القاهرة- “القدس العربي”: شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي اختتم فعالياته الإثنين الماضي، مصادرة السلطات المصرية عدداً من الكتب بعد عرضها في المعرض.
أول كتاب أقدمت السلطات على مصادرته، خلال أول أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها”.
وقال الدكتور محمد مدحت مصطفى، في تصريحات صحافية، إنه أبلغ بسحب الكتاب في أول أيام معرض الكتاب، على الرغم من اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وصدور رقم إيداع، لافتاً إلى أن مصادرة الكتاب جاءت على الرغم من عدم اتخاذ أي إجراءات رسمية بذلك.
ونفى الدكتور محمد مدحت مصطفى أن يكون قد تلقى أية تنبيهات قبل صدور الكتاب، مُشددًا على أن “الكتاب به منهج جديد في التناول، حول بدايات تأسيس الصهيونية، وصولاً للعمليات الإرهابية التي يرتكبونها في الفترة الحالية”.
وأصدرت دار المنتدى للنشر بيانًا حول مصادر كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها”، أكدت خلاله أنها تعرضت لـ ”عملية ضغط قوية” اضطرتها إلى سحب الكتاب من الأرفف لاستبيان الوضع، مشددة على أنها قررت عرض الكتاب حالاً وفورًا بمعرض الكتاب وبجميع الوسائل المتاحة.
وقالت الدار في بيانها إنها تعرضت لعملية ضغط قوية في أول يوم للمعرض، من خلال السؤال من أشخاص ينتمون لمؤسسات أمنية عن الكتاب وفحواه، وتم طلبه لمتابعة محتواه، وبالاتصال بالمؤلف الدكتور محمد مدحت مصطفى، أفاد بأن أحد منتسبي الأجهزة الأمنية قد تواصل معه وسأله عن محتوى الكتاب وأنشطة دار المنتدى للنشر وإن كان قد نشره في دور نشر أخرى، وعليه قمنا بسحب الكتاب من الأرفف لاستبيان الوضع.
وأضافت الدار: وأثناء عملية عصف ذهني لإدارة الدار لمناقشة الوضع، قررت أسرة الدار أن الكتاب مبحث علمي وتاريخي وثقافي ويستحق أن يكون بين يد القراء، وأنها تراعي في منجزها الثقافي الإبداعي الإنسانية والوطنية والقومية والبحثية المنهجية، ولن تتراجع عن دورها التنويري ونهجها الثقافي.
ويناقش الكتاب بداية النشاط الصهيوني في مصر، قبل المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في سويسرا في أغسطس/ آب1897 بـ6 أشهر، حيث بدأ تكوين الروابط والجمعيات الصهيونية في مصر منذ فبراير 1897، واستمرت تلك الروابط والجمعيات في العمل بحرية دون معوقات تذكر من قبل السلطات المصرية، أو سلطة الاحتلال البريطاني حتى بدايات عام 1948.
ويضيف الكتاب: “كانت السلطات المصرية تحت الاحتلال، وأغلب قيادات ومنسوبي الحركة السياسية والثقافية، وحتى اليهود المصريين، غير مدركين لخطورة المشروع الصهيوني، ولا لطبيعة تحركاته”.
إلى ذلك أعلن الصحافي والمؤلف أنور الهواري سحب كتابيه «ترويض الاستبـــداد» و«الديكتـــاتورية الجديدة» من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقال الهواري عبر حسابه: “سعدت عندما رأيت كتاب “ترويض الاستبداد”، وكتاب “الديكتاتورية الجديدة” على الأرفف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فرحت فرحة خاصة لأنهما كتبي، ثم فرحت فرحة عامة لأن فيهما نقداً صريحاً لنظام الحكم، ومن ثم فإن السماح بهما دون أي عقبات اعتبرته مؤشراً طيباً على قدر من التسامح تبديه السلطة الحاكمة تجاه الرأي المختلف”.
وأضاف: “تم إنزال الكتابين عن الأرفف، بقرار غير معلوم جهته، ولا سند له من القانون، فانتقلت الكتب من الأرفف المفتوحة إلى الكراتين المغلقة، فلم تكتمل الفرحتان، لا الفرحة الخاصة، ولا الفرحة العامة“.
وقال: “التسامح مع الرأي المختلف، ومن ثم وجود الكتابين وغيرهما، مما ينطوي على نقد لنظام الحكم فوق الأرفف في معرض القاهرة للكتاب، كان هو القرار الصائب والتقدير السليم والسياسة الصحيحة من جانب من بأيديهم القرار، وكان ينبغي أن ينتصر ويستمر هذا التوجه الرشيد حتى نهاية أيام المعرض”.
وأضاف: “فما ورد في الكتابين من نقد للسلطة هو قليل جداً من كثير جداً، يتهامس به وفيه وعنه وحوله المصريون، عامتهم وخاصتهم ومن كل الطبقات، ومن ثم فليس في الكتابين من جديد غير شيء من التعبير المكتوب عن بعض ما يدور في أفكار المصريين. فلم أزد في الكتابين عن محاولة أن أكون بعضاً من لسان الشعب، بصدق وأمانة، قدر ما اجتهدت وما استطعت، فيما أخطأت وما أصبت”.
وأكد أن “الحل ليس في رفع الكتابين من فوق الأرفف، وليس في تجاهل وإنكار ما يتهامس به المصريون فيما بينهم، الحل في إتاحة حريات التعبير والنشر والصحافة والإعلام لكل المصريين، الحل في التسامح مع الرأي المختلف، الحل في احترام حقوق الناس في الكلام، مثل حقوقهم في الطعام مثل حقوقهم في الأمان داخل الأوطان، الحل في رفع حالة الخوف المفروضة على الشعب بقبضة الحديد والنار”.
إلى ذلك، كشف الكاتب السوداني إيهاب عدلان عن أن السلطات المصرية صادرت أحد كتبه في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وكتب عدلان على الصفحة الرسمية على الفيسبوك أن المخابرات المصرية صادرت كتابه “الهوميثولوجيا.. جدل الهوية والأسطورة” من معرض القاهرة.
وأوضح أن أفراداً من المخابرات اقتحموا جناحاً يعرض كتابه، حيث طالبوا دور النشر بإنزاله من على الأرفف.
وتدور فكرة الكتاب المصادر حول أن السودان هو أصل الحضارة، فضلاً عن كون سكان مصر الحاليين هم بقايا الاحتلال.
وأوضح عدلان أن كتابه تاريخ حقيقي مبني على مرجعيات استغرقت منه 4 سنوات، متنقلاً بين متاحف الدول والجامعات العالمية.
وشهدت الفترة الماضية جدلاً واسعاً، بسبب حركة المركزية الأفريقية التي يقول مؤيدوها إن أصل الحضارة المصرية أفريقي فقط.
واختتم معرض القاهرة الدولي للكتاب فعالياته، التي استمرت 12 يوماً، الإثنين الماضي، وشهد إقبالاً جماهيراً كبيراً ليصل عدد زوار المعرض إلى 3 ملايين و609 آلاف و395، وهو الرقم الأكبر منذ انتقال المعرض لمقره الجديد بأرض المعارض الدولية في منطقة التجمع الخامس.
لا أعرف ما الحكمة والفائدة من مصادرة كتاب ومنعه من التدوا؟، هل هو الخوف من أن يصدق القراء ما فيه من أفكار مخالفة للسائد ؟ ،وهل قراء الكتاب بهذه السذاجة حتى يتخلوا عن قناعاتهم ليتبنوا قناعات جديدة ؟