مساعدات «إنسانية» إماراتية لإسرائيل!

حجم الخط
21

يمكن وصف الأيام القليلة الماضية بأنها أيام فضائح الإمارات في المنطقة، فمساء الثلاثاء الماضي أعلنت وسائل إعلام عبرية عن هبوط طائرة شحن إماراتية في مطار بن غوريون في تل أبيب، وأهمّية هذه الخطوة أنها تمّت هذه المرة بشكل علنيّ، حيث هبطت الرحلة رقم WY9607 أبو ظبي ـ تل أبيب لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية في تل أبيب تحت حجة إيصال «مساعدات إنسانية للفلسطينيين» مخصصة لمكافحة فيروس كورونا!
التأكيد على الطبيعة «الإنسانية» للرحلة جاء من جاكي حوجي، محلل الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي نشر مقطع فيديو يصور هبوط الطائرة، مشيرا إلى أن التبرعات المذكورة «سيتم توزيعها على الجهاز الصحي في السلطة الفلسطينية وغزة عبر الأمم المتحدة»، موضحا أن التنسيق لرحلة الطائرة تم بين «مجلس الأمن القومي» و«وزارة الدفاع» الإسرائيليين و«السلطات» في أبو ظبي.
العنصر الأهم والمطلوب في هذه الحملة «الإنسانية» للفلسطينيين هو الطبيعة العلنيّة لها، وفي استخدامها مبرر وباء كورونا، الذي استخدم أيضا في حادثة الطائرة الخاصّة الإماراتية التي تبرّعت بالمزاودة على السلطات المغربية، وافتعال خلاف معها، في موضوع نقل سيّاح إسرائيليين كانوا عالقين في المغرب، وإعادتهم إلى إسرائيل، وكانت هذه واحدة فحسب من «دبلوماسية» الطائرات الإماراتية التي كانت تفضّل التحرّك بشكل سرّي لنقل الشخصيات الكبيرة بين الطرفين.
يجيء هذا في الوقت الذي تعرّضت فيه استراتيجية أبو ظبي «الإمبراطورية» إلى نكسة في ليبيا مع سقوط قاعدة «الوطية» الجوية في يد قوات الحكومة الشرعيّة، وتعرّض جنرالها خليفة حفتر إلى هزائم جديدة في أكثر من منطقة، وهو ما دعا الإمارات إلى المطالبة بـ»وقف لإطلاق النار»، فيما تستمر ميليشياتها في اليمن في نشر الخراب والموت والفوضى، وهو ما حصل في نزاع واضح ومعلن مع حكومتين شرعيتين لبلدين عربيين.
أكثر ما يلفت في كذبة «المساعدات» هذه حصولها في فترة تصعيد إسرائيليّ خطير ضد الفلسطينيين، عبر تشكيل حكومة «وحدة وطنية» أعلن رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، أن خطّة ضم الأغوار ومستوطنات الضفة الغربية ستكون ضمن أولوياتها، وإعلانها على لسان جيش الاحتلال الذي كانت آخر عمليّاته اغتيال شاب فلسطيني من مناطق النكبة أمام عيني أمه.
لقد أصبحت أبو ظبي «ماركة» شهيرة للكوارث في المنطقة العربية والعالم، وذلك لأن سلطاتها تجمع بين صفاقة دعاوى التسامح والاعتدال و«المساعدات الإنسانية» مع الجرائم الموصوفة ضد الإنسانية والفساد العابر للقارات ودعم الطغيان والاحتلال والاستبداد بكل طريقة ممكنة، والتآمر على أي مشروع ديمقراطي عربي.
المساعدات الإنسانية الإماراتية هي بكل وضوح، مساعدات لإسرائيل، ولا داعي إذن للتلطّي وراء الفلسطينيين في الوقت الذي تشارك في الإجرام ضدهم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    شرفاء الإمارات بالسجون والمعتقلات! والسبب هو بمطالبتهم في المشاركة السياسية!!
    هؤلاء معظمهم يا سادة من الأكاديميين والمثقفين!!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سيدعمر:

    عجيب هذه الامارة لعدو الامة اليهود يتسل اليهم الادوية وعلى العرب والمسلمين اسلحة الدمار وملشيات التخريب والدمار.

    1. يقول Is not fair:

      Emirate is like Virus. Is hard to know why are destorying Arabs world

  3. يقول عبدالله المغربي:

    ان اكون عميلا لامريكا لا مشكلة ان اعترف باسرائيل لا مشكلة ان اكون عميلا للصين ان اكون عميلا لاوروبا لروسيا. …..لا مشكلة لكن كل شيء بثمن ان تقوم هذه الدول بمساعدة بلدي اقتصاديا و صناعيا وان تزودني باسرارها الصناعية وتفتح لي اسواقها و تساعدنا على اقرار الديموقراطية و تناقل السلمي للسلطة حتى اكون مثل اقتصاديات كوريا الجنوبية او اسبانيا او ان تكون لي ترسانة نووية وصاروخية ككوريا الشمالية او او او….. أما الانبطاح المجاني بل ومحاربة اخواني في الدين والعقيد فهذا هو الكفر الصريح

  4. يقول سعيد/الأردن:

    شكراً لصحيفة القدس العربي علي هذا الإيضاح…..إن تمادي حكومة عيال زايد في إيذأ العرب والمسلمين وبشكل علني سافر جعلني أشك في أنه لايوجد شعب إماراتي عربي …

  5. يقول دوغاما:

    يسمى هذا في عالم العرب الهروب إلى الأمام الجبن والخوف الزائد يدفع الإمارات لتقديم فروض الطاعه إما لإسرائيل أو إلى إيران ونسي الشيوخ المثل القائل من ينزع ملابسه يصيبه البرد بعد ماعملوا عمائلهم في بني جلدتهم من دفع فواتير الإحتلال الروسي لسورية ودعم المريض حفتر

  6. يقول بلحرمة محمد:

    كل ما يتم ونراه من هرولة اماراتية سريعة الخطى تجاه الاسياد الصهاينة له سبب رئيسي واحد واضح وهو ارضاء الاسياد الكبار في واشنطن وبالتالي كسب التاييد والدعم الامريكيين وبالتالي حماية هده المشيخة النفطية التي لولا نفطها وغنائها لما كان لها وجود على الجغرافيا الدولية فحتى لو افترضنا جدلا ان هده – المساعدات – الاماراتية هي للفلسطينيين فالسؤال الدي يطرح نفسها كيف نعطي للفلسطيين باليد اليمنى ونطعنهم باليد اليسرى فالفلسطينيون لا حاجة لهم بهده المساعدات المسمومة ان كانت اصلا لهم فابتعدوا عنهم فدلك ما يريدونه من امثالكم ايها الخانعون والمستسلمون.

  7. يقول المعتصم بن سهيل:

    و يرسلون لكم غيث ابو الحقيبة ليطمئن قلوبهم المليئة بالحقد للاسلام و المسلمين، لا افهم لما الناس لديها شك في وجود مثل هذه السلوكيات، و قد تحدث القرآن عنها في كثير من المواضع ليحذر الرسول عليه الصلاة و السلام من المنافقين و كيدهم ، فحكام الامارات هم نفسهم منافقو المدينة ،كفار موالون للكفار، حتى وان اظهروا الاسلام فهو يقعون في خانة المنافقين ،فاحذروهم.

  8. يقول علي قنيعة:

    طيب صحيح المساعداد من الامارات لإسرائيل
    ليش الكذب والخوف والتغطيه ب فلسطين
    انشا الله بركه الشهر الكريم ودعوة جميع المسلمين حظر من أمريكا لي الإمارات
    من الان إلا يوم الدين

  9. يقول الهاشمي:

    الدم بيحن. وما بيصير مي

    1. يقول Majed:

      الى السيد الهاشمي

      صدقت اخي في تعبيرك
      الدم ما بصير مي هذول أولاد العمومه

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية