مسؤول أمني إسرائيلي يلتقي رئيس المخابرات المصرية لبحث التهدئة والإعمار في غزة وصفقة الأسرى

حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: يتضح من الزيارة الخاطفة التي كُشف النقاب عنها قبل أيام، لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيال حولتا، إلى العاصمة المصرية القاهرة، ولقائه هناك رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، حتى قبل الموعد الرسمي لبدء المسؤول الإسرائيلي مهام عمله الجديد يوم 15 من الشهر الجاري، أن هناك تحركات هامة لها علاقة بالوساطة بشأن ملفات غزة، التي تتوسط فيها القاهرة.

وكشفت تقارير عبرية أن حولتا، أجرى زيارة خاطفة إلى القاهرة التقى خلالها اللواء كامل، بحث خلالها ملف غزة بكافة تفاصيله، خصوصا كل ما يتعلق بالتهدئة والمفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة طويلة الأمد، بالإضافة إلى ملف عملية تبادل الأسرى.

يشار إلى أن “حولتا” البالغ من العمر (45 عاما) خدم لمدة 23 عاما في مناصب إدارية عليا عديدة في جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي “الموساد”، ومنها رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي والسياسات ورئيس قسم التكنولوجيا.

وكان عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم مسؤولون من مجلس الأمن القومي، أجروا مؤخرا العديد من اللقاءات في القاهرة، لبحث ملف التهدئة والإعمار في قطاع غزة، وكذلك ملف تبادل الأسرى، وسط أنباء ترددت مؤخرا أن شوطا قطع في ملف التبادل، وأن القاهرة قدمت عرضا ينفذ على مرحلتين، من أجل كسر الجمود الحاصل منذ سنوات.

فيما لا تزال حركة حماس ترفض بشدة الربط بين ملفات التهدئة والإعمار، وبين ملف تبادل الأسرى كما تريد إسرائيل، التي لا تزال تمنع حتى اللحظة تحسين أوضاع غزة، وتطلب أولا بعودة جنودها.

وقد جاءت زيارة المسؤول الإسرائيلي، بعد يوم من تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بزعم إطلاق “بالونات حارقة” من القطاع، على مناطق المستوطنات القريبة من الحدود، تسببت في اشتعال حرائق.

وقد مثلت تلك الحادثة عودة للتوتر الأمني على الحدود، وذلك بعد ان بدأت الفصائل الفلسطينية في التذمر من تأجيل الاحتلال إدخال العديد من المواد الخام المستخدمة في الصناعات وكذلك الاستمرار في منع إدخال مواد البناء، علاوة عن تأخير المنحة القطرية المخصصة للعوائل الفقيرة للشهر الثالث على التوالي.

وعقب القصف، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي تهديدا لحركة حماس، على خلفية استمرار إطلاق “البالونات الحارقة”.

ومنذ الحرب الأخيرة على غزة في مايو/ أيار، تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على حركة معابر غزة بما فيها المعبر التجاري، فيما يقوم الوسيط المصري منذ ذلك الوقت باتصالات وزيارات لغزة وتل أبيب، من أجل الحفاظ على التهدئة التي توسط فيها، والعمل على تطويرها لتصبح “هدنة طويلة”.

وتربط مصادر فلسطينية بين زيارة المسؤول الإسرائيلي، وبين تحركات نشطة للقاهرة باتجاه غزة، تهدف إلى العودة لبحث ملفات التهدئة والإعمار والأسرى، والطلب من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي العمل على استمرار حالة الهدوء، لمنع الانزلاق نحو مواجهة عسكرية.

وتشير المصادر إلى أن القاهرة وعدت مجددا باستمرار العمل والاتصال مع الجانب الإسرائيلي، من أجل إدحال تحسينات على عمل المعبر التجاري، ودخول أصناف من المواد الخام، تمنع سلطات الاحتلال دخولها منذ انتهاء الحرب.

وقد توقعت تلك المصادر أن تكون زيارة المسؤول الأمني الإسرائيلي الرفيع، لها علاقة بما يدور من ترتيبات واتصالات لتنشيط ملف الوساطة الخاصة بتبادل الأسرى، بعد المقترح المصري الأخير بهذا الشأن.

وحسب ما كشف، فإن المقترح المصري الجديد ينفذ على مرحلتين، الأولى تتمثل بإطلاق حماس سراح الإسرائيليين أبراهام منغستو وهشام السيد اللذين دخلا غزة بطريقة غير رسمية قبل سنوات، وتقديم معلومات عن الجنديين هدار غولدن وشاؤول آرون اللذين أسرتهما حماس خلال حرب 2014، ورفضت الإفصاح عن مصيرهما منذ ذلك الحين.

في مقابل ذلك، تفرج إسرائيل في هذه المرحلة عن الأسرى الأطفال والنساء الذين يقدر عددهم بنحو 300.

وتشمل المرحلة الثانية، إفراج حماس عن الجنديين غولدن وآرون، مقابل تحرير نحو 800 أسير، من بينهم قيادات وازنة في الفصائل الفلسطينية.

وبحسب ما كُشف أيضا، فقد عرضت مصر هذا المقترح على حماس التي طالبت أن تشمل هذه المرحلة أيضا الإفراج عن محرري “صفقة وفاء الأحرار” المعروفة باسم “صفقة شاليط”.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال، أعادت اعتقال العشرات ممن تحرروا في تلك الصفقة عام 2014.

كما كُشف بأن حماس طلبت من مصر أن تقدم موقفها النهائي من مقترح الصفقة برمته بعد دراسته في هيئاتها القيادية، ووصول الرد الإسرائيلي عليه رسميا، وأنها طلبت بأن تشمل هذه المرحلة القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل منذ عام 2003،  كما طلب من حماس أن تبدي استعدادا للتجاوب مع “فيتو” إسرائيلي على عدد من أسماء الأسرى، للدفع باتجاه إنجاح الجهود المصرية.

وقد جاء ذلك بعدما شهدت الآونة الأخيرة تقدما في مواقف الطرفين؛ اشتملت على إدراك حكومة إسرائيل أنها لن تنجح في الضغط على حماس أو ابتزازها، بربط ملف الجنود الأسرى بملفات الحصار وإعادة الإعمار.

وكان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، قال عقب زيارة رئيس المخابرات المصرية لغزة، بعد انتهاء الحرب الأخيرة، إن هناك “فرصة حقيقية لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل”.

ويتوقع أن تؤسس هذه المرحلة، في حال جرى تنفيذ المقترح المصري والموافقة عليه من الطرفين، إلى التوصل لاتفاق تهدئة لفترة طويلة في غزة، يضمن تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية، بعد سنوات مريرة من الحصار، امتدت منذ العام 2007 وتخللتها 4 حروب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية