مطالبة شيخ الأزهر بمواجهة «داعش» ومراجعة تراثنا ونقده وتصويبه وتغريدة لمحمد صلاح تثير غضب محبيه

حسنين كروم
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يزال الاهتمام الأوسع موجها لامتحانات الثانوية والإعلان عن بدء تصحيح أوراق مادة اللغة العربية، وتوقعات بارتفاع نسبة النجاح فيها، والملاحظ أن الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 10 مايو/أيار أفسحت مساحات واسعة لبدء مجلس النواب أعمال دورته الخامسة والأخيرة، بالموافقة على ما صدر من قرارات رئاسية، والاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء لبحث استمرار تطوير شركة مصر للطيران، بعد أن حققت أرباحا في الأشهر الستة الأخيرة، وصلت إلى مليار جنيه. وكذلك بحث جعل سماوات مصر مفتوحة لتنشيط حركة السياحة، والإعلان أيضا عن زيادة عشرة في المئة في أسعار الشركة في موسم الحج.

الوزراء يتجاهلون ما ينشر عنهم والتجار ينهشون جيوب المواطنين بلا رادع وسعر كيلو الليمون مئة جنيه

وحدث اهتمام واسع كذلك بارتفاع سعر كيلو الليمون إلى مئة جنيه. ورغم أن بعض الصحف المصرية ركزت على مهاجمة منظمة هيومان رايتس ووتش واتهمتها بالتحيز ضد مصر. أما المقالات والتعليقات فمعظمها اتجه إلى الإرهاب الذي يكشر عن أنيابه، وتنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن الحكم في التاسع من يونيو/حزيران سنة 1967 بسبب الهزيمة العسكرية أمام إسرائيل وخروج الجماهير لرفض الاستقالة، كما اهتمت الصحف بإيرادات أفلام العيد وما يحدث في السودان. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى غيرها..

الإرهاب جذوره ومقاومته

ونبدأ بأبرز ما نشر عن العملية الإرهابية التي وقعت صباح أول أيام عيد الفطر ضد كمين للشرطة في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، حيث اقترح محمد السيد صالح في «المصري اليوم» استخدام الطائرات المسيرة بدون طيار (الدرونز) كما تستخدمها إسرائيل وأمريكا في المنطقة وقال: «حادث الأربعاء الخسيس يؤكد على أن جيشنا وشرطتنا لتطهير مصر من الإرهابيين ما زالا في حاجة لجهد إضافي. هناك مجموعات إرهابية محدودة العدد قادرة على أن تنفذ عمليات موجعة، تقطف زهورا شابة مؤمنة ببلدها، جماعات قادرة على تنفيذ إرهابها في الوقت الذي تريده، وإذا جاز لنا أن نقدم نصيحة أو اقتراحا بعد واجب العزاء لكل أسر الشهداء، فإن النصيحة لا تتعدى ضرورة الاستعانة بأحدث أدوات الرصد والمتابعة والهجوم، لماذا لا يكون لدينا عدد كاف من الطائرات بدون طيار، مثل التي تستخدمها إسرائيل أو الولايات المتحدة في المنطقة، تكون قادرة على ضرب الهدف مباشرة، الإنفاق على هذه الوسائل له الأولوية حاليا. نعلم جيدا أن معركتنا مع الإرهاب ومموليه ليست سهلة لكننا قادرون على النصر قريبا إن شاء الله».

كنز استراتيجي

وإلى «الشروق» ورئيس تحريرها عماد الدين حسين، وإشارته إلى أنهم كنز لإسرائيل إذ قال: «هذا التطرف والإرهاب أخطر ملايين المرات من العدو الاستراتيجي للأمة العربية وهو إسرائيل. الكيان الصهيوني عدو ظاهر ومعروف لنا حتى لو اضطرتنا الظروف القاهرة للتهدئة معه مؤقتا، لكن فيروس التطرف حقق لإسرائيل أهدافا استراتيجية، لم تستطع تحقيقها منذ بدء الصراع عام 1948 هي لم تطلق رصاصة واحدة، في حين أن هؤلاء المتطرفين حققوا لها في فترة قصيرة جدا ما لم تحلم به منذ عقود، ولأنهم فعلا «كنز استراتيجي» لها يمكننا أن نفهم لماذا ساعدت إسرائيل العديد من التنظيمات المتطرفة في سوريا حتى تستمر في استنزاف الدولة السورية، وتديم أمد الصراع، وحتى لا يعتقد البعض أننا نروج لنظرية المؤامرة، فلم يكن ممكنا للمتطرفين أن يفعلوا ما فعلوا، أو تستفيد إسرائيل منهم بهذه الطريقة لولا الجهل والتخلف والفقر والاستبداد، من حكومات وأنظمة المنطقة، طوال العقود الماضية، وجعل بعض المحبطين واليائسين والمعدمين يرون فيهم نافذة أمل يمكنها أن تنير لهم الظلام الذين يعيشون فيه».

رصاص الغدر

وهذا ما قاله أيضا في «الوفد» محمد عبد العليم داوود: «لا أجد فرقا بين الصهاينة الذين قتلوا جنود مصر في أعقاب 56 و67 وهم أسرى برصاص الغدر والدبابات، والإرهابيين الذين قتلوا جنودنا في سيناء، فعندما قتل شهداؤنا في أعقاب الحربين المذكورتين بيد العدو الصهيوني، مرتكبا جريمة الصليبيين في قتل الأسرى أثناء الحروب الصليبية، فهو معروف أنه عدو صهيوني وضيع يتوقع منه كل شيء، فهو قاتل أطفال بحر البقر ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا، لكن الإرهابيين تفوقوا في كل ذلك فقتلوا الجنود وهم صائمون من قبل، وتفوقوا في خستهم عندما خانوا الله والوطن، وقتلوا أبناء الوطن، الإرهابيون ارتكبوا كل جرائم الصهاينة في حق أبنائنا تضاف إليها جريمة الخيانة لله ثم الوطن هؤلاء خانوا الله عندما يعلنون في أعقاب كل مجزرة أنهم ينتمون إلى الإسلام، وهؤلاء خانوا عروبتهم ووطنهم فعلى بعد امتار يعلم الإرهابيون أن أرض العرب مغتصبة والقدس ملوثة والأقصى أسير في يد الصهاينة وأطفال فلسطين يتلقون رصاص الصهاينة في صدورهم، وعلى سبيل المثال محمد الدرة وغيره لم نسمع خبرا عن قيام هؤلاء الإرهابيين بإحدى عملياتهم ضد العدو الصهيوني لتحرير أرض الإسلام والعرب من الصهاينة».

الإساءة لدين الله

أما رئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر فقد ظلم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وحمله وغيره فوق طاقتهم عندما هاجمه لرفضه إصدار فتوى بتكفير «داعش» وقال تحت عنوان «لماذا يرفض الأزهر تكفير داعش»: «لم تعد الأسانيد التي قدمها الأزهر الشريف منذ أربع سنوات لتبرئة «داعش» من التكفير مقنعة الآن. الفيديو الذي بثوه للعملية الإرهابية صباح يوم العيد يحتاج إلى المشاهدة والمراجعة من فضيلة الإمام الأكبر، الذي نحمل له كل التقدير والاحترام والعلماء الأجلاء ليقولوا لنا: رأي الشرع والدين، الفيديو ببساطة لسيارة نصف نقل وعليها مدفع رشاش وأصوات الإرهابيين تهتف بأناشيد دينية، وكأنهم ذاهبون لمعركة مقدسة ويتوعدون الكفار بالقتل والحرق ويهدمون فوقهم الدشمة ويهتفون «الله أكبر الله أكبر أذبحوا أعداء الله». لم تعد الأسانيد التي قدمها الأزهر منذ سنوات مقنعة، فليس مقبولا ولا معقولا أن «الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص طالما يؤمن بالله واليوم الآخر» هكذا قلتم فأولادنا الذين قتلوا غدرا يؤمنون بالله واليوم الآخر، والإيمان لا يمنح إرهابيا حق ذبح أولادنا الذين سهرت عيونهم في سبيل الله لحراسة وطنهم. لم أعد مقتنعا بما قاله أحد العلماء – الذي أكن له التقدير- بأننا «لو كفرنا داعش سنعطيهم ذريعة لتكفير الناس»، فهم لا ينتظرون منا إذنا أو موافقة فقد كفرونا وحكموا على المؤمنين الطيبين بالذبح والقتل، لا يكفي أن نعتبرهم من «المفسدين في الأرض» لنطبق عليهم حد القتل، فما يفعلونه ليس إفسادا وإنما إساءة لدين الله الذي يدعو إلى السلام ومكارم الأخلاق، ويحرم المساس بالمسلمين وغير المسلمين، ويحمي أرواحهم وأعراضهم ودماءهم. والإرهاب لم يكن في يوم من الأيام صنيعة الإسلام. فضيلة الإمام الأكبر علينا أن نواجه أنفسنا بالحقائق المرة لنتمكن من مواجهة هؤلاء السفاحــــين ومراجعة تراثنا ونقده وتصويبه».

رفض تنحي ناصر

القضية الثانية التي اجتذبت الاهتمام كانت ذكرى تنحي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن الحكم في التاسع من يونيو/حزيران وخروج عشرات الملايين للشوارع في يوم التنحي واليوم الذي تلاه لرفض الاستقالة ومطالبته بالبقاء في الحكم، عبد القادر شهيب في «الأخبار» قال: «استمع مثل غيري لخطاب ناصر الذي اختتمه بجملته التي لم أنسها وأبناء جيلي حتى الآن، والتي قال فيها إنه اتخذ قرارا، طلب من المصريين مساعدته عليه، وهو قرار الاستقالة، وفور انتهاء الخطاب خرجت أهيم على وجهي في الشوارع، ولكنني فوجئت بأنني لم أكن وحدي الذي خرج إلى الشارع، وإنما خرجت معي جموع غفيرة ضخمة وهائلة من المصريين يطالبون عبدالناصر بالتراجع في قراره، والبقاء في منصبه ليقود عملية إعادة بناء القوات المسلحة بعد هذه النكسة، لتكون قادرة على إزالة آثار الهزيمة، واسترداد أرضنا التي احتلت في سيناء. هذا الخروج الجماهيري الذي يشبه خروج الجماهير فور إعلان وفاة عبدالناصر تم بشكل فوري وتلقائي، بدون أي توجيهات من جهة، كما ردد البعض لأن كل الجهات الحكومية أو السياسية مثل الاتحاد الاشتراكي أو منظمة الشباب أو التنظيم الطليعي أصيبت بالشلل وقتها، بسبب فداحة الصدمة الوطنية، ولم تكن قياداتها قادرة على التفكير، ناهيك عن توجيه الجماهير وما شاهدته بعيني فور انتهاء خطاب عبدالناصر يومها في الشوارع، دليلي المؤكد على ذلك كما أن طلب هذه الجماهير من عبدالناصر البقاء في منصبه كان رفضا شعبيا للهزيمة، وإصرارا على إزالة آثارها، لأنها كانت تدرك أن التخلص منه كان أحد أهداف الإسرائيليين والأمريكان، الذين كانوا يدعمونهم ولذلك كان لافتا للانتباه أنه بعد بضعة شهور قليلة خرج آلاف الطلاب والعمال في فبراير/شباط من العام التالي 68 إلى شوارع القاهرة مجددا يعترضون على الأحكام التي صدرت بحق قادة الطيران الذين اتهموا بالتقصير في يونيو/حزيران 1967 مطالبين عبدالناصر ليس فقط بإعادة المحاكمة وإنما بإصلاح سياسي شامل في البلاد للتخلص من المقصرين والفاسدين، لتكون أكثر قدرة على الاستعداد للحرب التي لا مفر منها لاسترداد الكرامة الوطنية قبل الأرض المحتلة، وهو ما حققناه في السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 73 وقبلها حرب الاستنزاف التي بدأت بعد أيام فقط من وقوع الهزيمة».

«إبق فأنت الأمل الباقي»

