مسؤول استخباراتي سابق: مثلما لا تستطيع مدريد الاعتراف بمغربية الصحراء.. العالم لن يمنح أوكرانيا لروسيا

حسين مجدوبي
حجم الخط
82

لندن- “القدس العربي”:  في ظل التوتر الذي يشهده العالم بشأن النزاع الروسي- الأوكراني، رأى مدير المخابرات الإسبانية السابق وأحد كبار الخبراء في العلاقات بين الرباط ومدريد، خورخي ديسكيار، أن إسبانيا لن تعترف بمغربية الصحراء تماما مثل عدم اعتراف العالم بضم روسيا لأوكرانيا.

وفي مقال له في جريدة “التيار” الرقمية الإسبانية، أمس الأحد، حول تطورات الأزمة التي يشهدها العالم حول فرضية هجوم روسي على أوكرانيا، لم يستبعد هذا المسؤول الاستخباراتي السابق وقوع أي مفاجأة بما فيها الحرب، غير أنه أقدم على مقارنة غريبة للغاية ولكنها تحمل خطابا موجها إلى المغرب، بحكم موقعه السابق.

وكتب ديسكيار في مقاله “مثلما لا تستطيع إسبانيا الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، بغض النظر عن مدى رغبتها في الحصول على علاقة مثالية مع الرباط، فلا يمكن للعالم أيضا أن يمنح أوكرانيا لروسيا أو السماح لها بتحويلها إلى دولة تابعة ذات سيادة محدودة”. ويفسر ذلك بالتوازنات الدولية وأن روسيا لن تقنع بالوعود الحالية مثل عدم قبول المغرب بسياسة إسبانيا مهما كانت مثالية إذا لم تعترف بمغربية الصحراء.

وتُجهل الأسباب التي دفعت هذا الدبلوماسي والمسؤول الاستخباراتي السابق على إجراء هذه المقارنة في الظرف الحالي. ويفترض أنه يخاطب الرأي العام الإسباني ليسهل له تفسير نزاع دولي شائك وصعب مثل أوكرانيا بنزاع آخر يفهمه الجمهور الإسباني جيدا ويتابعه منذ عقود.

ويُفهم أنه خطاب موجه إلى المغرب في ظل الأزمة التي تشهدها العلاقات بين مدريد والرباط منذ أكثر من سنة على خلفية نزاع الصحراء، ذلك أن خورخي ديسكيار يعتبر من الخبراء الكبار في ملف العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وهو أحد مؤسسي التصور الذي انتهجته إسبانيا منذ الثمانينات للتعامل مع المغرب رفقة دبلوماسي آخر مخضرم وهو ميغيل آنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الأسبق. وكانت هذه المجموعة تسمى بـ”نادي المغاربة” وسط الخارجية الإسبانية بسبب اختصاصها في المغرب. وعمل ديسكيار سفيرا في الرباط ما بين 1997- 2001، ثم تولى إدارة المخابرات الخارجية الإسبانية التابعة لوزارة الدفاع ما بين 2001- 2004، ولاحقا سفيرا في الولايات المتحدة. في الوقت ذاته يعد بطريقة أو بأخرى من إطارات الدولة العميقة، وتحظى محاضراته ومقالاته باهتمام كبير بسبب الموقع الذي شغله سابقا.

يعبر ديسكيار بطريقة ما عن الرؤية السائدة حاليا في مدريد أو “الدولة العميقة” وهي عدم الاعتراف بمغربية الصحراء مهما كان الضغط المغربي

ويعبر ديسكيار بطريقة ما عن الرؤية السائدة حاليا في مدريد أو “الدولة العميقة” وهي عدم الاعتراف بمغربية الصحراء مهما كان الضغط المغربي.

وكانت مدريد قد سارعت إلى معارضة اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغربية الصحراء في 9 ديسمبر 2020، وفتحت مفاوضات مع إدارة جو بايدن للتراجع عن هذا الاعتراف. ولا يُستبعد أن تكون واشنطن قد أقدمت على تبني موقف أقل حماسة من ترامب في ملف الصحراء بسبب مطالب إسبانيا ودول أخرى، علاوة على أسباب تتعلق بالإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض. وكان وزير خارجية إسبانيا مانويل ألباريس قد اجتمع مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، وبحثا نزاع الصحراء، واتفقا على تحريك آليات البحث عن حل للملف.

ومازالت العلاقات بين المغرب وإسبانيا متوترة. وكان المغرب قد سحب سفيرته من مدريد منذ مايو الماضي.

وتطالب الرباط جارتها الشمالية بتأييد الحكم الذاتي حلا للنزاع في الصحراء، في حين تصر مدريد على مساعي الأمم المتحدة وتتفادى حتى الإشارة إلى الحكم الذاتي.

ومن غير المتوقع أن تدفع هذه المقارنة المغرب إلى الرد لأن ديسكيار ليس مسؤولا رسميا، لكن ستأخذها الرباط بعين الاعتبار بحكم أنها تعرب بطريقة ما عن موقف إدارة مدريد الحالية في نزاع الصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وامني رشيد:

    مدريد…..و ما مدريد ؟

  2. يقول حسن المغرب:

    وإذا كنت جريئا. فلماذا لم تنتقد روسبا على رغبتها على غزو أوكرانيا. وتتكلم عن روسيا بصيغة الجمع. العالم يرفض غزو روسيا لأوكرانيا. تكلم عن بلدك. هل تقدر إسبانيا على انتقاد روسيا؟؟؟ لن تقدر بل تستعرص عنترياتها على المغرب. لهذا يجب على المغرب أن يرد لإسبانيا الصاع صاعين. فكلا البلدين سبتضرر كثيرا سواء المغرب أو إسبانيا. ولكن الضرر الطويل الأمد سيكون على إسبانيا إذا ما استغل المغرب موقف ألمانيا الحالي وفتح لها المجال والمشاريع العمومية والتسهيلات في الاستثمار في المغرب.. وتأسيس العلاقات مع دول اوروبا الشرقية. إن قام بهذا سيحطم إسبانيا. لأن سلع إسبانيا تملأ أسواق المغرب

  3. يقول صحراوي مغربي أفتخر:

    المرجووووو النشر فضلا وليس أمرا فوالله قلبي يحترق من كلام هذا المستعمر من بقايا نظام فرانكوا الذي همه اوحيد وليس للأسف لوحده في ذالك هو تقسيم المغرب وأن يروه بلدا ضعيفا صغيرا متخلفا لأنهم يعتقدون أن مغربا قويا ستنعبث منه أندلس ثانية، أوكرانيا دولة قائمة والصحراء المغربية يحكمها المغرب فعليا ويعيش فيها المغاربة عربا وأمازيغا وصحراويون وقرارات الأمم المتحدة لا تعتبر المغرب بلدا محتلا ولا تعترف بما يسمى جمهورية صحراوية وبالتالي فكلام هذا الرجل ليس سوى تفريج عن حقد دفين متمكن تجاه المغرب كما يفعل للأسف بعض أبناء عمومتنا …..

  4. يقول Ahmed HANAFI اسبانيا:

    جوابا على سؤال طرحه الاخ المعلق فضولي، عن حكم محكمة لهاي. يجب توضيح ما يلي:
    1- محكمة لهاي لم تصدر حكما بل قدمت رايا استشاريا ردا على رسالة من الأمانة العامة للأمم المتحدة.
    2- الرسالة الأممية تم توجيهها للمحكمة الدولية بناءا على طلب رسمي وملح تقدم به المغرب. وهو الطلب الذي وافقت عليه كل الدول الأعضاء بالامم المتحدة عدا بلدين اثنين: اسبانيا والجزاير.
    3- قبل النظر في مضمون القضية المعروضة عليها، توجب على المحكمة تحديد طبيعتها وكذا الأطراف المعنية بها. في هذا الصدد، أكدت الهيئة القضائية الدولية في مايو 1975، أن مشكل الصحراء هو نزاع دولي بين اسبانيا والمغرب ولم تذكر أي طرف آخر.
    4- جوابا على السؤال موضوع الرسالة الأممية ، قالت المحكمة أن الصحراء لم تكن أرضا خلاء كما تدعي اسبانيا، بل تسكنها قبايل تربطها علاقة البيعة مع سلاطين المملكة المغربية.
    فخرج من يقول أن البيعة لا ترقى لسلطة قانونية. قال هذا مسيحيون وعلمانيون و … ومسؤولون من بلد مسلم بالجوار… للاسف الشديد. والسلام.

