معهد بيغن السادات: على إسرائيل توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني بصورة منفردة وعلى واشنطن لجم إيران بعد ذلك وثني حكامها عن تطوير البرنامج

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: رأت دراسة جديدة صادرة عن معهد بيغن-السادات، التابع لجامعة بار إيلان الإسرائيلية إن قيام الدولة العبرية بتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني سيخدم المصلحة الوطنية الأمريكية بشكلٍ كبيرٍ للغاية، إذ أن الهجوم، كما جاء في الدراسة، سيفسح المجال أمام واشنطن لإقناع إيران بعدم جدوى إعادة بناء برنامجها النووي من جديد، وبالتالي ثني الإيرانيين عن إعادة بناء البرنامج.
من ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة أنْ تؤكد على أنه بالغرم من معارضتها للهجوم الإسرائيلي المنفرد، فإنها لم تتمكن من منعه، وعليه، يتحتم على الإدارة الأمريكية، بعد تنفيذ الهجوم، توجيه رسالة واضحة للإيرانيين مفادها أنها ستُواصل دعم إسرائيل، ومن ناحية أخرى، ستُواصل الضغط على النظام الحاكم في طهران للتنازل نهائيًا عن البرنامج النووي، كما جاء في الدراسة.
وتابعت الدراسة الإسرائيلية قائلة إن أحد الأهداف المفصلية لزيارة الرئيس أوباما للدولة العبرية كان على الأرجح الحصول على موافقة صناع القرار في تل أبيب بعدم مهاجمة البرنامج النووي الإيراني دون موافقة الولايات المتحدة. وزادت أن الكثير من الناس يعتقدون أنه إذا تحدت إسرائيل أمريكا من خلال مهاجمة إيران دون موافقتها فإن الولايات المتحدة ستنضم للإدانة الدولية لإسرائيل، وذلك بهدف إقناع النظام الإيراني وبقية العالم الإسلامي بأن أمريكا لم تكن شريكة في الهجوم، ومن ناحية أخرى لكي تُوجه رسالة للدولة العبرية مفادها أن الهجوم خلق لواشنطن العديد من المشاكل.
ولكن الدراسة رأت أن الهجوم الإسرائيلي المنفرد سيُساعد أمريكا، لأنه سيؤدي إلى ثني الإيرانيين عن مواصلة تطوير برنامجهم النووي، في حين أن إدانة إسرائيل ستجلب النتائج العكسية، وتشجع إيران على إعادة بناء منشآتها النووية.
من ناحية أخرى، فإن الدعم لإسرائيل يكون دليلاً على التصميم الدولي لمنع إعادة بناء برنامج الأسلحة النووية الإيرانية. إضافة إلى أن التأخير والتكلفة الناتجة من الهجوم الإسرائيلي من شأنه أنْ يؤدي إلى خلافات داخل دوائر صنع القرار في طهران، على حد قول الدراسة.
وأوضحت الدراسة أن هناك دعمًا شعبيًا واسعًا في إيران للبرنامج النووي ولكن العديد من استطلاعات الرأي التي أجريت العام الماضي أشارت إلى أن أغلبية كبيرة من الإيرانيين تؤيد التخلي عن الجهود الرامية إلى الحصول على الأسلحة النووية من أجل إنهاء العقوبات الاقتصادية، وزادت أنه إذا هاجمت إسرائيل مرافق إنتاج الأسلحة النووية من جانب إسرائيل، فستدفع الوطنيين الإيرانيين لدعم حق بلادهم في امتلاك برنامج نووي، ولكن بالمقابل الكثيرون سُيصابون بخيبة أمل مريرة من النظام ويحملونه المسؤولية، ومن غير المستبعد اندلاع انتفاضة شعبية ضد النظام. وأكدت الدراسة على أنه في حال عدم إدانة إسرائيل من قبل أمريكا والعالم الإسلامي بسبب الضربة، فإن الشعب الإيراني قد يستنتج أنه سيكون هناك دعم دولي لنظام جديد في إيران، الأمر الذي سيدفع المعارضين للعمل على الإطاحة بالنظام الحالي، لافتةً إلى أنه من الواضح أن الولايات المتحدة لديها مصلحة قوية في ردع هجمات انتقامية على المصالح الأمريكية في المنطقة وعلى حلفائها، ولكن بالمقابل لديها مصالح في الحد من الانتقام العنيف ضد إسرائيل، لأنه لها مصلحة في منع الصراع من التحول إلى حرب إقليمية، ولأن لواشنطن التزامًا شاملاً لمنع التهديدات التي قد يتعرض لها الأمن القومي الإسرائيلي
لجميع هذه الأسباب، جاء أيضًا في الدراسة، هناك مصلحة أمريكية واضحة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي بتوجيه رسالة إلى طهران مفادها أنها عارضت الهجوم الإسرائيلي، وحاولت منعه، ولكنها لم تتمكن، ومن ناحية أخرى يُمكنها تبرير الهجوم الإسرائيلي بأنه نبع من التهديدات الإيرانية المتواصلة بشطب الدولة العبرية عن الخريطة، هناك سبب آخر لمصلحة الولايات المتحدة في أنْ تُنسق مع الدول الحليفة في كيفية الرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل.
وتابعت أنه في هذه الفترة تقول واشنطن إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، مما يعني أنه في حالة فشل جميع الجهود الأخرى لوقف الجهود النووية الإيرانية، واشنطن ستنظر في توجيه ضربة عسكرية بنفسها، وبالتالي كيف يُمكن لها أنْ تُدين الهجوم الإسرائيلي المنفرد في الوقت الذي كانت هي نفسها تُلوح بتوجيه الضربة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، على حد قول الدراسة.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن توجيه الضربة العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني ستكون أقل خطورةً إذا تم بعلم الولايات المتحدة، لأنها ستقف إلى جانب إسرائيل في اليوم التالي. وعلاوة على ذلك، قالت الدراسة، إن التلويح الإسرائيلي بتوجيه الضربة العسكرية الساحقة لإيران قد يردع إيران، ويؤكد لها ضرورة التفاوض من أجل إنهاء الأزمة النووية بطرق دبلوماسية.
وبالإضافة إلى ذلك، الوعد الأمريكي لدعم إسرائيل بعد تنفيذ الهجوم العسكري حتى ولو تم دون الموافقة عليه من قبل الولايات المتحدة سيكون له التأثير الأكبر في منع حدوث ضربة إسرائيلية، وذلك لأن مثل هذا الوعد من شأنه أنْ يزيد استعداد إسرائيل للفهم بأنه من الممكن جدًا الاعتماد على الولايات المتحدة لمنع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية مقابل منع الدولة العبرية من توجيه الضربة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وخلصت الدراسة إلى القول إنه من خلال مواكبة ومتابعة مجريات الأمور في الإدارة الأمريكية يتبين أن هناك خلافات عميقة بين صناع القرار في واشنطن حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، على حد قول الدراسة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية