أنطاكيا – «القدس العربي» : كشفت مصادر محلية عن إجراء ميليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، تجارب على إطلاق صواريخ أرض-أرض قصيرة ومتوسطة المدى في البادية السورية، وسط ترجيحات دبلوماسية أمريكية بحصول عمليات تبادل إطلاق نار بين الميليشيات والقوات الأمريكية في شرق سوريا.
وأكدت شبكة «الخابور» هذه الأنباء وقالت إن ميليشيا «حركة النجباء» العراقية أجرت أكثر من تجربة على إطلاق صواريخ إيرانية الصنع قصيرة ومتوسطة المدى في بادية الرصافة جنوب الرقة، الأربعاء، في حين أكدت مصادر «القدس العربي» من الرقة، أن التدريبات هذه جاءت بعد اجتماع أمني عقدته الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني قبل أيام في ريف معدان شرق الرقة، الذي خصص للتطورات في المنطقة بعد التهديدات التركية، وزيادة انتشار الميليشيات في المحافظة.
وتابعت المصادر أن الميليشيا أطلقت الصواريخ باتجاه بادية المكمان، انطلاقاً من بادية الرصافة، مشيرة إلى أن الهدف هو تدريب مجموعات من العناصر عليها ومن ثم إرسالهم إلى جبهات إدلب ونبل والزهراء بريف حلب.
و يشير الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، إلى تزامن التدريبات هذه مع التهديد التركي بشن عملية عسكرية في الشمال السوري، وجهتها المحتملة تل رفعت المحاذية لبلدتي نبل والزهراء اللتين تعدان من أهم القواعد الإيرانية في حلب وريفها.
ويلفت خلال تصريحه لـ«القدس العربي» إلى تواتر التصريحات التركية غير الرسمية عن أن تل رفعت الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية (PYD) ستكون في رأس أهداف العملية العسكرية الجديدة التي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين عن استعداد قوات بلاده لشنها في إطار استكمال إنشاء المناطق الآمنة في الشمال السوري.
ويرى قدور أن العملية العسكرية التركية في حال بدأت، ستؤثر بشكل مباشر لجهة حصار بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، لافتاً إلى تردد هذه الأنباء في وسائل الإعلام الإيرانية. وقال قدور: إن «الحديث في وسائل الإعلام الإيرانية يتركز عما تستطيع إيران تقديمه لدرء الخطر المحدق في حال شنت تركيا عملية عسكرية على مقربة من البلدتين».
وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر المعارضة العسكرية في وقت سابق عن قيام الميليشيات المدعومة من إيران بتعزيز أسلحتها الهجومية في أرياف حلب وإدلب، بهدف الرد على مقتل10 عناصر واصابة آخرين بصاروخ مضاد للدروع أطلقته مجموعة من «حركة أحرار الشام «واستهدف حافلة عسكرية في ريف حلب الغربي، في13 أيار/مايو الحالي.
وفي الإطار ذاته، تتزامن التجارب الصاروخية هذه مع توقعات بزيادة التصعيد من جانب الميليشيات المدعومة من إيران ضد القواعد الأمريكية في شرق سوريا، وهو ما ينسجم مع حديث السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، عن احتمالية تصاعد حدة التوترات في سوريا، مع تخفيض روسيا عدد قواتها في سوريا. إذ قال فورد في مقال له: إن «زيارة رئيس النظام بشار الأسد الأخيرة إلى طهران، تشير إلى أن وجود إيران ونفوذها في سوريا سيشهدان نمواً متزايداً، وهذا الوجود هو بمثابة تهديد للأمريكيين في المنطقة». وتوقع فورد حصول حالات تبادل إطلاق النار بين الميليشيات والقوات الأمريكية في شرق سوريا، لكنه استدرك بقوله «هذه المعارك ستكون محدودة، لأن الأمريكيين لا يريدون حرباً كبيرة في سوريا، وهم لم يقفوا بعد على مصلحة استراتيجية في سوريا تبرر شن حرب كبيرة هناك».
وفي هذا الجانب، يقول الباحث ضياء قدور، إن الميليشيات الموالية لإيران تنتهج سياسة حركة «طالبان» في أفغانستان، بالتعامل مع القوات الأمريكية هناك، موضحاً أن «الميلشيات ستقوم بإنهاك القواعد الأمريكية في شرق سوريا بشكل مستمر لدفعها إلى الانسحاب، كما جرى في أفغانستان». وطبقاً للباحث بالشأن الإيراني، تأمل إيران أن تقوم بملء الفراغ الناجم عن انسحاب أمريكي من المحافظات الشرقية السورية، وخصوصاً في المناطق الغنية بالنفط.
العدو في الجولان