دمشق – «القدس العربي»: كشف مصدر عسكري من دمشق، لـ «القدس العربي» عن المواقع العسكرية التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية في ريف العاصمة السورية دمشق الأربعاء. وقال الخبير العسكري إن الضربات انطلقت من الكتبية 334 الصاروخية على محيط دمشق، واستهدفت مستودعاً في فوج الإنزال 100 قرب منطقة السومرية التابعة للفرقة الرابعة، خلف مساكن السومرية، وهي كتيبة 482، مؤكداً أن الفوج هو موقع عسكري سوري.
روسيا تدين القصف الصاروخي الإسرائيلي للعاصمة والقوات الأمريكية تعود لقاعدتين في الشمال
وبيّن المصدر أن الموقع الثاني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي هو مستودع تجاري يستخدمه حزب الله (المدعوم إيرانياً) قرب مطار في منطقة الغسولة، إضافة إلى مستودع للأسلحة الإيرانية، قرب المطار أيضاً وتزامن ذلك مع إدانة روسيا القصف الصاروخي الإسرائيلي للعاصمة السورية. واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي صواريخ أرض – أرض، وفق المتحدث الذي اعتبر أن ذلك يدلل على «ضعف التنسيق الروسي – الإسرائيلي بسبب الحرب الروسي على أوكرانيا». وما يميز هذه الغارة عن غيرها، هو إن الغارات استهدفت مواقع عسكرية سورية، على عكس المرات الماضية، حيث قتل 9 عسكريين عرف منهم 6 سوريين.
الخسائر
وحول الخسائر قال الخبير العسكري، أن الضربات تسببت بمقتل 9 من الجنود والضباط السوريين، 3 منهم من مرتبات الدفاع الجوي بينهم العقيد رفعت علي الصالح، و3 من الشرطة العسكرية التابعة للفرقة الرابعة كتيبة الدفاع الجوي، الخاصة بحماية مكتب الأمن، و3 عسكرين غير معروفين من عناصر وحدة الرادار. ويعرف عن العقيد رفعت علي الصالح، أنه قائد كتيبة الدفاع الجوي في المعضمية وهي كتيبة صلح الطير. وكانت قد هزت انفجارات عنيفة سماء دمشق، فجر الأربعاء، نتيجة قصف إسرائيلي لمواقع عسكرية في محيط العاصمة. ونقل موقع صوت العاصمة، المحلي الإخباري، عن مصادر أن «الهجوم استهدف موقعين اثنين في محيط مطار دمشق الدولي، تبعه انفجار ضخم في محيط المنطقة المستهدفة». ووفقاً للمصدر فإن «إسرائيل استهدفت نقطة تابعة للميليشيات الإيرانية، في أحد مواقع (الفرقة الرابعة) التابعة لقوات النظام السوري، في جبل السومرية في العاصمة دمشق، تبعه اندلاع للنيران وسط الجيل».
وذكر الموقع أنه «رصد حركة كثيفة لسيارات الإسعاف والإطفاء على طريق مطار دمشق الدولي، متجهين نحو الموقعين المستهدفين في محيط المطار». مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام، حاولت التصدي للصواريخ الإسرائيلية، عبر إطلاق العديد من صواريخ «أرض- جو» من الدفاعات المتمركزة في جبل قاسيون بدمشق، وجبل سلح الطير في ريف صحنايا الغربي.
وأدانت روسيا أمس الخميس بشدة الضربات الصاروخية الإسرائيلية على أطراف العاصمة السورية دمشق. ونقلت وكالة نوفوستي عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها: «حسب التقارير الواردة، في ليلة 27 (نيسان)أبريل، شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوماً صاروخياً على أهداف ومناطق مأهولة بالسكان.. وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل أربعة جنود سوريين وإصابة ثلاثة، وإلحاق أضرار مادية كبيرة».
وأضافت: «نؤكد على أن استمرار القصف الإسرائيلي للأراضي السورية يعد انتهاكاً للمعايير الأساسية للقانون الدولي، وغير مقبول بشكل قاطع.. ندين بشدة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة».
القوات الأمريكية تعود
وأشارت إلى أن مثل هذه الهجمات غير المبررة تؤدي إلى انخفاض القدرة القتالية للقوات المسلحة السورية، مما يؤثر سلباً على فعالية جهود مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية. وأكدت: «نطالب الجانب الإسرائيلي بوقف هذه الاعتداءات الشرسة والخطيرة».
وكانت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) قد نقلت أمس الأربعاء عن مصدر عسكري أن أربعة جنود لقوا حتفهم وأصيب ثلاثة آخرون جراء القصف الذي شنته إسرائيل على بعض النقاط في محيط دمشق ليلة الثلاثاء/الأربعاء. وأضاف المصدر أن القصف أسفر أيضا عن وقوع بعض الخسائر المادية. وأفادت التقارير السورية بأن وسائط الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط بعض الصواريخ.
وبدأت القوات الأمريكية في سوريا، منذ أيام قليلة، إعادة تفعيل قاعدتين عسكريتين كانت قد أخلتهما عام 2019 في محافظة الرقة (شمال شرق)، الخاضعة لسيطرة تنظيم «ي ب ك ـ بي كا كا» المصنف إرهابياً من قبل تركيا، وفق مصادر محلية الخــميس.
وقالت مصادر مطلعة لمراسل الأناضول، إن القوات الأمريكية بدأت في الأيام القليلة الماضية العودة إلى قاعدتين كانت أخلتهما قبل وقت قصير من انطلاق عملية «نبع السلام» التي نفذها الجيش التركي ضد «ي ب ك» في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن روسيا تسعى إلى تعزيز وجودها في محافظة الرقة، ما أشعر الولايات المتحدة بعدم الارتياح ودفعها للبدء بإرسال تعزيزات عسكرية إلى «الفرقة 17» على بعد 7 كم عن مدينة الرقة، و»مطار الطبقة» على بعد 50 كم من المدينة. وأفادت بأن القوات الأمريكية أرسلت عدداً كبيراً من المدرعات و9 عربات من المدرعة المقاتلة «برادلي»، وعشرات الجنود إلى هذين الموقعين، تمهيدًا لإعادة استخدامهما كقاعدتين ثابتتين.
كما شرعت القوات الأمريكية في إرسال تعزيزات عسكرية إلى «مطار الطبقة» عبر طائرات شحن، حسب المصادر. ومطلع العام الجاري 2022، تعرضت القوات الأمريكية شرق الفرات لهجمات صاروخية شنتها مجموعات إرهابية تابعة لإيران. وهو ما دفع واشنطن إلى إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية ضخمة على متن مئات الشاحنات عبرت من العراق إلى القواعد الأمريكية في دير الزور والحسكة والرقة شمال شرقي سوريا.
وتشهد سوريا، منذ عام 2011، نزاعا داميا متشعب الأطراف تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلد وخارجه، إضافة إلى دمار هائل لحق بالنية التحتية. وفي مارس/ آذار 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية مناهضة للنظام طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكنه أقدم على قمعها عسكرياً ما زج بالبلد في حرب مدمرة.
وسيرد النظام المجرم وأتباعه على الآمنين في إدلب وغيرها…خلاااص انكشف الملعوب واللاعبين.