الأنبار -“القدس العربي”: كشف مصدر خاص لـ”القدس العربي”، عن وجود تحركات واجتماعات تعقد بسرية تامة، برعاية إيرانية، يقوم بها مسؤولون وزعماء فصائل شيعية مسلحة مع عدد من شيوخ العشائر وعلماء دين بارزين في محافظة الأنبار، لإقناع العشائر العربية السنية بتشكيل فصائل مقاومة لمهاجمة التجمعات الأمريكية المتواجدة في غرب العراق .
وقال المصدر هناك أكثر من وفد شيعي زار الأنبار مؤخرا بشكل غير معلن، وأجرى اتفاقات مع مشايخ دين لهم تأثير في الشارع الأنباري بهدف الضغط على خطباء منابر الجمعة، وحشد السكان عبر خطب حماسية نحو القيام بعمليات جهادية ضد الجيش الأمريكي المنتشر في القواعد العسكرية بالأنبار.
وأضاف المصدر ان الوفد قدم لهم إغراءات عديدة منها الدعم بالسلاح والتدريب والمال، فضلا عن تقديم الدعم الإعلامي، والوعود بمناصب رفيعة في الحكومة العراقية، مقابل إنجاز هذه المهمة لإرغام الأمريكيين على الانسحاب.
وأضاف لـ”القدس العربي”، إن بعض العشائر وشيوخها من جماهير المكون السُني، أعلنت رفضها لأي تشكيلات من هذا القبيل وطالبتهم بمغادرة المحافظة والكف عن المتاجرة باسم المقاومة خدمة لمشاريع طهران.
ومن جهته قال رئيس مجلس حكماء عشائر الأنبار الشيخ رعد السليمان لـ “القدس العربي”، ان هناك جماعات تدفع باتجاه توريط عشائر الأنبار في صراع أمريكي إيراني وحرب استنزاف طويلة الأمد، يدفع فاتورتها المواطنون البسطاء الذين عانوا لسنوات من مرارة الإذلال والتهجير بسبب القتال ضد الأمريكيين، الذي خلف دمارا هائلا في البنية التحتية لعموم الأنبار .
وأعرب الشيخ السليمان عن استغرابه ممن يسعون لفتح مواجهة عسكرية مع القوات الأمريكية دون الاهتمام بقضايا إنسانية وأمنية أكثر إلحاحا وحاجة داخل محافظة الأنبار من قتال الأمريكان وحرق المحافظة ثانية، في إشارة منه إلى آلاف النازحين من مختلف مدن المحافظة الذين ما يزال قسم كبير منهم يعشيون في مخيمات نزوح بائسة بعد أن هدمت الحرب ضد مقاتلي تنظيم الدولة، منازلهم بالكامل بالإضافة لملف الإعمار الذي مايزال متلكئاً بسبب الإهمال الحكومي من جهة والفساد من جهة أخرى .
وتابع الشيخ انه لايمكن لأحد أن يتهمنا بالعمالة للأمريكيين، لأننا كنا أول العشائر التي قاتلتهم ودفعت الدماء والتضحيات في سبيل إخراجهم، وللأسف تم معاملتنا من أبناء جلدتنا في الوطن و الحكومة العراقية باعتبارنا إرهابيين متمردين على سلطة الدولة .
واعتبر الشيخ رعد كل الأصوات التي تنادي بمقاومة الأمريكيين الآن، بالنشاز، داعيا أهالي الأنبار بالرد عليها وإسكاتها لأن هدفها تخريبي تحت يافطة قتال المحتل .
فعلمت حين العلم لا يجدي الفتى..ان التي ضيعتها كانت معي