تبعث التطورات الدراماتيكية في إسرائيل اهتماماً أقصى في الساحة الدولية. فقد نقل وزير الخارجية الأمريكي والسفير الأمريكي في البلاد بل والرئيس بايدن، رسائل حذرة من القلق لحكومة إسرائيل، وبالطبع في ظل محاولة مفهومة بالحفاظ على علاقات عمل معها.
إضافة إلى ذلك، فإن السياسة المتحققة حول الساحة الفلسطينية والتخوف من تصعيد في الميدان، تقض مضاجع بعض من اللاعبين مع التشديد على الولايات المتحدة، ودول في المنطقة كالأردن ومصر والإمارات. وشهد البحث الذي جرى في مجلس الأمن في الأمم المتحدة على ذلك بشكل واضح، لكن يبدو أن اللاعبين ذوي الصلة، مع التشديد على واشنطن، يسعون في هذه المرحلة إلى الحفاظ على مجال مناورة مع إسرائيل (والفلسطينيين). لكن هذا غير كاف. فالمفترق الذي فيه إسرائيل اليوم، بل والمنطقة كلها أيضاً، يستوجب عملاً استراتيجياً أكثر. بدونه لا يمكن وقف التدهور إذا ما وقع. لا يمكن أن تتهرب الولايات المتحدة من مسؤوليتها، وبالتالي فما الذي بوسعها أو حتى واجبها، أن تفعله الآن لتساعد حكومة إسرائيل كي تساعد نفسها؟
ثلاث أفكار كمثال: أولاً، دعوة رئيس الدولة هيرتسوغ إلى واشنطن في المدى الزمني الفوري. على الزيارة أن تتخذ طابعاً رسمياً وتتضمن نشر بيان مشترك للرئيسين يشدد على بضع نقاط أساسية ومهمة. في القسم الأول – الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة؛ والقاعدة المتينة للعلاقات بين الدولتين القائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة؛ ودعم واضح لرؤيا الدولتين، ودعوة عاجلة إلى استئناف الحوار بين الطرفين. في القسم الثاني – موقف واسع لمضامين القيم المشتركة للدولتين: ديمقراطية لامعة، ومجتمع تعددي وليبرالي، وأجهزة حكم قوية وتؤدي مهامها في ظل تشديد خاص على جهاز القضاء، وبخاصة في غياب حماية الدستور.
ثانياً، إحياء دور الرباعية: التغيير الذي طرأ في مكانة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني في سلم الأولويات الدولي، يبدو واضحاً؛ فالظروف الآن ليس كأمس وأول أمس، وتستوجب التشمير عن الأكمام، وبالطبع في ظل فهم بأن اهتمام الأسرة الدولية موجه نحو الحرب في أوكرانيا. إن عدم أداء الرباعية لمهامها (الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة وروسيا) مفهوم، ولكن حان الوقت لاستئناف أعمالها، بالطبع بدون روسيا. فاجتماعها المتجدد سيؤشر إلى قلق الأسرة الدولية من التطورات والمخاطر تجاه الساحة الفلسطينية. سيدور الحديث عن رسالة مهمة توجه إلى الطرفين، وأساساً إلى إسرائيل.
ثالثاً، إعادة فتح القنصلية الأمريكية شرقي القدس: يدور الحديث كما هو معروف عن موقف واضح لإدارة بايدن، لم يتحقق لأسباب مختلفة. هذا هو الوقت لتحقيقه.
فهل يدور الحديث عن خطوات استراتيجية أم استفزازية من جانب الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل؟ لا وكلّا، بالتأكيد لا حيال التطورات غير المسبوقة، وأساساً الخوف من فقدان السيطرة في الساحتين، الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء. قد لا ترتاح حكومة إسرائيل من ذلك، لكن الساعة الآن تستوجب رفع المستوى، بقدر مناسب، من جانب واشنطن.
بقلم: ميخائيل هراري
معاريف 27/2/2023
كل هذا صار عبث في عبث، فهذه الحيل الخبيثة لاطالة. عمر دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين التي تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم وتسرق أراضيهم وتشردهم وتحرق ممتلكاتهم لم تعد تنطلي على أحرار فلسطين الميامين المباركين الشهداء والصديقين والصالحين الذين سيطردون المحتل اللعين طرد الكلاب من أرض فلسطين بإذن رب العالمين