العراق – الأناضول- حققت القوات العراقية والقوات الساندة لها تقدماً ميدانياً ملموساً، على مدى شهر من القتال المتواصل في محاور مدينة الموصل(شمال)، وباتت على مقربة من الساحل الأيمن من المدينة الذي يعّد المعقل الرئيس لمسلحي”الدولة الاسلامية” ويضم نحو 30 حياً سكنياً، حسب مصدر عسكري.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، ، بحسب مصدر عسكري، حتى الجمعة، تمكنت القوات العراقية والقوات المتحالفة معها من استعادة السيطرة على 153 منطقة وحي وناحية أغلبها ضمن الساحل الأيسر للمدينة، الى جانب تحرير مطار تلعفر العسكري، وقتل أكثر من ألف مسلح وفق إحصاءات لخلية الإعلام الحربي(مؤسسة رسمية).
وقال المقدم كريم ذياب من الشرطة الإتحادية، إن “قوات من الفرقة التاسعة من الجيش العراقي تتقدم من المحور الجنوبي الشرقي، بشكل متوازٍ مع تقدم قوات مكافحة الارهاب من المحور الشرقي بإتجاه حافة نهر دجلة، الذي يفصل الساحل الأيسر عن الأيمن”.
وأضاف ذياب، ان “المسافة من المحور الجنوبي الشرقي باتجاه حافة نهر دجلة أقل من 3 كم، فيما وصلت قوات مكافحة الارهاب، أمس الى مسافة نحو 4 كم من حافة النهر”، لافتاً الى أن “المعارك في المسافة المتبقية للوصول الى حافة النهر من المحورين ستكون صعبة”.
وكانت معارك القاطع الايسر من الموصل على مدى الشهر الماضي، عمليات كر وفر بين القوات الحكومية ومسلحي “الدولة” الذين شنوا اكثر من هجوم استهدف تمركز القوات الامنية في مسعى لإيقاف التقدم، بحسب مصادر عسكرية.
ميدانياً، واصلت القوات العراقية لليوم الـ33 من العمليات العسكرية تقدمها نحو مركز المدينة، وانتزعت صباح الجمعة، منطقة جديدة في المحور الجنوبي الشرقي من قبضة المسلحين.
وقال الفريق الركن عبد الامير يار الله قائد الحملة العسكرية في الموصل في بيان، اليوم، إن “قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تمكنت اليوم من تحرير قرية عمر كان شمال اثار النمرود بالكامل ورفعت العلم العراقي فيها بعد تكبيد العد خسائر بالارواح والمعدات”.
ولا يزال التحدي الأكبر الذي يواجه القوات العراقية المعارك الخاصة بالساحل الايمن من المدينة والذي يعّد المعقل الرئيس لمسلحي تنظيم “الدولة”، بحسب معنيين بالجانب العسكري.
ويعزو قادة الجيش العراقي التأخر في حسم معارك الساحل الايسر من الموصل الى تواجد المدنيين داخل الاحياء السكنية اثناء اقتحامها، وهو ما قد يضعف التقدم باتجاه الساحل الايمن من المدنية الذي يضم قرابة مليون مدني بحسب تقديرات غير رسمية.
إنسانياً، قالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، الجمعة، إن آلاف العوائل في المناطق التي تم استعادة السيطرة عليها في الموصل بحاجة ماسة الى مساعدات اغاثية عاجلة.
وقالت الوزارة في بيان، إن “أعداد النازحين وصلت منذ انطلاق العمليات العسكرية في الـ17 من الشهر الماضي حتى اليوم الى 58 ألفاً و696 شخصاً، وتم ايواء العدد الأكبر منهم في مخيمات الخازر، حسن شام، جدعة، ديبكة، زيلكان، داقوق، ليلان والعلم”.
وأضافت الوزارة أن “آلاف العوائل بحاجة كبيرة للمساعدات سيما الغذائية منها على وجه السرعة في المناطق التي تمت استعادتها من قبضة عصابات داعش الاجرامية حديثاً” ، مضيفة أنها “تعمل جاهدة على ايصال المساعدات الغذائية للعوائل في المناطق المحررة حديثا بالتعاون والتنسيق مع القوات الأمنية”.
وانطلقت معركة استعادة الموصل في الـ17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، وحرس نينوى (سني)، إلى جانب “البيشمركة ” (قوات الإقليم الكردي).