القاهرة – رويترز: أظهرت بيانات نشرها جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في مصر أن كمية زيت الوقود (المازوت) كثيف الكربون الذي تستخدمه مصر في محطات توليد الكهرباء بلغت أعلى مستوياتها في خمس سنوات، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لتعزيز كميات الغاز الطبيعي المتاحة للتصدير. ويُمَكّن التحول لاستخدام المازوت، ومعظمه إنتاج روسي، مصر من توليد الكهرباء بتكلفة أرخص وتصدير المزيد من الغاز لتخفيف نقص حاد في العملة الصعبة. وأظهرت بيانات الجهاز أن حصة المازوت من إجمالي مُدخلات توليد الكهرباء بلغت 20.95 بالمئة في أكتوبر/تشرين الأول. وهذا أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2017. كانت الحكومة المصرية قد أعلنت في أغسطس/آب عن خطة لترشيد استهلاك الكهرباء، وقالت لاحقاً أنها ستشمل تحديد كمية المازوت المستخدمة في محطات الكهرباء. وأظهرت بيانات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة «جودي» أن الطلب على زيت الوقود في مصر بلغ أعلى مستوياته في أربع سنوات عند 135 ألف برميل يومياً في سبتمبر/أيلول. وارتفعت أيضاً شحنات زيت الوقود من روسيا إلى مصر هذا العام إلى 2.17 مليون برميل في يونيو/حزيران، وهو أعلى مستوى مسجل في بيانات الشحن على منصة «رفينيتيف» التي بدأ تسجيلها في شهر أبريل/نيسان 2015. وقال يوجين ليندلـ رئيس شعبة منتجات التكرير لدى شركة «إف.جي.إي» لاستشارات الطاقة، أن التوفير كان «هائلاً» بالنسبة لمن هم خارج أوروبا القادرين على الحصول على الوقود الروسي بسعر مخفض. وتجنب الغرب استيراد الطاقة من روسيا رداً على حرب أوكرانيا. وتسعى أوروبا لإيجاد مُوَرِّدين للغاز بدلاً عن روسيا بما في ذلك استيراده من مصر، وذلك في إطار محاولات القارة للتوقف عن الاعتماد على الإمدادات الروسية. وقال ليندل أن حرق زيت الوقود عالي الكبريت أرخص بأربع مرات من حرق الغاز الطبيعي، بناء على سعر عقد مركز تسهيل تداول الغاز الهولندي «تي.تي.إف»، وهو عقد قياس أوروبي، لكن هناك تكلفة بيئية باهظة. ورداً على سؤال حول التداعيات البيئية، قالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد لرويترز الشهر الماضي أنه ليس لديها تفاصيل حول الكمية التي يتم حرقها، لكنها أشارت إلى اتفاقات للتوسع في الطاقة المتجددة أعلنتها مصر أثناء استضافة محادثات المناخ «كوب27». الشهر الماضي. ولم ترد وزارة الكهرباء المصرية على طلب للتعليق، ولم يُطلع الجهاز التنظيمي رويترز على قاعدة بياناته الكاملة.