عملية “الشاباك” و”اليمام” والجيش البطولية لإنقاذ مخطوفين من قلب رفح هي بالفعل جريئة ونادرة وجديرة بكل ثناء وتصفيق للمنفذين وللمخططين ولرجال الاستخبارات وكذا للقيادة السياسية والعسكرية التي أخذت المخاطرة وأقرت التنفيذ. هذا الحديث كان يمكنه أن ينتهي بفشل ومصيبة كبيرة.
إن مهمة إعادة المخطوفين إلى الديار هي الأصعب والأثقل وأكثر إلحاحاً. أعرف أنه لا يوجد إجماع كامل على ذلك، وقد نجحوا في تقسيمنا بين “محبي النصر والأمن” وبين “طالبي إعادة المخطوفين”. على نتنياهو ووزراء الحكومة واجب قومي وأخلاقي لنقل المخطوفين من “لائحة قلبهم” كما يقولون ويعيدونهم إلى عائلاتهم.
قرار انسحاب اللواء احتياط نيتسان ألون (وبالتأكيد بتأييد من قائده رئيس الأركان) من الوفد الإسرائيلي الذي بحث الموضوع في القاهرة هذا الأسبوع، يبعث عندي قلقاً في جوهر وجدية المفاوضات، مثلما يقلقني أيضاً تحفيز الرئيس الأمريكي نتنياهو للتقدم إلى الصفقة. كما أن إقصاء الوزيرين غانتس وآيزنكوت عن الجولة الإضافية في القاهرة يفترض أن يقلقهم.
في الوقت الذي يختار فيه نيتسان ألون، الذي هو شخصية مفتاحية في المجال، عدم الانضمام إلى الوفد مع تفويض محدود بحيث تلقى التعليمات بأن “ينصت فقط” – أرفق نتنياهو إلى الوفد “مستشاره السياسي” أوفير بلك، رجل حزبي وليس رجل وزارة الخارجية، كي يكون المرجعية المرافقة ليشرف على رئيس الموساد دادي برنياع وما يتفوه به. ولاحقاً، سجلت انعطافة أخرى في الحبكة، حين غير نتنياهو مزاجه وقرر عدم عودة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة على الإطلاق – بينما أقصى هذه المرة غانتس وآيزنكوت عن العلم بذلك.
إن أي صفقة لإعادة المخطوفين هي مصلحة إسرائيلية أكثر منها حماسية. سيكون الثمن أليماً وقاسياً أيضاً لبن غفير وسموتريتش كما سيكون كذلك لي ولكل واحد منكم. هذا بخاصة إذا كانت كمية المخطوفين الذين على قيد الحياة آخذة بالنقصان.
آفي بنيهو
معاريف 16/2/2024