معبر رفح (مصر): قالت مصادر مصرية ومسؤول فلسطيني إن ما لا يقل عن 320 من حملة جوازات السفر الأجنبية وبعض المصابين من قطاع غزة غادروا القطاع الفلسطيني من خلال معبر رفح إلى مصر اليوم الأربعاء، وهي أول دفعة من المستفيدين من اتفاق توسطت فيه قطر.
وأفادت مصادر في عدة دول بأن اتفاقا بين مصر وإسرائيل وحماس سيسمح بعبور 81 مصابا ومن وردت أسماؤهم في قائمة مبدئية تضم 500 من حملة جوازات السفر الأجنبية من القطاع إلى مصر في الأيام القليلة المقبلة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على الخطط المصرية إن نحو 7500 من حملة جوازات السفر الأجنبية سيجري إجلاؤهم من غزة على مدى نحو أسبوعين، مضيفا أن مطار العريش سيكون متاحا لإخراج الأفراد. وقال دبلوماسيون إن من المتوقع أن تسافر الدفعة الأولى من حملة الجوازات الأجنبية إلى القاهرة برا، لتسافر من هناك إلى الخارج على متن طائرات.
وتأتي عمليات الإجلاء المحدودة بعد حصار مطبق تفرضه إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على قطاع غزة الذي تستهدفه بضربات وقصف إضافة لبدء عمليات توغل برية في إطار ردها على هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال مسؤول فلسطيني من جانب غزة على الحدود إن حملة الجوازات الأجنبية رحلوا من القطاع على متن ست حافلات. وقال مصدر من الجانب المصري إنهم سيخضعون لتفتيش أمني عند وصولهم إلى مصر.
وعبرت الدفعة الأولى من المصابين في سيارات إسعاف في وقت سابق من اليوم وقامت فرق طبية مصرية بفحصهم وتوجيههم إلى مستشفيات مختلفة حسب خطورة حالتهم.
وقالت وزارة الصحة المصرية إن 16 من الذين جرى إجلاؤهم طبيا نُقلوا إلى مستشفيات في محافظة شمال سيناء و11 إلى العريش وخمسة إلى بئر العبد. وأعدت مصر مستشفى ميدانيا في الشيخ زويد التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن رفح لمعالجة الذين يتم إجلاؤهم من غزة.
وذكرت الوزارة أن 117 من حملة الجوازات الأجنبية أُجريت لهم الفحوصات الطبية على الحدود و35 طفلا تلقوا لقاحات.
وقال ناهض أبو طعيمة مدير مستشفى ناصر في قطاع غزة إن 19 مصابا في حالة حرجة بالمستشفى سيكونون ضمن 81 مصابا سينقلون إلى مصر.
وأضاف أنهم يحتاجون لجراحات متقدمة لا يمكن تنفيذها في القطاع بسبب نقص الإمكانيات خاصة النساء والأطفال.
صور مباشرة لفتح #معبر_رفح وعبور مدنيين من #غزة إلى #مصر
pic.twitter.com/gAaqmhX3kS— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) November 1, 2023
بايدن: مواطنون أمريكيون ضمن عملية الإجلاء
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، أن مواطنين أمريكيين بدأوا الخروج من قطاع غزة الأربعاء ضمن عملية الإجلاء.
وقال بايدن عبر منصة إكس “اليوم، وبفضل القيادة الأمريكية، أمّنا ممرا آمنا لجرحى فلسطينيين ولرعايا أجانب للخروج من غزة”.
وأضاف “نتوقّع خروج مواطنين أمريكيين اليوم، ونتوقع أن نرى المزيد يغادرون في الأيام القادمة. لن نتوقف عن السعي لإخراج الأمريكيين من غزة”.
Today, thanks to American leadership, we secured safe passage for wounded Palestinians and for foreign nationals to exit Gaza.
We expect American citizens to exit today, and we expect to see more depart over the coming days.
We won’t let up working to get Americans out of Gaza.
— President Biden (@POTUS) November 1, 2023
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أنه من المقرر أن يغادر بعض المواطنين الأمريكيين غزة الأربعاء مع تقدم خطة الإجلاء.
وقال كيربي للصحافيين “هذه خطوة أولى مهمة في عملية نتوقع استمرارها خلال الأيام المقبلة. الوضع لا يزال متقلبا للغاية. لكن هذا يعد تقدما كبيرا”.
وأضاف “أعتقد أنكم سترون المزيد خلال الأيام المقبلة. ومن المتوقع أن تغادر حفنة من الأمريكيين اليوم”.
وتابع كيربي “تواصلت وزارة الخارجية مباشرة مع مواطنين أمريكيين في غزة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية لإبلاغهم بالاستعداد للذهاب وانتظار المزيد من التوجيهات”.
لم يرد تأكيد فوري بشأن هويات أو جنسيات أول دفعة من حملة جوازات السفر الأجنبية الذين غادروا غزة، لكن مصادر في عدة دول قدمت تفاصيل عما تسنى التوصل إليه بموجب الاتفاق.
وأظهرت قائمة تضم على ما يبدو الدفعة الأولى من حملة جوازات السفر الأجنبية المسموح لهم بمغادرة القطاع، ونُشرت على صفحة هيئة المعابر والحدود في غزة على فيسبوك، مجموعات من مواطني اليابان والنمسا وبلغاريا وإندونيسيا والأردن وأستراليا وجمهورية التشيك وفنلندا، وكذلك موظفين من بعض المنظمات غير الحكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال مصدر مطلع على الاتفاق إن مواطني الدول الإسلامية سيكون لهم الأولوية، على أن تُنظم مغادرة مواطني الدول الأخرى حسب الترتيب الأبجدي.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الفلبينية إن من المتوقع أن يكون طبيبان فلبينيان يعملان في منظمة أطباء بلا حدود ضمن أول دفعة تغادر غزة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تتفاوض من أجل السماح للمواطنين الأتراك بالمغادرة.
ومعبر رفح هو المدخل والمخرج الرئيسي بين قطاع غزة ومصر ويقع في منطقة تخضع لسيطرة أمنية مشددة. وشهدت المنطقة نشاط جماعات مسلحة إسلامية بلغ ذروته بعد عام 2013 قبل كبحه إلى حد بعيد في الوقت الحالي.
ومع قلق مصر من انعدام الأمن بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، لا يُسمح إلا لمن حصلوا على تصريح أمني من السلطات المصرية بالاقتراب من معبر رفح.
ومن غير المتوقع أن تؤدي عمليات الإجلاء المحدودة إلى فتح المعبر لفترة أطول أو دائما.
ورفضت مصر فكرة أي تهجير جماعي للفلسطينيين الفارين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء. وتفرض إسرائيل حصارا مطبقا على غزة منذ استيلاء حماس على السلطة هناك في عام 2007، كما شددت مصر الإجراءات على الحدود مع القطاع.
(وكالات)