‘في يوم الاربعاء الماضي، 11 أيلول/سبتمبر، احتفل بشار الاسد بيوم ميلاده الثامن والاربعين. إن كل من قدّر مدة السنوات الثلاث الاخيرة أن بشار مقضي عليه وأن سقوط نظامه مسألة وقت تبين وهمه. فقد تبين أن بشار لا ينوي أن يذهب الى أي مكان. إن اعلان اتفاق جنيف بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن القضاء على السلاح الكيميائي السوري، أو في شأن تعليق الخطة الامريكية لضرب بشار وجيشه في واقع الامر، يشبه منح بشار تفوقا كبيرا في حربه على أعدائه في الداخل.. لا يحتاج بشار الى السلاح الكيميائي الذي يملكه للتغلب على أعدائه في الداخل حتى ولا لردع اسرائيل. ويبدو أن هذا هو السبب الذي جعل وكلاءه الروس يوافقون عن رأي منه وموافقته على التخلي عن سلاح يوم القيامة لمنحه الحصانة من الصواريخ التي كان الامريكيون ينوون اطلاقها عليه، والتي كان يمكنها أن تسقط بشار ونظامه. إن معنى الاتفاق واضح. فقد استقر رأي الامريكيين بعد سنتين من التردد والحيرة على أنهم يريدون بشار في الحكم. وهم كاسرائيل يغطون على قرارهم هذا بخطابات متشددة تعترض على الجرائم التي ينفذها نظامه، وهم كاسرائيل يريدون قص أظفار بشار كي يبقى على كرسيه أضعف من أن يتحداهم ويتحدى حلفاءهم، لكنه قوي بقدر يكفي لأن يحارب مقاتلي القاعدة في سورية. إن طريق النصر قد فُتح اذا أمام بشار، لكنه ما زال طويلا، فعلى بشار أن يتغلب أولا على ‘أسراب جراد المتمردين’. ويعتمد الاتفاق مع ذلك على المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة التي ستُسهل على اوباما في المستقبل اذا غير رأيه أن يستعمل القوة على سورية. لكن بشار برهن على أنه يستطيع، وسيكون النصر الكامل في جيبه بعد قليل من الصبر وضبط النفس. ‘ اسرائيل اليوم 15/9/2013