مطلوب زعيم

حجم الخط
0

في الجيش الاسرائيلي نربي المقاتلين والقادة على الاشتباك. هكذا كان منذ قيام الجيش الاسرائيلي. الاشتباك هو تعبير قيمي على المستوى التكتيكي. والموازي الاستراتيجي للاشتباك هو التطلع الى تحقيق حل عسكري هجومي. رئيس الاركان، كرئيس الهرم العسكري وبصفته الرجل الذي يعمل ايضا على المستوى الاستراتيجي، ملزم بان يكون مثالا شخصيا لكل المستويات.
عندما يكون وزير الدفاع مطالبا بان يعين رئيس الاركان التالي فان عليه أن يرى أمام ناظريه المزايا المطلوبة من رئيس الاركان وان يميز لدى كل مرشح ملاءمته مع جملة المزايا المطلوبة.
على حد أفضل فهمي، فان المزايا المطلوبة من رئيس الاركان هي أولا وقبل كل شيء المزايا القيادية. مزايا مثل القدوة الشخصية، أخذ المسؤولية، القدرة على اتخاذ القرارات التي لا تتآكل في اوضاع غامضة ـ تحت الضغط أو الأزمة، التصميم، الابداع، المهنية والتجربة القتالية، الاستقامة والتواضع. وافترض أن كل واحد يمكنه أن يضيف مزايا قيادية اخرى حسب فكره. وهذه المزايا هي شروط اساسية بدونها لا يمكن للمرشح أن ينتخب. ولكن توجد ميزة اخرى، قد تكون هي الاهم، وهي السعي الى الاشتباك.
اذا ما ترجمت قيمة الاشتباك الى مجالات عمل رئيس الاركان اقول التالي: على المستوى التكتيكي يتعين على رئيس الاركان ان يربي ويدرب الجيش الاسرائيلي على السعي الى الاشتباك مع العدو من أجل هزيمته. على المستوى الاستراتيجي وفي تقويمات الوضع الوطنية فان رئيس الاركان هو ممثل الحل العسكري الهجومي. بمعنى أنه عندما يجرى لدى رئيس الوزراء ووزير الدفاع تقويم وطني للوضع، فان على رئيس الاركان أن يعرض الحل العسكري الهجومي ويضغط لتنفيذه. اما الحل السياسي والجوانب السياسية، فيمثلها في هذه المداولات من هم مسؤولون عن ذلك.
مثال على ذلك يمكن أن يكون تقويم الوضع الوطني الذي جرى لدى رئيس الوزراء اسحق رابين في سياق اختطاف طائرة عنتيبة. اذكر أن دان شومرون، ايهود باراك ويوني نتنياهو ضغطوا على القيادة السياسية بتصميم وفي النهاية اقرت عملية عسكرية جريئة ادت الى انقاذ المخطوفين.
مثال آخر على التمثيل المناسب للحل الهجومي من قبل القيادة العسكرية كان في حرب الايام الستة. عيزر وايزمن، رئيس شعبة العمليات، وقف امام رئيس الوزراء ليفي اشكول وطلب شن حرب وقائية في سيناء. وفي صباح 2 حزيران 1967 اجتمعت في القبو في هيئة الاركان اللجنة الوزارية لشؤون الامن في لقاء مع هيئة الاركان العامة. وكان اللقاء مشحونا جدا. ونشبت مواجهة حادة ومتطرفة بين القيادة السياسية، المعتدلة، وبين القيادة العسكرية، التي دفعت نحو الحرب. وقد انتهى اللقاء دون قرار. في ختام الجلسة رد اشكول اقتراح رئيس الاركان رابين لعقد جلسة حكومية فورا لاتخاذ القرار بشن الحرب.
وفي اثناء اليوم استسلم اشكول للضغوط التي مارستها عليه القيادة العسكرية، عقد الحكومة التي قررت في نهاية الامر ان يبدأ الهجوم في سيناء ليس قبل 5 حزيران. وبالتوازي مع هذه الخطوات كان وزير الخارجية أبا ايبان في الولايات المتحدة وحاول تحقيق حل سياسي. كل جهة فعلت ما هو مطلوب منها ـ أي ان تمثل في المداولات وفي الفعل قوتها واجندتها. وبهذه الطريقة اتخذت قرارات عاقلة كانت ناجحة.
رئيس الاركان التالي في الجيش الاسرائيلي ايضا يجب أن يكون مصنوعا من المادة التي تبحث عن الحل العسكري الهجومي، وليس الحل السياسي ـ الذي تمثله على نحو مناسب جهات اخرى.

معاريف الاسبوع 2/10/2014

عوديد تيرا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية