بيروت – «القدس العربي» : متبارون من الدول العربية، بينها الأردن، وفلسطين، والمغرب، والكويت، ومصر، وآخرون من إيران وتركيا وفدوا إلى لبنان، للمشاركة في مسابقة العود الدولية الأولى للعام 2022.
فعاليات هذه المسابقة التي نظمتها دار العود في معهد فيلوكاليا – عينطورة تستمر لأسبوع بين 19 و24 الجاري حيث ستعلن النتائج على مسرح «لقاء» في قرنة شهوان، وفي حفل ختامي يقام بالمناسبة.
افتتحت فعاليات مسابقة العود الدولية التي تجري برعاية وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى بمؤتمر صحفي عقد في دار العود. حضر المؤتمر وتحدث فيه كل من الوزير المرتضى، والفنان مرسيل خليفة ورئيسة معهد وجمعية فيلوكاليا الأخت مارانا سعد واعضاء لجنة التحكيم، ورئيس دار العود الفنان شربل روحانا، ورئيس اللجنة الفنية في معهد فيلوكاليا الفنان أنطوان خليفة الذي رافق المسابقة خطوة بخطوة.
يُذكر أن 41 تقدموا للمشاركة في المباراة، واختير منهم 21. هذا وتتألف لجنة التحكيم من حسين السبسي من سوريا، وخالد محمد علي من العراق، وشربل روحانا من لبنان، وإدريس المالومي من المغرب، وممدوح الجبالي من مصر، وطارق الجندي من الأردن، ومهمت بنمار من تركيا.
الفئات العمرية التي شملتها المباراة ضمت أولاً من عمر 16 إلى عمر 27. وثانياً من عمر 28 إلى عمر 40.
وضمن فعاليات المسابقة أحيا اساتذة لجنة التحكيم بمشاركة الفنان مرسيل خليفة عشية الخميس أمسية موسيقية في معهد فيلوكاليا في عينطورة.
سألت «القدس العربي»، رئيس دار العود وعضو لجنة التحكيم الفنان شربل روحانا عن شجاعة تنظيم مباراة للعود في بلد فيه صفر كهرباء وجبل من المشكلات المالية والاقتصادية؟ فقال: حين باشرنا بالدعوة للمشاركة في المسابقة اعتقد كثيرون أننا حيال مزحة. لكنّ ولادة الفكرة وصولاً لأن تصبح حقيقة ملموسة شكل تحدياً كبيراً. في الحقيقة تأسس دار العود التابع لمعهد فيلوكاليا قبل سنة ونصف برئاسة الأخت مرانا سعد. جميعنا رغب بأن تكون المباراة الدولية لآلة العود من أولى نشاطات الدار. ونحن نُحضّر لهذه المباراة منذ 11 شهر بتصميم وإرادة.
ويتابع: هذا التحدي الذي اخذناه على عاتقنا لم يكن سهلاً مُطلقاً، حيث الهم الأول للناس هو لقمة العيش والتي بالكاد يمكن تأمينها. قد يكون لبنان ذا النصيب الأكبر في الانهيار بين الدول العربية، لكنها جميعها تقريباً لديها معاناتها وإن بشكل متفاوت.
المشاركون في المباراة آتون من بلدان عربية لكل منها تحدياته الكبرى، لكنّ العزيمة والإصرار هي التي أدت لتصبح الفكرة حقيقة واقعاً. برأي الثقافة والفنون جزء من الحياة، ونحن ندافع عن وجودنا بالطريقة التي نتقنها وهي الموسيقى.
وعن التجاوب مع المبادرة قال روحانا: عندما طرحنا الصوت طلباً للمشاركة كان التجاوب سريعاً رغم طرح الأسئلة علينا. وكانت المفاجأة مشاركة 41 في التقدم للمسابقة من الدول التي سبق ذكرها.
وفي شباط/ فبراير الماضي تمّ الإعلان عن المباراة. ومن ثم جرت التصفيات الأولى بعد مشاهدة الفيديو الذي ارسله كل من المشاركين سواء من لبنان أو من خارجه. وهكذا بتنا أمام 21 متبارٍ انتقلوا إلى التصفية الثانية التي أجزت في منتصف هذا الأسبوع. وهذه المرحلة تمثلت بالعزف المباشر للمتبارين أمام لجنة التحكيم، ويوم الجمعة جرت التصفيات الثالثة أو النهائية.
وعن تأمين الدعم المادي واللوجستي لمسابقة العود الدولية قال روحانا: لمعهد فيلوكاليا – الذي تتبع له دار العود -أصدقاء ومتبرعون يدعمون استمراره مادياً. وهم ينطلقون من إيمانهم بالثقافة والفنون. وكذلك يلقى الدعم من البطريركية المارونية. ومع ذلك الصعوبات جمّة والوضع صعب.
وعن التحدي الأبرز الذي واجهه تنظيم مسابقة العود الدولية قال روحانا: لا شك هي موجودة وكبيرة في ظرفنا هذا. مجرد البدء بطرح الفكرة نما شعور بأننا حيال امر غريب عجيب في مثل هذه الظروف. وجدنا أن التنفيذ يستلزم بداية إيماننا نحن بالفكرة، للبدء بخطها على الورق وهذا شكل التحدي الأول. والتحدي الثاني يتمثل في ايجاد لجنة الحكم المناسبة. وفعلياً جميعهم أبدوا حماساً كبيراً للمشاركة. بالنهاية صارت مسابقة العود واقعاً في لبنان، وحجم الأحاديث الإيجابية عن انعقادها ووصفها بأنها واحة فرح ضمن صحرائنا، كان مفرحاً. فمسابقة العود الدولية بفعالياتها كافة تُنقل بشكل يومي على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.