    1. يقول غزاوي:

      إلى Ahmed HANAFI اسبانيا:(فبراير 14, 2022)
      مجرد تساؤل.
      ماذا قالت محكمة العدل الدولية !؟
      1- أنه بطلب من المغرب طلبت الأمم المتحدة رأي محكمة العدل الدولية حول نزاع الصحراء الغربية.
      2- الوثائق التي قدمها المغرب للمحكمة تم جمعها في خمس مجلدات تحت عنوان:” البيبليوغرافيا المختارة حول الصحراء المغربية “.
      3- جاء في أحدى حيثيات الحكم ما نصه:
      4- “و بعد أن فحصت الأحداث الداخلية (تعيين القادة، جباية الضرائب، المقاومة المسلحة و حملات السلاطين) التي قدمها المغرب كإثبات لسيادته التاريخية على الصحراء الغربية، و الأحداث الخارجية (معاهدات،اتفاقات،و مراسلات دبلوماسية)التي اعتبرها المغرب تأكيدا لاعتراف دولي من حكومات أخرى بتلك السيادة التاريخية، توصلت المحكمة إلى أن كل ذلك لا يقوم دليلا على وجود روابط سيادة إقليمية بين المغرب و الصحراء الغربية”انتهى.
      5- وجاء منطوق حكمها ما نصه:
      أقتبس:”وعليه فإن المحكمة لم يثبت لديها وجود روابط قانونية (بين المغرب والشعب الصحراوي)، من شأنها أن تؤثر على تطبيق القرار (1514 ) المتعلق بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، و على الخصوص تطبيق مبدأ تقرير المصير” انتهى.
      6- ذلك ما أكده حكم محكمة العدل الأوربية التي لجأت إليها الجبهة وأعتبر أن الصحراء الغربية إقليم مميز ومنفصل عن المغرب.

    2. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

      لا تقتبس رجاءا .. و انشر الامور كما هي .. ففي الاقتباس يكمن الشيطان .. و ها انت ادرجت بين فوسين مصطلح “الشعب الصحراوي”
      و هذه مغااطة كببرة .. علما ان المحكمة اتبثت أنه لا يوجد شعب اصلا .. بل قبائل كانت على علاقة بيعة مع المغرب.
      .
      و أراك تحاول ان تطعن في البيعة كاساس الدول الاسلامية .. علما ان الجزائر نشأت ببيعة .. ببعة الامير عبد القادرر.. اليس كذلك ..؟؟
      .
      اذا كان الصراع مع دواة بودية مثلا .. قد نتفهم الامر و ااطعن في البيعة .. لكن الصراع مع دولة اسلامية تكونت ببيعة .. فهذا غريب.

  5. يقول مراكش:

    العناد الإسباني إزاء المغرب سيؤدي حثما إلى الرفع من منسوب التسلح بل وتطوير المنظومات الدفاعية والهجومية في الجزائر والمغرب وهذا ليس في مصلحة إسبانيا.

  6. يقول علوان:

    المغرب لا يطلب من اسبانيا الاعتراف المغرب يريد تحديد موقفها في التعاملات الاقتصادية في الصحراء المغربية فاسبانيا تطلب ان تصطاد في الاراضي المغربية الصحراوية وتقول انها اراضي مغربية لان المفاوضات تقع بين الاتحاد الاوروبي والمغرب
    فادا كانت اسبانيا ترى مصالحها الاقتصادية فالمغرب له نفس النظرة اختيار اسبانيا لا يغير في الواقع من شيء اما امريكا فاعترافها لم ولن يتغير لانه ملزم الاتفاق الثاني وخروج السفير الامريكي في اسرائيل خير دليل فلا اسبانيا ولا غيرها سيغير واقع ملموس واسبانيا تتمنى ولكن التمني ليست هو الواقع

  7. يقول Rachid:

    لو بقيت اسبانيا في الصحراء الغربية هل يجازف المغرب باحتلالها و تشريد شعبها؟
    الذي حرر الصحراء الغربية من الإستعمار الإسباني هم الصحراويون أنفسهم!
    المغرب لم يساعد هؤلاء الصحراويين بشيئ, بعكس الجزائر التي أمدتهم وبكل شيئ!!
    المغرب إستغل هزيمة الإسبان بتقاسم الصحراء مع موريتانيا عل حساب أصحابها الشرعيين!!!
    يكفي الصحراويين فخراً بأنهم لم يطبعوا مع العدو الصهيوني بالخفاء والعلن!!!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول عبد الرحيم المغربي .:

      إسبانيا لم تخسر جنديا واحداً في الصحراء المغربية…. والخسائر تكبدتها على يد جيش التحرير المغربي سنة 1957 1958… والأشرطة موجودة على اليوتيوب بالصوت والصورة…والارشيف الإسباني موجود بالتفصيل الممل….والجيش الإسباني غادر الصحراء بسبب واحد ووحيد…وهو إنطلاق المسيرة الخضراء التي اكتسحت مشارف العيون….واضطر الملك خوان كارلوس الى تسليم السلطة هناك للمغرب والانسحاب…مخالفا أوامر فرنكو باشعال الحرب ضد الجيش المغربي….؛ البوليساريو صنعتها إسبانيا لضمان استمرارية هيمنتها على الصحراء … ولم تواجه يوما جنديا إسبانيا …والتاريخ طري وطازج…ولايمكن تحريفه…كما يحصل في معارك البلاستيشن اليوم…..ولازلت أذكر وأنا يافع خطاب السيد بن سودة ..والجنرال سالازار… القائد الإسباني في يوم رفع العلم المغربي…..وهي المناسبة التي تكررت قبل ذلك في طرفاية…وسيدي إيفني…ولايصح إلا الصحيح..

    2. يقول ميساء:

      أحسنت

    3. يقول لطفي:

      سبحان الله. الصحراويون حرروا الصحراء الغربية من المحتل الإسباني ! !! ثم ذهبوا إلى تندوف ليؤسسوا جمهورية من الخيام هناك.!!! كان عليهم أن يكملوا خيرهم ويحرروا أيضا فلسطين قبل العودة إلى جمهورية الخيام!!

    4. يقول الكروي داود النرويج:

      هذا تعليق قديم لي يا عزيزي رشيد!
      لازلت متمسك به!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  8. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    لماذا الإستغراب !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    “وتُجهل الأسباب التي دفعت هذا الدبلوماسي والمسؤول الاستخباراتي السابق على إجراء هذه المقارنة في الظرف الحالي” انتهى الاقتباس
    لست إعلامي ولا سياسي ولا خريج جامعي، النزاع في الصحراء الغربية وأكرانيا وفلسطين يخضع للمنطق ثم للقانون والشرعية الدوليين الذين يرفضون الإستيلاء (ضم) الأراضي بالقوة.

  9. يقول Driss:

    اسبانيا دولة استعمارية وماتزال تنهج الابتزاز من اجل ضمان مصالحها لاغير
    الصحراء ستبقى مغربية والتاريخ شاهد على دالك
    والتاريخ بيننا وبين الكائدين من اوروبا إلى جارة السوء وليدة فرنسا

  10. يقول جلال اباد:

    اذا كان المنطق هو الاستعمار .فاسبانيا كانت تحت السيادة المغربية لمدة 800 عام ومن حقنا التذخل في شؤونها ومطالبتها باعطاء كاتلونيا الاستقلال واقامة دولة في الاندلس .

1 2 3 4 7

إشترك في قائمتنا البريدية