مقتل عنصرين من القوات الباكستانية و29 مسلحا بعمليات امنية وطالبان تلتزم الهدوء في المناطق القبلية الباكستانية التواقة الى التغيير
5 - مايو - 2013
حجم الخط
0
عواصم ـ وكالات: قتل عنصران من قوات الأمن الباكستانية، و29 مسلحاً، امس الاحد، بعمليات أمنية واشتباكات في إقليمي أوركزاي القبلي، وخيبر بختونخوا بشمال غرب البلاد. ونقلت قناة (سما) الباكستانية، عن شعبة العلاقات العامة التابعة لقوات الأمن الباكستانية، أن 13 مسلحاً، بينهم قيادي، قتلوا بعمليات أمنية نفذتها هذه القوات في منطقة أوكزاي العليا، كما تمكنت من تدمير مخبأين لهم. وأضافت ‘الشعبة’ أن القوات الأمنية نفّذت عملية أخرى في وادي تيرا بإقليم خيبر بختونخوا، ما أدى إلى مقتل 16 مسلحاً، كما تمكنت من مصادرة مخازن أسلحة وذخائر. وقال مسؤولون عسكريون إن عنصرين من القوات الباكستانية قتلوا، وأصيب 3 آخرون بجروح، باشتباكات مع مجموعات مسلحة موالية لحركة طالبان وتنظيم القاعدة. ويذكر أن إقليم أوركزاي القبلي يشهد نشاطاً للمتشددين. ياتي ذلك فيما يكثف مقاتلو حركة طالبان حليفة تنظيم القاعدة الهجمات على الحملة الانتخابية في مختلف مناطق باكستان لكنهم استثنوا المناطق القبلية الباكستانية، شمال غرب البلاد التي تعتبر معاقلهم وذلك بهدف عدم اثارة غضب السكان المحليين التواقين الى التغيير. وتعتبر المقاطعات السبع في تلك المنطقة الخاضعة الى حكم شبه ذاتي والمحاذية لافغانستان، معقل حركة طالبان الباكستانية التي اشهرت الحرب منذ 2007 على الحكومة الباكستانية آخذة عليها دعمها للسياسة الامريكية. ونددت حركة طالبان بالانتخابات العامة التي قالت انها ‘مناهضة للاسلام’ وضاعفت الهجمات على الاحزاب العلمانية لا سيما في منطقة بيشاور (شمال غرب) وكراتشي (جنوب)، وفي المجموع قتل منذ منتصف نيسان/ابريل اكثر من ستين شخصا في اعمال عنف تخللت الحملة الانتخابية. لكنها لم تنفذ اي من الهجمات في تلك المناطق القبلية المعتادة على المعارك والتجاوزات. وذلك لان، الجيش ومع اقتراب موعد الاقتراع، كثف العمليات ضد المقاتلين ودحرهم على الاقل موقتا، وعزلهم في الجبال، كما يقول السكان. غير ان ذلك يعود خصوصا الى استراتيجية حركة طالبان التي قررت استثناء المناطق القبلية من الهجمات حيث دعم السكان المحليين حيوي بالنسبة اليها. وصرح احسان الله احسان الناطق باسم طالبان لفرانس برس ‘اننا نحن والقبائل المحلية شعب واحد ولا نريد الحاق الضرر بهم’. ولاول مرة في هذه المنطقة المتمردة تاريخيا عن السلطة المركزية، افسح المجال امام الاحزاب السياسية الوطنية لترشيح مرشحين وذلك لاعطاء القبائل قدر اكبر من التمثيل بامل ابعادها عن نطاق المتمردين. وقال الطبيب ميراج علي الذي يشرف على مستوصف ميشني بمقاطعة مهمند القبلية لفرانس برس ان ‘الناس يريدون التغيير وليس فقط في العقول’. وكما جرى في مناطق قبلية اخرى، اتهمت الحكومة في مهمند بعدم بذل جهد من اجل حماية السكان وبشن هجمات دفعت بمئات الالاف منهم الى النزوح بعيدا عن ديارهم. وهذه المرة يأمل كثيرون في تقدم الاحزاب التي كانت حتى الان في معارضة: الاحزاب الدينية وحركة الانصاف الباكستانية بقيادة عمران خان، بطل الكريكيت السابق، وحزب الرابطة الاسلامية لنواز شريف، واكد الطبيب علي ان ‘خان وشريف هما الزعيمان اللذان يحظيان باكبر دعم في المناطق القبلية’. وبلغت الحملة الانتخابية اوجها بالنسبة للمرشحين ال339 للمقاعد الاثنى عشر المخصصة للمناطق القبلية في الجمعية الوطنية. وانتشرت اعلام وملصقات وصور ولافتات المرشحين فوق السطوح والمحلات التجارية والسيارات ونظم المرشحون العديد من المهرجانات واللقاءات وغالبا ما يحمل السكان شارات احزابهم على صدورهم. وتعتبر ظروف حياة المناطق القبلية الاشد قسوة مقارنة بمختلف مناطق باكستان الاخرى لافتقارها الى الكهرباء والتوظيف والتربية، ورغم هجمات الجيش وانتشاره لا يتجرا كثيرون على الخروج بعد غروب الشمس كي لا يواجهوا المقاتلين. وقال المعلم محمد شاه (43 سنة) ‘سننتخب نوابا شرفاء ليحلوا مشاكلنا’. وكما جرت العادة سيكون النواب من ابناء العائلات الكبرى لملاكي الاراضي التي تحمل لقب خان’. فهم الوحيدون القادرين على القيام بحملة انتخابية تتماشى مع التقاليد المحلية واستقبال اكبر عدد ممكن من الناس واستضافتهم بالطعام -في معظم الاحيان اكلة بالرز واللحم تطبخ في قدرات كبيرة’ مرتين في اليوم وتوفير الشاي باستمرار. وصرح الصيدلي رقيب الله (27 سنة) وهو من انصار عمران خان، النجم السياسي الصاعد حاليا والمؤيد لاجراء مفاوضات سلام مع طالبان، ان ‘نوابنا السابقين باعونا لاسلام اباد واليوم نتمنى ثورة تطيح بكل هؤلاء الفاسدين’. واضاف ‘انه وعدنا بانه سيضع حدا للارهاب وبتوفير التربية للجميع. انه عمران +خان+، انه باشتون وقد اثبت قيمته’. من جانبه قال شير خان التجار المحلي في ميرانشاه، كبرى مدن وزيرستان المقاطعة الاكثر تمردا، ‘انه حقا لامر جيد ان نتمكن من التصويت على الاحزاب، هذا يحسن الوعي السياسي بين القبائل’.