والشاهد الثاني كان مرسي عطا الله في «الأهرام» الذي قال تحت عنوان « 9 ـ 10 يونيو/حزيران الطوفان المضاد»: «ربما يكون لزاما وواجبا أن أكتب شهادتي عن هذا اليوم كمواطن مصري كان عمره وقت الحدث الكبير 24 عاما عندما وجدت نفسي أندفع تلقائيا إلى الشارع مع حشد من أصدقائي، الذين استضفتهم في منزلي لمشاهدة خطاب الرئيس المرتقب على شاشة التلفزيون، حيث كنا نتوقع أي شيء سوى ما أعلنه عبد الناصر، صادما وجارحا لمشاعرنا المأزومة في هذه اللحظة، ولهذا خرجنا إلى الشارع نصرخ ونبكي، وكأننا نعبر عن المخاض الشعبي الذي أدى إلى ولادة الأغنية التي كتبها الشاعر صالح جودت ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم «إبق فأنت الأمل الباقي»، وقد أمضينا ليلتين كاملتين ـ بدون نوم – عند أعتاب مجلس الأمة، حتى أعلن أنور السادات قرار عبد الناصر بالاستجابة إلى صوت الشعب، فغادر أصدقائي إلى منازلهم، بينما توجهت أنا إلى مبنى الأهرام القديم لأؤدي عملي بعد انقطاع دام يومين. وبعد أسابيع قليلة تلقيت خبر الاستدعاء للخدمة العسكرية التي امتدت لـ7 سنوات عايشت خلالها أمجد لحظات الوطن خلال سنوات حرب الاستنزاف حتى تحقق نصر أكتوبر/تشرين الأول عام 1973».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة التي تعرض عدد من وزرائها لهجوم فاروق جويدة في «الأهرام» بسبب عدم ردهم على ما تكتبه وسائل الإعلام وقارن بينها وبين ما حدث له أيام حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقال: «عدد قليل من السادة الوزراء عندنا يستجيبون لما يكتب في الصحافة أو وسائل الإعلام عن قضايا الناس ومشاكلهم، وهناك عدد أكبر من الوزراء لا يرد ولا يستجيب، رغم أن المشكلة ربما تكون عاجلة، وفي حاجة إلى حل سريع. كنت أتدرب في مؤسسة روز اليوسف وهي مؤسسة عريقة أثناء دراستي في كلية الآداب في جامعة القاهرة، وكتبت تحقيقا عن جمعية تعاونية يملكها أحد المسؤولين الكبار، وقد سطت على أموال الشعب في مبلغ كبير وفوجئت بأحد السعاة يناديني أنّ على التليفون مسؤول من رئاسة الجمهورية، وطلب مني هذا المسؤول أن أذهب في اليوم التالي إلى مكتب الدكتور حلمي السعيد، وكان رئيسا للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وهو والد هالة السعيد وزيرة التخطيط، واستقبلني الرجل بتقدير شديد واطلعني على خطاب من رئاسة الجمهورية بأن الرئيس جمال عبد الناصر يطلب التحقيق في هذه القصة، وطلب الدكتور السعيد أحد مساعديه، وكان رئيسا لقطاع التفتيش وهو اللواء مصطفى العزوني، وظللت شهرا كاملا أذهب إليه وقدمت كل ما كان عندي عن هذه القصة وتم اتخاذ اللازم ضد المسؤول الكبير الذي استولى على مال الشعب كان هذا وأنا طالب في الجامعة منذ سنوات بعيدة».

رئيس الوزراء في «السوبر ماركت»

وفي «المصري اليوم» أشادت وفاء بكري برئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وتواضعه وذهابه لشراء حاجيات منزله من سوبر ماركت للاستفادة من انخفاض الأسعار وقالت: «قد يعتبر البعض أن شهادتي في حق رئيس الحكومة «مجروحة» بحكم أنني عملت معه لسنوات، ولكن أعتقد أن هذا الأمر يعزز من شهادتي فيه كشخص ومسؤول، أعلم تمامًا مدى عشقه لمصر وحرصه على رسم مستقبل مختلف. بالتأكيد وجود رئيس الحكومة وسط الناس في «الهايبر التجاري» كان تلقائيًا وغير مُرتب لالتقاط صورة وسط مشترواته، بل مع معرفتي بالدكتور مصطفى أكاد أجزم بأنه تضايق – بشكل شخصي – من التقاط الصورة، ولكن هذا الأمر هو فاتورة المنصب، وهو يتفهم ذلك الأهم أن صور الدكتور مدبولي تزامنت مع الارتفاع غير المفهوم وغير المبرر لمحصول مهم للغاية للمصريين وهو «الليمون»، ففي الوقت الذي اختار فيه رئيس الحكومة شراء احتياجاته من أحد المتاجر الكبرى التي تقوم بطرح عروض يومية توفر بضعة جنيهات، كان التجار في الأسواق ينهشون جيوب المواطنين بشكل غير مسبوق بلا رادع.

عيار الذهب

«لا يعتقد محمود غلاب في «الوفد»، أن الليمون مشكلة، يقول، طول عمرنا نقول إن العدد في الليمون دليل على كثرته وانخفاض سعره، وقلة أهميته، ونستطيع أن نستغني عنه تمامًا إذا بالغ التجار في رفع ثمنه، لن يباع الليمون بعيار الذهب، كما قال الشباب الفاضي على الفيسبوك، ولا كما يحلم الجاهلون بارتفاع الأسعار في مصر للدرجة التي يعجز المواطنون عن تدبير احتياجاتهم، فكل شيء خاضع للعرض والطلب، وتخضع الخضراوات والفاكهة والموالح بالذات لتقلبات مناخية، أو تداخل المواسم. في مشكلة الليمون فعلاً هناك زيادة غير طبيعية في سعره هذه الأيام، لكن لماذا هذه الزيادة غير المتوقعة وغير المبررة في الوقت نفسه، السبب يرجع إلى الفصل بين عروة الليمون الصيفي والعروة الشتوي، هذه الفترة يشح فيها المنتج من الليمون والمعروض في السوق، ويستغل بعض التجار الجشعين الوسطاء هذا الأمر في رفع الأسعار، لفترة محدودة، وتعود بعد ذلك الأسعار إلى وضعها الطبيعي. فلماذا الانزعاج؟ بالذمة هل مشنّة الليمون أفضل من رصيد في البنك، وهل بياعو الليمون أصبحوا من رجال البيزنس، وهل الليمون أصبح عيار 21، وله سوق بجوار محلات الذهب في خان الخليلي، هذا كلام فارغ، يصدر من ناس لا تقدر المسؤولية، بدليل أن الليمون ليس له قيمة، ولم أستطع تحديد احتياجاتي له عندما سألني مواطن كان يبحث عن الليمون في السوق ولم يجده وسألني كيف يتصرف؟ قلت له عاوز الليمون في إيه، فرد وأنت بتحتاج الليمون في إيه، قلت له أنا بأشترى ربع كيلو ليمون تقريبًا كل فترة، بأعصره على الفول أو على السلطة أو السمك أو الرنجة، قال بس كده، قلت له هل هناك استخدامات أخرى، قال نشرب لمونادة، قلت نشرب، وإيه يعني، هل في ذلك أزمة، لو قاطعنا بائعي الليمون لمدة أسبوع هيجرى إيه، ولا حاجة، الليمون يبور، ويبقى العدد في الليمون كما كان، أتركوه للتجار، يرمونه، يخللونه، يحولونه إلى عصير ويشربوه، المهم يرجع الليمون إلى سعره الطبيعي، كما حدث مع اللحمة والبطاطس، مثلا الطماطم اتجننت، ورجعت عقلت تاني. المستهلك يستطيع أن يفرض رأيه لوقف الجشع الذي يلجأ إليه الوسطاء منهم التجار، ومنهم المزارعون الذين يقطفون الثمار قبل نضجها وعرضها في السوق طمعًا في الربح المبكر، وبيع الثمار تحت مسمى «السباقي» أو البشائر، البعض يتفاخر أنه أول واحد أكل البامية، حاجة كده فشخرة، لو انتظرت على البامية شوية لحصلت عليها بنصف سعر البشائر، ولكن نقول إيه على الفشخرة! وعندما يقوم المستهلك «الأكيل» بدوره فإننا نطالب أجهزة الرقابة بالتحرك أيضًا لضبط الأسواق، والقضاء على الاحتكار، وكشف ألاعيب التجار، كما نطالب وزارة الزراعة بتطبيق قانون الزراعة التعاقدية الذي صدر منذ عدة سنوات ولم يطبق حتى الآن، ويعمل هذا القانون على حماية المزارع والمستهلك، كما يحمي الأسواق من تقلبات الأسعار ويحفز الفلاح ويحميه من تلاعب التجار وبيع محصوله بسعر جيد، ويمكن من خلال هذا القانون رسم خريطة صنفية ومحصولية جديدة والتحكم في أسعار المنتجات».

المدرس قبل الخطيب

«يعتقد علاء عريبي في مقاله في «الوفد»، أن وسطية المدرس أهم بكثير من خطيب المسجد، وأن تجديد الخطاب الديني لأي ديانة يجب أن يبدأ من المدرسة، خاصة المدارس الابتدائية والإعدادية، خلال هذه المرحلة العمرية يضع المدرس المبادئ والأسس الأولى للخطاب الديني في ذهنية التلاميذ، أما الخطيب فيتعامل مع أفراد مكتملي الشخصية ولهم خبراتهم وثقافتهم وتوجهاتهم، وقدرتهم على التمييز والتقييم. المدرس، بشكل عام في المدارس الدينية أو المدنية، يستقبل الطفل في مرحلة عمرية مبكرة، ذاكرته أقرب للصفحة البيضاء، لا يعرف أكثر مما تعلمه في سنوات ما قبل المدرسة من المنزل، بحكم المشاهدة أو التلقين من الوالدين، وهذه المعلومات قد تكون لبنة لبداية تشكيل أو توجيه أو أدلجة الطفل، إن كان والده متشددا، لكن هذه الأدلجة يمكن تفكيكها أو التخفيف من خطورتها من قبل المدرس، كما أن نسبتها محدودة تقتصر على أعداد بعينها. المدرس يتعامل مع أجيال متتالية، وتشدده أو تطرفه أو حتى جهله بالمبادئ الأساسية للشريعة، قد يؤثر على نسبة كبيرة من أولادنا جيلا بعد جيل، خاصة أن ما يصرح به المدرس داخل الفصل من آراء أو أحكام يدخلها التلميذ ضمن المنهج الدراسي، ولتوضيح ما نقوله، أعود بكم إلى واقعة عشتها شخصيا. هذه الواقعة مع أنها تعود إلى أكثر من خمسين سنة ما زلت أتذكرها، وأتذكر بطلها وهو مدرس التربية الدينية في المدرسة الابتدائية، اسمه الأستاذ جبالي رحمة الله عليه، كان نحيفا، له شنب يبرمه إلى أعلى، هذا المدرس، جعل أغلب التلاميذ في المدرسة يكرهون حصة الدين، بل وصل الأمر ببعضهم إلى كراهية المدرسة ككل، فقد كنا نحاول الهرب من الحصة تحت أي حجة خوفا من عنفه معنا، هذا الرجل جعلنا نكره حفظ الآيات المقررة علينا، وكنا نحفظها خوفا ورعبا، ومع هذا في حضوره كنا ننساها عند تسميعها، فقد كان يضربنا بقسوة شديدة، يضع القلم بين الأصابع ويضرب بسيف المسطرة، هذا الرجل غفر الله له ولنا، كان يحرم كل شيء، الشرعي والأخلاقي، كل ما يخالف رأيه وفكره كان محرما، وفاعله سوف يدخل النار، وقبل دخوله النار ينال عقابه داخل الفصل، يضرب بسن المسطرة على يديه. هذه الواقعة رغم مرور أكثر من خمسين سنة عليها، عندما كنا أطفالا في الصفوف الأولى من المدرسة الابتدائية، ما زالت محفورة في ذاكرتي بجميع تفاصيلها، حتى بدلته وربطة عنقه، وطريقة نطقه للكلمات أتذكرها. لهذا ننبه ونحن نعمل على تجديد الخطاب الديني ألا ننسى المدرس، ونقترح أن نجري اختبارات مكثفة ومعقدة لمن يتقدمون للتدريس في المراحل الابتدائية والإعدادية، أهم شرط أن يكون متسامحا، مثقفا، غير متبنٍ لأي أيديولوجيات دينية أو مدنية، ونقترح كذلك إخضاعه لدورات تدريبية وتثقيفية سنوية لاختبار مفاهيمه وتصحيحها واستبعاد المتشدد منهم عن العملية التعليمية».

ظاهرة مصرية

«مشهد متكرر في امتحانات الثانوية العامة من كل عام، يصطف أولياء الأمور أمام المدارس التي يمتحن فيها أبناؤهم، قبل بدء اللجان بنحو ساعة حتى انتهاء اللجان وختام الامتحان، والانتظار كما رآه محمد أحمد طنطاوي في «اليوم السابع»، غالبا ما يكون داخل السيارات، التي تحمل الكثير من العصائر والمياه والمشروبات الغازية والسندوتشات، وقد يمتد الأمر إلى طبق «الحلو». إذا كنت تعمل بالقرب من مدرسة خلال أيام امتحانات الثانوية العامة، فعليك أن تترك سيارتك على ناصية الشارع، وتتحرك سيرا على الأقدام لأنك قطعا ستستغرق ربما ساعة أو أكثر، حتى تتمكن من عبور تلك الأمتار القليلة، نظرا للزحام الشديد من أولياء الأمور أمام اللجان، وشارع الثورة في حي الدقي نموذجا لما أذكر، حيث يتجمع المئات من أولياء الأمور أمام مدرسة جمال عبد الناصر، انتظارا لأبنائهم. تجمع أولياء الأمور أمام لجان امتحانات الثانوية العامة لا يخلق فقط زحاما وتكدسا مروريا، بل يتجاوز الأمر إلى زيادة حجم الضغط النفسي على الطالب، الذي يشعر دائما بأن أسرته تنتظره خارج اللجنة، وسوف تسأله عن مستوى الإجابات في الامتحان وتراجع معه الأسئلة والأجوبة، بل أحيانا بعض يقدر الدرجات التي سيحصل عليها في المادة، وهذا أمر غير مقبول ويزيد من أعباء الطالب، ويشتت تركيزه، خاصة إن كان اليوم الامتحاني فيه أكثر من مادة، أو إذا لم يحالفه التوفيق في الإجابة على الأسئلة. تجربة تجمع الأهالي أمام لجان الامتحانات لا توجد في أي دولة في العالم سوى مصر، ولها أبعاد سلبية تتعلق بأمن اللجان ومنظومة الرقابة عليها، وتشتيت الأفراد المكلفين بحماية أبواب المدارس، مع إعطاء فرصة للاحتكاك، الذي قد يمتد إلى الاشتباك، وهذا يشكل خطورة كبيرة على مستوى تأمين لجنة امتحانية فيها كونترول ومراقبون وأسئلة وأوراق ومستقبل طلبة. الأمر لا يتوقف عند أمن اللجان فقط، بل أيضا مستوى الضوضاء والإزعاج الناتج عن أصوات أولياء الأمور، يشكل حالة من الصخب تؤثر على تركيز الطلبة، الذين تبعد لجانهم أمتارا قليلة عن الشارع، ويحتاجون إلى الكثير من الهدوء والاطمئنان، حتى يتمكنوا من استيعاب الأسئلة والإجابة عليها كما ينبغي. نحن نشفق على أولياء الأمور ونقدر خوفهم على أبنائهم وحرصهم على مستقبلهم، والقلق والتوتر الذي يعتريهم خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، باعتبارها الحصاد لما غرسوا على مدار أعوام عديدة في التعليم، وبوابة العبور إلى مستقبل أفضل، ولكن يجب أن يدرك أولياء الأمور أن هؤلاء الطلبة يعتمدون على أنفسهم، وحضور أولياء أمورهم أمام أبواب اللجان الامتحانية لن يزيدهم إلا توترا وقلقا، ولن تكون له أي عوائد على مستوى الإجابات أو فهم الأسئلة، والتعامل معها. أتمنى أن يتراجع أولياء الأمور عن هذه العادات غير المحمودة، التي لن تعود بأي نفع على طالب الثانوية العامة، الذي من المفترض أنه قادر على صناعة مستقبله والاختيار والمفاضلة بين الفرص المتاحة أمامه».

كاركاتير

وبالفعل لم يكذب محمود عن وجود سوق ليمون بجوار محلات الذهب لأن الرسام عبد الله أخبرنا في «المصري اليوم» أنه سمع جارته في المطبخ تقول في الموبايل: ألو أستاذ محروس الجواهرجي والنبي يا أخويا تقوللي جرام الليمون النهاردة عامل كام؟

هيئة حكماء قارة افريقيا

أما سليمان جودة في «المصري اليوم» فيتساءل قائلا أين عمرو موسى؟: «في اللحظة التي رأيت فيها آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، يزور السودان متوسطاً بين المجلس العسكري هناك، وتحالف قوى الحرية والتغيير، تساءلت بيني وبين نفسي: أين السيد عمرو موسى مما يجري في الخرطوم، منذ أن سقط غير المأسوف عليه عمر البشير؟ إنني أتساءل عن موقع عمرو موسى مما يجري في السودان، لأن للرجل صفة إفريقية تمنحه حق التحرك لحل الأزمة المتصاعدة بين المجلس والتحالف.. وهي صفة سوف أشير إليها حالاً ورغم أن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس، كان قد زار القاهرة، قبل أيام، ورغم أن رئيس مخابراته زارها قبل زيارته بفترة، ورغم أن التنسيق المصري السوداني قائم على أعلى مستوى بالتأكيد، إلا أنني أدرك بالطبع حساسية الموقف المصري الرسمي بالنسبة للأشقاء في السودان، في هذا التوقيت بالذات، وأدرك أن كل حركة من جانبنا في هذا الاتجاه لابد أن تكون موزونة بميزان الذهب، حتى لا يقع الظن لدى أي سوداني بأن القاهرة منحازة إلى جوار طرف ضد طرف.. وقد كانت القاهرة منتبهة لهذا طول الوقت! فالأوضاع في الخرطوم ملتهبة بما يكفي، وسقوط قتلى وجرحى قبل العيد بساعات في عملية فض اعتصام حي كولومبيا، أحد أحياء العاصمة السودانية، زاد الأمور توتراً ورشحها للمزيد من التأزم! أما عمرو موسى فيستطيع التحرك في ميدان الأزمة، بدون حساسية وبدون قيود، ليس بالطبع بصفته أميناً عاماً سابقاً للجامعة العربية، ولا حتى بصفته وزيراً سابقاً للخارجية، ولكن بصفته عضواً من بين خمسة أعضاء في هيئة اسمها هيئة حكماء قارة إفريقيا! الهيئة تأسست عام 2007، وأعضاؤها معينون، ومدة عضوية كل واحد ثلاث سنوات، وهي تابعة للاتحاد الإفريقي، ومهمتها تقديم المشورة لمجلس الأمن والسلم الإفريقي التابع للاتحاد، بهدف منع الصراعات في القارة، وإدارتها، وحلها! وقد اكتسب أمين عام الجامعة الأسبق عضويته فيها، نهايات العام الماضي، ممثلاً لدول شمال إفريقيا، مع أربعة ممثلين آخرين عن غرب وشرق وجنوب ووسط القارة، وهو عندما يتحرك بصفته هذه سيتحرك باعتباره عربياً وإفريقياً معاً! وعندما قرر مجلس الأمن والسلم تعليق عضوية السودان فيه قبل أيام، توقعت أن هذا هو الوقت المثالي للتحرك من جانب موسى خصوصاً، وهيئة الحكماء عموماً! السودان يبدو كأنه ينزلق إلى ما لا يحبه له أي عربي، والذين يستطيعون فعل شيء من أجله.. وعمرو موسى في المقدمة منهم.. لا يملكون ترف الفرجة على ما ينزلق إليه، لأن كل شأن سوداني هو شأن مصري في مضمونه، والعكس صحيح».

محمد صلاح

وإلي لاعب الكرة محمد صلاح الذي وصل إلى مصر استعدادا للمشاركة في منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الإفريقية واستمرار تدفق الأهالي على منزله لدرجة ضايقته وضايقت كذلك عبلة الرويني في «الأخبار» وذكرتنا بالمضايقات التي تعرض لها المرحوم الشاعر الفلسطيني محمود درويش فقالت: «فعلها أيضا محمد صلاح كما سبق وفعلها الشاعر محمود درويش حين وقف الآف الفلسطينيين في طابور طويل على أبواب قريته يلوحون له في انتظار مشاهدته وتحيته، يومها صرخ درويش «أنقذوني من هذا الحب القاسي» ليس رفضا للحب بالطبع ولا اعتراضا عليه، لكن عدم القدرة على تحمل حصاره وأعبائه. وهذا ما فعله أهالي قرية «نجريج» محافظة الغربية حين حاصر الآلاف بيت محمد صلاح، إلى حد قيام الأمن بمنع خروجه لصلاة العيد، حفاظا عليه، وهو ما عبر عنه صلاح في تغريدة غاضبا «اللي بيحصل من بعض الصحافيين ومن بعض الناس مش عارف أخرج من البيت عشان أصلي العيد دا مالوش علاقة بالحب، دا يتقال عليه عدم احترام خصوصية وعدم احترافية». ورغم أن صلاح منذ عودته إلى قريته وبيته مفتوح طوال اليوم لكل من يريد السلام عليه وتحيته والتصوير معه، لكن تغريدته الغاضبة لم تعجب البعض ووصفوه بالتعالي. وقبل أيام أثارت أيضا صورة محمد صلاح مع أبو تريكة في العاصمة الإسبانية بعد فوز ليفربول بكأس أوروبا، غضب البعض متسائلين في استنكار»هو صلاح مش عارف أن أبو تريكة إخوان؟ وأنه على قائمة ترقب الوصول للقاهرة؟»، وما يعرفه صلاح جيدا أن أبو تريكة هو أكثر الرياضيين الداعمين له، وأنه سبق ولعب إلى جوار أبو تريكة في الملاعب، يوم كان أبو تريكة من أبرز اللاعبين، وكان مثالا وقدوة لصلاح ولكثير من اللاعبين».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كمال عبداللة:

    كيف استطيع ارسال المقالات اليكم؟

إشترك في قائمتنا البريدية