أنطاكيا – «القدس العربي» : كشف رئيس “الرابطة السورية لحقوق الإنسان” مضر حماد الأسعد، عن مطالبة “الرابطة” السلطات التركية، بالحد من الحملات العنصرية التي تستهدف اللاجئين السوريين في تركيا، من قبل بعض المسؤولين في الولايات والبلديات التركية. وقال الأسعد في حديث خاص لـ”القدس العربي”، إن الخطاب العنصري ضد الوجود السوري في تركيا تصاعد في الآونة الأخيرة بشكل مقلق، مضيفاً: “قمنا كرابطة تعنى بشؤون اللاجئين، بتقديم كتاب رسمي للسلطات التركية، أكدنا فيه اعتراضنا على تصرفات البعض من رؤساء البلديات التركية، التي تتنافى وسلوك الدولة التركية”.
حديث الأسعد، يأتي رداً على إعلان رئيس بلدية مدينة بولو التركية (غرب البلاد)، تانجو أوزجان، نيته فرض رسوم قدرها عشرة أضعاف على فواتير المياه الخاصة بالأجانب، في إشارة إلى اللاجئين السوريين. وقال أوزجان، المنتمي لـ”حزب الشعب الجمهوري”، والمعروف بمواقفه الحادة المناهضة للاجئين، خلال مؤتمر صحافي في بولو، قبل يومين، إنه سيقدم اقتراحاً على مجلس المدينة بفرض رسوم قدرها عشرة أضعاف على فواتير المياه الخاصة بالأجانب، مضيفاً “أنهم (اللاجئون) لم يذهبوا عندما قطعنا المساعدات، ولم يذهبوا عندما توقفنا عن إصدار تصاريح العمل، لذلك قررنا الآن اتخاذ إجراءات جديدة”. ونتيجة الضجة الإعلامية والغضب الذي أثارته تصريحات أوزجان، كشفت وسائل إعلام تركية عن قيام مكتب المدعي العام في بولو بالبدء بتحقيق ضده بتهم إساءة استخدام المنصب والكراهية والتمييز.
وكان أوزجان، عقب انتخابه في العام 2019 رئيساً لبلدية بولو، قد أصدر قراراً بقطع المساعدات الممنوحة للاجئين السوريين في المدينة تنفيذاً لوعوده في الحملة الانتخابية التي جاءت في سياق مواقف حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه، ليوقف فور تسلمه رئاسة البلدية صرف الإعانات الاجتماعية للاجئين السوريين.
وحسب مضر حماد الأسعد، فإن هذه التصريحات وغيرها التي تحض على الكراهية، تؤدي إلى زيادة الاحتقان المتصاعد ضد اللاجئين السوريين، وقال: “كانت تركيا ولا زالت سباقة في استقبال اللاجئين السوريين، والوقوف معهم في أزمتهم منذ نحو عقد، وخطاب أوزجان لا يعبر عن خطاب ونهج الدولة التركية الرسمي، التي وفرت الحماية ولا تزال لأكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون على أراضيها”.
وأكد الكاتب الصحافي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، تصاعد وتيرة الخطاب التحريضي من أقطاب المعارضة التركية ضد وجود السوريين. والأرجح، وفق أوغلو، أن يستمر هذا التحريض مع اقتراب موعد الانتخابات التركية المقررة في العام 2023. ودعا الكاتب الصحافي التركي، السوريين إلى عدم الانجرار إلى ملعب خطاب الكراهية والتمييز والفعل ورد الفعل، بل اللجوء للوسائل القانونية والرسمية لمجابهة أمثال هؤلاء، وفتح دعاوى فردية وباسم مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني تُعنى بحقوق الانسان، وطلب فرض عقوبات وتعويضات.
واختتم سليمان أوغلو حديثه لـ”القدس العربي”، بدعوة سلطات بلاده إلى سن قوانين رادعة في تركيا لمعالجة حالات التمييز العنصري وخطاب الكراهية، قائلاً: “لقد حان وقت سن هذه القوانين التي تجرم خطاب الكراهية والتحريض ضد اللاجئين السوريين”. وقبل أيام، هدد رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، كمال كليشدار أوغلو، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في حال فوز حزبه بالانتخابات المقبلة، قائلاً: ” سنعمل على ترحيل جميع اللاجئين السوريين من تركيا في مدة زمنية أقصاها سنتان حال وصولنا إلى الحكم”. ورداً على تصريحات أوغلو، قال مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، إن “كليشدار أوغلو متضامن مع الأسد وجرائمه، فهو لم يقل 1 في المئة عنه مقارنة بما وصف به المعارضة السورية”. وأضاف “لا يفهم هذا التضامن إلا في إطار تضامن الطائفة العلوية مع بعضها، لأن كليشدار أوغلو ينتمي للطائفة العلوية ويتبع نهجها”. وتستضيف تركيا، وفق أرقام رسمية نحو 3.6 مليون لاجئ سوري، يتوزعون على كل الولايات التركية، ويعيش السواد الأعظم منهم في ظروف اقتصادية صعبة، فاقمتها جائحة “كورونا”.