مشيخة عقل الدروز تعترض على دعوة شيخ «العقل الأرسلاني» إلى القمة الاقتصادية

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي»: لم تنته مفاعيل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي انعقدت في بيروت وبقيت المواقف وردود الفعل مسيطرة على المشهد السياسي الداخلي بين ساخر من غياب القادة العرب وبين معتبر أن مضمون المقررات الختامية عوّضت هذا الغياب في مكان ما.
وفي وقت تلملم بيروت التداعيات السلبية للقمة من مقاطعة خارجية ومقاطعة داخلية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن جدلاً أثارته مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز برئاسة الشيخ نعيم حسن بعد اعتراضها على دعوة شيخ العقل الآخر نصر الدين الغريب المعيّن من قبل الامير طلال ارسلان للمشاركة في القمة.
واصدرت مشيخة عقل الدروز بياناً رأت فيه أن « ما حصل في القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في بيروت لناحية تخطي الأعراف والتقاليد ومبادئ العمل البروتوكولي عبر عدم اقتصار الدعوة إلى جلسة القمة على الرئيس الروحي للطائفة التوحيدية حصراً، يشكّل انتهاكاً فاضحاً للقيم والمفاهيم الوطنية، ويمثّل مخالفة صارخة للدستور والقوانين والأنظمة، ويعدّ تدخُّلاً مشبوهاً في الشؤون الخاصة بطائفة الموحدين الدروز التي أولاها الدستور حق تنظيم وترتيب أمورها، وتكرّس ذلك بالقانون الصادر عن المجلس النيابي الذي حصر التمثيل الرسمي لطائفة الموحدين بالمجلس المذهبي المنتخب وبمشيخة العقل، كمرجع رسمي شرعي وحيد للطائفة.»
وأهابت مشيخة العقل» بالمعنيين عدم أخذ الأمور إلى ما يتخطى أركان العقد الاجتماعي والوطني»، مؤكدةً « أن ما حصل من خلل خطير يستدعي التصويب بشكل حازم ».
ووضعت الأمر برسم رئيس الجمهورية لافتةً الى أنه « تقع على عاتقه مهمة احترام وصون الدستور وتطبيق القوانين وحماية العيش المشترك واحترام خصوصيات النسيج الروحي الذي يتشكل منه لبنان ».كما أكدت أن « ما بلغته محاولات البعض لضرب ميثاق العقد الوطني الذي يجمع العائلات الروحية اللبنانية في بوتقة الوطن، من مستوى عالي الخطورة، لم يعد وارداً التغاضي عنه بأي شكل من الأشكال، ولا يجوز السكوت إطلاقاً حيال أي ممارسات تتعدى الإطار الدستوري والقانوني وتضرب ركائز العيش المشترك، وتُخِلُّ بالثوابت والمسلمات الوطنية المعمول بها بين مكونات البلاد وخصوصيات عائلاتها الروحية التي كفلها الدستور وشرّعتها القوانين».
وردّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على بيان مشيخة عقل الدروز موضحاً أنه « منعاً لأي استثمار خاطئ، يهمّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، ان يؤكد انّ دعوة ايّة شخصيّة دينيّة او غير دينيّة الى احتفالٍ رسميّ، لا يعني بأيّ شكل من الاشكال «انتهاك رئاسة الجمهورية القيم والمفاهيم الوطنية»، ولا يمثّل استطراداً «مخالفة للدستور والقوانين والانظمة».
وبالتالي فإنّ الرئاسة حريصة على احترام الدستور وصونه وتطبيق القوانين، بقدر حرصها على وحدة الطوائف اللبنانية واحترام مرجعياتها، وتمثيلها في الاحتفالات والمناسبات الرسمية».
وإنقسمت المواقف حيال ما حدث بين مؤيد لبيان مشيخة العقل ومستغرب.
فالوزير مروان حماده أعلن دعمه الكامل للبيان الذي حمّل رئيس الجمهورية مسؤولية خرق الدستور والتعدي على القوانين والتقاليد ، وقال: «بالإضافة الى سوء إدارة القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، قبل انعقادها وخلال مداولاتها وبعد انتهائها، من قبل المعنيين بهذه التظاهرة العربية العزيزة، نكتشف أن هؤلاء لا يحترمهم أحد في الخارج ولا يحترمون أحداً في الداخل. إن سلامة لبنان لا تتلازم مع الإمعان في التقسيم الداخلي واللعب الصبياني غير المسؤول بمصير علاقاتنا العربية والدولية».
في المقابل، استغربت امانة الإعلام في حزب «التوحيد العربي» في بيان لها الكلام الذي صدر عن أحد شيخي عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن والذي دعا فيه إلى ضرورة احترام الأعراف والقيم داخل الطائفة.
ورأى البيان «أن ضرب مثل هذه الأعراف والقيم قد بدأ داخل الطائفة عندما تنكّر الشيخ نعيم حسن وأعوانه لأي إجماع داخل الطائفة، وبعد قيامهم بتهريب قانون لتنظيم شؤون طائفة الموحدين يتيح لهم التحكم بشؤون الطائفة، واجراء انتخابات مجلس مذهبي شبه مزوّر».
وقال البيان: «إذا أردنا أن نضرب مثالاً حول الواقع المنحدر الذي وصل إليه المجلس المذهبي، فإن الإنتخابات الأخيرة للمجلس خير دليل على ذلك، حيث نجح الممثلون عن الجامعيين في المجلس بنسبة أصوات لم تتعد الـ 200 صوت فيما طائفة الموحدين زاخرة بالشهادات الجامعية التي تفوق الخمسين ألف شهادة جامعية».وتوجّه البيان الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأسمى آيات التقدير والإحترام الذي لن يقبل بالطبع مثل هذا التزوير الحاصل داخل المجلس المذهبي ودعوته بالتالي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب لحضور القمة العربية التنموية المنعقدة في بيروت، متمنياً البيان على الشيخ نعيم حسن الإقلاع عن سياسة تضخيم الخلاف كلما شعر بأن موقعه مهدد وكأن الأمور ذاهبة الى ما لا تحمد عقباه».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية