مصممو التطبيع بـ”الكشتبان الإسرائيلي”: يا محتلي العالم.. اتحدوا

حجم الخط
3

احتلال. آلاف عديدة من أبناء الشعب المحتل هم لاجئون في دول المنطقة. المنظمة التي تمثل المحتلين منظمة خارجة على القانون، والكثير من نشطائها موجودون في السجون. منذ عشرات السنين ومنظمات حقوق الإنسان الدولية تقول إن حرية التعبير لمعارضي النظام في المناطق المحتلة مقيدة، وأن النشاطات التي ينفذونها من أجل الاستقلال تعدّ تآمراً. أقام المحتل مستوطنات في المنطقة المحتلة، ونقل الآلاف من مواطنيه إليها. وثمة مظاهرات ضد الاحتلال والمستوطنات ومن أجل الاستقلال، تواجه بقوة ضخمة، ومنها استخدام الرصاص المطاطي، أما منظموها فياجبهون بالسجن. وحتى نشطاء حقوق الإنسان من الشعب المحتل الذين يعملون من أجل المحتلين هم أيضاً هدف للتحريض ونزع الشرعية. حكومة المحتل تستخدم الوسائل الرقمية التي تطورها شركة السايبر الإسرائيلية “ان.اس.أو” لمتابعة منتقديها. في إحدى المواجهات العنيفة التي حدثت بين المحتلين والواقعين تحت الاحتلال، قام الجيش المحتل بقصف مناطق مدنية بالفوسفور الأبيض. وحسب القانون الإسرائيلي، ممنوع للواقعين تحت الاحتلال أن يرفعوا علماً وطنياً، بل إن ذلك يوفر ذريعة لاعتقالهم. وها هو المحتل الإسرائيلي قد أقام جدار فصل بطول مئات الكيلومترات داخل الأراضي التي يدعي بأنها أرضه.

قولوا مرحباً لصديقة إسرائيل الجديدة: المغرب.

يصعب أن نتوقع من دولة مثل إسرائيل التي تحتل شعباً وتحرمه من حقوقه الأساسية وتمتص أرضه وتسخرها لحاجاتها، أن تتصرف بتعاطف مع أناس آخرين تم احتلالهم، خاصة أنهم غربي الصحراء. من سمع عنهم أصلاً، عن القبائل الرحالة (ربما شبه رحالة) هناك في الصحراء. بم يسمونهم؟ صحراويون؟ لا. الإسرائيليون ينامون جيداً مع احتلالهم، ولهذا ليس هناك أي سبب للافتراض بأن نومهم سيطير من عيونهم لأنهم ساعدوا في ترسيخ احتلال آخر. خاصة احتلال بدو في إفريقيا.

تقف إسرائيل اليوم في طليعة جبهة إعادة العالم إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، فهي تريد محو العبر التي استخلصتها الإنسانية من حربين قتل فيهما عشرات ملايين الأشخاص، وذلك بتضمينها (جزئياً أو بشكل كامل بالطبع) في القانون الدولي الحديث. العبرة الرئيسية، وهي استخدام القوة في العلاقات الدولية، أمر مرفوض (باستثناء الدفاع عن النفس)، وتم تضمينها في ميثاق الأمم المتحدة وتعزيزها بمبدأ أنه لا يتم امتلاك السيادة بالقوة. لهذا، لا يعترف العالم بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم. ولهذا أيضاً لا يعترف العالم بسيادة إسرائيل على شرقي القدس وهضبة الجولان، ولا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

الآن، في أواخر عهد الرئيس الأمريكي الذي يؤمن بالداروينية الاجتماعية من النوع المتوحش جداً، تساعده إسرائيل على المس بجوهر القانون الدولي. حدث هذا عندما كانت إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي اعتبرت ديمقراطية وأقامت علاقات تجارية مع نظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا. بهذا فقد، أدى ذلك إلى استمرار النضال ضد العنصرية الممأسسة. هذا يحدث أيضاً في السنوات الأخيرة، حيث نعقد تحالفات مع أنظمة استبدادية في العالم مقابل المس بنضال الفلسطينيين من أجل الحرية، وبهذا نمنح المزيد من الدعم لأفول الديمقراطية. وهذا حدث أيضاً في الأسبوع الماضي عندما جندنا نفوذنا في واشنطن لتحطيم حاجز عدم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل رحلات طيران مباشرة إلى الرباط أو الدار البيضاء.

أجل، لإسرائيل مصالح، وأحياناً يجب أن تتفوق مصالحها على مصالح الآخرين، ولكنها يجب أن تكون هناك خطوط حمراء. المشكلة هي أنه عندما نتعمق في الظلم الذي نلحقه بالآخرين ونرفض وقفه، لا يكون أمامنا خيار سوى الانضمام إلى تحالف المستبدين الآخرين في العالم. هكذا هو التطبيع بالنسخة الإسرائيلية: يا محتلي العالم، اتحدوا.

بقلمميخائيل سفارد

 هآرتس 16/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كريم:

    المغرب شامخ شموخ الأطلس

    1. يقول اه يا اطلس:

      هل تعرف معنى الجوع و العطش و القهر والحرمان من التعليم و الصحة بل حتى الطرقات؟
      ان لم تعرف هته الكلمات عليك بزيارة سكان الاطلس

  2. يقول نايف المصاروه. الأردن:

    اقتبس..

    القانون الدولي الحديث. العبرة الرئيسية، وهي استخدام القوة في العلاقات الدولية، أمر مرفوض (باستثناء الدفاع عن النفس)، وتم تضمينها في ميثاق الأمم المتحدة وتعزيزها بمبدأ أنه لا يتم امتلاك السيادة بالقوة. لهذا، لا يعترف العالم بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم. ولهذا أيضاً لا يعترف العالم بسيادة إسرائيل على شرقي القدس وهضبة الجولان، ولا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية…

    فأين هذا القانون… الدولي.. ومن يطبقه.. أو يعمل على تنفيذ بنوده..؟

    العنوان.. مصممو التطبيع بـ”الكشتبان الإسرائيلي”: يا محتلي العالم.. اتحدوا..

    السؤال.. هل يتحد أصحاب الحقوق المحتلة.. لإعادةحقوقهم

إشترك في قائمتنا البريدية