برلين- “القدس العربي”:
بعد أن أعلنت السلطات الألمانية قبل أيام توقيف إيرانيين اثنين مشتبه في أنهما كانا يعدّان لاعتداء “إرهابي” في ألمانيا باستخدام مواد كيماوية سامة، ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن معلومات جديدة تمكنت الأجهزة الأمنية من الحصول عليها.
ووفقا لمجلة “فوكوس” الألمانية، فإن الشقيقين الإيرانيين اللذين اعتقلا في مداهمة لوحدات مكافحة الإرهاب في بلدة كاستروب- راوكسيل بالقرب من مدينة دورتموند مطلع الأسبوع الجاري، كانا ينتظران تسلّم بذور مادة الريسين السامة في اليوم السابق للمداهمة أو في اليوم نفسه. وبحسب المجلة، فقد تم التوصل إلى هذه المعلومات من خلال فحص محادثات على الهواتف المحمولة للمشتبه بهما.
من جهته، أكد موقع “مينا ووتش” الإخباري الألماني، أن جهاز “الموساد” الإسرائيلي هو من زود السلطات الألمانية بمعلومات مكّنتها من القبض على الرجلين. وكانت صحيفة بيلد الألمانية قد أكدت بدورها أن جهاز مخابرات يتبع لدولة صديقة، حذر ألمانيا من معلومات لديه. ووفقا للموقع الإخباري الألماني، فإنه حصل على تأكيدات لجهات إسرائيلية بأنها من زودت ألمانيا بالمعلومات. وذكر موقع “مينا ووتش” أن أجهزة الأمن الإسرائيلية فتحت تحقيقا مشابها من أجل معرفة إن كانت الأهداف المفترضة هي أهداف يهودية أو إسرائيلية في ألمانيا، كدور عبادة أو مواقع تابعة لإسرائيل.
وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت أن المشتبه بهما قد يكونان متورطين بعمل تخريبي خطير من خلال شراء السيانيد والريسين “لارتكاب هجوم بدوافع إسلامية” وقتل “عدد غير محدد من الناس”. وبحسب الشرطة، فإن التخطيط لهذا الأمر يعاقب عليه بالسجن ما بين ستة أشهر وعشر سنوات.
وزير داخلية ولاية نوردراين فيستفالن، حيث تقع كاتورب روكسيل، هربرت رول، قال في بيان: “كانت لدينا معلومات جادة دفعت الشرطة إلى التدخل أثناء الليل. تحقق السلطات الآن بأقصى سرعة.
وأعلنت الشرطة الألمانية عن اعتقال شخص ثان في إطار عمليات التفتيش. وأكد متحدث باسم مكتب المدعي العام أن الشخص هو شقيق المشتبه به الأول.
وبحسب المعلومات الواردة من الدوائر الأمنية الألمانية، يُقال إن الرجل لم يخطط للأمر بتفويض من الحكومة الإيرانية، وبدلاً من ذلك، يُفترض أنه تحول من المسيحية إلى الإسلام وكان مؤيدًا لجماعة إرهابية إسلامية ومتعاطفًا مع تنظيم داعش.
وفقًا لمعهد روبرت كوخ، يتم تضمين مادة الريسين شديدة السمية في قائمة أسلحة الحرب تحت عنوان “الأسلحة البيولوجية” ويمكن أن تكون قاتلة في غضون 36 إلى 72 ساعة إذا تم تناولها بكميات بحجم رأس الدبوس. والترياق غير معروف. السيانيد شديد السمية أيضا، حتى أصغر الكميات منه قاتلة للإنسان.
واقتحم الأحد الماضي، رجال مدججون بالسلاح من الفرقة الخاصة، مبنى سكنيا من أجل اعتقال الإيراني، ومع ذلك لم يتم العثور على أي شيء في شقة المشتبه به يشير إلى عوامل حرب بيولوجية أو كيميائية، كما أعلن المدعي العام في دوسيلدورف.
وفقًا لمعلومات صحيفة بيلد، يُقال إن شقيق صانع القنبلة، الذي تم احتجازه أيضا، كان في إجازة للتعافي من مرض نفسي وضغوط لدى اقتحام الشرطة، ولم يتضح بعد ما إذا كان متورطا في خطط الاغتيال.
بدورها، قالت مجلة شبيغل الألمانية، إن محامي الشقيق الأصغر، طلب الاطلاع على ملف التحقيقات، وقال إن موكله سيلجأ لحقه في الصمت خلال تلك الفترة.
بيد أن شبيغل رجحت أن يكون مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) هو من قدم معلومات للسلطات الألمانية حول المشتبه بهما بعد رصد محادثات لهما وليس إسرائيل.