مقاطعة أوروبية لاسرائيل

حجم الخط
3

”سيعقد رئيس الوزراء نتنياهو بعد ظهر الاربعاء جلسة تباحث خاصة بمشاركة عدد كبير من وزراء الحكومة تتناول زيادة قوة تهديد المقاطعات والعقوبات على اسرائيل من قبل حكومات وشركات اعمال في الغرب بسبب الاحتلال في الضفة الغربية. والحديث اول مرة منذ انشاء الحكومة يتم فيها تباحث عميق في محاولة لصوغ استراتيجية في هذا الشأن.’
دُعي الى الجلسة وزير الخارجية ليبرمان ووزير الاقتصاد بينيت ووزيرة القضاء لفني ووزير المالية لبيد ووزير التربية شاي بيرون ووزير العلوم يعقوب بيري ووزير الزراعة يئير شمير ووزير شؤون الاستخبارات والاستراتيجية يوفال شتاينيتس ووزير الدفاع موشيه يعلون. والى ذلك دُعي الى الجلسة المستشار القانوني للحكومة، ومنسق اعمال الحكومة في المناطق، والمدير العام لوزارة الخارجية وممثلو الموساد وأمان والشباك.
وذكر موظف اسرائيلي رفيع المستوى مطلع على الامور أن نتنياهو استقر رأيه على عقد جلسة التباحث الخاصة على إثر قرار شركة التقاعد الهولندية الضخمة بي.جي.جي.إم التي نشر امرها اول مرة في صحيفة هآرتس، على سحب استثماراتها من البنوك الخمسة الكبرى في اسرائيل لمشاركتها في الانفاق على جهات لها صلة بالبناء في المستوطنات. وقبل ذلك ببضعة اسابيع الغت شركة المياه الهولندية ‘فيتانس’ عقدا مع شركة ‘مكوروت’ لسبب مشابه.
إن خطوة صندوق التقاعد الهولندي تعتبر ارتفاع درجة خطير بصورة مميزة وسبب ذلك أن ليس الحديث عن عقوبات على المستوطنات بل على جهات اقتصادية اسرائيلية مركزية موجودة في داخل الخط الاخضر بسبب علاقتها غير المباشرة فقط بالمستوطنات في الضفة الغربية. وفي برنامج التباحث الذي وزعه مجلس الامن القومي على الوزراء اقتبس من سلسلة مقالات نشرت في الاسابيع الاخيرة في صحيفة هآرتس تتعلق بمبادرات مقاطعة مختلفة مع المستوطنات في الضفة الغربية ومع جهات اسرائيلية لها صلات بالمستوطنات مباشرة أو غير مباشرة. وطلب الى الوزراء أن يأتوا مع اقتراحات لمواجهة أمر المقاطعات والعقوبات.
وذكر موظف اسرائيلي كبير أنه يوجد توجهان فيما يتعلق بالمقاطعات مع اسرائيل، فهناك من جهة ازدياد العقوبات قوة من قبل حكومات في الغرب ولا سيما من الاتحاد الاوروبي موجهة على المستوطنات. وتوجد من جهة اخرى عقوبات من قبل شركات اعمال في الغرب تضر بجهات اسرائيلية موجودة داخل الخط الاخضر لكن لها صلات اعمال بالمستوطنات.
إن اتساع توجه المقاطعة والعقوبات على اسرائيل من قبل شركات اقتصادية في الدول الغربية ينبع ايضا من زيادة الضغوط من منظمات مؤيدة للفلسطينيين ومن حقيقة أن حكومات أخذ يزداد عددها في اوروبا خاصة تشجع القطاع الخاص على الامتناع عن علاقات اعمال بجهات لها صلة بالمستوطنات.
يجري التباحث في هذا الصباح وبين يديه جهود وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري لصياغة وثيقة اطار تشتمل على مباديء لحل القضايا الجوهرية المختلفة يتابع التفاوض على أساسها بين اسرائيل والفلسطينيين، وقال نتنياهو في خطبته في مؤتمر معهد بحوث الامن القومي في تل ابيب أمس إن الوثيقة ستشمل مواقف امريكية. وقال: ‘لا يجب على اسرائيل ألا توافق على كل شيء يعرضه الامريكيون هناك’.
إن التقدير في مجلس الامن القومي وفي وزارة الخارجية وفي أمان هو أن فشل مسار كيري السياسي وتفجير التفاوض سيفضيان الى موجة عنيفة من المقاطعات وسلب اسرائيل شرعيتها، من قبل حكومات في الغرب ومن قبل رجال اعمال في القطاع الخاص ايضا.
أخذ يجري في الاسابيع الاخيرة جدل قوي داخل الحكومة في شأن تهديد المقاطعات ولا سيما بين وزير الاقتصاد بينيت ووزيرة القضاء لفني. إن بينيت يتهم لفني بأنها تحذر من تهديد المقاطعات لانها في واقع الامر تطلب عقوبات اخرى على اسرائيل. وتزعم لفني أن بينيت ووزراء اليمين في الحكومة الذين يؤيدون استمرار البناء غير المحدود في المستوطنات ويعارضون التفاوض السياسي هم الذين يشجعون المقاطعة مع اسرائيل التي ستفضي الى اضرار باقتصادها. تعتقد لفني أنه يجب على اسرائيل كي تبدأ في صد تهديد المقاطعة ان تعلن تجميدا تاما للبناء في المستوطنات المعزولة خارج الكتل الكبيرة التي تريد الحفاظ عليها في يديها لتسوية دائمة مع الفلسطينيين، وأن توافق في مقابل ذلك على مبادرة كيري.
ويعتقد بينيت أن المقاطعة والعقوبات تهديد حقيقي لكنه تهديد يبالغون في شدته. وقد زعم بينيت في خطبته أمس في مؤتمر معهد بحوث الامن القومي ان اسرائيل واجهت مقاطعات دولية منذ كان انشاؤها، والحل كما يرى بينيت إفراد موارد اكبر للدعاية. وقال أمس: ‘يجب أن تؤخذ نفقة وحدة طيران أو فرقة مدرعة ونقلها لمكافحة سلب اسرائيل شرعيتها’.

باراك ربيد
هآرتس 29/1/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول azaz belgique:

    حتروح عليكم

  2. يقول حنظلة- عمان- الاردن:

    عقبال المقاطعة الاردنية والمصرية والاماراتية والمغربية والسعودية والاسلامية في الدول الاخرى، يبدو ان بعض الاوروبيين يمتلكون حسا وطنيا اكثر من العرب اصحاب المشكلة مع الاحتلال.

  3. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    أعتقد (والله أعلم) أن هذه التحركات الجديدة العهد عموماً من قبل الاوروبيين ضد أسرائيل ستكبر وتتنامى وستشكل “قوة” حقيقية لتحجيم قدرات وأمكانيات الدولة العبرية اللامتناهية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو في الضفة الغربية…وهي بالتالي ستكون أول وقفة “جادة” ضد الصهاينة منذ تأسيس كيانهم عام 48 من جانب الاوروبيين. على العرب الشرفاء و الغيارى لاسيما من أصحاب الاموال والاعمال أتخاذ كل ما يلزم للتعاون مع هذه التحركات الاوروبية من أجل ترسيخها و تجذيرها وأعطائها الزخم اللازم بغية الاستدامة .

إشترك في قائمتنا البريدية