولين، كانوا ضمن عائلات أو أطفال غير مصحوبين بذويهم.
على الجانب الآخر، قال وزير الخارجية المكسيكي أثناء لقائه بالنواب الأمريكيين: “نبحث عن اتفاق”، مضيفا بأنه لا يزال متفائلاً ولكن الوضع سيكون واضحًا فقط بحلول نهاية الأسبوع.
من جانبه، توقع تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ ، أن يدرك ترامب في النهاية ” هذه الخطوة الغبية التي قام بها” وسيتراجع عن فرض الرسوم.
بيد أن هذه التصريحات قد أثارت فقط غضب الرئيس ترامب، الذي غرد على موقع “تويتر”، قائلاً إن شومر “أعطى المكسيك نصيحة سيئة ، لا خدعة!”
وقال بيان صادر عن الحكومة المكسيكية إن التهديد بفرض الرسوم الجمركية سيؤدي إلى نتائج عكسية لكلا الجانبين.
وذكر بيان الخارجية المكسيكية أنه في حال فرض الرسوم الجمركية، فإن “تدفق المهاجرين قد يزيد وسيصبح اقتصاد البلدين أقل قدرة على المنافسة.”
وقد علقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على هذا الأمر قائلة إن “معاقبة المكسيك ستكون بمثابة عقاب لأمريكا كذلك”، مضيفةً “إنها ليست طريقة للتعامل مع الهجرة وليست وسيلة للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية على الحدود”.
وقال ترامب إنه سيزيد الرسوم الجمركية على جميع الواردات من المكسيك بنسبة 5 في المئة كل شهر حتى تصل إلى 25 في المئة بحلول تشرين أول/أكتوبر، ما لم يتخذ المكسيكيون إجراءات لوقف تدفق المهاجرين.
وتبلغ قيمة التجارة الثلاثية بين شركاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية “نافتا” أكثر من تريليون دولار سنويًا.، حيث تمثل كندا السوق الرائدة للصادرات الأمريكية، في حين تحتل المكسيك المرتبة الثانية للصادرات الأمريكية.ويمثل البلدان أكثر من ربع إجمالي واردات الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية.
(د ب أ)