بعد ثورة 23 يوليو 1952 قام الضباط الاحرار باعتقال محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، وقاموا بالسيطرة الكاملة على المشهد السياسي المصري مذ ذاك، وقامت إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة بتوجيه الاعلام لتلميع القادة العسكريين وإقناع الشعب بأن الجيش المصري من أقوى الجيوش، وأن إسرائيل يمكن سحقها ورميها فى البحر، وفي يوم 6 يونيوعام 1967 قام الاعلام المسموع والمرئي بإذاعة أخبار كاذبة: بدأت المعركة وأسقطنا 43 طائرة للعدو – الجيش المصري على أبواب تل أبيب. واستيقظ الشعب على هزيمة نفسية وعسكرية ثقيلة. في 6 أكتوبر عام 1973 استطاع الشعب الخروج من الهزيمة النفسية، وبالاصرار حول الهزيمة الى نصر عظيم للشعب المصري والشعوب العربية. انتظر الشعب ثمار هذا النصر من تقدم وحرية ورخاء ونهضة حقيقية،. لكن بعد ذلك لم يترك العسكر الفرصة للشعب ليبني دولته، بل أدخلوا مصر الى معسكر التبعية، ولدوا أكثر من ثلاثين عاماً من الجهل والفقر والمرض والقهر والتخلف. ثم جاءت اللحظة المنتظرة، والمرحلة الفاصلة في تاريخ مصر، واندلعت الشرارة الأولى لثورة 25 يناير وانتفض الشعب ليقتلع الفساد ويهدم الظلم، وحقق الشعب المصري بعض المكتسبات وتنفس الحرية، واختار أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، فكانت أول خطوات التحول الديمقراطي الصعبة. لكن العسكر أبوا أن يخرج الشعب المصري من بيت الطاعة وقاموا بالانقلاب العسكري على إرادة الشعب، فكان يوم 3 يوليو 2013 بمثابة الهزيمة الثانية بعد هزيمة 67 التي تسبب فيها بعض قادة الجيش. فصدم الشعب في قادة الجيش للمرة الثانية، وتجرع مرارة الهزيمة. على قادة الجيش الشرفاء الوقوف بجانب الشعب الشعب المصري من أجل الحفاظ على مكتسبات الثورة. والثوار الاحرار نزلوا الى الميادين ليكون يوم 6 اكتوبر هو يوم النصر للثورة، والهزيمة للانقلاب العسكري الدموي، وتقديم قادة الانقلاب الى المحاكمة. وعودة الشرعية والرئيس الشرعي، وعودة المسار الديمقراطي والقيام بتطهير مؤسسات الدولة من رجال النظام السابق. فلتكن ثورة لتصحيح مسار الثورة وتحرير الجيش من قبضة قادة نظام مبارك. حمدي أبو دغيد – مصر