معركة كسر عظم تخوضها ميركل ضد رؤساء الولايات الألمانية بسبب كورونا

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين ـ “القدس العربي”:

ذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن معركة كسر عظم تدور وراء الكواليس بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وبين رؤساء الولايات الألمانية. وذكرت الصحيفة أن هناك انتفاضة يتم الترتيب لها والتنسيق بشأنها بين الولايات الألمانية ضد مخططات ميركل الساعية إلى فرض اغلاق شامل لكل مناحي الحياة في ألمانيا من أجل الحد من ارتفاع أرقام الإصابات بكورونا.

وبعد فشلها في تطبيق اغلاق شامل في ألمانيا في عيد القيامة، عادت ميركل للحديث عن ضرورة فرض هذا الإغلاق بالرغم من المعارضة الكبيرة لرؤساء الولايات الذين عبروا صراحة عن رفضهم هذه المخططات.

ووفقا للصحيفة الألمانية فإن رؤساء الولايات قلقون من مساع حثيثة للمستشارة ميركل من أجل تعديل قوانين تضعف من سلطتهم في رفض قرار الاغلاق وذلك قبيل الاجتماع المرتقب بينهم الأسبوع المقبل. وقد تكون حسابات ميركل هي أن الضغط على قادة البلاد من خلال التصويت في البوندستاغ يمكن أن يكون مرتفعًا لدرجة أنهم سيوافقون على القانون

وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان قد حث على سلوك الحكومة الاتحادية والولايات نهجا موحدا في مكافحة جائحة كورونا.

وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD)، قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، إن هناك حاجة إلى تحقيق ” أكبر قدر ممكن من الوحدة والاتفاق بين الحكومة الاتحادية وجميع الولايات الـ16 ولاسيما فيما يتعلق بعدم السماح بتجاوز حد المعدل الأسبوعي للإصابات الجديدة لحاجز الـ100 بدون اللجوء إلى تدابير قوية للغاية”.

ودعا وزير الصحة الألماني ينس شبان لفرض إغلاق أكثر صرامة من أجل كسر الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد.

وقال شبان لإذاعة غرب ألمانيا (WDR) الخميس إنه بمجرد تراجع أعداد معدل حدوث العدوى، فإنه سيكون ممكنا الخروج من الوباء من خلال إجراء اختبارات واللقاح.

وشدد الوزير الألماني بصفة خاصة على ضرورة مواصلة الحد من المخالطات الشخصية في الوقت الحالي. وأكد أنه لابد من فرض حظر تجوال في أية مناطق يزيد معدل الإصابات الأسبوعية بها لكل 100 ألف شخص على 100 حالة، وأوضح أن الحظر يهدف للحد من اللقاءات الشخصية في المساء.

وأضاف الوزير الألماني أن النطاق الثاني المهم هو المدارس ورياض الأطفال، وأكد أهمية إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس داخل المدارس بشكل متسق للغاية مرتين على الأقل أسبوعيا.

وتابع أنه بمجرد أن يستقر عدد حالات الإصابة الجديدة لكل 100 ألف شخص خلال سبعة أيام عند قيم أقل من 100، سيمكن حينئذ فتح قطاعات فردية مثل المطاعم أو تجارة التجزئة  وحمايتها بإجراء اختبارات.

وأكد أنه “من المثالي” أن يكون هناك إجراء موحد على مستوى اتحادي، وقال: “من المهم أن يكون هناك تفهم موحد للوضع في البداية”، لافتا إلى أنه كان هناك مشكلة دائما خلال الشهور الماضية تتمثل في “أن الحكومة والولايات تتفق على بعض الأمور، وبعد أيام قليلة لا يتم تنفيذها بشكل موحد على مستوى اتحادي، وإنما يكون هناك استثناءات وقواعد أخرى”.

علن معهد “روبرت كوخ” الألماني اليوم الخميس أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت إجمالي 20 ألفا و407 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، فضلا عن 306 حالات وفاة جديدة.

ويفترض المعهد تراجع عدد الأشخاص الذين خضعوا لاختبارات الكشف عن كورونا خلال أيام عيد الفصح، الأمر الذي يؤدي تراجع عدد الحالات المسجلة لدى مكاتب الصحة.

وأضاف المعهد أنه من الممكن أيضا ألا تكون جميع مكاتب الصحة في ألمانيا نقلت بياناتها للمعهد في جميع الأيام.

وكان المعهد سجل 24 ألفا و300 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، فضلا عن 201 حالة وفاة، قبل أسبوع واحد فقط.

وبحسب المعهد الخميس، بلغ عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس التي تم تسجيلها خلال سبعة أيام لكل 100 ألف شخص 7ر105 على مستوى ألمانيا، فيما كان يبلغ هذا العدد أمس الأربعاء 1ر.110

وأضاف المعهد اليوم أن إجمالي عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا منذ بدء تفشيه في ربيع العام الماضي وصل إلى مليوني و930 ألفا و852 حالة إصابة، لافتا إلى أن إجمالي العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك كثيرا؛ نظرا لأن كثيرا من الإصابات لم يتم اكتشافها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية