واشنطن: أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة أن قطر ستتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة.
وقال بلينكن لدى استقباله نظيره القطري في واشنطن إنه سيوقع اتفاقا “يرسّخ دور قطر كقوة حماية (لمصالح) الولايات المتحدة في أفغانستان”، حيث ستؤسس الدولة الخليجية قسما لرعاية المصالح الأمريكية في سفارتها في كابول.
وستوقّع قطر اليوم الجمعة اتفاقا مع الولايات المتحدة على القيام بدور “القوة الحامية” للمصالح الأمريكية للمساعدة في تسهيل أي تواصل رسمي بين واشنطن وحكومة طالبان في أفغانستان والتي لا تعترف بها الولايات المتحدة.
تأتي هذه الخطوة في وقت تحاول الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أفغانستان بعد تقدم خاطف في أغسطس آب تزامن مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
وتتردد الكثير من البلدان، ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مسألة الاعتراف رسميا بطالبان التي يقول منتقدوها إنها لم تف بتعهداتها بشأن الشمولية السياسية والعرقية وعدم تهميش النساء والأقليات.
لكن مع اقتراب الشتاء يدرك العديد من البلدان الحاجة إلى المزيد من التواصل للحيلولة دون تحول الأوضاع في البلد الذي يعاني من الفقر المدقع إلى كارثة إنسانية. وسيعلن
ووفقا للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في 31 ديسمبر كانون الأول، ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأمريكية وستنسق عن كثب مع وزارة الخارجية الأمريكية ومع البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة.
وصرح المسؤول الأمريكي بأن الولايات المتحدة ستستمر أيضا في التواصل مع طالبان عبر العاصمة القطرية الدوحة حيث يوجد مكتب سياسي تابع للحركة منذ أعوام.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الملف “باعتبارها قوتنا الحامية، ستساعد قطر الولايات المتحدة في توفير خدمات قنصلية محدودة إلى مواطنينا وحماية المصالح الأمريكية في أفغانستان”.
وأضاف أن المساعدة القنصلية قد تشمل قبول طلبات الحصول على جوازات سفر وتوفير خدمات توثيق للأوراق وتقديم معلومات والمساعدة في حالات الطوارئ.
وتابع أن مقر قسم المصالح الأمريكية سيكون في منشآت محددة في نفس المجمع في كابول الذي استخدمته السفارة الأمريكية قبل تعليق العمليات، مضيفا أن قطر ستتولى مهمة مراقبة بنايات المجمع وإجراء دوريات أمنية.
وصرح المسؤول بأن قطر ستواصل مؤقتا، بموجب اتفاق منفصل، استضافة ما يصل إلى 8000 أفغاني معرضين للخطر كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة وكذلك أفراد أسرهم المؤهلين لذلك.
وقال “سيقيم مقدمو طلبات الحصول على تأشيرات هجرة خاصة في قاعدتي السيلية والعديد الجويتين”.
(وكالات)