لندن ـ «القدس العربي»: أطلق الفلسطينيون حملة واسعة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذين يواجهون إجراءات عقابية جماعية من قبل إدارات سجون الاحتلال، ويعيشون أوضاعاً صعبة وقاسية، فيما يخوض عدد منهم إضراباً عن الطعام أدى إلى بدء تدهور صحتهم من دون أن تكترث سلطات الاحتلال لمطالبهم.
ودعا الفلسطينيون كافة المتضامنين العرب والأجانب إلى المشاركة يومياً عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القدس المحتلة في التظاهرة الإلكترونية التضامنية مع الأسرى، فيما أطلقوا وسوماً خاصة لاستخدامها على شبكات التواصل الاجتماعي في التعبير عن التضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذين يواجهون قوات الاحتلال.
ويواصل سبعة أسرى فلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضاً لاعتقالهم الإداري، وأقدمهم الأسير كايد الفسفوس، المضرب منذ نحو 100 يوم. والأسرى المضربون بالإضافة إلى الفسفوس، هم: مقداد القواسمة، علاء الأعرج، هشام أبو هواش، رايق بشارات، شادي أبو عكر، والأسير حسن شوكة الذين انضم إلى قائمة المضربين عن الطعام قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن الأسرى المضربين يعانون أوضاعاً صحية غاية في الصعوبة ووضعهم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، إذ يعانون من نقص كمية الأملاح والسوائل بأجسادهم، والإعياء والإجهاد الشديدين، والصداع. وكان نادي الأسير قد حذر من «استشهاد أحد الأسرى السبعة المضربين عن الطعام، جراء الخطورة الشديدة على وضعهم الصحي، في ظل عدم وجود أي حلول واضحة من إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي».
ونقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي الأسير مقداد القواسمة إلى قسم العناية المركزة في مستشفى «كابلان» إثر «تدهور خطير» طرأ على صحته، بحسب ما أكد بيان لنادي الأسير الفلسطيني.
وقال محامي نادي الأسير جواد بولس إنّه «تم نقل الأسير مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ 90 يوماً والمحتجز في مستشفى كابلان الإسرائيلي إلى قسم العناية المكثفة».
وذكر نادي الأسير أن القواسمة يواجه وضعاً صحياً حرجاً، حيث يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، كما أن الأعراض الظاهرة عليه تؤكد حصول تراجع خطير على جهازه العصبي، ما قد يتسبب له بأضرار جسيمة في الدماغ.
وأطلق الفلسطينيون حملة واسعة على الإنترنت وشبكات التواصل للمطالبة بالاستجابة لمطالب الأسرى والتضامن مع المضربين منهم عن الطعام، حيث أطلق نشطاء الوسم «#معركةـالأمعاءـالخاوية» والوسم «FreeThemAll» وذلك للتعبير عن التضامن بالعربية والانكليزية معهم، كما حددوا الساعة التاسعة مساءً موعداً يومياً للتغريد على «تويتر» والكتابة على مختلف الشبكات عن قضية الأسرى.
ولقيت هذه الوسوم إقبالاً واسعاً في مواقع التواصل التي حفلت بالتغريدات والمنشورات الداعمة للأسرى الذين يرفضون الطعام، ويفضلون الموت على المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من جانب الاحتلال الإسرائيلي داخل السجون.
وقالت أسماء جلال قزمار، في تغريدة لها عبر تويتر: «يا صاحب اللطف الخفي.. الطفْ بعلاء يا رب يا كريم، الطفْ بطفل علاء.. يا رب #الحريةـلعلاءـالأعرج».
واعتبر المغرّد جواد نصر الله أنّ الأسرى «هم طلاب حياة بعزٍ وعنفوان، وأرواحهم تأبى القيد. هذا العناد عصيٌّ على الانكسار. هم أحرار حتى النصر».
أما الناشط الذي يُطلق على نفسه اسم «الأممي» فغرد قائلاً: «أيها المضربون عن الطعام، أنتم واللهِ قوّتنا ونصرنا وعزّنا، على الرغم من أنفِ سجونهم».
وكتبت هدى عزيز عبر تويتر: «أتضامن مع جميع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام احتجاجاً على سَجنهم، من دون توجيه اتهامات أو محاكمة».
ونشر المغرد الذي يحمل اسم «مجهول» تغريدة قال فيها: «وسط ظروف الأَسْر والتضييق في سجون الاحتلال، يواصل عدد من الأسرى والأسيرات معركة الأمعاء الخاوية رفضاً لاعتقالهم الإداري في ظروف صحية خطيرة».
أما المغرد «غويفارا» فكتب إن الأسرى «مُصرّون على موقفهم، ثابتون في رأيهم في إضرابهم، ماضون إلى الحرية. اللهم إنا نستودعك أسرانا، فردَّهم إلى أهلهم، سالمين منتصرين قريباً».
وسخرت المغّردة «سوريتا» من انشغال العرب عن إضراب الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقالت «في الوقت الذي يستصرخ أصحاب الأمعاء الخاوية من أسرى فلسطين، الضميرَ العالمي، واهتمام العرب بقضيتهم العادلة، لا تزال ملابس فنانات مهرجان الجونة السينمائي الخاوية من الحشمة والأخلاق والدين تتصدّر ترند اهتمام العرب وإعلامهم».
ونشرت أيام أبو الرب على صفحتها في «فيسبوك» منشوراً قالت فيه: «هل كان للأسرى وِردُ دعاءٍ من دعائك اليوم؟! هل حثثتَ شخصاً على أن ينصرهم بما استطاع إليه سبيلاً؟ هل حاولت أن تُخبر أحداً عنهم أو تساهم في التضامن معهم؟! الأسرى قضيّة كُلّ واحد فينا، وصحتهم مسؤوليتنا».
وكتب المغرد عمر يوم الأربعاء الماضي يقول: «مهندس عملية جلبوع وأمير أسرى الجهاد الأسير محمود العارضة سيبدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام، ابتداءً من يومِ غدٍ الخميس، حتى تحقيق حقوقه».
وكتبت مغردة تُدعى «نهال» بالانكليزية: «أدعم الأبرياء مثل المقداد لينال حريته وحياته من جديد. تدهور حالته مفجع لذا أدعمه في معركته الشجاعة. يمكن أن يساعده صوتك في رؤية السماء بدون أي عائق».
فيما غردت ناشطة أخرى بالانكليزية تقول: «نطالبكم بالتحدث علنا عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يخوض بعضهم إضراباً عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ضد اعتقالهم بدون تهمة أو محاكمة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي».
وكتبت جنا: «أتضامن مع مقداد القواسمة في إضرابه عن الطعام المستمر منذ 90 يوماً. تم نقله للتو إلى وحدة العناية المركزة».
ونشر مالك القاضي صوراً للأسرى المضربين عن الطعام وكتب مخاطباً إياهم بالقول: «أنتم اليد التي لاطمت المخرز حتى أدميت بالدماء، وهن المخرز وما انهزم فيكم سيف الاباء. حتما سيهزم السجان، وكما كل مرة سننتصر».
وغردت روان: «يقول الأطباء الإسرائيليون إن مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ 91 يوماً يواجه خطر الموت في أي لحظة».
وغرد عمر غريّب: «الأسرى الفلسطينيون مضربون عن الطعام من أجل الحرية بسبب الاعتقال الإداري بدون توجيه تهم لهم. حياتهم في خطر وصحتهم تتدهور».
يشار إلى أن الاعتقال الإداري هو أمر حبس لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 شهور بدون محاكمة، ويعتمد على «ملف سري» تقدمه المخابرات الإسرائيلية ويتم تجديده مرات متتالية.
والاعتقال الإداري هو قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945 وتستخدمه إسرائيل لاعتقال فلسطينيين وزجهم في السجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائياً. وترفض إسرائيل الاستجابة لطلب الأسرى وقف اعتقالهم الإداري، وهو ما يفاقم وضعهم الصحي.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، يبلغ عدد الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية نحو 550 أسيرا، من بينهم أسيرة و4 أطفال.
وإضافة إلى الأسرى الإداريين، تعتقل إسرائيل نحو 4 آلاف و850 أسيرا، بينهم 41 أسيرة و225 طفلا، وفق معطيات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، بينها نادي الأسير، حتى 30 حزيران/يونيو الماضي.