فاليتا- د ب أ- اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة للحد من تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط في قمة بمالطا الجمعة، إلا أنه تحتم أن تعود تصريحاتهم إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسبب المشكلات الحساسة التي يرغب الجميع في تجنب طرحها.
وتأتي القمة في الوقت الذي يجد الاتحاد الأوروبي نفسه فيه تحت ضغط من داخل التكتل وخارجه، بما في ذلك العلاقات شديدة التعقيد مع الولايات المتحدة الحليفة منذ فترة طويلة.
وطالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في تصريح للصحفيين على هامش القمة، بتحديد دور أوروبا في العالم بشكل واضح، ردا على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وقالت ميركل: “إن أوروبا تتحكم في مصيرها”.
وقال مستشار النمسا، كريستيان كيرن منتقدا، على هامش القمة إن حظر سفر اللاجئين الذي فرضه الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورفض استقبالهم، يثيران قلقا، مشيرا إلى أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية تسهم في المسؤولية عن تدفق المهاجرين.
وأضاف كيرن، “مما لا شك فيه أن أمريكا تتحمل مسؤولية مشتركة عن تدفق المهاجرين، عن طريق الأسلوب الذي يتم به التدخل العسكري” بدون أن يحدد أي دولة يتم فيها اتخاذ هذا الاجراء.
وتابع: “من غير المقبول للمجتمع الدولي، أن تتخلى أمريكا عن كامل المسؤولية (في تدفق اللاجئين). يجب أن نوضح ذلك لأصدقائنا الامريكيين”.
وألمح جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، إلى أن إدارة ترامب، ببساطة، لم تفهم الاتحاد الأوروبي.
وأضاف يونكر: “أعتقد أن هناك مجالا للتأويل، لأنه في بعض الأحيان يصلني انطباع بأن الإدارة الجديدة لا تعرف الاتحاد الأوروبي بالتفصيل، إلا أنه في أوروبا، تصنع التفاصيل فارقا”.
ويعتزم كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إطلاع قادة الاتحاد الأوروبي على نتائج اجتماعهم الأسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حيث دار حديث تليفوني بين الرئيس الأمريكي الجديد وكل من أولاند وميركل، بينما زارته ماي في واشنطن الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تنقل ماي لزعماء الاتحاد الأوروبي أن ترامب أكد لها أنه “مؤيد للناتو بنسبة 100%”، حسبما أفاد مسؤولون بريطانيون أمس الخميس.
يذكر أن الرئيس الأمريكي شكك في وقت سابق في فعالية حلف الناتو.
ومع ذلك، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند اليوم من الاكتفاء بالاعتماد على حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الفرنسي: “من يعرف ما يريده الرئيس الأمريكي حقا فيما يتعلق بالحلف العابر للمحيط الأطلسي وتقاسم الأعباء؟”.
وبينما سرق ترامب بعض الأضواء أظهر الزعماء اتحادهم من خلال تمرير البرنامج المؤلف من 10 نقاط، والهادف إلى الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.
وتشير تقديرات إلى أن حوالي 180 ألف شخص انطلقوا في طريقهم بغرض الوصول إلى أوروبا من شمال إفريقيا في 2016، ولم ينج من بينهم 4500 شخص في تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
وتشمل الخطة تعزيز السلطات الليبية، وقوات خفر السواحل الليبي بخاصة، توقيف قوارب المهاجرين في مياهها الإقليمية ،وتقديم الدعم من أجل إنشاء مخيمات آمنة للاجئين في البلاد.
وسوف يدعم الاتحاد الأوروبي أيضا العودة الطوعية للاجئين الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية، والعمل مع الدول المجاورة لليبيا بهدف تحسين مراقبة المياه الإقليمية.
وقالت ميركل “الوضع خطير في ليبيا بالنسبة إلى المهاجرين”.
وتم تمثيل كل دول التكتل الـ28 في الجلسة.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني ونظيره الليبي فايز السراج وقعا على مذكرة تفاهم لكبح الهجرة غير القانونية عبر البحر المتوسط في وقت متأخر أمس في روما.
ومن المتوقع أن يتخذ القادة تدابير لتعزيز قدرة ليبيا على توقيف المهاجرين في مياهها الإقليمية، وتوفير ظروف أفضل في مخيمات اللاجئين في البلاد.
وسيعقد 27 رئيس دولة وحكومة بعد ظهر الجمعة محادثات تركز على مستقبل التكتل في حقبة ما بعد خروج بريطانيا.
ولن تحضر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة.