مقتل الأمير العسكري لـ«الدولة»… «القدس العربي» تروي قصة «أبو سالم العراقي»

وائل عصام
حجم الخط
1

أنطاكيا – «القدس العربي» : أعلن النظام السوري مقتل الأمير العسكري لتنظيم «الدولة» في جنوب سوريا أبو سالم العراقي، باشتباك في ريف درعا الغربي، بعد محاصرته وإصابته بعدة طلقات قبل أن يفجّر نفسه بحزام ناسف، وحسب فصائل المعارضة السورية فان مقتل العراقي كان على يد مقاتلين سابقين في الجيش الحر حاصروا العراقي داخل أحد المنازل في بلدة عدوان في ريف درعا الغربي، حسب مواقع مقرّبة من المعارضة السورية.
ووفق متابعة «القدس العربي» وبعد التواصل مع سكان محليين، فإن «العراقي» فجّر نفسه بعد محاصرته داخل منزل في بلدة عدوان من قبل مسلحين من البلدة، يؤازرهم مسلحون آخرون من بلدة طفس المجاورة لها على مسافة نحو 12 كيلومترًا.
ومن مصدر خاص علمت «القدس العربي» أن أبو سالم العراقي» هو عبد الله البياع، من مواليد حي البياع في بغداد، وتنقل بعض المصادر ان اصوله تعود لعائلة البياع الشيعية قبل ان يتسنن في مرحلة التسعينيات التي شهدت حملة دعوية من شيوخ جوامع سلفيين ادت لانتقال أعداد تقدر بالمئات من الشيعة للمذهب السني في بغداد وأطرافها.
جاء العراقي إلى سوريا بعد غزو العراق ومكث فيها حتى اندلاع الثورة السورية عام 2011، وأقام فترة في منطقة جديدة عرطوز في ريف دمشق. وتروي المصادر المطلعة على مسيرة العراقي مع التنظيم لـ«القدس العربي» ان العراقي كان قد تسلم منصب المسؤول الأمني للتنظيم في مخيم اليرموك، جنوب دمشق، تحت إمرة الفلسطيني أسامة أبو ستة الذي غادر المخيم في العام 2015 إلى مدينة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم، حيث قتل هناك في يوليو/ تموز 2017 بغارة أمريكية، ويتهم العراقي بالضلوع في محاولات اغتيال داخل مخيم اليرموك لشخصيات فلسطينية وسورية معارضة.
لكن العراقي الذي عينه البغدادي فيما بعد نائباً لامير التنظيم في جنوب دمشق، لم يلبث طويلًا في منصبه هذا، حيث غادر مخيم اليرموك منتصف فبراير/ شباط 2016 عبر بوابة العسلي في حي القدم بعد توقيع صفقة خروج مسلحي جنوب دمشق.
ويقول مصدر من مهجري مخيم اليرموك لـ«القدس العربي»، انه كان في المخيم ساعة خروج أبو سالم العراقي وعدد من قادة ومسؤولي التنظيم، وانه تأكد من ذلك عندما شاهد تسجيلاً بثه التنظيم من أحد أسواق الموصل ظهر فيه العراقي حينذاك، وقال انه كثيراً ما شاهد العراقي في مخيم اليرموك، وفي منطقة الحجر الأسود حيث أصيب، قبل مغادرته جنوب سوريا إلى الرقة بأسابيع، إصابات بالغة بيديه وقدميه بعد استهدافه بعبوة ناسفة على أحد طرق البلدة. ولا يعرف الكثير عن «ابي سالم العراقي» الذي كان مسؤولا أمنيا في تنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك قبل ان يُعين اميراً عسكرياً لقطاع جنوب سوريا في العام 2019، المعروف باسم ولاية درعا، وفق ما افاد به رئيس قسم الدراسات الأمنية في مركز العراق للدراسات الاستشرافية، رائد الحامد.
ويذكر الحامد، ان نواة تواجد تنظيم «الدولة» في جنوب سوريا كانت من خلال «لواء شهداء اليرموك» الذي شكله أبو علي البريدي المكنى باسم «الخال» الذي كان أول من أسس محكمة شرعية في بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي، ومعها الشرطة الإسلامية المعروفة باسم «الحسبة» قبل مقتله نهاية عام 2015.
التحول الأبرز كان في العام 2016 عندما اندمجت ثلاثة فصائل، هي لواء شهداء اليرموك وكتيبة المثنى الإسلامية وجيش المجاهدين في تشكيل «جيش خالد بن الوليد» ليفرض سيطرته على معظم مساحات حوض اليرموك ضمن المثلث الحدودي مع الأردن والجولان المحتل وعلى نقاط التماس بين كل من قوات النظام والقوات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل. لكن وجود التنظيم ضعف كثيراً بعد مصالحات 2018 وسيطرة قوات النظام بدعم من قوات روسية خاصة على معظم جنوب سوريا وتفرغ هذه القوات بالتنظيم الذي حورب أيضاً من بعض الفصائل التي دخلت في المصالحات وفضلت القتال إلى جانب قوات النظام على المغادرة إلى الشمال السوري.
ورأى الحامد ان مقتل أبو سالم العراقي قد لا يكون له تأثير كبير على نشاطات التنظيم في سوريا لاسباب تتعلق بأن المنطقة ليست أولوية من أولويات التنظيم، وأنه يركز في المرحلة الراهنة وفق استراتيجياته بعد خسارته معاقله الحضرية على مناطق تمتاز بالهشاشة الأمنية مثل صحراء حمص ودير الزور، وهذه المناطق على خلاف جنوب سوريا حيث تتعدد القوات المناهضة للتنظيم سواء قوات النظام أو القوات الروسية الخاصة أو الفصائل المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى مسلحين من سكان بلدات المنطقة يرفضون أي تواجد للتنظيم.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، نشرت قوات النظام أعداداً كبيرة من جنودها في محيط بلدة طفس في محاولة منها للقبض على مسلحين مطلوبين داخل البلدة وافقت لجنة التفاوض المحلية في البلدة على اخراجهم منها ومن محافظة درعا. لكن الاتفاق لم ينفذ، حسب وسائل إعلام سورية، ما أدى إلى بدء قوات النظام في 6 أغسطس/ اب استخدام القوة لتطبيق الاتفاق. ومنع مسلحون من أهالي المنطقة تقدم قوات النظام على اطراف بلدة طفس خلال يومين من القصف الذي دفع اعدادا من المسلحين لمغادرة البلدة إلى بلدات أخرى، من بينهم أبو سالم العراقي المسؤول العسكري في تنظيم «الدولة» الذي غادرها إلى بلدة عدوان المجاورة التي قُتل بها في نهاية الامر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول داود. الاردني:

    لو قتله الامريكان لتغنى الإعلام بذلك.

إشترك في قائمتنا البريدية