معركة مصر.. خيار أميركا الإستراتيجي!

حجم الخط
4

الفرق الكبير يكمن في إنسانية التقييم للمواقف، ربما لا نختلف كثيرا حول تقييم تجربة الرئيس المعزول والمغيب محمد مرسي من ناحية فشلها على الاقل في السنة الأولى، لكن الاتفاق على بشاعة الافعال التي أقدمت عليها المؤسسة الأمنية والعسكرية المدعومة من السعودية والإمارات بشكل رئيسي بشكل لا يثير الشك هو ما يجب أن يكون. يقول المراقبون ان الشرطة والجيش ليسا مؤسسة قضائية للحكم على المشتبه بهم بالقتل أو إثبات التهم ضدهم كإرهابيين بمجرد المشاركة بحقهم في التعبير عن رفض الحسم العسكري ومصادرة أصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
في الوقت الحالي ما يجب الحديث حوله هو إدانة ما يحدث سياسيا وإنسانيا من قبل الحاكم الفعلي وهو الجيش، فما صدر من حتى الآن دوليا هو مواقف غربية رافضة وأخرى مترددة ليس من منطلق إنساني او ديموقراطي، وإنما بحسب إجماع الكثير من المتابعين خشية من تحول مفترض لنموذج الإسلام السياسي الأكبر في المنطقة نحو العنف، بعد إيمان الإخوان المسلمين بأن صناديق الإقتراع لن توفر لهم فرصة لتنفيذ رؤيتهم السياسية على الأرض بعد ثمانين سنة من العمل الدعوي والسياسي، سيما وأن نموذجا مسلحا للحركة العالمية يعيش في الجوار في قطاع غزة وهنا نقصد حركة حماس- على الأقل بنظر الغرب -.
لكن المستغرب من ناحية أخرى هو سكوت واشنطن وحلفائها الغربيين عن الدور الذي تلعبه الرياض وأبو ظبي في المعركة ضد الإخوان، إلا إذا تمت قراءة المشهد بإنه رهان على الحسم السريع على الأرض. ولكن ماذا لو لم يحدث ذلك؟
الأمر بنظر صناع القرار الاستراتيجي الأميركي غير المحصورين في البيت الأبيض يستحق المغامرة ولو لفترة وجيزة، فإسقاط المشروع الاخواني في مصر يعني بسهولة القضاء عليه في غزة وتوليد الخوف لدى الفرع الأبرز للجماعة العالمية في الأردن ليعد حتى المئة قبل الإنخراط في أي مشروع سياسي، خصوصا وان الجماعة في عمان كانت راعية رئيسية لمشروع الملكية الدستورية الذي يشكل لها أرضية للمشاركة في صنع القرار السياسي في أطول حدود برية مع إسرائيل.
إذا هو رهان ثمنه الدم تحت عناوين الإرهاب التي كان الغرب الصانع الاكبر لها في العراق وأفغانستان واليمن، و ثمنه بعد كل ذلك المواطنة في مصر وأحد أهدافه الابرز إعادة الرياض إلى زاوية التأثير العربي من جديد.

عدنان بوريني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدربه خطاب:

    لن يسقط المشروع الاسلامي سواء كانت تسميته بالمشروع الأخواني او غيره الا بسقوةط العقيدة الاسلامية وزوالها وهذا من المستحيلات . لن ينجح أي مشروع مبني على العداء للعقيدة والهوية المرتبطان ارتباطا وجوديا. ولا حل غير تمكين الاسلاميين من الحكم اذا ما انتخبهم الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة . لقد تعلم الاسلاميون الشيئ الكثير من التجارب المريرة التي مروا بها ولعلهم الوحيدون القادرون على احداث التغيير الثوري المطلوب والمناسب لهذا العصر الذي يتقدم بسرعة فائقة . وعلى مفكري وقادة الغرب الاستعماري قد أدركوا هذه الحقيقة وللأسف ما زالت غائبة عن عقول معظم مفكرينا وقادتنا لكنها ماثلة بقوة في عقول شباب هذه الأمة المجيده .

  2. يقول Hassan:

    مزج الدين بالسياسة في مصر هو الذي كان سببا في دمارها كما سوف يأتي على البقية المتبقية ممن لهم نفس النهج الذي انتهجه من اتخذوا من الدين مطية. السلطان الجاه التسلط المال الغطرسة التهميش الإقصاء الإنفراد بالحكم التصلب في المواقف دحر الأخر إخضاع البلاد والعباد كلها باتت الأهداف لمن يرنوا إلى كرسي الحكم في هذا الزمان. ترى في بعض البلدان العربية غداة استقلالها ولعدم توفر المال الكل يعمل بمقابل من شتى أنواع المحاصيل الزراعية التي توزع على العاملين إلى أن تحسن الوضع الإقتصادي. كان التركيز على الإنسان بالدرجة الأولى فبنيت المدارس والمعاهد والجامعات ثم قيل للشباب ” إقرأ ” فقرأ من قرأ وبنغ من نبغ وساهم من ساهم في بناء هذا العالم من العلماء العرب الذين اغتربوا ولم يعودوا إلى أوطانهم. أما اليوم فلم يعد للإنسان مكان بين ثنايا الدولة التي تعمل وفق القرن الثامن عشر ودون برامج تتماشى والتقدم التكنولوجي الحديث إلا من جهة السيطرة على الإنسان العربي ككل الذي هو الآن غنيمة الغرب التي استثمرها إعتمادا على الدين السياسي. وهو أما مسلط عليه من قبل من يحكمونه بتأييد الأعداء للمستبدين لهم أو بمحاربتهم بشتى الوسائل التي تحقق تقهقر وتأخر العرب إلى الوراء.

  3. يقول عبدربه خطاب:

    لن يسقط المشروع الاسلامي سواء كانت تسميته بالمشروع الأخواني او غيره الا بسقوةط العقيدة الاسلامية وزوالها وهذا من المستحيلات . لن ينجح أي مشروع مبني على العداء للعقيدة والهوية المرتبطان ارتباطا وجوديا. ولا حل غير تمكين الاسلاميين من الحكم اذا ما انتخبهم الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة . لقد تعلم الاسلاميون الشيئ الكثير من التجارب المريرة التي مروا بها ولعلهم الوحيدون القادرون على احداث التغيير الثوري المطلوب والمناسب لهذا العصر الذي يتقدم بسرعة فائقة . وعلى مفكري وقادة الغرب الاستعماري قد أدركوا هذه الحقيقة وللأسف ما زالت غائبة عن عقول معظم مفكرينا وقادتنا لكنها ماثلة بقوة في عقول شباب هذه الأمة المجيده .
    .

  4. يقول خليل ابورزق:

    المستقبل في المنطقة فقط لتيارين كلاهما اسلامي هما القاعدة او الاخوان. و هناك تيار ثالث قد يعوق المستقبل بعض الشيء هو ايضا تيار اسلامي و لكن بنكهة النفط. التيارات الوطنية و القومية و الاشتراكية تشرذمت و جفت او تكاد.

إشترك في قائمتنا البريدية