القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار كتاب لرئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، تعود طباعته لعام 1984، جدلا واسعا في مصر، لما تضمنه من حديث عن ضرب الزوجة وحلّ المشكلات الزوجية.
مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، دعت الخشت إلى التفكير في كل صفحات كتابه (حلول للمشاكل الزوجية في ضوء الكتاب والسنة والمعارف الحديثة)، وأن يخرج بنسخة جديدة. وقالت في تدوينة لها :”الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها بعد أن عانت المرأة في الجاهلية من ضياعها والتي من أهمها الحق في الحياة، العنف مرفوض تماما، والصبغة والصيغة الموجودة في الكتاب أيضا لا يقبلها عقل ولا رؤية حديثة لتجديد الخطاب الديني”.
بينما علقت الكاتبة عزة كامل على الكتاب بالقول: “أصابني الفزع والهلع والحزن والاندهاش وأنا أقرأ الكتاب. لم أتصور للحظة أن يؤسس لقبول العنف الواقع على النساء، ويصبغه علمية”. ورد الخشت على الانتقادات الموجهة لكتابه في بيان قال فيه: “لفت نظري تداول البعض لبوست على مواقع التواصل الاجتماعي يشير لكتاب قديم لي صدر عام 1984 ويحمل عنوان (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة)، وقد لفت هذا المنشور انتباه بعض الكاتبات والقيادات النسائية المحترمات فكتبن يتساءلن عن مدى صحة العبارات المقتطعة من سياقها”. وتابع: “أبدأ بالتأكيد على موقفي الواضح والقاطع في الإيمان بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات في ضوء اجتهادي في فهم الشرع الإسلامي الحنيف، وأعبر عن إيماني الأكيد بسياسة تمكين المرأة المصرية ضمن منظومة عمل المرأة المصرية، والتي عكست نفسها في محيطي المهني من خلال تولي المرأة لأكبر عدد من المناصب القيادية في جامعة القاهرة، بشكل لم يسبق حدوثه في تاريخ الجامعة العريقة”. وأضاف: “أما بخصوص الكتاب نفسه أؤكد أنه غير موجود في الأسواق حاليا، وأنه كان في أساسه عبارة عن قراءة في عدد من الكتب التراثية التي تعرضت للحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين، وقد كان ذلك اجتهادا مبكرا مني أقدمت عليه وأنا دون العشرين من العمر، وتقدمت به للناشر الذي أجرى تغييرات في مضمون الكتاب أدت إلى الخلط بين رأي الباحث وبين آراء المصادر التي استند إليها، وهو ما أدى إلى خلاف بيننا نتج عنه عدم طبع الكتاب مرة أخرى”.
وزاد: “للأسف يزايد البعض على مواقفي المناصرة للمرأة التي عبرت عنها عبر العديد من كتبي ومقالاتي أكثر من أربعين عاما، ويحاول أن يثير بعض الشبهات بشأن كتاب مخالف للنص الذي كتبته وأنا دون العشرين عاما، ونشر بعدها عام 1984 بعد أن امتدت له يد الناشر تحريرا وزيادة ونقصا، وعندما تم نشر الكتاب عبرت عن استيائي، ورفضت إعادة طبعه”.
وتابع: “جاءت كل كتاباتي بعد ذلك مؤكدة لاتجاهي وتقديري للمرأة، بوصفها أمي وزوجتي وبناتي، اللاتي أحبهن وأقدرهن ولا أسعد في حياتي دون وجودهن فيها نورا ورحمة وضياء. بل أن أي تقدم حققته في الحياة أنا مدين به بعد الله لأمي، ثم لزوجتي، ثم لبناتي”.
وأضاف: قد أعقبت هذا الكتاب بالعديد من الكتب التي اجتهدت فيها في إيضاح الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة، لعل أبرزها كتاب (نحو تأسيس عصر ديني جديد) فضلا عن عشرات المقالات في صحيفتي “الأهرام” و”الوطن” أفردتها لمعالجة هذا الموضوع الهام، لقد صدر هذا الكتاب منذ ما يقرب أربعين عاما، وهي فترة كافية جدا للباحث والكاتب لإعادة النظر تجاه قضايا كثيرة وباكتساب مزيد من المعرفة والخبرة عبر أدوات البحث العلمي”.